يحذر تحليل نشره معهد "تشاتام هاوس" من أن "الردع الأمريكي ضد إيران ربما يكون قد تضررر بشدة لكنه له يمت".

ويرى التحليل، الذي كتبه بلال صعب، الزميل المشارك بالمعهد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن هجمات الحوثيين التي لا تزال تتصاعد في البحر الأحمر ضد الناقلات والسفن هي أحدث مظاهر تحدي إيران للولايات المتحدة.

ويزعم الكاتب أن ذروة التحدي الإيراني كان في هجمات "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن ذلك الهجوم وتداعياته هو أكبر تحرك لوكلاء إيران في المنطقة.

اقرأ أيضاً

أمريكا تنفي ضلوعها أو إسرائيل في تفجيري إيران.. وتنديد دولي

إفساد التطبيع كأهم حدث تحويلي بالمنطقة

ويشير صعب إلى أن هجمات "حماس" قوضت ما كان يمكن أن يكون أكبر وأهم حدث تحويلي في الشرق الأوسط، وهو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء واشنطن العرب.

ويلفت إلى ظهور مطالبات داخل الولايات المتحدة بمهاجمة إيران نفسها عسكريا، وليس وكلائها، مثل الحوثيين و"حزب الله" والفصائل العراقية، باعتبار أن الأمور تخطت كل الحدود.

ويعتبر أن تلك الدعوات الآن تشير بوضوح إلى أن الردع الأمريكي غير كاف على الإطلاق، مردفا: "يبدو أكثر دقة القول بأنه تم إضعافه، ولكن ليس بشكل قاتل".

ويقول صعب إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر استهدفت بشكل مباشر المصالح الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة، وهي المصالح التي تقوم بشكل أساسي على الحفاظ على حرية التجارة والملاحة في منطقة تزخر بالموارد الطبيعية الاستراتيجية وموطن لنقاط عبور بالغة الأهمية في مجال الشحن والتجارة العالمية.

وعلى نفس المنوال، هدد الحرس الثوري الإيراني بشكل واضح، خلال الأيام الماضية، بغلق مضيق هرمز الذي يمر عبره 21% من النفط الخام في العالم، لكن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تقوض مصالحها الاقتصادية وتضر بالعلاقات مع شركاء مهمين مثل الصين، يقول الكاتب.

اقرأ أيضاً

وزير خارجية إسرائيل الجديد: نخوض ذروة الحرب العالمية الثالثة ضد إيران والإسلام الراديكالي

إنجازات إيران

ويقول الكاتب إنه على مر السنين، أبلت إيران بلاء حسنا في جهودها الرامية إلى تقويض المصالح الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة من خلال وكلائها.

وتشرف قوات الحوثيين على جزء كبير من شمال اليمن والمراكز السكانية الكبيرة الأخرى. وفي العراق، تسيطر الميليشيات الشيعية على السياسة والموارد.

وفي سوريا، يعد نظام الأسد عميلاً لإيران بالأساس.

كما أجبرت إيران أيضًا شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين وأرهبتهم وهاجمتهم في بعض الأحيان - كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما تعرضت البنية التحتية للطاقة السعودية لسرب من الطائرات بدون طيار والصواريخ، كما يقول الكاتب.

وتستغل إيران عداءها لمحاولة دق إسفين بين واشنطن وشركائها، على حد قول بلال صعب، وقد نجحت على مستوى ما، في استغلال المخاوف بشأن ردود الفعل الأمريكية المحدودة على العدوان الإيراني، فقد سعى كل من السعوديين والإماراتيين إلى استرضاء طهران من خلال اتفاقيات التطبيع.

اقرأ أيضاً

إيران تنشر بارجة حربية في البحر الأحمر غداة قصف أمريكي للحوثيين

نشوب حرب تنجر إليها أمريكا مجبرة

ويحذر الكاتب من أن استمرار ما يصفه بالضعف الملحوظ من قبل الولايات المتحدة أمام إيران، قد يدفع إسرائيل إلى مهاجمة إيران بعد هجوم آخر مثل 7 أكتوبر، وهو ما من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة على الدخول في معركة مباشرة مع إيران، وهو على وجه التحديد ما سعت الولايات المتحدة دائما إلى تجنبه.

من ناحية أخرى، تستطيع القوى العربية استرضاء إيران بشكل أكبر، وتعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا، والبدء في تقييد أو منع الوصول إلى الولايات المتحدة، إذا استمر ذلك الوضع.

ويختم الكاتب تحليله بالقول إن التصدي للتحدي الإقليمي الذي تفرضه إيران يجب أن يتم بالشراكة. لا تمتلك واشنطن المعرفة أو الأدوات أو الرغبة في التصرف بمفردها.

ويضيف: ينبغي أن تكون مسؤولية أمريكا الأساسية هي استعادة ثقة شركائها الإقليميين من خلال ضمان أمنهم المادي، مثل منع الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية من ضرب أهداف مدنية وبنية تحتية حيوية.

المصدر | بلال صعب/ تشاتام هاوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الإيرانية الأمريكية الردع الأمريكي وكلاء ايران الحوثيين البحر الاحمر الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة

#سواليف

تواجه #الولايات_المتحدة تهديدات بكوارث طبيعية وشيكة، تشمل #زلازل مدمرة و #أعاصير كارثية وثورانا بركانيا هائلا، قد يتسبب في #دمار_واسع النطاق وفقدان آلاف الأرواح.

تشهد البلاد سنويا عواصف عاتية وحرائق غابات وزلازل، بلغت خسائرها في عام 2024 وحده 27 مليار دولار. لكن العلماء يحذرون منذ فترة طويلة من أن الأسوأ لم يأتِ بعد، إذ تؤكد الدراسات أن وقوع بعض الكوارث الكبرى أمر لا مفر منه.

“الزلزال الكبير” يهدد #كاليفورنيا

مقالات ذات صلة ناسا تكشف عن ارتفاع تجاوز التوقعات لمستوى سطح البحر في عام 2024 2025/03/15

يتوقع أن يضرب الساحل الأمريكي الغربي زلزال هائل بقوة 8 درجات على مقياس ريختر، مصدره صدع سان أندرياس الممتد لمسافة 800 ميل في كاليفورنيا.

وتشير التقديرات إلى أن هذا الزلزال قد يؤدي إلى مقتل 1800 شخص، وإصابة 50 ألف آخرين، وخسائر اقتصادية تصل إلى 200 مليار دولار.

ويحذر الخبراء من أن احتمال وقوع هذا الزلزال خلال الثلاثين عاما القادمة مرتفع جدا، إذ تظهر الدراسات الجيولوجية أن مثل هذه الزلازل تحدث على طول الصدع كل 150 عاما، وكان آخرها قبل 167 عاما.

وعند وقوع “الزلزال الكبير”، ستبدأ الأرض بالاهتزاز العنيف في غضون 30 ثانية، لتصل قوة الاهتزازات إلى مستوى 9 في بعض المناطق، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار المباني وتدمير البنية التحتية بشكل كارثي.

إعصار دانييل: عاصفة غير مسبوقة

يتوقع العلماء أنه بحلول عام 2100، قد يضرب الولايات المتحدة إعصار فائق القوة من الفئة السادسة، وهو تصنيف جديد محتمل للأعاصير.

ويستند هذا السيناريو إلى كتاب “الفئة الخامسة: العواصف العاتية والمحيطات الدافئة التي تغذيها”، حيث يُتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 309 كم في الساعة، وترتفع مستويات المياه بأكثر من 7.6 أمتار.

ووفقا للمؤلف بورتر فوكس، فإن إعصار “دانييل” الافتراضي قد يضرب مدينة نيويورك مباشرة، ملحقا دمارا واسع النطاق بالبنية التحتية والجسور، ومغرقا مئات الأحياء بالمياه.

وتشير التقديرات إلى أن مثل هذا الإعصار قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 42000 شخص وتشريد آلاف العائلات.

ثوران جبل رينييه: البركان الأكثر خطورة

يحذر علماء البراكين من أن ثوران جبل رينييه، الواقع في شمال غرب المحيط الهادئ، هو مسألة وقت فقط. ويعد هذا البركان الطبقي الضخم أخطر بركان في الولايات المتحدة، حيث يهدد أكثر من 90 ألف شخص، خاصة في مدن سياتل وتاكوما وياكيما.

ورغم أن جبل رينييه لم يشهد ثورانا كبيرا منذ أكثر من ألف عام، فإن الخبراء يراقبونه عن كثب، إذ يمكن أن يتسبب ثورانه في تدفقات طينية مدمرة، والتي قد تجرف مدنا بأكملها خلال دقائق.

ويعمل العلماء والمسؤولون على تعزيز أنظمة الرصد والاستجابة للطوارئ، إلا أن حجم الدمار المتوقع يجعل الاستعداد التام أمرا بالغ التعقيد.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الغارات الأمريكية على الحوثيين تعيد معادلة الردع بقوة
  • ايران تدين بشدة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن
  • 33 قتيلاً جراء أعاصير ضربت الولايات المتحدة
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل ستواصل محادثات وقف إطلاق النار في غزة وفقًا للمقترح الأمريكي
  • استهدف الطيران الأمريكي الإرهابي حي سكني شعبي مكتظ بالسكان بشكل مباشر في صنعاء (كاريكاتير)
  • رسميًا.. الإسكان تعلن موعد نتيجة سكن لكل المصريين 5 وهذه طريقة التظلم
  • رحيل الكاتب النرويجي داغ سولستاد عن 83 سنة
  • جنوب إفريقيا: طرد سفيرنا في الولايات المتحدة أمر مؤسف
  • معاريف: إسرائيل تنتظر الدعم الأمريكي لمهاجمة إيران وترامب له رأي آخر
  • كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة