رغم أن إسرائيل تلحق الضرر بحماس عسكرياً، وربما بشكل كبير، بعد تدمير العديد من أنفاقها وفرار مقاتليها، فإن حماس حركة وإيديولوجية ساعد تطرف نتنياهو فى الترويج لها فى كثير من النواحى.
لقد أحبطت الحكومات الإسرائيلية اليمينية أى مفاوضات جادة مع الحزب الفلسطينى الأكثر «اعتدالاً»، ألا وهو «حركة فتح» التى كان يتزعمها الراحل ياسر عرفات، منذ قمة «كامب ديفيد» فى العام 2000 ؛ قبل أكثر من عشرين عاماً.
أما عن الفكرة التى يروج لها زعماء الشمال العالمى، التى مفادها أن المفاوضات مع قيادة السلطة الفلسطينية التى فقدت مصداقيتها فى الضفة الغربية هى وحدها التى يمكن قبولها فهى لن تنجح أيضاً. تتمتع حكومات الشمال العالمى بتاريخ من المحاولات والفشل فى الترويج لمرشحيها «المفضلين» على الشعوب التى تطالب بحق تقرير المصير لاختيار ممثليها. ولا بد من ضم حماس بطريقة أو بأخرى.
وفى النهاية، الحل يجب أن يكون سياسياً، لا يستطيع الفلسطينيون، أياً كان انتماؤهم السياسى، هزيمة إسرائيل عسكرياً، لكن إسرائيل أيضاً لا تستطيع هزيمة الفلسطينيين عسكرياً. وكما كتب جوناثان باول، كبير موظفى تونى بلير السابق فى كتابه «التحدث إلى الإرهابيين»، فإن مثل هذه الصراعات لا يمكن حلها إلا عن طريق التفاوض. وعلى الرغم من مواقفهم العلنية، كان نتنياهو وجو بايدن وريشى سوناك يتفاوضون مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن والسجناء، وإن كان ذلك من خلال قطر بشكل رئيسى.
ومع ذلك ازدرى زعماء جناح اليمين فى إسرائيل المفاوضات، وكرسوا أنفسهم بدلاً من ذلك لتحويل الأراضى الفلسطينية إلى أراضٍ تابعة محتلة. أما الضفة الغربية، التى تخضع جزرها الصغيرة لإدارة فتح اسمياً (لكنها فى الواقع تسيطر عليها إسرائيل)، فهى تضم الآن نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلى؛ ويعيش فى القدس الشرقية ما يقرب من ربع مليون مستوطن إسرائيلى. ويشعر الزعماء فى الشمال العالمى بالقلق، مشيرين إلى أن مثل هذه المستوطنات غير قانونية، لكنهم لا يفعلون شيئاً، ويتسامحون مع المزيد من المستوطنين، وكذلك الحصار الطويل، والدمار شبه الكامل الآن لغزة.
لقد فشل حكام إسرائيل اليمينيون فشلاً ذريعاً فى حماية مواطنيهم، ومن خلال ملاحقة فظائعهم الوحشية فى غزة، فإنهم يعرضونهم للخطر على نحو أعظم.
لا يمكن للإسرائيليين أن يحصلوا على الأمن أبداً حتى يحصل الفلسطينيون على الأمن، المعادلة التى يمكنك من خلالها فرض نظام من العنف الهيكلى على شعب آخر، يمكنك حرمان شعب آخر من حقوقه الأساسية، وتعيش مع أمنك الخاص، هذه المعادلة لا تعمل أبداً… لأنك عندما تقمع الناس، فأنت تعرف أنك تولد الرغبة فى الانتقام، لا يمكنك فى الواقع النوم بأمان فى الليل.
د. مصطفى محمود
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى محمود لن تقوم بتدمير حماس تطرف نتنياهو
إقرأ أيضاً:
القاهرة الإخبارية: 4 ملايين شخص دخلوا للغرف المحصنة في إسرائيل منذ الصباح
أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل مساء اليوم الأحد، بأن قرابة 4 ملايين شخص دخلوا إلى الغرف المحصنة في إسرائيل منذ صباح اليوم، وفقا لـ إذاعة جيش الاحتلال.
وأضافت أن صفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة منذ ساعات الصباح.
تصعيد الاحتلال في الشرق الأوسطولا يزال التصعيد في الشرق الأوسط مستمرا بشكل أكبر من ذي قبل، حيث أن مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده الكبير ضد حزب الله في الأيام الأخيرة، زاد الأمور تعقيدا، فيما تشير التوقعات إلى أن جيش الاحتلال سيزيد من هجماته على جنوب لبنان، تحت مزاعم الضغط على حزب الله من أجل تأمين عودة سكان الشمال إلى مستوطناتهم.
وما زاد من حدة التوترات في المنطقة، هو اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، لـ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، بعد مجموعة الاغتيالات الأخرى التي نفذّت ضد عدد من قيادات حزب الله.
وبعد استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في اشتباك مع قوات الاحتلال، لا يمكن توقّع إلى أي مدى سيصل مستوى التصعيد، خصوصا مع استمرار بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال في وضع العراقيل أمام أي مفاوضات لتحقيق صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، وحرصه على استمرار حرب الإبادة في غزة، وكذلك مواصلة الاعتداءات على الضفة الغربية.
وتواصل مصر وساطتها الدبلوماسية بمشاركة قطر، من أجل الضغط على إسرائيل، لإتمام صفقة تبادل المحتجزين مع حركة حماس، والقبول بوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين.
اقرأ أيضاً«حماس»: ندعو إدارة بايدن للتكفير عن خطيئتها بالضغط على الاحتلال لوقف جرائمه
144 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى
حزب الله يستهدف تجمعات الاحتلال بالصواريخ والمسيّرات الانقضاضية