أحمد الضبع يكتب: «كابيتانو مصر».. من الأحلام إلى الواقع
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
فى أحد أيام صيف عام 2012، دعانى صديق قديم إلى حضور مباراة نهائية فى دورة رمضانية لكرة القدم، نظمتها مجموعة من الأطفال عشاق الساحرة المستديرة، الذين اهتدوا إلى ملعب ترابى تحت سفح الجبل فى قرية صغيرة بمحافظة سوهاج جنوب مصر، ليُظهروا مواهبهم المدفونة وسط الرمال والحصى، فى خفة واحترافية آسرة، جعلتنى أتفاعل باستمتاع مع كل لعبة جميلة و«ترقيصة» مهارية، كأننى أشاهد نهائى كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا.
بين حجرين كبيرين، وقف محمد الملقّب بـ«الحضرى»، مزهواً بنفسه فى حراسة المرمى، يتصدى لكرات ترابية مشكلاً سداً منيعاً أمام الفريق المنافس، يصعب على أمهر اللاعبين اجتيازه، وخلفه اصطف العشرات من المشجعين، الذين يهتفون باسمه كلما حلّق فى الهواء كالنسر، لاصطياد الكرة بمهارة وموهبة خصبة، يتفوق بها على الحراس المحترفين، لو أتيحت له فرصة اللعب فى مؤسسة كروية تدعم موهبته الاستثنائية.
فى الجهة الأخرى من الملعب، انطلق صاحبنا «عامر» حافى القدمين صوب المرمى، مخلفاً وراءه هالة من الغبار، غير عابئ بالمدافعين الذين يلهثون خلفه دون أن يلحقوا به، بعدما راوغهم بالكرة التى تمتثل لحركاته الخاطفة، ولا تهدأ حتى تستقر فى الشباك، ثمّ وقف فى تواضع جم يحيى المتفرجين المنبهرين بأدائه الأسطورى.
تذكرت تلك المشاهد العالقة فى ذاكرتى منذ 12 عاماً، عندما شاهدت بالأمس مقتطفات من المباراة الختامية للموسم الثانى من برنامج «كابيتانو مصر»، الذى أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، قبل عام، للتنقيب عن كنوز مصر وجواهرها الكروية، المدفونة فى القرى والنجوع والحوارى الشعبية، التى تزخر بمواهب تستطيع إثراء الكرة المصرية.
حوّل «كابيتانو مصر» أحلامنا بإتاحة الفرص أمام الموهوبين الحقيقيين فى كرة القدم، إلى واقع ملموس، تتوافر فيه بيئة إبداعية، وإمكانيات تحفز المشتركين على تفجير طاقاتهم المكبوتة، وإخراج أفضل ما لديهم داخل الملعب، فى خطوة تبشر ببزوغ عشرات النجوم على خطى نجمنا الدولى محمد صلاح، الذى خرج من قرية نجريج بالغربية، ورفع اسم مصر فى كل ملاعب العالم، باحترافه فى أكبر أندية أوروبا.
وفّر «كابيتانو مصر» للمشاركين بالبرنامج فرصة معايشة الاحتراف فى الأندية الأوروبية، والاستفادة من الأساليب الحديثة فى كرة القدم، بإرساله 10 لاعبين إلى أكبر نوادى إسبانيا، حتى يعودوا إلى مصر بخبرة جديدة، تشكل نواة الكرة المصرية فى المستقبل القريب، الذى نأمل أن نرى فيه أبناء النجوع والقرى يتربعون على قمة الهرم الرياضى فى مصر والعالم، بعدما فُتحت لهم بوابات تحقيق الأحلام، التى طالما راودت الأجيال السابقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كابيتانو مصر کابیتانو مصر
إقرأ أيضاً:
«شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
قطع أحمد شمس الدين مسافة تمتد لأكثر من 70 كيلو، حاملاً بيديه بذور الكتان التي انتوى أن ينقلها من محافظته «الغربية»، التى تعد الأشهر في زراعته، إلى محافظة الدقهلية، ليرى ثمار تجربته الجديدة بالمحصول الذى يصفه بـ«الاستراتيجي» لدخوله في عدد كبير من الصناعات المهمة من ضمنها أجزاء من السيارات والعملات الورقية.
رحلة إقناع نحو زراعة جديدة في الأراضي بالدقهليةشرع «شمس الدين» بالتجول داخل حقول الدقهلية لإقناع أهلها بتأجير بعض أراضيهم لاستخدامها في زراعة الكتان، وهو محصول جديد على المحافظة: «نجحت فى الحصول على ما يقارب الـ120 فداناً داخل مركز السنبلاوين بقرية ميت غريطة، وبدأت فى زراعتها منذ أشهر بسيطة، وبدأت الأرض في الاستجابة للمحصول الجديد وأخرجت بشائر النتاج الخاص بالمحصول».
زراعة الكتان في المحافظات...إنتاج وفير
ويحكى «شمس الدين» أنه اعتاد أن يتجول فى مختلف المحافظات من أجل زيادة رقعة الأراضى المزروعة من الكتان، الذى يعتبر محصولاً استراتيجياً مهماً فى محافظة الغربية، إذ يدخل فى صناعة أفضل أنواع الخيوط والأقمشة، مؤكداً أن العصا الخاصة بمحصول الكتان تدخل فى صناعة الأخشاب، وهو الخشب الحبيبى، الذى يعتبر من أفضل أنواع الأخشاب، لذا مع كل هذه الميزات والصناعات كان لا بد من زيادة المحصول والبحث عن أكبر عدد ممكن من الأراضي التى تستجيب لزراعة الكتان.
وساهم نجيب المحمدى، نقيب الفلاحين فى الدقهلية، بمساحات كبيرة من أرضه؛ من أجل مساندة نجاح الفكرة الجديدة على أراضي الدقهلية، ليخرج أكبر قدر ممكن من المحصول، ويقول إن الكتان من المحاصيل المهمة التى تدخل فى صناعة الأوراق والعملات المعدنية، لذا كان هناك تحدٍّ كبير أن تتم زراعته فى أرض أخرى خارج الغربية: «البشاير جاءت بالخير والنتيجة مبهرة حتى الوقت الحالى».
ويستعد «شمس الدين» من أجل حصاد الكتان بالدقهلية بداية من شهر مارس القادم حتى منتصف شهر أبريل.