الحرب والجوع والمرض تطارد سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.. تحت هذا العنوان كتبت مجلة "ذا إيكونوميست"، محذرة من أن قطاع غزة الفلسطيني المكتظ في طريقه لدخول مجاعة عنيفة من صنع الإنسان وليست بسبب كارثة طبيعية.

وتقول المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد": اسأل أي شخص في غزة عما أكله بالأمس، وستكون الإجابة مختصرة للغاية، حيث وتعيش الأسر على فتات من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى.

اقرأ أيضاً

اليوم العالمي لنصرة غزة.. قوة الشعوب بديل الأمم المتحدة

الطعام شحيح

حصل أحد الآباء على علبتين من الجبن وبعض البسكويت في آخر عملية إمداد له؛ وذهب آخر إلى المنزل ومعه علبة من الفاصوليا فقط.

بدورهن، تجمع الأمهات الأعشاب، ومنها أعشاب ضارة لإطعام أطفالهن.

ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن نصف الأسر النازحة في جنوب غزة يقضون أياما كاملة دون تناول أي شيء.

ويلقي التقرير الضوء على بدء الاحتلال سحب ألوية من جيشه من غزة، حيث يمنح ذلك بعضا من الراحة للاقتصاد الإسرائيلي ويرضي الولايات المتحدة التي لا تريد توسعا للحرب، لكنه لن يريح أهالي غزة الذين تحملوا ثلاثة أشهر من الحرب المريرة، كما تقول المجلة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد نزحوا.

وانتهى الأمر بمئات الآلاف في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، والتي أصبحت الآن أكثر كثافة سكانية من مدينة نيويورك.

ووجد الأشخاص الأكثر حظًا مأوى مع العائلة أو الأصدقاء، بينما يعيش الباقون في خيام أو ملاجئ مؤقتة، حيث تكتظ قطع الأراضي التي كانت شاغرة في السابق بالمساكن التي لا يفصل بينها سوى متر أو مترين.

اقرأ أيضاً

غزة.. 22 ألفا و600 شهيد منذ بداية الحرب وأكثر من 57 ألف مصاب

انتشار الأمراض

هذه الظروف القاسية تنشر الأمراض، تقول المجلة، مستشهدة بتصريحات من منظمة الصحة العالمية قالت فيها 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي. وقد سجلت 136,400 حالة إسهال و55,400 حالة قمل وجرب، من بين أمراض أخرى.

فقط حوالي ثلث مستشفيات غزة تعمل بشكل جزئي، وهي تعاني من نقص الإمدادات الأساسية؛ أما تلك الموجودة في الجنوب فتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها المقصودة.

الغذاء

ومع ذلك، فإن الاهتمام الأكثر إلحاحا بالنسبة لمعظم الأسر هو الغذاء، كما يؤكد التقرير.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن "جميع الأسر تقريبًا" في غزة تفوت وجباتها، وأن 26% من سكان القطاع يعانون من "نقص شديد في الغذاء".

ولدى برنامج الأغذية العالمي ثلاثة معايير لإعلان المجاعة.

وتلتقي غزة بالفعل بواحدة منها على الأقل.

اقرأ أيضاً

الآباء تبيع ممتلكاتها لشراء الغذاء.. الصحة العالمية ويونيسيف تحذران من مجاعة في غزة

المساعدات

وتقول إسرائيل إنها لا تعرقل توصيل المساعدات إلى غزة. وهي تلوم حماس على سرقة الإمدادات، والأمم المتحدة والجمعيات الخيرية لعدم إرسال المزيد.

ويؤكد التقرير أن المساعدات التي تدخل القطاع لن تكون كافية لإطعام السكان، وفي بعض الأيام، تدخل أقل من 100 شاحنة إلى القطاع، مقارنة بـ 500 شاحنة قبل الحرب، عندما كان لدى غزة أيضًا مزارعها الخاصة لتوفير الغذاء.

وارتفعت أسعار المنتجات القليلة في الأسواق المحلية، حيث يبلغ سعر جوال الدقيق الآن حوالي 500 شيكل (137 دولاراً)، أي عشرة أضعاف تكلفته قبل الحرب.

أما بالنسبة لعدم إرسال ما يكفي من الإمدادات، فإن عمال الإغاثة يرغبون في جلب المزيد إلى غزة، لكن الخدمات اللوجستية تمثل كابوسا.

اقرأ أيضاً

برنامج أممي: سكان غزة سيواجهون أسوأ أزمة مجاعة خلال أسابيع

عراقيل بالمعابر

وتتعرض الشاحنات لتفتيش إسرائيلي قاس عند معبر كرم أبو سالم، حيث تتم إزالة قائمة متزايدة من البضائع المحظورة (بما في ذلك أشياء مثل مرشحات المياه)، أما معبر رفح الحدودي مع مصر فهو غير مصمم لاستيعاب كميات كبيرة من البضائع، وبمجرد دخولها إلى غزة، يتعين على الشاحنات أن تتنقل في الطرق المتضررة والقصف اليومي، ما يسبب بطئا وعدم فعالية.

وتختتم "ذا إيكونوميست" تقريرها بالقول: على الرغم من أنها أعادت الكثيرين من جنود الاحتياط، إلا أن إسرائيل تصر على أن أمامها أشهر طويلة من القتال، وإذا لم تفعل المزيد لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية - ربما عن طريق البحر، وهي فكرة ناقشتها الدول الأوروبية - فإن تلك الأشهر ستدفع غزة إلى مجاعة من صنع الإنسان.

المصدر | ذا إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة مجاعة الحرب في غزة مساعدات اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

"جمعية الصناعيين" تبرم شراكة استراتيجية للتحقق من صحة الشهادات العلمية والمهنية

 

 

 

مسقط- الرؤية

في إطار جهود جمعية الصناعيين العُمانية لرفع كفاءة القطاع الصناعي، وبصفتها الحاضنة لوحدة المهارات القطاعية للصناعة والمرخصة من وزارة العمل، أبرمت الجمعية اتفاقية استراتيجية مع مجموعة كلين شييت (CSG)، الشركة العالمية الرائدة في خدمات التحقق من المصدر الأولي، وذلك لتعزيز نزاهة وموثوقية المستندات والشهادات المقدمة من طالبي العمل في القطاع الصناعي.

وقع الاتفاقية عن الجمعية الشيخ الدكتور هلال بن عبدالله الهنائي رئيس مجلس الإدارة، فيما مثل شركة كلين شييت الرئيس التنفيذي محمد رشيد أبو غوش.

وتمثل هذه الشراكة خطوة مهمة في تمكين وحدة المهارات القطاعية للصناعة من تقديم خدمات تحقق متقدمة، مما يسهم في ضمان مصداقية المؤهلات الأكاديمية والمهنية داخل القطاع الصناعي، بما يعود بالنفع على أصحاب العمل، وهيئات الترخيص، والمنظمات التي تعتمد على المؤهلات الموثوقة. ومن خلال الاستفادة من خبرة مجموعة كلين شييت في أنظمة التحقق الآمنة، والتزام وحدة المهارات القطاعية للصناعة بتطبيق المعايير المهنية العالمية، تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز كفاءة القطاع الصناعي وتقليل المخاطر المرتبطة بالوثائق المُزوَّرة أو المُحرَّفة.

وتؤكد هذه الشراكة التزام الوحدة برفع معايير النزاهة والمصداقية داخل سوق العمل، وحماية المؤسسات من تداعيات التلاعب بالمؤهلات. كما تعزز التكامل بين أفضل الممارسات العالمية ومتطلبات السوق المحلي، مما يسهم في رفع مستوى الثقة والشفافية داخل القطاع الصناعي في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة.. ونتنياهو يعلن استئناف الحرب
  • تحذيرات من مجاعة وتدهور صحي في غزة
  • إدارة ترامب وإسرائيل تدرسان هذه الواجهة لتهجير سكان غزة
  • غزة.. تحذير حقوقي من مجاعة وتدهور صحي جراء الإغلاق الإسرائيلي
  • 80 % من سكان القطاع لا يملكون الغذاء.. والسلطة الفلسطينية تحذر.. جيش الاحتلال يخطط لحكم غزة عسكريا
  • 80 % من سكان قطاع غزة لا يملكون الغذاء
  • السودان.. الجيش يسيطر علي مباني ومواقع استراتيجية في الخرطوم
  • "جمعية الصناعيين" تبرم شراكة استراتيجية للتحقق من صحة الشهادات العلمية والمهنية
  • الحصار يضع غزة على أبواب مجاعة محققة
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: القطاع على أبواب مجاعة محققة بسبب الحصار