عمّان "العُمانية": انطلق التشكيلي الأردني نصر الزعبي من المدرسة الواقعية لإنجاز لوحات مستوحاة من بيئته المحلية هو المولود في "الرمثا" المفتوحة على سهل حوران برمزيته التاريخية والحضارية.

نهل الزعبي من عناصر التراث الثقافي والشعبي في محيطه، فصوّر الطبيعة بما فيها من أشجار وأزهار وينابيع وشلالات مياه، مستخدما ألوانا مبهجة منحت لوحاته مشاعر عميقة، كما وثق عبر ريشته الأزياء التراثية للمرأة الريفية التي تعتمد غالبا على الملابس المطرزة أو الملونة التي يطغى عليها اللون الذهبي مع غطاء مميز للرأس ومطعَّم بقطع الزينة الخاصة من مثل الدنانير الذهبية وخيوط القصب.

ورصد الزعبي الذي يحمل شهادة الماجستير في علم المتاحف، العادات اليومية المرتبطة بحياة البيئتين الريفية والبدوية، وتحديدا البيوت المبنية من الحجارة القديمة وبيوت الشَّعر ودلال القهوة، مركزا على تفاصيل عميقة يمكن قراءتها عبر المشهد البصري توثق الأفراح والاجتماعات والصداقات واللقاءات العائلية، وإلى جانب ذلك رسم الفنان العديد من الأماكن الأثرية والسياحية في الأردن كالبترا، وأيضا المدن الفلسطينية وأبرزها القدس.

واستوحى الزعبي الذي أقام معرضا بعنوان "عبق الروح" عام 2018 العديدَ من تشكيلاته اللونية من البساط العربي بزخارفه ذات الأشكال الهندسية والتداخلات اللونية الجاذبة، حيث تتلاحم المثلثات وتتداخل المربعات المحاطة بخطوط أفقية وعرضية، وإذا كانت هذه النقوش واضحة في المرحلة التعبيرية من تجربة الزعبي فإنها لم تغب عن المرحلة التجريدية ولكن برؤية بصرية جديدة.

ففي هذه المرحلة، اختار الزعبي التجريد اللوني لخلفيات اللوحات بينما بقي الشكل الواقعي والتعبيري هو المركزيّ فيها، وركز الفنان على "موتيفات" بعينها مثل الطيور وبخاصة الحَمَام الذي يقدمه وفق منظور يعبّر عن الحرية والسلام، حيث يظهر شكل الحمام واضحا في اللوحة بينما ألوان الخلفية تتداخل ضمن دوامات أو خطوط لونية متمازجة.

وركز الفنان أيضاً على مفردة المرأة وأظهرها بصورة جمالية، سواء بلباسها التلقيدي كلوحته التي تصور امرأة بالزي التقليدي تقود حصانا، أو المرأة العصرية كلوحته التي تناولت فتاة ترقص الباليه وتظهر في عمق اللوحة كأنها داخل كتلة من الألوان الهادئة والمختلطة، وكذلك لوحته التي صور فيها رقص الدراويش حيث تظهر حركة الراقص بشكل روحاني عميق بينما الخلفية تتراكب من البنّي وتدرجاته.

وعبر هذه المرحلة تظهر في أعمال الزعبي العديد من الرموز الموحية ذات الدلالة والرسالة، سواء ما تعلق منها بالطاقة الروحانية الصوفية، أو ما تعلق بقيم العدالة والانطلاق والحب والحرية، فهو يصور الطيور كما لو أنها خارجة عبر النوافذ، أو محلّقة حولة دوامات اللون، أو واقفة بهدوء وسلام تراقب المحيط.

كما يصور مدينة القدس عبر تراكبات شكلية تظهر أجساد النساء والرجال التي تحمل قبة الصخرة وترفعها عاليًا بالأكفّ، وهو ما يرمز إلى أهمية الصمود وتقديم التضحيات من أجل الحفاظ على ذلك الرمز التاريخي والديني والإنساني.

أما المرحلة الثالثة من فن الزعبي الذي أقام معرضًا بعنوان "ملامح أردنية" عام 2022، فاتجهت نحو التجريد الكامل، منتقلًا بذلك من الواقعية إلى التعبيرية التجريدية، إلى التجريدية الخالصة، محاولًا في هذه المرحلة التحرر من قيود الشكل، والعمل على التعبير اللوني عن المشاعر والأفكار، حيث التدفق اللوني والتناغم الهرموني يمنحان اللوحة إيقاعًا بصريًا خاصًا.

واعتمد الزعبي في لوحاته التجريدية على تجاور الألوان الحارة والباردة التي تتحرك فيها كتل اللون بتشكيلات موحية تسمح للمُتلقي بتقديم قراءاته الخاصة عن العمل الذي يبدو في عدد من الأعمال كما لو أنه مسطحات مائية، بينما يظهر في أعمال أخرى شبيهًا ببركان ثائر، وفي مجموعة ثالثة من الأعمال كما لو أنه احتراق تَبرز من داخله ولادة جديدة تجعل باب الحياة مشْرعًا على الأمل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وفد التنمية المحلية يناقش نهو أعمال مشروعات حياة كريمة بالغربية

استقبل اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، الدكتور ولاء جاد الكريم مدير الوحدة المركزية لمبادرة حياة كريمة بوزارة التنمية المحلة، والوفد المرافق له من الوحدة المركزية لمشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

مشروعات حياة كريمة في الغربية

واستعرض المحافظ خلال الاجتماع الموقف التنفيذي للمشروعات التي تشملها المبادرة بقرى مركز زفتى كمرحلة أولى، والوقوف على آخر المستجدات بكل المشروعات والأعمال النهائية، للانتهاء من كل الأعمال ودخول المشروعات الخدمة بكامل طاقتها في القريب العاجل، فضلا عن مناقشة الاستعدادات للمرحلة الثانية بقرى مراكز المحلة وقطور وكفر الزيات وبسيون.

معدلات تنفيذ مشروعات حياة كريمة

وأكد محافظ الغربية اهتمام أجهزة الدولة بمتابعة معدلات تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية حياة كريمة، وما يتحقق بها من نسب إنجاز على أرض الواقع؛ تمهيدًا للبدء في تنفيذ أعمال المرحلة الثانية من المبادرة، وذلك لما يمثله تنفيذ مشروعاتها في مختلف القطاعات من دور مهم في رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030.

مقالات مشابهة

  • «التنمية المحلية» و«البيئة» تتعاونان لتنفيذ مشروعات تخدم البنية التحتية
  • وزيرتا البيئة والتنمية المحلية تتفقدان مراحل إنشاء البنية التحتية لـ أكبر مدينة مخلفات في مصر والشرق الأوسط (صور)
  • البيئة والتنمية المحلية تقومان بالتسليم الابتدائي للمدفن الصحي بمدينة رأس غارب
  • وزارة البيئة تشارك في إطلاق المرحلة الأولى من مبادرة "الجذور الخضراء"
  • عملية معبر الكرامة.. العجز في اختراق الوعي الشعبي الأردني واستمرار العداء لـ”إسرائيل”
  • صحف عربية .. تدهور صحة الصحافي الأردني أحمد حسن الزعبي في سجنه المكتظ
  • تدهور صحة الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي في السجن.. وتضامن
  • أبو عبيدة يعلق على العملية البطولية التي نفذها المواطن الأردني وأسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة
  • «التنمية المحلية»: حريصون على الاستغلال الأمثل لكل المجازر الحكومية المطورة
  • وفد التنمية المحلية يناقش نهو أعمال مشروعات حياة كريمة بالغربية