بوابة الوفد:
2025-03-16@08:02:09 GMT

عام جديد بين اليأس والرجاء!

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

كنت فيما مضى أتوقف كثيراً أمام الفواصل الزمنية لأتأمل ماذا حدث فى العام الذى غادر بحلوه ومراراته مقيِّماً ما جرى فيه من الأحداث لأعدد المكاسب والخسائر على كل المستويات وخاصة المحلية والدولية متسائلاً عن الآتى وكيف ستكون صورته؟! إلى أن كتبت فى عام 2000م كتابى «بين قرنين – معاً إلى الألفية السابعة» الذى لم يلقَ الاهتمام الذى كنت أتوقعه، وكذا كتبت بعد ذلك كتابى «ما بعد العولمة– قراءة فى مستقبل التفاعل الحضارى» عام 2003م، وحدث نفس الشىء، إذ على الرغم من غرابة العنوان باستحداثه مصطلحاً جديداً لم يكن أحد قد استخدمه من قبل للدلالة على أننا سننتقل من عصر العولمة بما فيه من هيمنة غربية وأمريكية على العالم إلى عصر متعدد الأقطاب ستئول السيادة فيه إلى أقطاب آخرين بقيادة شرق آسيا والصين تحديداً، إلا أن ردود الفعل جاءت أيضاً قليلة وخافتة ولم يلتفت القارئ العربى كالعادة إلى أهمية أن تكون لنا رؤية مستقبلية للأحداث! ومن ثم فقد تأكد لى أننا كعرب نعشق الماضى ونحب أن نستعيده ونحيا فيه إما للتغلب على مآسٍ ومشكلات الحاضر أو خوفاً من مواجهة المستقبل وتحدياته التى تتطلب تخطيطاً واستعدادات وإجراءات لسنا جاهزين لها وربما لا نرغب فى اتخاذ أى مواقف لم يشر علينا بها الآخر أو ربما قد تثيره فينغص علينا حياتنا المستقرة البائسة!! فنحن أمة «من فات قديمه تاه» و«ليس فى الامكان أبدع مما كان».

. إلخ ودائماً ما ننظر إلى الماضى باعتباره «الزمن الجميل»!! 

ومع ذلك فإننى لم أيأس ولم يصبنى الإحباط بعد لدرجة أننى حولت دفة تفكيرى كلها نحو المستقبل، وكم عقدنا فى الجمعية الفلسفية المصرية من ندوات ومؤتمرات عن «فلسفة المستقبل» كما جعلناها مقرراً دراسياً ضمن المخطط الدراسى لطلاب الدراسات العليا بالجامعة، وكتبت منذ عامين كتابى «مدخل إلى فلسفة المستقبل» الذى فوجئت أيضاً بأنه لقى الاهتمام من التليفزيون الفرنسى دون أن يلقى أى اهتمام من الدارسين أوالإعلاميين العرب والمصريين!..

وهنا وجدتنى بحق أمام السؤال الكبير: هل نحن بحق أمة لا تقرأ؟! هل نحن أمة كتب عليها التبعية والسير فى ركاب الأمم الأخرى؟! وإلى متى سنظل أمة رد الفعل بل ربما أمة «اللا فعل»؟!، إنه السؤال الذى أواجهه ولا أستطيع الإجابة عليه إجابة قاطعة حيث أننا فى واقع الحال أمام إجابتين متناقضتين؛ فمن جهة أجد واقعنا الحالى يؤكد أننا بالفعل أمة لا تقرأ! أمة عشقت الخضوع والاستكانة للآخر ومتابعته والتبعية له فى كل الأحوال! ومن جهة أخرى وبالنظر إلى ما تملكه أمتنا من إمكانيات مادية وروحية أجد أنه يمكننا فى أى لحظة أن نستيقظ من سباتنا العميق ونفيق من غفوتنا الحالية لنوقظ إرادتنا الحرة ونعيد امتلاك زمام المبادرة واستقلال القرار ونقرر السيطرة على مواردنا المادية والبشرية واستغلالها فى استعادة قدرتنا على الفعل بتوظيف كل الإمكانيات العربية لبناء القدرة المستقلة واستعادة الدور الحضارى المفقود، إننا نمتلك كل مقومات النهوض والتقدم كدول تتحدث لغة واحدة وتعيش على نفس البقعة المتصلة من الأرض التى تمثل موقعاً جغرافياً فريداً يتوسط العالم وهو يتميز بالثروات الطبيعية التى يصعب توافرها فى مكان آخر بالعالم من الأرض الخصبة والصحارى الواسعة والأنهار العذبة والبحار التى تزخر بالممرات المائية وثرواتها السمكية والمعدنية، والشواطئ الفريدة، إننا نمتلك التاريخ المشترك والعقيدة الدينية الوسطية المتمثلة فى الإسلام والمسيحية، كما أننا تحررنا من الاستعمار التقليدى ما عدا فلسطين التى قاربت أن تلفظ مستعمريها الصهاينة! ومن ثم فلا ينقصنا إلا إرادة سياسية قوية نحو توحيد الصف واستلهام تجربة الاتحاد الأوروبى كبديل لكياننا الهش المسمى بالجامعة العربية، وإننى لعلى يقين بأنه بمجرد إعلان هذا الكيان الوحدوى ووجود جيش عربى موحد والتنسيق العربى فى كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والفنية..إلخ سينقلب حالنا من الضعف إلى القوة، ومن التبعية إلى الاستقلال الحقيقى، ومن تسول الحماية من الآخرين والاعتماد عليهم إلى الاعتماد على الذات العربية القوية بعلمائها ومبدعيها وبزعمائها وقياداتها المدنية والعسكرية! إننا بحق فى لحظة تاريخية فارقة، فهل نعى متطلباتها وتحدياتها أم سنظل نبحث عن وسائل النجاة لدى من يريدون لنا الفناء والضياع؟! هذا هو سؤال بداية العام، فهل يحمل له هذا العام إجابة؟!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عام جديد نحو المستقبل

إقرأ أيضاً:

مسؤولون: الاهتمام بالطفل استثمار في المستقبل

أكد عدد من المسؤولين والوزراء أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الطفل ودور الأسرة في تنشئة جيل قادر على المساهمة في بناء الوطن.
يمثل يوم الطفل الإماراتي فرصة لتجديد الالتزام برعاية الأطفال وتوفير بيئة مثالية لنموهم.
رؤية القيادة
أكد الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، أن هذا اليوم يعكس رؤية القيادة الرشيدة وحرصها على ضمان حقوق الأطفال وتوفير بيئة مثالية لنموهم وتطورهم، وقال إن الاهتمام بالطفل هو استثمار في المستقبل، ونحن في جمعية الشارقة الخيرية نواصل التزامنا بدعم الأطفال المحتاجين عبر برامج ومبادرات توفر لهم الرعاية الصحية والتعليمية، وتسهم في تحسين جودة حياتهم وضمان مستقبل مشرق لهم.
رؤية مستدامة
أكد عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة للاحتفاء برؤية مستدامة ومسيرة متواصلة في مجال تمكين أجيال الإمارات، وترسيخاً لنهج الدولة وتوجيهات القيادة الحكيمة في جعل بناء الإنسان رسالة وهدفاً وغاية تتوجه إليها جميع استراتيجيات التنمية الوطنية، وفي المقدمة يأتي دعم الأطفال باعتبارهم ثروة الوطن الحقيقية للمستقبل، وقال إن شعار يوم الطفل «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» ينسجم مع توجهات «عام المجتمع» في بناء مجتمع متماسك.
نموذج رائد
أكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن دولة الإمارات قدّمت نموذجاً رائداً عالمياً في رعاية الطفولة والاستثمار في الأجيال الناشئة، وذلك انطلاقاً من رؤية استراتيجية متكاملة تعزز قدرات الطفل الإماراتي في مختلف مراحل نموه وتحيطه بالرعاية الشاملة من مختلف الجوانب، وبينت أن الاحتفاء بيوم الطفل الإماراتي يأتي تتويجاً لجهود كبيرة بذلتها القيادة الرشيدة من أجل الارتقاء بحاضر ومستقبل أطفال الإمارات.
مناسبة وطنية
قال عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، إن هذا الاحتفال يمثل مناسبة وطنية ترسخ اهتمام القيادة الرشيدة بالطفل في الحماية والرعاية والدعم والتمكين، إيماناً منها بأنه مستقبل الوطن والأمل في غد مشرق، وتجسدت تلك الرؤية في إرساء منظومة قانونية وتشريعية تحمي الطفل وتضمن حقوقه في الرعاية والحماية والتعليم والصحة وجودة الحياة.
منظومة متكاملةقال الدكتور سيف غانم السويدي، مدير محاكم دبي: «تماشياً مع التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة، تُواصل الدولة جهودها في إرساء منظومةٍ متكاملة من القوانين والسياسات الداعمة للطفولة والكفيلة بحماية الطفل وتمكينه، تأكيداً لالتزامها بضمان النشأة المُثلى للأطفال في بيئةٍ ترعاهم وتعزز نماءهم باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء مستقبلٍ أكثر ازدهاراً لدولة الإمارات».
دعم حقوق الطفلأكد أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، أن هذا اليوم يمثل محطة بارزة تجسد التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم حقوق الطفل، وتعزيز بيئة تكفل له النماء والحماية والتمكين، وفق أرقى المعايير العالمية.
وأشار إلى أن البرلمان العربي للطفل، يضطلع بدور محــوري فـــي تأهيل الأطفال العرب للمستقبل والــذي يعــد الطفل الإماراتي جزءاً أصيلاً منــه عــبر برامج نوعــية تركز علــى بنـــاء الشخصية القيادية، وترسيخ ثقافة الحوار.
نموذج عالمي
أكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن دولة الإمارات ترسّخ نموذجاً عالمياً متقدماً في رعاية صحة الأطفال، مستندةً إلى رؤية قيادتها الرشيدة التي تضع صحة الطفل ورفاهيته على رأس الأولويات، وتسعى إلى توفير بيئة صحية متكاملة تضمن له أعلى مستويات الرعاية وفق المعايير الدولية.
وأوضح أن المؤسسة تلتزم بتقديم خدمات نوعية وشاملة للأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة المراهقة، عبر منظومة متطورة تشمل المستشفيات المتخصصة.
حجر الأساس
أكدت هنادي اليافعي، مدير عام إدارة سلامة الطفل، أن ترسيخ الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية في حياة الأطفال اليومية هو حجر الأساس لبناء جيلٍ واثقٍ بجذوره، متمسكٍ بقيمه، وقادرٍ على استشراف المستقبل بثبات.
وقالت: «في يوم الطفل الإماراتي، نحتفي بحق كل طفل في أن ينشأ في بيئة تعزز انتماءه لتراثه وهويته، وتمنحه الفرصة للمشاركة الفاعلة في الحفاظ على الإرث الثقافي لدولته، ليكون شريكاً في صياغة مستقبلها».
وأكدت خولة الحواي، مدير مؤسسة أطفال الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أن يوم الطفل الإماراتي يمثل مناسبة وطنية مهمة تعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بحماية حقوق الأطفال وتوفير بيئة آمنة وداعمة لهم، بما يضمن تنشئتهم على أسس راسخة من القيم الوطنية والثقافية. وأشادت بالدعم الكبير الذي تحظى به الطفولة من كلٍّ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة تحتضن مواهب الأطفال وتعزز قدراتهم.
وقالت الدكتورة فاطمة محمد سعيد الفلاسي، مدير عام جمعية النهضة النسائية بدبي، إن هذا اليوم يؤكد أهمية صون الهوية الوطنية والقيم التي غرسها الآباء والأجداد، تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في الحفاظ على مكانة الإمارات المتقدمة عالمياً من خلال أجيال واعية متسلحة بالعلم ومتمسكة بهويتها وثقافتها الوطنية.
وأكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن هذا اليوم يجسد اهتمام الدولة برعاية الطفل ودعمه وتمكينه بوصفه ثروة الوطن وركيزته الأساسية في تحقيق التنمية المستدامة.

أبوظبي تعتزم إطلاق معايير لخدمات الأطفال خارج دور الحضانة والمدارس

أعلنت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي الذي يصادف 15 مارس من كل عام، بدء العمل على تصميم نظام لتقييم جودة الخدمات المقدمة للأطفال الصغار خارج دور الحضانة والمدارس، ومن بينها المخيمات، وبرامج ما بعد المدرسة، ومكتبات الأطفال، والحدائق، والملاعب، ومتاحف الأطفال.

وسيعتمد نظام التقييم على مجموعة من المعايير المستندة إلى الممارسات العالمية الرائدة التي تم تكييفها لتتناسب مع ثقافة دولة الإمارات وقيمها وسياقها المحلي، حيث سيقيم النظام مجموعة كبيرة من الخدمات التي تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-8 سنوات، مع وجود خطط لتوسيع نطاق التقييم ليشمل الخدمات المقدمة للأطفال حتى سن 18 سنة في المستقبل.

وقالت سناء بنت محمد سهيل، وزيرة الأسرة ، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، إن الهيئة لا تسعى من خلال هذا النظام إلى تحديد معايير الخدمات المقدمة للأطفال خارج دور الحضانة والمدارس وتقييمها فحسب، ولكن تهدف إلى الارتقاء بمستوى تلك الخدمات، وإحداث نقلة نوعية في تجربة الأسر والأطفال. وأكدت أن الجودة هي الأولوية التي تسعى الهيئة من أجلها إلى تصميم النظام، لتقديم تجارب فعالة وإيجابية لكل أسرة، ولكي يشعر الوالدان بالثقة في البرامج التي يشارك فيها أطفالهم.b(وام)

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين
  • رمضان بطعم الحزن.. اليأس يخيم على الفلسطينيين فى جنين وطولكرم بالضفة الغربية.. عمليات جيش الاحتلال تؤكد قسوة الظروف فى ظل أوامر إخلاء المخيمات
  • هزاع بن زايد: التنشئة السليمة تعني مجتمعاً مستقراً ومزدهراً في المستقبل
  • أحداث الساحل السوري وتداعياتها السياسية
  • مسؤولون: الاهتمام بالطفل استثمار في المستقبل
  • الشيباني: مصائرنا مشتركة والبلدان يجب أن يقفا ضد التهديدات وضد التدخلات الخارجية التي يتعرضان لها كما أننا مستعدون للتعاون مع العراق في محاربة داعش فأمن سوريا من أمن العراق
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نحن في بغداد في لحظة نجدد فيها وحدة الصف بين سوريا والعراق والتأكيد على الروابط العميقة بين البلدين الشقيقين
  • ضرورة تقدير الموقف
  • احذر.. الحبس 5 سنوات عقوبة البلطجة من خلال اصطحاب حيوان يثير الذعر
  • العصبة الاحترافية أنفقت أزيد من 24 مليارا في 2024.. والرجاء البيضاوي في مقدمة الأندية الأكثر حصولا على المنح