سرايا - قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أجرت "تغييرا تكتيكيا" على إدارة المعركة الجارية بينها وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع.

وأضاف الدويري أن مقاتلي المقاومة بدؤوا يعتمدون على ما يطلق عليها الكمائن الثابتة والكمائن المتحركة، وكذلك الكمائن الخداعية التي يتم فيها استدراج الخصم إلى منطقة القتال، بالإضافة إلى نقل المعركة إلى الخطوط الخلفية.



كما أكد الدويري أن فصائل المقاومة في غزة فعّلت غرفة العمليات المشتركة، بمعنى أن التنسيق بينها انتقل من المستوى التخطيطي إلى المستوى التنفيذي، وبات يتم الجمع بين مجموعتين صغيرتين من المقاتلين في مجموعة واحدة، مشيرا إلى وجود لغة مشتركة بين الفصائل المقاتلة ومهارات متقاربة بين المقاتلين على الأرض.

وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت عن عملية مشتركة مع سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي تم خلالها استهداف 3 دبابات ميركافا إسرائيلية بمنطقة معن في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

في المقابل، فإن الفيديوهات التي تبثها فصائل المقاومة عن عملياتها في منطقة القرم شمال غزة وفي منطقتي الوسط والجنوب تنفي -كما يقول الدويري- مفهوم السيطرة كما تزعم قوات الاحتلال.

وقال إنه منذ أيام عدة خفض الاحتلال عدد القوات وأبقى على 4 ألوية تقاتل في المنطقة الشرقية من غزة، في الشجاعية وحي التفاح والدرج وأطراف جباليا.

ورأى أن إدارة جيش الاحتلال للمعركة في غزة غير واضحة، لأن الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي انعكست على الواقع الميداني، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تعاني من الإرباك، وهي بين إعلان انسحاب وتنفيذ عمليات توغل.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فصائل المقاومة

إقرأ أيضاً:

غزة تعلن بثبات للعالم: لا لمخططات التهجير

غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:

وسط دمار الحرب وآلام الحصار، يثبت الفلسطينيون في غزة أنهم صخرة صلبة في وجه كل المخططات التي تستهدف اقتلاعهم من أرضهم. وعلى مدار العقود، كان ارتباطهم بالمقاومة الفلسطينية جزءًا من نسيج حياتهم اليومي، يتجلى في كل موقف وحدث.

ومؤخرًا، شهد العالم مثالًا حيًا على هذا الترابط خلال عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين التي تمت في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وأمام منزل الشهيد يحيى السنوار في مدينة خان يونس، وميناء غزة البحري، حيث تجمعت الحشود بالآلاف، في مشهد لم يكن مجرد تبادل للأسرى، بل إعلانًا شعبيًا عن الوقوف مع المقاومة في خندق واق، ورفضًا لكل مشاريع التهجير، وعلى رأسها المخطط الذي تحدث عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

في قلب مدينة خان يونس، أمام منزل الشهيد يحيى السنوار، كان المواطنون الفلسطينيون على موعد مع لحظة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني. تسليم المجندة الإسرائيلية أربيل يهود والأسير غادي موزيس، إلى جانب 5 من العمال التايلانديين، لم يكن مجرد حدث سياسي أو تفاوضي، بل كان محطة نضالية استثنائية تعكس إرادة الشعب الفلسطيني.

المواطن الفلسطيني محمود الزين، كان بين الحشود، عبّرعن فرحته قائلاً: «نحن سعيدون أن أسراهم يعودون إلى أهلهم، كما يعود أسرانا إلى عائلاتهم، نحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب».

وأكد الزين لـ«عُمان» رفضه لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن نقول لنتنياهو وغير نتنياهو: «نحن صامدون على أرضنا حتى لو عشنا على أكوام الدمار. لن نغادر حتى لو قرر ترامب أن يضعنا في نيويورك».

وشدد على أن «فلسطين كلها وحدة واحدة، وسوف نبقى هنا حتى لو عشنا على الزيتون والخبز الناشف».

حشود جباليا: مشاركة شعبية واسعة

لم يكن مخيم جباليا بعيدًا عن هذه المشاهد وميناء غزة البحري، بل كان مسرحًا آخر للمقاومة الشعبية. في ساحة الرزان، احتشد الآلاف لمتابعة عملية تسليم المجندة الإسرائيلية أجام بيرنر، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المؤيدة للمقاومة. كانت المشاركة تعبيرًا واضحًا عن الالتفاف الجماهيري حول المقاومة ورفض التهجير.

سناء أبو رامي، وهي مواطنة فلسطينية ثلاثينية، قالت: «رغم القتل، الدمار، النزوح، إلا أننا صامدون على موقفنا. نحن مع المقاومة رغم كل شيء. المقاومة لم تتخل عنا، ولم نسلم الأسرى إلا بعد تحقيق شروطنا في خروج الاحتلال من غزة وتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين». وتابعت خلال حديثها لـ«عُمان»: «حققنا كل مطالبنا في الصفقة ولم نخضع».

أثر الصفقة على الشارع الفلسطيني

لم يكن حدث تسليم الأسرى مجرد إجراء تفاوضي، بل كان له أثر معنوي وسياسي هائل على الفلسطينيين في غزة. الشعور العام كان مزيجًا من الفخر والرضا، حيث عكس هذا الإنجاز قدرة المقاومة على فرض شروطها في الميدان السياسي.

رنا الكرمي، مواطنة فلسطينية أخرى كانت بين الحشود في جباليا، أكدت على هذا المعنى بقولها: «كل مخططات الاحتلال باءت بالفشل، والمقاومة هي التي انتصرت. صحيح أننا خسرنا شهداء ومنازل، لكننا اخترنا أن نعيش بعزة وكرامة».

وأضافت لـ«عُمان»: «نحن انتصرنا على الجوع، انتصرنا على حرب الإبادة، وانتصرنا على كل مخططات التهجير». مشيرة أن شقيقها استُشهد أثناء القتال مع كتائب الشهيد عز الدين القسام، لكنها تؤمن أن روحه باقية في قلوبهم وقلوب المقاومين.

رفض مخطط التهجير إلى مصر والأردن

بالتزامن مع تسليم الأسرى، عاد الحديث عن مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو المخطط الذي سبق أن طرحه ترامب ضمن صفقة القرن. إلا أن الشعب الفلسطيني كان له موقف واضح من هذا المقترح. وعاد وطرحه مجددًا بعد توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية أواخر الشهر الجاري.

«إلى أين يريدنا ترامب أن نذهب؟!» تساءلت أم ياسين، وهي مواطنة فلسطينية كانت ضمن الحشود في جباليا.

وأشارت إلى الأعداد الهائلة من المواطنين الذين خرجوا لدعم المقاومة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتهجير، وأن غزة وفلسطين بأكملها ستظل موطنهم الوحيد.

في مشهد آخر، قال عبد الرحمن قديح، أحد الحاضرين: «لسنا شعبًا معتديًا، هم الذين اعتدوا علينا وأخذوا بلادنا. نحن هنا باقون رغم كل شيء».وأكد دعمه الكامل للمقاومة: «هم من دافعوا عن أرضي وعن الوطن ككل. ووضعوا زهرة شبابهم في السجون».

والخميس 31 يناير 2025، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحاته الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وقال إن «على مصر والأردن قبولهم». جاء ذلك خلال رد ترامب على أسئلة لصحفيين في البيت الأبيض بشأن القضايا الراهنة، والتي نقلتها وكالة الأناضول. وردا على سؤال بشأن إمكانية قبول مصر والأردن للفلسطينيين من غزة، قال ترامب: «ستفعلان ذلك». مضيفًا: «لقد قدمنا لهما (مصر والأردن) الكثير، وسوف يقومان بذلك».

ولكن ردود فعل مصرية وأردنية رافضة للتهجير قد توالت منذ اقتراح ترامب، السبت 25 يناير 2025، نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ«عدم وجود أماكن صالحة للسكن في غزة»، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا. كما أضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترامب من جهات عدة، بينها العراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.

تسليم الأسرى كأداة مقاومة

لطالما كان ملف الأسرى جزءًا أساسيًا من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد استخدمت المقاومة هذا الملف كأداة ضغط على الاحتلال لإجباره على تقديم تنازلات، وهو ما تجلى في عدة صفقات تبادل أسرى خلال العقود الماضية، أبرزها صفقة شاليط عام 2011. لكن الصفقة الأخيرة، التي جرت في ظل عدوان مستمر وحصار خانق، حملت معاني إضافية، إذ أثبتت أن المقاومة قادرة على فرض إرادتها رغم محاولات الحصار والعزل السياسي.

ما جرى في جباليا وخان يونس وغزة لم يكن مجرد مشهد عابر، بل تأكيد على أن غزة ليست وحدها، وأن شعبها متمسك بأرضه ومقاومته. في ظل الضغوط السياسية والعسكرية، يحاول الاحتلال وحلفاؤه فرض مخططات التهجير، لكن الحشود التي ملأت الشوارع كانت رسالة قوية للعالم أن الفلسطينيين، رغم الجوع والدمار، لن يغادروا أرضهم.

ولم ارتباط الغزيين بالمقاومة وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضحيات، حيث يظل كل مواطن فلسطيني جنديًا في معركة البقاء والصمود. وبينما يراهن الاحتلال على انهيار الإرادة الفلسطينية، يثبت الواقع أن غزة وشعبها قادرون على كتابة المستقبل بأيديهم، بعيدًا عن أي مخططات خارجية تريد اقتلاعهم من وطنهم.

مقالات مشابهة

  • غزة تعلن بثبات للعالم: لا لمخططات التهجير
  • فصائل فلسطينية تعقب على العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • 19 قتيلا في اشتباكات وانفجار سيارة مفخخة في شمال سوريا  
  • التهجير والفشل الاستعماري
  • اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جنين.. وإصابات مؤكدة بالإسرائيليين
  • الفصائل تبقي موقفها رماديا: سنعلن عن قراراتنا قريبا لا تلتفتوا لتكهنات التقارير الإعلامية
  • الفصائل تبقي موقفها رماديا: سنعلن عن قراراتنا قريبا لا تلتفتوا لتكهنات التقارير الإعلامية - عاجل
  • فلسطين.. اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس
  • رئيس «المصريين الأحرار»: نقف خلف الرئيس السيسي.. ولغة التهديد «مرفوضة»
  • فلسطين.. اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال محاصرة منزل جنوب طولكرم