فى أحد أيام صيف عام 2012، دعانى صديق قديم إلى حضور مباراة نهائية فى دورة رمضانية لكرة القدم، نظمتها مجموعة من الأطفال عشاق الساحرة المستديرة، الذين اهتدوا إلى ملعب ترابى تحت سفح الجبل فى قرية صغيرة بمحافظة سوهاج جنوب مصر، ليُظهروا مواهبهم المدفونة وسط الرمال والحصى، فى خفة واحترافية آسرة، جعلتنى أتفاعل باستمتاع مع كل لعبة جميلة و«ترقيصة» مهارية، كأننى أشاهد نهائى كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا.

بين حجرين كبيرين، وقف محمد الملقّب بـ«الحضرى»، مزهواً بنفسه فى حراسة المرمى، يتصدى لكرات ترابية مشكلاً سداً منيعاً أمام الفريق المنافس، يصعب على أمهر اللاعبين اجتيازه، وخلفه اصطف العشرات من المشجعين، الذين يهتفون باسمه كلما حلّق فى الهواء كالنسر، لاصطياد الكرة بمهارة وموهبة خصبة، يتفوق بها على الحراس المحترفين، لو أتيحت له فرصة اللعب فى مؤسسة كروية تدعم موهبته الاستثنائية.

فى الجهة الأخرى من الملعب، انطلق صاحبنا «عامر» حافى القدمين صوب المرمى، مخلفاً وراءه هالة من الغبار، غير عابئ بالمدافعين الذين يلهثون خلفه دون أن يلحقوا به، بعدما راوغهم بالكرة التى تمتثل لحركاته الخاطفة، ولا تهدأ حتى تستقر فى الشباك، ثمّ وقف فى تواضع جم يحيى المتفرجين المنبهرين بأدائه الأسطورى.

تذكرت تلك المشاهد العالقة فى ذاكرتى منذ 12 عاماً، عندما شاهدت بالأمس مقتطفات من المباراة الختامية للموسم الثانى من برنامج «كابيتانو مصر»، الذى أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، قبل عام، للتنقيب عن كنوز مصر وجواهرها الكروية، المدفونة فى القرى والنجوع والحوارى الشعبية، التى تزخر بمواهب تستطيع إثراء الكرة المصرية.

حوّل «كابيتانو مصر» أحلامنا بإتاحة الفرص أمام الموهوبين الحقيقيين فى كرة القدم، إلى واقع ملموس، تتوافر فيه بيئة إبداعية، وإمكانيات تحفز المشتركين على تفجير طاقاتهم المكبوتة، وإخراج أفضل ما لديهم داخل الملعب، فى خطوة تبشر ببزوغ عشرات النجوم على خطى نجمنا الدولى محمد صلاح، الذى خرج من قرية نجريج بالغربية، ورفع اسم مصر فى كل ملاعب العالم، باحترافه فى أكبر أندية أوروبا.

وفّر «كابيتانو مصر» للمشاركين بالبرنامج فرصة معايشة الاحتراف فى الأندية الأوروبية، والاستفادة من الأساليب الحديثة فى كرة القدم، بإرساله 10 لاعبين إلى أكبر نوادى إسبانيا، حتى يعودوا إلى مصر بخبرة جديدة، تشكل نواة الكرة المصرية فى المستقبل القريب، الذى نأمل أن نرى فيه أبناء النجوع والقرى يتربعون على قمة الهرم الرياضى فى مصر والعالم، بعدما فُتحت لهم بوابات تحقيق الأحلام، التى طالما راودت الأجيال السابقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كابيتانو مصر کابیتانو مصر

إقرأ أيضاً:

ماهر محسن: المنافسة بين الأهلي والزمالك في الكرة النسائية تصب لمصلحة المنتخب

أشاد ماهر محسن المدير الفني السابق لفريق حابي واتحاد الشرطة لكرة القدم النسائية، ومطور أداء اللاعبين بقرار إدارتي النادي الأهلي والزمالك بانشاء فريق كرة نسائية في الفترة القادمة وخلق نوع من التنافس الكروي بين الطرفين في المواسم المقبلة.
وقال ماهر محسن في تصريحات خاصة :" أتوقع أن تكون المنافسة بين فريقي قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك قوية وفي غاية الإثارة والندية في الموسم الجديد وهو الأمر الذي سينعكس على الكرة المصرية وسيخلق جيل جديد من اللاعبين المميزين للمنتخب الوطني".

وأضاف:" كرة القدم في العالم كله الأن أصبحت علم وتتطور كبير بخلاف أنها صناعة تجلب الأموال الطائلة لكثير من الأندية العربية والمصرية والإفريقية وقرار الأهلي والزمالك بتكوين فرق للكرة النسائية سيكون في مصلحة المنتخب الوطني والكرة المصرية بكل تأكيد".

مقالات مشابهة

  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»
  • ماهر محسن: المنافسة بين الأهلي والزمالك في الكرة النسائية تصب لمصلحة المنتخب
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها
  • علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!
  • «الأهلي»: مساهمات التنمية المجتمعية تجاوزت 13 مليار جنيه
  • الكهرباء: خطة متكاملة لترسيخ ثقافة ترشيد الاستهلاك والتصدي لسرقات التيار
  • وزير الكهرباء: مواصلة التواجد الميداني لرفع معدلات الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمشتركين
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: تجربة مصر الفتاة والمعركة مع سمير رجب
  • العالم يعيش أفلام سينما الحروب المرعبة
  • السحر فى واقعنا المعاصر