بوابة الوفد:
2024-09-18@11:37:53 GMT

نشوة رواية الحياة

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

«بدأت شمس المغيب فى الذوبان لتسقط صريعة اكتمالها بين خبيئة البنايات المتراصة لتصطبغ السماء بحمرة الياقوت فيزداد جمال الميدان أيضاً بفعل الأضواء بكل ارتعاشاتها وروعتها، اقتربت الأنثى المليحة واسمها الورد فى الخدود من الإسكافى، فلقد عرفته وسط كل هذا الحشد، فهى تكتب عنه منذ بضع سنوات: أهلاً بك يا عم معروف فى المحروسة نورت الميدان، كيف حال شهر زاد وشهريار، دمشق، بغداد، تدافعت الأسئلة، قال معروف: إنه جاء أولاً لحضور الرحلة الملكية إلى متحف مصر القديمة، ثم رمضان على الأعتاب وأهل مصر يعشقون حكايات ألف ليلة».

رأيت استهلال مقالى بجانب بديع الرؤية وبصياغة مشوقة ذات جرس جذاب عهدناها فى إصدارات الكاتبة الصحفية والأديبة الرائعة «سلمى قاسم جودة»، وهى سطور استهلالية لأحد مواضيع كتابها الأحدث «نشوة رواية الحياة» التى يستشعر القارئ مع محتواها أنها تكتب لتمارس متعة عملية الإبداع التى تشكل بها بنيان كتاباتها فى تكوينات إبداعية خاصة وصور درامية مثيرة وسرد فياض بالظلال الموحية والتراكيب الجمالية 

ونعود لنستكمل مع الكاتبة كيف رأت فى تفاصيل الرحلة الملكية التاريخية جوانب من جماليات ورؤى إبداع كل من شاركوا فى إنتاج تلك الاحتفالية المصرية التاريخية لنقل مومياوات الفراعنة بما يليق بقدرهم وأدوارهم الحضارية غير المسبوقة والحصرية عبر تاريخ كل الدنيا مصر.

تذكر الكاتبة أنه بينما الهواء الليلى يزف موسيقى ونغم «هشام نزيه» وروعة قائد الأوركسترا «نادر عباسى» وموكب العظماء يعبر مخاطباً الخلايق فى أرجاء الكون الفسيح أن مهنة الإسكافى مرتبطة بأديم الأرض، بالتراب، لتذكرنا دوماً إننا إلى زوال مخلوقات فانية، أنت ترقع الزرابين، الأحذية الملتصقة بالغبار لننتبه أننا الزائرون نياماً، أو العابرون نياماً، ألا ننسى فى خضم تلك الزيارة المغوية أن نحرص على الحق، الخير والجمال أن نكتنز خبيئة القديم وزهوه الجديد. 

«اعبدوا الحقيقة عبادة.. ليس ثمة ما هو أثمن ولا أجل منها فى الوجود.. اعبدوا واكفروا بأى شىء يتهددها بالفساد».. كلمات سطرها نجيب محفوظ، وتذكرنا بها الكاتبة وتؤكد أهميتها.. تردد.. نعم الحقيقة.. ما أجملها حتى لو أشرقت بما لا تشتهيه الأنفس ومن أجل الوصول إليها وجب علينا تحطيم كل (التابوهات).. تهشيم المحظورات والأصنام المتيبسة فهى المصباح المضىء الذى يعيد الوعى وينعش الذاكرة الخاملة وييسر ربط المقدمات بالنتائج، فبينما كان يعرض الجزء الثانى من (الجماعة) للكاتب الرائع والسيناريست المبدع صاحب الفكر المستنير وحيد حامد يتم الهجوم الشرس عليه لأنه قرر اقتحام الدائرة الشائكة، الملغومة للمقدسات السياسية فها هو وحيد حامد يظهر الزعيم جمال عبدالناصر ومعه بعض من الضباط الأحرار ينتمون فى بداياتهم إلى الإخوان، أو يعانون الهوى الإخوانى الخاص بزمن حسن البنا.. فما هى المشكلة، أو الكارثة؟ حدث التقارب مع ثورة 52، وبعدما وقع الصدام، اختلفت المصالح والرؤى ولم لا؟.. أفراد الأسرة الواحدة يقع بينهم الصدام، الفراق بل العداء، ولا يمكن الحجر على التاريخ إلى الأبد..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية الكاتبة الصحفية

إقرأ أيضاً:

د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله

 

تحلُّ هذه الأيام أنسام البركة والمحبة، بمولد سيد الخلق وأشرف المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وكل من آمن به إلى يوم الدين، تتكرر الذكرى، وتهفو القلوب بالشوق إلى رسول الله، يسائل المؤمن نفسه: متى اللقيا وانقشاع الظلام، الذي يخيِّم على القلب الكسير والنفس البكَّاءة على حوادث الدنيا؟، يسائلُ نفسه متى نلقاك يا حبيب الله، والصدر مثقول بالهموم، والبال تقاذفته الخواطر يا حبيبي يا مُحمَّد؟

مؤمن بسيط يُسائل نفسه

يسائل ذلك المؤمن البسيط نفسه في يوم مولده، بعين خَجِلَة وصوت يختنق على شفا أن يجهش بالبكاء، وكأنَّ مقام الحنين إلى رسول الله يتناغم مع مقام الإجلال والتعظيم لله جلَّ جلاله أنْ القلب مشتاق والهجر في ليل سرمدي لا يعني سوى المزيدُ من الانتظار، عالم مليءٌ يا حبيبي بما لا يحتملُ، فقط نسارع ونصارع الذات قبل الآخر.. فهل من مآل أو مرسى في خضمِّ هذه الأمواج التي تلاطمنا؟

في ذكرى ميلاد سيد الكونين وثقليه، يُسائل ذلك المسكين نفسه في لحظة من لحظات الاعتراف النادرة، أنَّى يكون استقرارًا وهناء بال، أنَّى تنتهي هذ الرحلة الَّتي امتلأت شقاءًا وتأميلًا ووعودًا؟. نستغفرُ الله َالعليّ العظيم بقوله الحق: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

هذه الليالي.. البساطة وكفى

في هذه الليالي تمتزجُ أبسط المشاعر مع قلوب الناس فتسافرُ بهم إلى اللَّازمان أو عُهودًا سحيقة لم تدركها الأبدان، وكأنَّ في خاطره بذكر الحبيب قد امتلأ سعادة وحبورًا، بهذه الذكرى المباركة وكأنَّهُ بـ "مكَّة" وكأنَّ السَّماء تلألأت وازيَنَّت بنور لا تُدرِكْهُ الأبصار فقط تستشعره القلوب وكأنَّه ااُشرِبَتْ سَنَاهُ، في حضرة حاشا لله أن تتجسَّد بوهم شيطان.

تحضُرني كلمات "لاجل النبي" للمؤلف والزجَّال عبد الفتاح شلبى، التي لحَّنها وتغنَّى بها الفنان الراحل محمد الكحلاوي، كأَّنَه لهؤلاء البُسطاء الذي هو بينهم، والتي في منتصفها يقول: "يا رب توبة يا رب توبة نصوحة بعد عِصياني القلب نادم وليه العين عَاصياني؟"  في تساؤل عن جمود المشاعر، الذي أصاب النفس من حوادث الدنيا وتقلُّباتها التي تحرق قلوب البشر دون رحمة ولا تأنٍ، في خِضَمِّ مشاهد عبثية لا نرى لها تنظيمًا، سوى يد تسفكُ دمًا وأخرى تجمعُ ثروة، وعقل ينسى الآخرة، وفؤاد يهترئ كَّلَما انغمس في أرض الرحيل، ناسيًا أنَّه ضيف، والضيف عليه أن يكون كريمًا عزيز الخُطى، خفيف المتاع.

يُنشِد الراحل في آخر كلمات الزجَّال، التي انتشرت منذ أكثر من نصف قَرْن، بين عامَيِّ 1953 و1954: "دي القعدة حلوة والنبي عند النَّبِي"، فكم تشتاق قلوبٌ للزيارة بالمدينة، وكم تشتاق لحضرة لا بُغض فيها ولا شحْنَاء، ولا خوف من مستقبل، ولا اغتمام بمجهول، فقط مجلس رسول الله، وكأنَّ كلَّ شيء انتهى.

أحلام بسيطة

أنا وأنت وكل المؤمنين نحادثُ أنفسَنَا أيضًا ببساطة، ففي ظل غُيومٍ تضج بالكآبة وغروب يتطلَّع إلى حادث حديث بهذا الشَّوْق إلى رسول الله، لم نحلم في هذه الأيَّام سوى بعودة الليالي المباركة، والنفوس الرَّاضية، وأصوات البسطاء الطامحين في ملكوت الرب الجليل، بهتاف لحنٍ بسيط "لاجل النبي.. لاجل النبي.. دي القعدة حلوة والنَّبي عند النَّبِي".

مقالات مشابهة

  • وحيد حامد: جميع أفلامي مع عادل إمام نجحت.. وشريف عرفة كان مخرجي المفضّل
  • د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
  • اشتراها وحيد علي.. رئيس وزراء بريطانيا قيد التحقيق بسبب ملابس زوجته
  • نسخة إيرانية.. صحف إسرائيلية ترد على رواية المليشيات بشأن نوعية الصاروخ الحوثي الذي استهدف تل أبيب
  • " أنت تشرق..أنت تضيء "رواية تناقشها مكتبة مصر الجديدة.. اليوم
  • جدل حول تبرعات رجل الأعمال وحيد علي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
  • الشباب يفوز على القادسية بهدف وحيد
  • جزء وحيد لن نراه في مصر.. تفاصيل وموعد خسوف القمر
  • من محاولة إخفاء الجريمة إلى كشف الحقيقة: شقيق يفضح مقتل أخته في لحج
  • صاحب رواية باب الشمس.. رحيل الروائيّ والكاتب اللبنانيّ إلياس خوري