شاهدة تحكي عن تفاصيل "احتجازها" بمصحة طبيب التجميل الشهير التازي وتقول: "كنت سعيدة"
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
حكت ابتسام وهي شاهدة في ملف حسن التازي طبيب التجميل الشهير، عن تفاصيل “احتجازها”، بحسب تعبيرها داخل مصحة “الشفاء”، بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، اليوم الجمعة.
وقالت إنها خضعت لعملية ولادة داخل المصحة بعد أن رفضت مستشفيات عمومية ومصحات خاصة استقبالها لصعوبة وضعها الصحي، مشيرة إلى أنها خضعت لعملية قيصرية بعد 8 أشهر من الحمل.
بعد فترة، اضطرت إلى البقاء في غرفة داخل المصحة لمدة أربعة أيام، وهنا مربط الفرس؛ حيث تؤكد الشاهدة أنها “احتجزت خلال هذه المدة في غرفة داخل المصحة، رفقة رضيعها، حيث أغلق باب الغرفة بإحكام عليها”.
سألها القاضي، ما سبب مكوثها في الغرفة، فأوضحت أن السبب يعود إلى كونها “تتعلم” رضاعة رضيعها، بحسب تعبيرها، لافتة إلى أن إحدى الجمعيات تكفلت بجميع مصاريفها لذلك كانت مطمئنة.
هنا سألها أحد أعضاء الدفاع: “تقولين إنك كنت محتجزة داخل المصحة لماذا لم تطلبي النجدة؟، أجابت: “لماذا سأفعل ذلك، وأنا كنت “فرحانة”، و”كلشي كان خالص من طرف جمعية أسماء؟”.
أشارت الشاهدة إلى أنها “كانت تتحدث عبر الهاتف داخل الغرفة”، ولكن ما كانت متأكدة منه أن باب الغرفة كان مغلقا عليها ولا تعلم من أغلقه.
تحدثت هذه الشاهدة أيضا عن شقيق حسن التازي، وهو أيضا ضمن المتهمين في هذا الملف، وقالت إنه استقبلها مرتين، مرة رفقة زوجها، ومرة أخرى رفقة والديها، رغم أنه سبق لها وأن صرحت في الجلسة ذاتها عندما سألها القاضي، عن معرفتها بهذا الشخص، بأنه استقبلها مرتين، الأولى لوحدها والثانية رفقة زوجها ووالديها. وقد اعتبر الدفاع هذه الأقوال “تناقضات”.
وأضافت أنها كانت “تشرح لشقيق التازي أنها لا تملك ثمن فاتورة الولادة والتي تبلغ 5000 درهم”. حدث ذلك قبل أن تتكفل الجمعية المذكورة بالمصاريف. وقد شددت على أن “شقيق التازي هددها وأخبرها جيبي ليا الشيك وإلا أقسم أنك غتخلصي الدوبل”.
أنكر شقيق التازي هذه الأقوال خلال مواجهته بها، وأوضح أنها أعطته مبلغ 9000 درهم وليس 5000 درهم، مؤكدا أنه “لم يضغط عليها بل تخلى لها عن الباقي”.
وفسرت الشاهدة أن المصحة ضغطت عليها لأداء 5000 درهم، رغم توسلاتها الكثيرة لهم، موضحة أن إحدى السيدات تبرعت لها بمبلغ 2000 درهم وأخرى بـ500 درهم، كما أنها تواصلت مع “جمعية أسماء”، حسب تعبيرها، التي طمأنتها ووعدتها بالتكفل بالباقي.
أما عن موضوع الصور، وبعد أن سألها القاضي لماذا لم تتطرقي إلى موضوع التقاط صور رضيعك، أجابت: “لأنك لم تسألني”، ثم أضافت: “صُدمت بصور رضيعي عند اطلاعي عليها لدى الضابطة القضائية، أؤكد أنه لم يكن في علمي”، وتساءلت “علاش يصوروا ليا ولدي في تلك الحالة؟ كما أنه لا علم لي بموضوع المحسنين والتسول برضيعي”.
تعرفت الشاهدة نفسها بالمحكمة، على المتهمة زينب وعلى شقيق الطبيب، لكنها لم تستطع التعرف على المتهمة فاطمة موظفة الاستقبال، رغم أنها تزعم إعطاءها مبلغ 2500 درهم، وسألها القاضي: لماذا لم تتعرفي عليها، فأجابت: “معقلتش… ماشفتهاش هاذي عامين دبا”.
وأرجأت المحكمة، النظر في هذا الملف إلى 18 يناير الجاري من أجل الاستماع إلى مرافعة الدفاع.
كلمات دلالية الإستماع إلى الشهود حسن التازي محاكمةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: حسن التازي محاكمة
إقرأ أيضاً:
"علي عمر".. حارب حتى الرمق الأخير وبقيت يده اليمنى شاهدة على إنسانيته
غزة-مدلين خلة - صفا "على استعداد أن نصنع المستحيل لأجل أطفالنا ونسائنا، ولن نتوقف عن تقديم الخدمة لمن يحتاجها طالما هناك مواطن واحد في مدينة غزة بحاجة إلى علي". كلماتٌ كان يُرددها مرارًا وتكرارًا على مسمع أصدقائه وزملائه في العمل، كلمات صادقة ترجمها لأفعال أبى الانحراف عنها، وسط تهديد يُطال حياته طوال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. 23 عامًا حملت بكنفها "رجل بحجم وطن"، حمل على عاتق يده اليمنى إخراج الأحياء من تحت ركام المنازل التي يُدمرها الاحتلال. رجل شجاع عامٌ ويزيد لم يكن خلالها المتطوع بجهاز الدفاع المدني "علي محمد عمر"، يتوانى لحظة عن إنقاذ حياة العالقين تحت ركام المنازل، يعدو بكل طاقته حتى في أيام عطله ليس سعيًا للموت، بل سباقًا لحصد أرواح بقيت تتنفس والفوز بها ناجية من حطام برميل متفجر. لم يكن علي يعلم أنه سيكون حدثًا يهز كل من أنقذ أرواحهم وأخرجهم للحياة من جديد، لكن هذه نهاية رجل شجاع اعتاد مساعدة الناس فلم تبق منه إلا يده اليمنى شاهدة على إخلاصه في عمله، وشاهدة على صمت عالمي على إبادة يتعرض لها كل حي بالقطاع. الشهيد رقم 87 من طواقم الدفاع المدني، بهذه الكلمات بدأ الرائد محمود بصل حديثه لوكالة "صفا"، عن تفاصيل حادثة كان بطلها أحد المتطوعين في سلك الدفاع المدني. يقول: "جاء إنذار بوجود عالقين عقب استهداف الاحتلال منزل من ست طبقات يعود لعائلة غبون بحي الصبرة، لم ينتظر علي انتهاء الشارة، وسارع بالتوجه مع زملائه لنيل شرف إخراج الأحياء كما العادة". ويضيف "فور وصول الطاقم للمنزل المستهدف قام علي بانقاذ خمسة أطفال دفعة واحدة، ونقلهم إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، وما أن وضعهم بين أروقة المشفى حتى جاءه إنذار بوجود سيدة ما تزال عالقة هناك". هاجس الخوف من فقد الأطفال والدتهم حرك مشاعر الشاب العشريني، فأسرع بكل قوته آخذًا على عاتقه جمع شمل العائلة من جديد، لم يكن يعلم أن هذه السيدة ستكون رفيقته في الشهادة، شاهدة على أنه أدى عمله حتى الرمق الأخير. "توجه علي للبيت المستهدف يضع أمام عينيه إنقاذ الأم والعودة بها لصغارها، وما أن وصل حتى وجدها عالقة بين الركام فأخذ يحاول الذود بها ناجية إلا أن الاحتلال كان له رأي آخر". لحظات صمت لحظات أعمى فيها غبار صاروخ طائرة مسيرة عيون زملاء علي عما حدث، صمت خيم على المكان، عدا صوت انفجار هز الحاضرين وصم آذانهم. لم يفلح علي بإخراج السيدة وإنقاذها حتى أنه لم يخرج ليعلن استشهادها، ينظر الجميع علهم يُحيطون بشيء مما حدث يبحثون عن مكان الاستهداف لا يُريدون تصديق شعور تسلل لنفوس الجميع، بأن علي تم استهدافه بشكل مباشر ليرحل عن الدنيا أشلاء متناثرة لم يبقى من جسده سوى يده اليمنى التي عكفت على مساعدة الناس والنجاة بأرواحهم من هول دمار خطف قلوبهم. بدأ الجميع يبحث هنا وهناك يُحاولون تجميع جسد العشريني لكن دون فائدة، فجسده أعلن تمرده وانتشر بكل مكان كان له بصمة في إخراج الأحياء أسفل ركام حرب الإبادة والتجويع. لم يكن علي عمر القصة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهو القصة 18 باستهداف مباشر لطواقم الدفاع المدني، والشهيد 87 من شهداء الخدمة الإنسانية.