بعد إشادته بمسلسل «حالة خاصة».. من هو الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله؟
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
«فلسطين ليست محتوى غزة تموت».. من هنا بدأت الحكاية بتِلك الجُملة التي ظهرت في واحد من مشاهد مسلسل «زينهم» الذي أذاعته منصة watch it، خلال الفترة الماضية، وهو مظهر من مظاهر التضامن مع الصراع الدائر في قطاع غزة ونفقد يوميًا المئات من أشقائنا هناك بسبب عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، الذي قرر معاقبة المدنيين هناك، بعد عملية السابع من أكتوبر «طوفان الأقصى».
لم يكن هذا المشهد هو الوحيد الذي تناوله مسلسل «زينهم» للتضامن مع الأشقاء في فلسطين؛ ولكن كان هناك مشهدان آخران، حينما ظهرا مونتي ويمنى في أحد الكافيهات، وأمامهما مُنتَج مصري، في إشارة منهما لدعم المقاطعة لصالح الشعب الفلسطيني، أيضًا كان هناك في أحد المشاهد يرتدي رفاعي شقيق يمنى كاب مرسوم عليه شكل فلسطين على الخريطة.
مسلسل حالة خاصة يتضامن مع الشعب الفلسطينيومن الواضح أن التضامن مع الشعب الفلسطيني، نهج اتخذته منصة wach it، التابعة للشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية، إذ بدأ منذ يومين أحدث مسلسلاتها وهو مسلسل «حالة خاصة» للنجمة غادة عادل وطه دسوقي، وظهرت ضمن أحداث المسلسل شخصية تُدعى «رام الله» والتي تجسد شخصيتها الفنانة الشابة «هاجر السراج»، في إشارة منهم للمدينة الفلسطينية التي تقع في الضفة الغربية، رام الله شابه شامية، جاءت إلى مصر للدراسة والعمل، وضمن أحداث الحلقة الأولى تذهب لإحدى المكتبات حيث تبحث عن رواية «أعراس آمنة» للشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله.
وهو الأمر أدخل السرور على الشاعر والروائي، إبراهيم نصر الله حيث كتب تدوينة عبر صفحته على فيس بوك، قال فيها: «تحية لكل المشاركين في المسلسل، حرص صناع مسلسل حالة خاصة على إظهار التضامن مع فلسطين في مشهد من الحلقة الأولى وتأكيد دعمهم ومؤازرتهم للقضية الفلسطينية، ففي مشهد المكتبة تذهب رام الله «هاجر السراج»، وهي تمسك في يدها حقيبة على شكل خريطة فلسطين ومكتوب عليها رام الله، وتبحث في المكتبة عن رواية «أعراس آمنة» للشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، تحية من أبطال العمل لأهل غزة، ورواية أعراس آمنة للشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله، إحدى روايات سلسلة «الملهاة الفلسطينية»، والمكونة من (ثماني) روايات عن القضية الفلسطينية.
من هو إبراهيم نصر الله؟إبراهيم نصر الله روائي وكاتب وشاعر من أصول فلسطينية لكنه ولد في الأردن وتحديدًا، العاصمة عمان، لأب وأم فلسطينيين، ويعتبر واحدا من أهم الكُتاب الفلسطينيين والأكثر تأثيرًا، في الوطن العربي، وتحقق أعماله حضورًا كبيرًا لدى القارئ العربي، بجانب ترجمة بعضها للغات أجنبية أخرى.
إبراهيم نصر الله لديه حتى اليوم 15 ديوان شعر، و22 رواية، من أهمها تِلك الرواية التي ذُكرت في المسلسل وهو مشروع «الملهاة الفلسطينية»، المكون من 8 روايات تتناول قرابة الـ 250 عامًا من تاريخ فلسطين الحديث، وبجانب العمل الروائي والشعري، نصر الله يعد واحد من أهم رسامي ومصوري العرب، حيث أقام أربعة معارض فردية في التصوير.
الجوائز التي حصل عليهاحصل نصر الله على 9 جوائز، أهمها على الإطلاق جائزة البوكر، التي حصل عليها عام 2018، عن رواية «حرب الكلب الثانية»، وجائزة «سلطان العويس المرموقة»، عام 97، وفاز بجائزة القدس للثقافة والإبداع تقديرًا لأعمالة الأدبية، عام 2012، كما اختارت صحيفة الجارديان البريطانية، روايته «براري الحُمّى» كواحدة من أهم عشر روايات كتبها عرب أو أجانب عن العالم العربي.
وفي يناير 2014 خاض نصر الله تجربة الصعود لقمة جبال كليمنجارو، بصحبة من فقدوا سيقانهم بسبب الحرب مع إسرائيل، من أطفال الفلسطينيين، وكتب رواية عن هذه التجربة فازت بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2016، تِلك الجائزة التي فاز بها للمرة الثانية عام 2020، ليصبح أول كاتب عربي يفوز بها مرتين عن الفئة الكبرى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إبراهيم نصر الله مسلسل حالة خاصة طه دسوقي حالة خاصة رام الله
إقرأ أيضاً:
المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
صادق سريع
هذه الرواية تصف الحال بدقة: “تسقط قطرات المطر كدموع أهل غزة، الأطفال تصرخ من شدة البرد، والبطون تتألم من الجوع، والخيام تتطاير من عواصف الريح، وهكذا وضع كل من في غزة خائفا، جائعا، بردانا، متعبا، ومنهكا”.
ما يريد القائل قوله: “إن غزة تقاتل المستعمرين القدامى والجدد نيابة عن العرب والمسلمين المتفرجين، بينما عجز العالم عن تدفئة طفل رضيع يرتجف من البرد تحت خيام غزة!”.
وهكذا قالت نازحة – في حالة غضب: “إن رجفة الطفل برداً في غــزّة، أشرف وأكرم من رجفة عبداً متخاذل أمام سيّده!”.
في الخيمة المقابلة، لم تتمكن طفلة من إيجاد رغيف تسد به رمق الجوع، فرسمت قرص الخبز، لكن هل الرسم يُشبع!؟ يا الله ما هذا البلاء.
طفلة أخرى طلبت من أمها حبة فاكهة تأكلها، فردت الأم بحسرة – حاولت أن تخفي ملامحها عن الأبنة الصغيرة: “سنأكلها فى الجنة”، فأخرجت طفلتها قلما مكسورا، وقالت لأمها بلهجة براءة الطفولة: “بدي أكتب على الورقة كل الفواكه، وأطلبها من ربنا لمن نروح الجنة”، لا حول ولا قوة إلا بالله..
في غزة فقط، الناس تنصح أولادها: “يا بابا متلعبوش، وتجروا كثير، عشان ما تجوعوا”.. وتباع وتشترى الخضروات والطحين بالجرام، وينام الناس بالشوارع في برد الشتاء، وتحت سعير نيران القذائف التي تسقط في كل مكان، وتقام ولائم العزاء بلا توقف بكل الأوقات في كل البيوت المدمرة والخيام الممزقة ونحيب بكاء المدينة بأكملها، كأنها تعيش أكبر مآتم التاريخ.
كل شيء في غزة يدعوك للبكاء، نازحة في شمال غزة حصلت على كيس خبز ؛ يا الله ما هذه الفرحة التي غيرت ملامح وجهها العابس مُنذ سنة !؟ كأنها حصلت على كنز ثمين بعد عام كامل!!
يقول قائل من غزة، عن قول أمه (وأمه امرأة لا تكذب) إنها قالت له: “ستفرج ذات يوم”.
وهكذا يستغيث أهل غزة، أيها العالم الأصم : “تجمدنا في الخيام؛ هل تسمعون صرخات الأطفال والنساء؟”.
ويخاطبون أمة محمد – عليه الصلاة والسلام: “من يحمل الهم عنا، ومن يقاسمنا الثِقل؟ سامحونا -يا معشر المسلمين- فلن نسامحكم ولن نغفر خذلناك وخيانتكم وصمتكم يوم الحساب”.
وأنا أقول: “تحدثوا – يا أمة الإسلام – أن غزْة تُباد، تحدثوا ليكون كلامكم شاهداً لكم لا عليكم يوم الحساب”.
سلاماً على غزة حتى يطمئن أهلها، وتبرد نارها، ويدفأ بردها، وتطيب جراحها، وينتصر رجالها، ويخرج غزاتها.
* المقال يعبِّر عن رأي الكاتب