رقصات سرية مع السفيرة: لا قوات ستنسحب ولا سفارة ستُغلق
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
5 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
عدنان ابوزيد
في ردهات السياسة العراقية يتراقص النفاق، يلمع في فترة الصراعات ثم يتلاشى في رياح التسوية.
كانت هناك أصوات تهديدية وتوعدية تشدو بعد حادث القصف الأمريكي على مطار بغداد 2020 واغتيال الجنرالين، واطلقت، وقتها، أجندات الغضب والتصدي للوجود الأمريكي في العراق.
كانت الوعود تنهال كالمطر، وعهد وقسم بإقفال السفارة الأمريكية يُزهر في حدائق الخطابات، لكنها سرعان ما تلاشت، في صدى النسيان، وما كان يومًا توعيدًا ثقيلاً، أصبح مسألة تجاهل.
فبعد أسابيع قليلة، بدأت اللقاءات مع السفيرة الأمريكية، بعد أن فقدت الوعود الثأرية مجراها نحو الاستسلام.
الأحداث تُحدث عواصف، ويصرخ البعض بتحدياتهم للقوى الأجنبية لكنها سرعان ما تطوى خلف ستار النسيان والهوامش، ومصالح المقاولات والعيش المنعّم.
تعزفُ القوى السياسية أنغامَ العداءِ والوعيد بوتيرةٍ عاليةٍ تجاه السفارة الأمريكية في بغداد، لكن خلفَ الأبوابِ المُغلقةِ وبينَ جدرانِ السرية، يُتبادلُ الحوارُ، وتُوقّع أوراقَ التواصل.
وسط أصوات النفاق والكذب وأقنعة السياسة، فانّ دماء القصف الجديد لبغداد، ستتلاشى، فلا قوات ستنسحب، ولا سفارة ستغلق، و سيتواصل الرقص مع السفيرة على أنغام سيمفونية المصالح..
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تطبيع العلاقات مع سوريا يثير جدلاً ونواب يعتبرونه استهدافا انتخابيا
27 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:يدعو العراق الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد يوم 17 مايو 2025، في خطوة تؤكد سعي بغداد لتعزيز علاقاتها مع الإدارة السورية الجديدة.
و يعكس هذا القرار، إرادة سياسية لتفعيل الدور العراقي في المحافل العربية، حيث أشار وزير الثقافة أحمد البدراني إلى أن القمة ستناقش تحديات الأمة العربية.
تبرز هذه الدعوة كجزء من استراتيجية أوسع لتطبيع العلاقات مع سوريا، وهو قرار وصفه المسؤولون العراقيون بأنه سيادي ويخدم المصالح القومية.
ويشير التوجه العراقي إلى رغبة في تحقيق توازن دبلوماسي في منطقة مشتعلة بالتوترات. يسعى العراق، الذي يحافظ على علاقات مع إيران والولايات المتحدة، إلى لعب دور وسيط إقليمي دون الانحياز لأي محور. يواجه هذا المسعى تحديات، أبرزها الاستقطابات الإقليمية التي قد تعيق إعادة دمج سوريا في المحيط العربي. تضاف إلى ذلك تعقيدات العلاقة مع إيران، التي تدعم النظام السوري السابق، مما يتطلب من بغداد دبلوماسية دقيقة لتجنب الصدام مع طهران مع تعزيز علاقاتها بدمشق.
ويعكس الجدل الداخلي حول تطبيع العلاقات مع سوريا تقاطع السياسة الخارجية مع الحسابات الانتخابية. يرى محللون أن بعض القوى السياسية تستغل هذا الملف لتعزيز مواقفها قبل الانتخابات، خاصة مع مشاركة رئيس الوزراء وأجزاء من الحكومة في السباق الانتخابي.
و تكمن المشكلة في احتمال تحويل قرار استراتيجي إلى أداة للمناكفات السياسية، مما قد يضعف تماسك السياسة الخارجية العراقية.
ويتطلب نجاح هذه الخطوة عزل الدبلوماسية عن التجاذبات الداخلية. تبدو الدعوة الموجهة للشرع محاولة لتأكيد مكانة العراق كمركز للحوار العربي، لكنها تثير تساؤلات حول قدرة بغداد على إدارة التوازن بين مصالحها الوطنية وتطلعاتها الإقليمية. تشير التحركات الأخيرة إلى ثقة حكومية في اختراق المحاور المغلقة، لكن التحديات الإقليمية والداخلية تظل عائقاً يتطلب حنكة سياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts