٦ يناير بارامون عيد الميلاد
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
يشهد يوم السادس من يناير قيام المسيحيين بالصوم الذي يطلق عليه صوم البرامون وتطلق كلمة البرامون على الصوم النسكي لليوم السابق أو الأيام السابقة لعيدَي الميلاد والغطاس ويصام للمساء ولا يؤكل فيه سمك.
والبرامون هى كلمة يونانية صحّتها (براموني ) وتعني خلاف العادة أو فوق العادة، وهي تعني استعداد فوق العادة للعيد.
فالكنيسة تريد من هذا الصيام ان يمارسوا تقشف فوق العادة في اليوم السابق للعيد حتى يزداد احساسهم بالعيد.
وهذا الصوم قديم جدا، تتراوح مدّته بين يوم واحد وثلاثة أيّام على الاكثر - فإذا وقع العيد يوم الثلاثاء او الاربعاء أو الخميس أو الجمعة أو السبت كان البرامون يومًا واحدًا، وهو اليوم الذى يسبق العيد ويجوز فيه الصوم الانقطاعي.
- أما اذا وقع العيد يوم الاحد: كان البرامون يومين هما الجمعة والسبت حيث يُصامُ طيلة يوم الجمعة ولا يُؤكَل شيءٌ وبحيث لا يجوز الصوم الانقطاعي يوم السبت بل يصير انقطاع عن الزّفرينِ فقط
- وإذا وقع العيد يوم الاثنين: كان البرامون ثلاثة أيام: هى الجمعة والسبت والاح
يُصامُ طيلة يوم الجمعة ولا يُؤكَل شيءٌ ولا يُصام يومي السبت والاحد بل يصير انقطاع عن الزَّفرَين فقط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
القديس يوحنا الذهبي: الصيام دواء وأكثر من مجرد امتناع عن الطعام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يصف القديس يوحنا الذهبي الفم الصيام، كعلاج روحي وجسدي، ليس مجرد حرمان من الطعام والشراب، بل هو فرصة للتغيير الجذري في حياتنا. قد يكون الطب علاجًا فعالًا، لكن تبقى فعاليته رهينة بالخبرة والمعرفة الدقيقة بكيفية استخدامه.
فلا يكفي أن نأخذ الدواء في الوقت غير المناسب أو بجرعة غير ملائمة؛ فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على صحته، مثل حالة الجسم، والطعام المناسب، وحتى فصول السنة. إذا تم تجاهل أي من هذه العوامل، قد يتحول العلاج إلى ضرر.
ويشير القديس يوحنا الذهبي الفم في تأملاته حول الصيام إلى أن العملية الروحية للصوم تتطلب الانتباه والتفكير العميق في كل جانب من جوانب حياتنا. فالصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو تجنب الخطيئة والابتعاد عن الأفكار السيئة.
فالصائم الحقيقي هو من لا يقتصر صومه على الامتناع عن الطعام، بل يتعداه إلى العمل الطيب والمغفرة والمصالحة.
“هل أنت صائم؟ أرني صيامك في أعمالك”، هذا هو التساؤل الذي طرحه القديس يوحنا، مشيرًا إلى أن الصوم يجب أن يشمل جميع أجزاء الجسم، ليس فقط الفم، بل أيضًا العينين واليدين والساقين.
فيجب على الإنسان أن يصوم عن النظر إلى المحرمات، وأن يتجنب الكلام البذيء أو أي تصرفات خاطئة. فعندما يمتنع المسلم عن الطعام، يجب عليه أيضًا أن يمتنع عن الجشع، السرقة، وكل الأفعال التي تلوث روحه.
يؤكد القديس أن مجرد الابتعاد عن الطعام لا يكفي. فالصوم يجب أن يكون عبادة نابعة من القلب، تهدف إلى تكريس النفس للأمور الروحية، بعيدًا عن الانغماس في الملذات الدنيوية.
ولذلك، حتى إذا كان الشخص غير قادر على الصيام بسبب مرضه الجسدي، فإن الله لا يطلب منا أن ننتصر على أنفسنا بما يتجاوز قدراتنا، بل يطلب منا أن نركز على الجانب الروحي من حياتنا.
إذا تمكنا من تنظيم حياتنا بعقل رصين وتوجيه اهتماماتنا نحو الأفعال الصالحة، فإننا قد نجد أن الصوم يصبح أقل ضرورة. ولكن، لأن الطبيعة البشرية تميل إلى الانغماس في الراحة والإشباع، فإن الله، كأب محب، قد منحنا الصوم كوسيلة لتوجيه اهتمامنا من الأعباء الدنيوية إلى الأعمال الروحية.
في الختام، يبقى الصوم ليس فقط علاجًا للجسد، بل هو عملية تحول داخلي تسهم في تطهير الروح وتوجيهها نحو ما هو أسمى.