استئناف جلسات الحوار الوطنى يعتبر ضرورة لاستمرار حشد الدولة لكل الفاعلين والمؤثرين فى الحياة المصرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لمواجهة الأزمات والمشاركة فى جهود التنمية.. ويضع المجتمع المصرى أمام حوار جاد كما بدأ فى مرحلته الأولى يعبر عن كل الآراء فى ظل جمهورية جديدة تتسع للجميع، ويجعلنا أمام حقيقة مهمة هى أنه أحدث حالة من الحراك السياسى غير المسبوق يهدف إلى ترسيخ الحياة الديمقراطية والإصلاحات السياسية والرؤى الاقتصادية فى ظل أزمات وتحديات يشهدها العالم كله.
أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى الدعوة إلى الحوار الوطنى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان- إبريل 2022، تحت شعار «وطن يتسع للجميع»، كآلية جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وقد شملت قاعدة المشاركة فى الحوار الوطنى جميع ممثلى المجتمع المصرى بكل فئاته ومؤسساته، وكان هناك حرص كبير من إدارة الحوار الوطنى للوصول إلى جميع مناطق الجمهورية، بالتنسيق مع كل التيارات السياسية الحزبية والشبابية لضمان حوار وطنى فعال يضم المعارضين قبل المؤيدين، من أجل مناقشة أولويات العمل الوطنى فى الفترات الراهنة والمقبلة.
وجود الحوار الوطنى فى الأساس دليل واضح على اتساع صدر الدولة لسماع الجميع وتناول كل الرؤى، إعمالاً بالمبدأ التشاركى الذى يضمن تنظيم عمل كل مؤسسات الدولة الرسمية منها وغير الرسمية جنباً إلى جنب، وبالتوازى فيما بينها لضمان تحقيق أهداف التنمية المنشودة على مستوى كل القطاعات. ونجح الحوار الوطنى فى خلق حالة من التقارب بين القوى السياسية والحزبية، فلأول مرة نجد اتجاهات فكرية مختلفة تجلس على مائدة واحدة تستعرض كل ما لديها من أفكار ورؤى بحرية ودون قيود، لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وردت مخرجات الحوار الوطنى القوية التى صدرت بالتوافق بين المشاركين، وإحالة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها إلى جهات التنفيذ على الذين كانوا يريدون الفشل للحوار، وتوقعوا أنه سيكون مجرد مكلمة تتبخر فى الهواء الطلق، وجنى المصريون ثمار الحوار الوطنى سريعاً، وتمثلت فى زيادة نسبة الوعى بأهمية المشاركة فى الانتخابات العامة، وقدموا صورة مشرفة فى الانتخابات الرئاسية لم تحدث فى التاريخ. وكان قرار تعليق الحوار الوطنى لاجتماعاته «مؤقتاً» لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية حرصاً على توفير المناخ «الإيجابى الملائم» لكل الأطياف التى شاركت فى الحوار الوطنى للمساهمة بـ«حرية كاملة» فى العملية الانتخابية من دون تأثير عليهم وضمان الشفافية. وقررت أمانة الحوار الوطنى العودة للحوار عقب الانتخابات لمناقشة القضايا التى سبق تحديدها من قبل مجلس الأمناء بالتوافق مع مقررى الحوار واللجان.
بالحوار تصنع الدولة المصرية تاريخاً جديداً يليق بجمهوريتها الجديدة بمعالمها الرحبة، ويتماشى مع قيادة سياسية حكيمة تسعى لتوحيد الصف وتعزيز البناء الداخلى، وتعكس استجابة الرئيس السيسى السريعة لمخرجات الحوار، ووفاءه بتعهداته السابقة أمام القوى السياسية، بأنه سيستجيب لكل مخرجات الحوار الوطنى، فى ضوء صلاحياته الدستورية سواء من خلال إصدار قرارات تنفيذية أو بالتوجيه بتقديم تعديلات تشريعية وإصدارها من خلال مجلس النواب، ما سيكون لهذه المخرجات دور كبير فى المساهمة فى حل المشكلات التى تواجه الدولة، وتساعد على خلق مناخ ملائم للعمل السياسى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ضرورة الحوار الوطني حكاية وطن حشد الدولة الحياة المصرية السياسية مواجهة الأزمات الحوار الوطنى
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: ضرورة محاسبة مروجي الشائعات والمسيئين لمؤسسات الدولة
دعا الإعلامي مصطفى بكري الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يسيء للجيش أو الشرطة أو مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن التعامل مع مروجي الشائعات والمعلومات المغلوطة يجب أن يكون بنفس الحزم الذي تتبعه الدول مع الخونة، لمنع نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.
رفض الشائعات ودعم النقد البناءوقال بكري، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد": "التاريخ لن يعيد نفسه، فقد تعلمنا من دروس الماضي، ولن نسمح بالانزلاق وراء الشائعات أو التضليل.
نحن مع النقد البناء الذي يهدف إلى الإصلاح، وليس النقد الهدام الذي يسعى لتدمير المؤسسات وزعزعة الثقة فيها".
مكافحة الفساد بقوةوأكد بكري أن مصر لن تتهاون في مواجهة الفساد والخيانة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الرقابية تعمل بكفاءة لملاحقة كل من يحاول الإضرار بالوطن، مضيفًا:
"رغم الاتهامات الخارجية التي قد تُوجه لنا بتعطيل الاستثمار عند محاسبة الفاسدين، فإننا سنواصل التصدي لهم بكل قوة لضمان حماية الدولة وحقوق الشعب".
إصلاح الإعلام المصريوشدد الإعلامي على أهمية تعزيز الدور الإعلامي للتصدي للأكاذيب والشائعات، مشيرًا إلى الحاجة الماسة لزيادة برامج "التوك شو" التي تدافع عن الدولة وتنشر الحقائق.
وقال بكري: "لدينا عدد قليل من البرامج التي تدعم الوطن.
إصلاح جذري للمشهد الإعلاميوتابع:"أشعر أننا جميعًا مقصرون في تقديم قضايا الدولة بشكل جيد. المرحلة القادمة ستشهد تغييرات كبيرة، وكل من أساء أو تقاعس عن أداء واجبه سيواجه عواقب واضحة. لن يكون هناك مكان للمواقف السلبية أو التكاسل في هذه الفترة الحساسة".
رسالة للمواطنيناختتم بكري حديثه بتوجيه رسالة للمواطنين بضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات، ودعا الجميع إلى دعم مؤسسات الدولة ومساندتها في التصدي للتحديات التي تواجهها، مشددًا على أهمية التعاون بين الإعلام والدولة في مواجهة الأكاذيب وحماية الوطن.