لماذا ترفض حكومة نتنياهو ترؤس شاؤول موفاز التحقيقات في فشل الجيش؟
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
سرايا - عكست المعارضة التي تبديها أوساط واسعة في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لترؤس شاؤول موفاز وزير الأمن ورئيس أركان الجيش الأسبق لجنة للتحقيق في الإخفاق بصد الهجوم المفاجئ لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هواجس المستوى السياسي من مغبة أن تفضي التوصيات إلى تفكيك الحكومة حتى خلال الحرب على غزة.
وحملت هذه الأصوات المعارضة في طياتها رسائل كثيرة، من بينها اتهام موفاز بإخلاء المستوطنات من قطاع غزة، وأنه شريك في صياغة التصور الأمني تجاه حماس، وانتقاده بسبب مواقفه المشككة بجدوى ونجاعة الحرب على غزة والتوغل البري، ودعوته إلى إبرام صفقة تبادل شاملة.
وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي البدء بعملية التحقيق في الحرب على غزة، بما فيها سير العمليات العسكرية والتوغل البري بالقطاع المحاصر والفشل في منع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويضم فريق التحقيق شاؤول موفاز -الذي أشرف على خطة الانفصال عن غزة عام 2005- والرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية اللواء في الاحتياط أهارون زئيفي والقائد السابق للقيادة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي اللواء في الاحتياط سامي ترجمان.
وصرح موفاز -الذي شغل منصب وزير الأمن خلال خطة فك الارتباط- للقناة الـ12 الإسرائيلية عقب الهجوم المفاجئ لحماس على مستوطنات "غلاف غزة" والنقب الغربي بأنه "يتحمل مسؤولية فك الارتباط".
وأشار إلى أنه كان فخورا بهذه الخطوة، قائلا "لو أن المستوطنين استمروا في البقاء في قطاع غزة قرب مخالب هؤلاء الحيوانات المفترسة لكان من الممكن أن تكون هناك عمليات مسلحة قبالة حماس"، حسب تعبيره.
وتنطلق لجنة تحقيق برئاسة موفاز بالتزامن مع آلية الفحص الحالية لهيئة الأركان المشتركة بقيادة اللواء موتي باروخ، للتحقيق في أحداث العمليات العسكرية في قطاع غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا توجد صلة بين الإجراءات التي سيتم إطلاقها في لاهاي وفريق التحقيق الخارجي، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
ومن المفترض أن يقدم فريق التحقيق برئاسة موفاز تقريرا مؤقتا في الأشهر المقبلة، وقد يؤدي بدء التحقيق وفق يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى "مطالبة بعض الوزراء بالشروع أيضا في إقامة لجنة تحقيق رسمية، مما سيختصر الطريق إلى المساءلة أو الاستقالة بين كبار المسؤولين الحكوميين".
وقال زيتون إن أسباب معارضة تعيين لجنة تحقيق برئاسة موفاز سياسية لدى أحزاب الائتلاف الحكومي التي تخشى أن يمهد ذلك إلى الإسراع في إقامة لجنة تحقيق رسمية وتحميل قادتها والحكومة مسؤولية الفشل في منع الهجوم وعدم الاستماع إلى تقديرات المستوى العسكري التي حذرت من سيناريو هجوم مفاجئ تخطط له حماس.
وفي مؤشر يعكس المعارضة التي يبديها وزراء من معسكر اليمين المتطرف لهذه اللجنة، أشار المراسل العسكري إلى أن هاليفي أوضح في محادثات مع مسؤولين أمنيين أنه ينوي إجراء تحقيق مهني لفحص سلوك الجيش في الحرب لتحسين أدائه، وأن الفحص سيشمل مدى جاهزية الجيش والقيادات العسكرية، ولن يشمل المستويين السياسي والحكومي.
وفي ما يتعلق بالحكومة، يعتقد المحلل السياسي عكيفا إلدار أن الهجوم على رئيس الأركان خلال جلسة الكابينت من قبل وزراء باليمين وفي حزب الليكود على خلفية تشكيل لجنة تحقيق بالجيش لفحص الإخفاق والفشل وسير الحرب ما كان ليتم دون ضوء أخضر من نتنياهو.
واستعرض إلدار أسباب معارضة أوساط واسعة في الحكومة الإسرائيلية إقامة لجنة تحقيق داخل الجيش، قائلا إن ذلك بمثابة مقدمة تمهد إلى تسارع الإجراءات لإقامة لجنة تحقيق رسمية حتى قبل انتهاء الحرب، وهي اللجنة التي تشكل تهديدا لائتلاف حكومة اليمين المتطرف.
أما بخصوص معارضة وزراء في اليمين المتطرف تعيين موفاز رئيسا لفريق التحقيق فتعود إلى أسباب سياسية، حيث إن عودته إلى المشهد السياسي الإسرائيلي تُعتبر صفعة لحكومة نتنياهو التي ترى في موفاز واليمين التقليدي تهديدا سياسيا، يضيف إلدار.
ولفت المحلل السياسي إلى أن موفاز ما زال على قناعة بأن ما قامت به الحكومة في حينه كان صحيحا، كما أنه عارض بشدة قرار حكومة نتنياهو إلغاء فك الارتباط في شمال الضفة الغربية، إضافة إلى أنه والتيار الذي يمثله في معسكر اليمين يدعمان التوجه إلى عملية سياسية مع الفلسطينيين في اليوم التالي بعد الحرب.
بدورها، انتقدت القناة الـ14 الإسرائيلية تعيين موفاز محققا في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستعرضت القناة -المحسوبة على معسكر اليمين المتطرف والمستوطنين- أسباب رفضها بأنه كان من المعارضين لشن حكومة نتنياهو الحرب على غزة.
وأضافت أن موفاز أبدى تحفظه على التوغل البري وشكك في إمكانية أن تحقق الحرب أهدافها المعلنة، حيث دعا إلى صفقة تبادل شاملة وتبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين مقابل تحرير جميع المحتجزين الإسرائيليين، بمن فيهم العسكريون.
وبحسب قسم الشؤون السياسية في القناة، يُعتبر موفاز عراب خطة فك الارتباط والانسحاب أحادي الجانب من غزة حيث كان وزيرا للأمن، وزعمت أنه يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه إسرائيل مع القطاع بالهجوم المفاجئ، وعليه لا يمكن أن يكون موضوعيا في التوصيات التي ستخلص إليها لجنة التحقيق برئاسته.
بدوره، رد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على تعيين موفاز بتغريدة على منصة "إكس" قال فيها "تعيين موفاز إحدى الشخصيات المركزية -التي أعدت خطة فك الارتباط- وشخصية سياسية، وشريك أساسي في التصور الأمني الذي أوصلنا إلى هذه النقطة في فريق التحقيق في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول خطيئة وتكفير عن الجريمة".
وأضاف "يجب أن يشمل التحقيق أيضا مسألة سفك الدماء التاريخي لإخلاء المستوطنين من القطاع، وبالتأكيد عدم تعيين مهندسيها لفحص الفشل الذي نتج عن أفعالهم، الأمر نفسه ينطبق على أهارون زئيفي الذي أيد فك الارتباط الذي كان حافزا لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول"، على حد زعمه.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الیمین المتطرف حکومة نتنیاهو الحرب على غزة فک الارتباط لجنة تحقیق إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحقيق تلفزيوني يكشف أسراراً مثيرة عن سارة نتنياهو
سرايا - أثار تحقيق تلفزيوني إسرائيلي لبرنامج "عوفدا" (الحقيقة) ضجة كبيرة في إسرائيل، بعدما كشف عن أسرار مثيرة حول تدخل زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مختلف أجهزة الدولة في محاولة لحماية زوجها وضمان استمراره في السلطة بكل الوسائل المتاحة.
وكشف التحقيق الذي بثته القناة 12 ليلة الخميس، عن شبكة واسعة من الاتصالات والعمليات التي كانت سارة تديرها في كافة أجهزة الدولة، عبر عدد من المشغلين الذين كانت تتحكم بهم، ومنهم هاني بليويس، مدير مكتب نتنياهو السابق، الذي كان له خلفية أمنية.
كما كشف البرنامج عن استخدام سارة للجنة إلكترونية وشبكة اتصالات عبر الخطوط الساخنة، يتولى عناصر مكتب نتنياهو وبعض نشطاء الليكود تنسيقها، بهدف الضغط على الملفات السياسية لصالح عائلة نتنياهو ولضمان استمرارها في السلطة.
ووفقاً للتحقيق، تمتلك سارة نفوذًا قويًا على مختلف مفاصل الدولة، حيث استخدمته ضد خصومها وخصوم زوجها. على سبيل المثال، عندما تم اكتشاف شبهة مخالفة بناء في منزل المدعية العامة السابقة، ليئات بن آري، أمرت سارة بنشر المعلومات المتعلقة بالحادثة وطالبت بإيقافها عن العمل.
كما أمرت سارة بشن حملة ضد هداس كلاين، الشاهدة الرئيسة في قضية "الملف 1000"، التي يتهم فيها نتنياهو بالفساد، من خلال حملة إعلامية وصفتها فيها بأنها "كاذبة وقذرة". ولسارة وفق التحقيق علاقة بكبار ضباط الشرطة الإسرائيلية. حيث كشف عن مراسلات بينها وبين نائب قائد الشرطة داني ليفي، الذي أثنت فيه على تصرفاته في تفريق المظاهرات المعارضة لزوجها، وخاصة تلك التي كانت تجري أمام منزلهما.
كما أظهرت التحقيقات أن سارة أمرت بشن حملة ضد أسر الجنود القتلى، فقط لأنهم استضافوا متظاهرين يساريين في منازلهم.
وأثار التحقيق موجة من ردود الفعل الحادة على شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية. حيث وصف الكاتب الصحفي المعارض لنتنياهو، بن كاسبيت، أسرة نتنياهو بـ"عصابة صرف صحي" و"عائلة إجرامية".
كما دعا الصحفي ديفيد فيرتهايم من موقع "والا" وزيون نانوس من قناة 12 إلى فتح تحقيق جنائي ضد سارة نتنياهو بتهمة عرقلة العدالة.
ومن جانبها، قالت الصحفية سيما كدمون من "يديعوت أحرونوت" إن سارة نتنياهو هي "امرأة شريرة"، بينما وصفها الكاتب السياسي في صحيفة "هآرتس" بأنها "مريضة نفسيًا" وتريد "الخدم تحت أرجلها" ولا تتعامل مع الإسرائيليين على أنهم شعب، بل عبيد لهم.
في المقابل، رد حزب الليكود على هذا التحقيق، الذي قلب الرأي العام في إسرائيل، بالقول إن برنامج "عوفدا" ليس برنامجًا صحفيًا، بل هو أداة لتقويض حكومة اليمين.
كما أصدرت الشرطة الإسرائيلية بيانًا رسميًا تندد فيه بمحاولة تقديم صورة مشوهة وكاذبة عنها، مؤكدة أن المفوض العام للشرطة لم يكن على اتصال مطلقًا بعائلة نتنياهو، وأنه "طوال أربعين عامًا من الخدمة في الشرطة، لم يكن هناك أي اتصال غير مباشر أو مباشر مع السياسيين".
وهاجم مكتب رئيس الأركان البرنامج التلفزيوني، متهمًا إياه بنشر "خرافات" و"نتائج خيالية" من تأليف محرري البرنامج.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 881
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-12-2024 05:38 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...