سرايا - قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أجرت "تغييرا تكتيكيا" على إدارة المعركة الجارية بينها وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع.

وأضاف الدويري أن مقاتلي المقاومة بدؤوا يعتمدون على ما يطلق عليها الكمائن الثابتة والكمائن المتحركة، وكذلك الكمائن الخداعية التي يتم فيها استدراج الخصم إلى منطقة القتال، بالإضافة إلى نقل المعركة إلى الخطوط الخلفية.



كما أكد الدويري أن فصائل المقاومة في غزة فعّلت غرفة العمليات المشتركة، بمعنى أن التنسيق بينها انتقل من المستوى التخطيطي إلى المستوى التنفيذي، وبات يتم الجمع بين مجموعتين صغيرتين من المقاتلين في مجموعة واحدة، مشيرا إلى وجود لغة مشتركة بين الفصائل المقاتلة ومهارات متقاربة بين المقاتلين على الأرض.

وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت عن عملية مشتركة مع سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي تم خلالها استهداف 3 دبابات ميركافا إسرائيلية بمنطقة معن في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

في المقابل، فإن الفيديوهات التي تبثها فصائل المقاومة عن عملياتها في منطقة القرم شمال غزة وفي منطقتي الوسط والجنوب تنفي -كما يقول الدويري- مفهوم السيطرة كما تزعم قوات الاحتلال.

وقال إنه منذ أيام عدة خفض الاحتلال عدد القوات وأبقى على 4 ألوية تقاتل في المنطقة الشرقية من غزة، في الشجاعية وحي التفاح والدرج وأطراف جباليا.

ورأى أن إدارة جيش الاحتلال للمعركة في غزة غير واضحة، لأن الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي انعكست على الواقع الميداني، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تعاني من الإرباك، وهي بين إعلان انسحاب وتنفيذ عمليات توغل.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فصائل المقاومة

إقرأ أيضاً:

فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة

زهراء جوني

عملية بطولية واحدة للمقاومة الفلسطينية، في أواخر العام 2023؛ كانت كافية لرسم مشهد الكيان الوحشي والمجرم واستشراف العام القادم، ليصحّ القول إنّ العام ٢٠٢٤ كان عام الإبادة الجماعية بحق شعب بأكمله يعيش في مساحة جغرافية صغيرة تسمّى “غزة”. وكانت هذه العملية التي عُرفت بــ”طوفان الاقصى” كافيةً ليشهد العالم مقاومة صمدت- وما تزال- على الرغم من كل المحاولات الإسرائيلية للقضاء عليها وسحقها بحسب تعبير قادة الكيان ومسؤوليه.

بعد شهرين من مشاهد تاريخية حُفرت في الذاكرة لمقاومين فلسطينيين دخلوا عمق الكيان، وأثاروا الرعب في قلوب مستوطنيه، افتُتحت سنة ٢٠٢٤ بعدوان إسرائيلي على غزة أراد عبره الاحتلال القضاء على الفلسطينيين وأرزاقهم وأحلامهم ومقومات العيش في أرضهم، لكنهم حتى اليوم ومع مرور عام كامل على الإبادة يصرّون على المقاومة والصمود بالرغم من كل المآسي والجراح.

إنه العام ٢٠٢٤، وفيه رُفعت أول دعوى قضائية على الكيان، واتُهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومعه وزير حربه السابق يؤاف غالانت بجرم الإبادة، وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بمثولهم أمام القضاء، لتفتح هذه الخطوات الباب أمام مسار قانوني؛ يوضع فيه الاحتلال على قائمة الاتهام والمحاسبة للمرة الأولى في تاريخه، ويهدد الكيان بالعزلة الدولية، إلى جانب حجم الغضب الشعبي العالمي والاستنكار الطلابي على جرائمه ومجازره. فقد شهدت الجامعات الأميركية تظاهرات نوعية تطالب بوقف الإبادة وحق الشعب الفلسطيني باستعادة أرضه، وهو ما أعاد رسم المشهد وفقًا للحقائق التاريخية بأحقية الشعب الفلسطيني في قضيته بعيدًا عن كل الأكاذيب الغربية بشأن رواية العدو وأرض فلسطين.

لقد اختبر العدو الإسرائيلي، في العام ٢٠٢٤، أطول حرب في تاريخه، وجرّب فيها كل أنواع الإجرام والتدمير، وخاض إلى جانب الحرب الجوية حربًا برية تلقّى فيها وما يزال خسائر كبيرة يتحفّظ حتى اليوم عن الاعتراف بها وإخفائها ضمن سياق الرقابة العسكرية. حربٌ برية اجتاح خلالها كل المناطق الفلسطينية في غزة، وادّعى في كلٍّ منها أنه استطاع القضاء على المقاومة ليتّضح بعدها أن المقاومة ما تزال حاضرة وجاهزة وقادرة على المواجهة والقتال في هذه النقاط وغيرها.

على الرغم من عدد الشهداء والجرحى وشهادة قائد العملية ورئيس حركة حماس لاحقًا يحيى السنوار، إلا أن المقاومة بقيت تحافظ على قوتها واستمراريتها. هذا فيما كانت جبهات المساندة تفعّل عملياتها وإمكاناتها في سبيل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمًا له ولمقاومته الباسلة.

على المستوى السياسي؛ العام ٢٠٢٤ شهد مسارًا مستمرًا حتى اليوم لتحقيق اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة ومنع استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن العدو حتى هذه اللحظة يماطل في تحقيق الاتفاق ويخلق حججًا وعراقيل لمنع أي اتفاق سياسي غير مكترث بأسراه وعائلاتهم التي تطالب يوميًا بوقف سريع للحرب.

إنّ العام ٢٠٢٤ كان “عام غزة” بامتياز، وعام الإبادة من دون منازع، وعام الموت البطيء للشعب الفلسطيني أمام أعين الأنظمة العربية وصمتها المخيف. وكان بحق عام القضاء على كل مقومات الحياة في غزة، صحيًا وغذائيًا واجتماعيًا وعلى كل المستويات. ولكنه أيضًا عام المقاومة بلا منازع؛ لأنه شهد بطولات سيكتب عنها التاريخ، وصمودًا أسطوريًا بالرغم من حجم آلة التدمير والقتل الإسرائيلية والأميركية.

في فلسطين المحتلة، يصح القول إنه عام المواجهات الأعنف بين الفلسطيين وقوات الاحتلال واستمرار العمليات المقاومة بالرغم من كل التحديات، وهو بحقّ “عام الأسرى”. فقد ارتفع عدد الأسرى الفلسطينين بعد “طوفان الأقصى” أضعافًا وأكثر؛ لأن الاحتلال أراد أن يعبّر عن غضبه وحقده بكل الوسائل الممكنة، وعلى رأسها سياسة الاعتقالات التي لم تتوقف يومًا، لا سيما هذا العام..

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ـ موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • 24 قتيلا في معارك بين فصائل موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. فصائل مدعومة من تركيا تهاجم قوات سوريا الديمقراطية جنوب وشرق منبج
  • تعرف على أبرز محطات صدام السلطة الفلسطينية مع فصائل المقاومة منذ أوسلو
  • الكشف عن قواسم مشتركة بين منفذي هجومي رأس السنة بأميركا
  • فصائل فلسطينية تندد بإغلاق السلطة مكتب الجزيرة
  • قوات الانتقالي مدعومة بمصفحات عسكرية تنتشر بشكل مفاجئ في شوارع عدن
  • نعيم قاسم: المقاومة استعادت عافيتها وعلى الدولة متابعة وقف إطلاق النار
  • الدفاع المدني بغزة: 1500 خيمة تؤوي نازحين غمرتها مياه الأمطار بمخيمات النزوح
  • ترامب يوجّه رسالة إلى حماس بشأن الرهائن في قطاع غزة
  • فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة