بوابة الوفد:
2025-04-28@03:13:38 GMT

تنــوع عطاء اللغة العربية

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

تنوع عطاء اللغة العربية؛ فلم يقتصر علة جانب دون آخر. بل شمل جوانب المعرفة كلها ما بين نظرى وتطبيقى، وآداب، وفنون، وعمارة، وعلوم، واختراع وابتكار، ومن اللافت للنظر والمثير للدهشة أن يجمع العالم من هؤلاء العلماء بين أكثر من تخصص، ويبدع فى أكثر من مجال.

 وقد درج كثير من الباحثين على الاقتصار على بيان الدور التراثى التاريخى للآداب العربية والإسلامية مع الآداب الأوروبية، وذلك لجمع العلماء آنذاك بين تخصصات متنوعة كالطب، أو العلم، من ناحية، والأدب والثقافة العامة، من ناحية أخرى، من أمثال: الطبيب الشاعر: الكندى، والجامعين بين الناحيتين كحنين بن إسحق، وولديه وابن أخته، والسرخسى، والمختار بن عبدون، وابن بطلان، وابن رضوان المصرى، وعلى بن سهل، وابن الطبرى، والرازى، وابن سينا، والفارابى، ومن أبناء آل زهر، وبنى شاكر، وأمثالهم، مما لا يكاد يحصى.

وقد وظف الدارسون ذلك فى مجال الدراسات التقارنية لتبرز أسماء وآثار كالكوميديا الإلهية، والتروبادور، ودانتى، وابن شهيد، وما إلى ذلك مما فصلنا القول فيه فى الفصول الأدبية.

وهذا حق لا مراء فيه. لكن المهم قطعاً وتأكيداً هو أن التأثير الأكبر والأقوى والأخلد والأشهر والمستمر عملياً وعلمياً دون شك كان للجانب العلمى فيما خلفته تلك الحضارة العريقة (الجامعة للأعراق والبيئات تحت سقف العربية) فى تاريخ العلوم عند العرب بأنواعها المتعددة، ذلك التأثير الذى استمرـ ولا يزال ماثلاً للعيان: مادياً ومعنوياً، فى المنجزات، والمكتشفات، والمخترعات، والأعلام، والمصطلحات، ومعترفاً به من المنصفين، وهم الأغلبية، برغم محاولات الانتحال والسرقة والحرق والنهب. بل فى اضطرارهم إلى نسبة تلك المنجزات العلمية إلى أصحابها العرب المسلمين، باسم كل منهم، أو لقبه، ينطقونه بمثل ما كان عند العرب بلفظه وحرفه. وإن كان بحرف لاتينى، كما حدث فى إبداع الخوارزمى غيره. وهذا ما أحاول أن أنتهجه فى الفصول التالية التى تمضى فى تدرجها من فروع الآداب إلى فروع العلوم. 

 من ناحية ثانية آن وقت التوضيح فى موقع المعاصرة للهيمنة السائدة والسيطرة الغربية، ومحاولتها طمس الهوية العربية، وتفتيت الكيان العربى والإسلامى، ومحو التاريخ والإنجاز العربيين، وطمس البصمة الحضارية العربية والإسلامية المتجذرة فى أعماق التاريخ؛ إذ لم ينعزل العربى القديم فى شبه الجزيرة العربية، وفوق كونه «وارث الآراميين البابليين، جغرافيا على الأقل»، كما ذهب «سزكين»، الذى رحل للتجارة، ومعها تم الاحتكاك بالشعوب وحضاراتها القديمة، كما ذهب «لوبون»، وذهبت «سيجريد هونكه»، وسقط الحكم السائد أن الحضارة اليونانية أساس الحكم على الحضارات، حيث رجع «أرنولد توينبى» عما كان قد سجله فى مرجعه الكبير، وذلك فى كتابه (Reconsideration إعادة نظر)، فى أكثر من سبعمائة صفحة، ومع الإسلام تفاعلت أطياف عديدة من البيئات، والمدارس، والألسنة، والأعراق وتلاقحت بلسان عربى مبين فى مرحلة «الأخذ والتمثل»، ثم كانت مرحلة «الإبداع العربى فى العلوم العربية»، كما عبر «سزكين»، أيضا، برغم محاولات «الانتحال» من علماء اللاتين، ثم مرحلة «روح العداء الغربى» الراميتين إلى إنكار الريادة العربية فى تاريخ العلوم، وفى فروع الإنسانيات.

كان ذلك بمنزلة إحياء قرون من العطاء والاستنارة العربية والإسلامية بلسان عربى مبين عبر ثقافات وعرقيات متنوعة، وعبـر قرون متتالية، وذلك فى جانبى الدراسات والبحوث والفكر فى المجالات: 

الإنسانية، أو ما يعرف بالدراسات النظرية، أو الأدبية، مما عرف بالدراسات القرآنية، واللغوية، والأدبية، والتاريخية، والجغرافية، والاستشراقية، وتصنيف العلوم.

العلمية، أوالتطبيقية، وعلى رأسها ما عرف باسم (العلوم عند العرب؛ فعلى سبيل المثال نجد من العلماء «الفيلسوف الطبيب»، ومن ناحية أخرى نجد «الطبيب الفيلسوف»، ومن النوع الأول: نجد ابن سينا وأمثاله، ممن درس الطب على أنه جزء من المعرفة لتكتمل النظرة العلمية، ومن النوع الثانى: نجد الرازى وأمثاله، ممن كان المرض والمريض والتشخيص والعلاج شغلهم الشاغل، أما الفلسفة فوسيلتهم لإدراك الغاية وبلوغ الهدف.

 

عضو المجمع العلمى المصرى

وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يوسف نوفل لغتنا العربية جذور هويتنا اللغة العربية من ناحیة

إقرأ أيضاً:

"الشرطة" تحقق إنجازا عالميا في مجال العلوم البيطرية

 

 

مسقط- الرؤية

حققت شرطة الخيالة بشرطة عمان السلطانية إنجازا علميا يعد الأول من نوعه عالميا، بنشر دراسة حول تقييم تأثير المكمل الغذائي (EBN) على الخيول العربية، في مجلة Veterinary World المصنفة ضمن الربع الثاني (Q2) عالميًا، وهي من المجلات المحكمة ذات التأثير العلمي المرموق في مجال الطب البيطري.

وقال المقدم طبيب خالد بن عبيد الخالدي مساعد مدير إدارة الخدمات البيطرية بقيادة شرطة الخيالة: "جاء هذا الإنجاز العلمي ليتناول ولأول مرة تأثير المكمل الغذائي (EBN)، المُحضّر بتقنية التجفيف بالرش Spray Dried، ضمن نطاق الفصيلة الخيلية، وتحديدًا في الخيول العربية الأصيلة أثناء فترات التدريب المنتظم، والدراسة قارنت بين هذا المكمل ومكمل Premium E الغني بفيتامين هـ، لتقييم مدى تأثير كل منهما على مناعة الجسم، وظائف الكبد، العضلات، ومؤشرات الإجهاد البدني. وقد أثبتت النتائج تفوق مكمل EBN كمضاد للالتهابات ومحفز فعّال للمناعة، مقابل بعض التأثيرات السلبية الناتجة عن الاستخدام المطوّل لمكمل فيتامين هـ، ما يمنح هذه الدراسة قيمة علمية عالية ويضعها في مقدمة الأبحاث المتخصصة على مستوى العالم."

وأضاف: "لم تقتصر الدراسة على الجوانب العلمية فحسب، بل امتدت لتُبرز العمق الحضاري لسلطنة عُمان من خلال توثيق تاريخي لقصة الحصان "زاد الراكب" الذي تشير المراجع التاريخية العمانية والموسوعة العمانية إلى أنه وُهب من قبل النبي سليمان عليه السلام لأزد عُمان، مما يعكس عمق العلاقة التاريخية بين الإنسان العُماني والخيل العربي، وتم تضمين هذا البُعد التاريخي في البحث دعمًا للهوية الوطنية وربطًا للموروث الثقافي بالاكتشافات العلمية." وأوضح مساعد مدير إدارة الخدمات البيطرية: "لقد نُفذت الدراسة بإشراف مباشر من قيادة شرطة الخيالة، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية البارزة مثل جامعة بوترا الماليزية (UPM)، والجامعة الوطنية الماليزية (UKM)، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، بالإضافة إلى الدعم العلمي المقدم من مركز البحوث والدراسات بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، كما أن نشر هذه الدراسة في مجلة مرموقة مثل Veterinary World ذات معامل التأثير (1.4)، يُعد اعترافًا دوليًا بجودة الأداء المؤسسي لشرطة عمان السلطانية في ميادين البحث العلمي، ويؤكد مرة أخرى على أن السعي نحو التميز لا يقتصر على الميدان الأمني، بل يشمل كذلك دعم الجوانب المعرفية والطبية والتطبيقية، التي تسهم في تطوير العمل الشرطي ورعاية الخيول وفق أسس علمية حديثة."

ويمثل هذا التوثيق العلمي خطوة متقدمة في مسيرة البحث العلمي لشرطة عمان السلطانية، ويُجسد نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين المهنية والابتكار والمعرفة، ليظل اسم عُمان حاضرًا في السجلات الدولية، ليس فقط كمصدر للأمن، بل أيضًا كمركز للعلم والإبداع.

مقالات مشابهة

  • الصاوي: فكرة المعيد انتقلت من الأزهر إلى جامعات الدنيا
  • خيرُ جليسٍ مهما تنوعّت الصيغ
  • "الشرطة" تحقق إنجازا عالميا في مجال العلوم البيطرية
  • البنك المركزي: انخفاض العائد على أذون الخزانة وطرح عطاء دولاري غداً
  • أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه
  • عميد كلية اللغة العربية بجامعة الازهر بأسيوط يفتتح معرضَ الهيئة المصرية العامة للكتاب بالكلية
  • لطلاب الثانوية العامة |روابط تحميل نماذج استرشادية جديدة لـ امتحان اللغة العربية
  • «التعليم» تُتيح النماذج الاسترشادية لمادة اللغة العربية للثانوية العامة 2025
  • مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.. تنوع سينمائي عربي وعالمي رغم التحديات
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُشارك في معرض تونس الدولي للكتاب