يؤازرهاالطيران الحربي ..مسيرة ملايينية غير مسبوقة بصنعاء دعما لفلسطين ورفضا للتهديدات الأمريكية
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
صنعاء – سبأ :
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم، مسيرة ملايينية غير مسبوقة تحت شعار “دماء الأحرار.. على طريق الانتصار” تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
واكتظ ميدان السبعين بحشود غير مسبوقة، رفعت العلمين اليمني والفلسطيني والشعارات المؤكدة على وقوف الشعب اليمني وتفويضه المطلق لقائد الثورة لاتخاذ كل القرارات الشجاعة والخيارات الاستراتيجية للدفاع عن سيادة اليمن ونصرة الأشقاء في فلسطين وتحرير الأقصى الشريف.
وأكدت الحشود أن خروج الشعب اليمني بهذا الشكل الكبير والواسع في العاصمة صنعاء والمحافظات، يعبر عن الوفاء لدماء شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لطوفان الأقصى، ويعلن للعالم أجمع أن الشعب اليمني لا يتراجع عن موقفه الإيماني ولا يخنع للمستكبرين مهما كان حجم المواجهة والتضحيات.
ورددت الجماهير هتافات البراءة من الأعداء والتلبية لقائد الثورة والنصرة للأقصى وفلسطين، والوفاء لدماء الشهداء حتى تحقيق النصر، وكذا الاستمرار في المساندة والوقوف الكامل مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال سياسيا وعسكريا وإعلاميا وعلى كافة المستويات، وبكل الوسائل الممكنة.
وجددت التأكيد على الجهوزية لمواجهة التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر وما أقدم عليه من استهداف لدوريات القوات البحرية اليمنية وهي تؤدي واجبها في نصرة الشعب الفلسطيني.. مؤكدين أن هذه الجريمة لن تمر دون رد.
ولفتت الحشود إلى أن موقف الشعب اليمني ينسجم مع المبادئ والقيم والأخلاق التي يؤمن بها شعب اليمن، ليقدم بذلك النموذج لكل أحرار العالم.
وخلال المسيرة التي شهدت استعراضا للطيران الحربي والمسير، بارك مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، الجمع الكبير، سائلا الله أن يجعله خالصا لوجه الكريم.
وقال” إن الله قد وفق قيادتنا وجيشنا وشعبنا وحكومتنا وعلمائنا لاتخاذ هذا الموقف العظيم الذي يبيض وجهونا عند الله سبحانه وتعالى، والذي يتماشى مع روح الشريعة الإسلامية وأحكام القرآن الكريم وسنة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم”.
وأشار إلى أن هذا الجمع الكبير يعبر عن الوقوف والتضامن مع الأشقاء المظلومين والمحاصرين في غزة وفلسطين، وفي نفس الوقت يرسل رسالة واضحة لأعداء الله للإمبريالية العالمية والاستكبار العالمي ممثلا بأمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول الكفر، وأضاف “نقول لهم إن ترهيبكم لن يثنينا عن موقفنا وقرارنا هذا، وعن مسيرتنا هذه، وإننا سنظل على هذا الدرب ثابتين وعليه سائرين، ولن يوقفنا شيء بإذن الله تعالى”.
وأضاف “لإن كان في المعمورة من تواطأ معكم وتواطأ مع أمريكا وإسرائيل ودول الكفر، ولإن كان في المعمورة من تخاذل عن نصرة المستضعفين في فلسطين، ومن قدم رجل وأخر أخرى في نصرة المستضعفين في غزة وفلسطين، فإن الشعب اليمني قد حسم أمره واتخذ قراره منذ وقت مبكر ومنذ أول يوم لطوفان الأقصى دعما وإسنادا لإخوانهم في فلسطين وهذا خيار لن يرجع عنه ولن يتنازل عنه ولن يثنيه عنه شيء، نزولا عند قوله سبحانه وتعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)”.
وتابع العلامة شمس الدين :”نحمد الله تعالى أن وفقنا لاتخاذ هذا القرار العظيم عندما خرج الشعب اليماني بالملايين في كثير من الساحات معبرا عن موقفه وعن إيمانه أمام العالمين ليحقق بذلك قول نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية)”.
وخاطب الجماهير المليونية :” أيها الشعب اليماني والله ما قالها فيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجاملة ولا مداهنة ولا استجلابا لقلوبكم بقدر ما بلغ رسالات الله لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”.
وأكد على أهمية الإكثار من حمد الله وشكره على هذا الموقف وهذا القرار الذي اتخذه الشعب اليمني واتخذته القيادة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هذا الرجل الذي أوجده الله في هذا العصر ليقود أمة الجهاد والاستشهاد ليمرغ أنوف الكافرين والظالمين، ويدحر الظلم وأهله، ويطهر البلاد والعباد من رجس الظالمين والكافرين والمشركين أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم.
ولفت مفتي الديار اليمنية إلى أن “الله تعالى غني عن العالمين لكنه أراد ان يمتحن الناس ففاز منهم من فاز وخسر من خسر في نهاية هذا الامتحان، ونسأل الله تعالى الثبات إلى آخر نفس”.. مبينا أن الله تعالى حقق وعده وها هو الشعب اليمني الذي وعد الله بالإتيان به بقوله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
وقال “ها نحن نرى مصاديق هذه الآية وأقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين عول عليكم أيها الشعب اليمني وقال (إني لأجد نفس الرحمان من هاهنا وأشار أليكم)، وقال (هم أرق قلوبا وألين أفئدة) لأنكم على هذا النحو من الصدق مع الله سبحانه وتعالى والصدق في المواجهة والصدق عند اللقاء وعند الحرب لا تخشون في الله لومة لأئم، وهذا الفضل من الله يجب أن نكثر من حمد الله تعالى عليه، إذ تمازجت القيادة مع الشعب في موقف وصورة لا يمكن أن تنكسر، ولا يمكن للأعداء أن يثنوها عن مسيرتها وعن طريقها للجهاد في سبيل الله وتحرير الأراضي المحتلة في فلسطين وطرد المحتل والغازي من كل البلاد العربية والإسلامية”.
وأشار إلى أن هذه الحشود العظيمة والهائلة تبعث رسائل للشرق والغرب وإلى كل أرجاء العالم وتؤكد على ضرورة الاستمرار في التظاهر ودعم أشقائنا في غزة وفلسطين، والبذل والعطاء وتأييد كل الاجراءات التي تتخذها القيادة في القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية وكل العمليات التي يمكن أن تتخذها وترى أنها مناسبة لردع هذا العدوان وإنهاء الحصار عن غزة وطرد المحتل من أرض فلسطين.
وأهاب مفتي الديار اليمنية بعلماء الأمة الربانيين والأحرار وكل الساكتين لأن يتحركوا ويبينوا للناس في هذا الظرف الراهن، فأي تهاون في هذا الشأن وعدم التحريض للجهاد في سبيل الله في مثل هذه المواطن لهو خيانة لله ورسوله وكتمان للحق حيث وجب أن يظهر ويقال للناس.
وتساءل “متى سيستخدم العلماء علمهم ويظهرونه للناس بعد هذا العدوان الذي دخل شهره الرابع بعد 91 يوما من الظلم والقهر والخراب والدمار والقتل للأطفال والنساء والمرضى والحوامل والأجنة ولكل شيء، فأين حمية وغيرة المسلمين، وأين العلماء الذين يجب أن يكونوا في طليعة المسلمين، أين حكام المسلمين وأين القوات التي استخدموها على الشعب اليمني طيلة ثمان سنوات أين طائرات الـ “إف 16 و15″، أين الصواريخ أين المدافع أين الإعلام أين القوة وأين الجمع الذي حاولتم أن ترهبوا به الشعب اليمني، أين كل ذلك، إنما هو حجة عليكم ستسألون عنه يوم القيامة”.
ومضى قائلا “إنكم أيها الشعب اليماني حققتم وأظهرتم الإيمان وتجلى فيكم الإيمان بالصبر والثبات والصمود والتصريح والموقف الصحيح واتخذتم الأفعال قبل الأقوال وأرسلتم الطائرات والصواريخ المجنحة والبالستية وقطعتم شريان الحياة عن الإسرائيليين في باب المندب والبحر الأحمر في خطوة قل أن يوجد لها نظير في الدنيا ولا يقوم بها إلا من توكل على الله ووثق بالله فالنصر كل النصر من عند الله سبحانه وتعالى”.
وأعلن العلامة شمس الدين باسم علماء اليمن وكل الأحرار في هذه الأمة عن التأييد للسيد القائد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس الذي لن ينتهي إلا بتحرير الأقصى من رجس الصهاينة وأحفاد القردة والخنازير وطرد المحتلين في كل أرجاء المعمورة.
وأضاف:”علينا أن نكون أكثر ثقة واستقامة مع الله، وأكثر استمرارا وصمودا في وجوه أعداء الله ورسوله وأعداء الإنسانية وأن نكون صادقين مع الله، امتثالا لقوله “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
وأكد أن اليمنيين هم رجال الله وأنصار الله ووعد الله الذين وعد الله تعالى بالإتيان بهم وبإذن الله سيتحقق النصر على أيديهم وعلى أيدي أحرار الأمة في لبنان والعراق وفلسطين وفي سائر محور المقاومة.
فيما أشار فاضل الشرقي إلى أن هذا الخروج المستمر يعبر عن التضامن الأخوي والإيماني مع الشعب الفلسطيني المسلم، استجابة لنداء قائد الثورة ووفاءً للشهداء الأبرار الذين هم في طليعة المواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي في معركة الفتح الموعود.
وأوضح أن هذا ليس بغريب على هذا الشعب العظيم في مسيرته النضالية التحررية الجهادية التي عانى فيها من الحروب والدمار والخراب والقتل والحصار على مدى عقدين من الزمن من أجل فلسطين، وتمسكه بموقفه القرآني ومسؤوليته الدينية وواجبه الإنساني والأخلاقي أمام أمته والتضامن الأخوي والإسلامي في مواجهة الاستكبار العالمي الصهيوني الأمريكي.
وأشار الشرقي، إلى أن الشعب اليمني اليوم يقطف ثمار تضحياته وصبره وجهاده تحت قيادة السيد القائد، وها هو شعار البراءة من أعداء الله يدوي حمما بركانية على رؤوس الصهاينة في فلسطين المحتلة وفي عرض البحار.
وتطرق إلى ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم فظيعة وقتل جماعي ممنهج، في سلوك إجرامي ليس بغريب على قتلة الأنبياء، لأن هذا هو سلوكهم الإجرامي، والذي لن يردعهم عنه لا المنظمات الأممية ولا مجالس حقوق إنسان ولا اتفاقيات السلام والتطبيع، ولا المفاوضات، وإنما قوة السلاح والجهاد في سبيل الله.
وأكد الشرقي أن هذا الكيان الخبيث والشاذ لن يبقى ولن يستمر، فهو يعيش على حالات الطوارئ وصفارات الإنذار والمسألة مجرد وقت فقط، وطول هذا الوقت أو قصره يعود إلى المسلمين، فإذا اهتموا وجدوا فإن هذا الكيان سيذهب قريبا إلى مزبلة التاريخ.
وقال “إن شعوب أمتنا العربية والإسلامية أمام فرصة لتعظيم أواصر الإخاء والتعاون والتكاتف، كما أن المطبعين مع الصهاينة أمام فرصة تاريخية للخروج والانسحاب من اتفاقيات التطبيع تحت مبرر الجرائم التي ترتكب أو تحت أي عنوان آخر لأن هذه الفرصة لن تتكرر”.
وأكد أن موقف الشعب اليمني اليوم في الصدارة بالتصدي لهذا العدوان تحت قيادة قائد الثورة، وقد أقسم على نفسه بأن يجعل البحر الأحمر خطا أحمرا أمام كل المصالح الصهيونية أو المتجهة إليها.
ولفت إلى أن ما قامت به أمريكا من اعتداء على مجاهدي البحرية اليمنية في البحر الأحمر، وكذا ما تقوم به من تحشيد تحت عناوين متعددة، لن يفيد بشيء لأن الشعب اليمني لا يعرف الخوف والهزيمة، فهم أمام جيل تربى خلال عقدين من الزمن تحت قصف الطائرات والمدافع، ولا يخشى الحرب ولا العدوان.. مؤكدا أن الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية سيواصلون مواقفهم الجهادية والايمانية لنصرة المستضعفين وإعلاء كلمة الله.
ودعا الشرقي إلى الاستمرار بفعالية في المظاهرات والوقفات والفعاليات وبرامج التعبئة العامة ومقاطعة البضائع الامريكية والصهيونية، كون ذلك جهاد يردع الأعداء.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الكبرى، القاه عضو اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى حسن الصعدي، أن الشعب اليمني العظيم وجيشه الأبي يزف بكل فخر واعتزاز كوكبة من الشهداء العظماء من القوات البحرية اليمنية الذين استشهدوا في سبيل الله نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والأقصى الشريف وعلى طريق الانتصار في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وهم يؤدون واجبهم في استهداف السفن الإسرائيلية.
وأشار إلى أن هؤلاء الأبطال مثُلوا باكورة الشهداء في المعركة المباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي.. مؤكدا أن دماءهم لن تذهب هدرا وإنما تزيد الشعب اليمني إيمانا ويقينا وقوة وصلابة في مواجهة العدو.
وأدان البيان واستنكر العمليات الاجرامية التي ينفذها اللوبي الصهيوني اليهودي، باغتيال قادة الجهاد والمقاومة والتي كان آخرها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأكد الاستمرار في المسيرات والفعاليات والأنشطة الشعبية والرسمية المواكبة والمؤيدة للقرارات والخطوات التي تتخذها القيادة في خوض معركة الشرف والبطولة وللعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية.
وأعلن بيان المسيرة المليونية الجهوزية الكاملة لخوض المعركة جنبا إلى جنب مع أبطال الجيش والقوات المسلحة معتمدين على الله متوكلين عليه واثقين بنصره.
وجدد المطالبة بإلحاح وإصرار للدول المجاورة بفتح ممرات برية آمنة ليتمكن الشعب اليمني المجاهد للتحرك بمئات الآلاف من المجاهدين والمشاركة المباشرة في مواجهة العدو الصهيوني.
وأكد البيان، على الاستمرار في مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية والشركات الداعمة لها، مهيبا بجميع شعوب العالم الإسلامي وكل أحرار العالم إلى تفعيل هذا السلاح كأقل مشاركة لنصرة فلسطين.
تخللت المسيرة الكبرى، قصيدتان للشاعرين عبدالسلام المتميز، وأمين الجوفي، عبرتا عن المواقف القوية والشجاعة لقائد الثورة والجهوزية القتالية العالية للقوات المسلحة واستعداد الشعب اليمني، لمواجهة التصعيد الأمريكي والرد على جريمته النكراء، والوفاء لدماء شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لطوفان الأقصى.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي معرکة الفتح الموعود والجهاد المقدس صلى الله علیه وآله وسلم أن الشعب الیمنی سبحانه وتعالى الاستمرار فی فی سبیل الله الله تعالى فی فلسطین على هذا أن هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تكامل الموقف اليمني يصنع المتغيرات
يمانيون../
انطلاقا من مبادئ المشروع القرآني واقتداء بمؤسس المسيرة القرآنية الشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، وتلبيةً لنداء الواجب الديني والإنساني، واستجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يهب الشعب اليمني بجموعه الحاشدة في وجه العدوان الأمريكي والصهيوني الغاشم، مُعلناً اصطفافه المقدس مع مظلومية غزة الأبية، ومجسداً بذلك أسمى معاني الإباء والانتصار للحق، في مشهدٍ يزلزل أركان الباطل .
استلهم الشعب اليمني الأبي، بوعيٍ قرآنيٍّ وبصيرةٍ إيمانيةٍ نافذة، كلمات قائده شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، الذي حذر الأمة من الانخداع بأعدائها والسكوت المذل عن ظلمهم، مؤكداً أن ذلك تفريط مُبينٌ وتهيئةٌ مُستسلمةٌ للضربة الموجعة. وها هو اليوم، يترجم هذا الوعي العميق إلى فعلٍ جهاديٍّ مُقدسٍ ومُبارك، مُعلناً النفير العام والجهوزية القتالية الشاملة في وجه العدو الأمريكي والصهيوني، إيماناً راسخاً بأن هذا الجهاد فريضةٌ مُحكمةٌ وأوجب الواجبات على كل مسلمٍ حرٍّ أبيّ، كما صدعت بذلك كل مكونات اليمن، مؤكدةً أن السكوت عن المجازر في غزة خروج عن التعاليم الإسلامية .
وها هي كل بقعةٍ طاهرةٍ في ربوع اليمن الأبي، تتحول إلى ساحةٍ عظمى من الجماهير الهادرة، التي تُطلق صرخات الحقّ نصرةً لغزة العزة وتنديداً بالعدوان الآثم، مُجسدةً بذلك إصراراً فريداً على نصرة فلسطين قلب العروبة النابض، ومؤكدةً للعالم أجمع أن القدس ستبقى هي جوهر الصراع ومركز المواجهة المقدسة مع قوى الاستكبار. هذا الحراك الجماهيري المتواصل، منذ انطلاق طوفان الأقصى المبارك، لم يثنه قصف الطائرات ولا الحصار لسنوات ، بل زاده إيماناً وثباتاً راسخا، ومزيداً من التفويض الشعبيّ لقائده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله “، لاتخاذ كافة الخيارات الاستراتيجية لردع العدو ونصرة فلسطين.
لقد صدح اليمن، بمختلف فئاته الشعبية والأكاديمية والعلمائية والسياسية بالموقف الحق الداعي إلى وجوب نصرة غزة، مُعلنةً بوضوح شرعية سلاح المقاومة وحرمة الدعوة الخائنة لنزعه، معتبرةً ذلك خيانةً لله ورسوله والمؤمنين، وتولياً صريحاً لأمريكا والعدو الإسرائيلي. كما أكدوا وجوب التعبئة العامة والجهوزية القتالية القصوى للشعب اليمني الأبيّ، كجيشٍ عرمرم لإسناد القوات المسلحة الباسلة، والاستعداد التام لأي تصعيد عدواني أحمق.
موقف متكامل
وتتجلى عظمة هذا الموقف الشعبي اليمني الفريد في وحدته وتلاحمه المقدس، حيث تتسابق قبائل اليمن العريقة ومديرياتها الأبية في إعلان النفير العام والجهوزية الشاملة لمواجهة العدوان، والتبرؤ من الخونة والعملاء الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدواتٍ ذليلةً للأعداء. ففي محافظات اليمن قاطبة، من شماله الشامخ إلى جنوبه الأبيّ، تخرج اللقاءات القبلية المسلحة والوقفات الجماهيرية المليونية، مؤكدةً الثبات الراسخ على نصرة غزة، ومباركةً للعمليات النوعية للقوات المسلحة الباسلة ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ومجددةً التفويض المطلق للقيادة الثورية الحكيمة في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحفظ العزة والكرامة.
ويستمر هذا الزخم الشعبي المبارك ليشمل كافة محافظات اليمن الشامخ، حيث أعلنت قبائل اليمن الأبية النفير العام والجهوزية الكاملة دفاعاً عن حياض الوطن ونصرةً لغزة العزة والشعب الفلسطيني الصابر، مرددين شعارات الحقّ المعبرة عن الدعم المطلق للمقاومة الفلسطينية الباسلة والتنديد الصارخ بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان الأمريكي الصهيوني في غزة الجريحة، مؤكدين بلسانٍ واحدٍ أن “الشعب اليمني لا ترهبه الضربات والتهديدات الأمريكية، الصهيونية وإنما تزيده ثقة وإيماناً بحتمية مواجهة أعداء الأمة حتى تحقيق النصر المؤزر. كما أعلنت قبائل اليمن قاطبةً النفير العام، مؤكدةً الاستمرار في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية الباسلة.. مُنددةً بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، وكذا جرائم العدوان الأمريكي الغاشم بحق المدنيين الأبرياء والمنشآت الخدمية في اليمن، ومشددةً بعزيمةٍ لا تلين على أن الغارات والتهديدات الأمريكية لن تزيد الشعب اليمني إلا قوةً وصلابةً وثقةً بنصر الله القريب.
ففي المحافظات اليمنية الأبية، الصامدة، الثائرة، ومهد العروبة الأصيلة، ورمز الإباء، من عاصمة العواصم صنعاء إلى صعدة، مرورا بحجة وعمران، ومن المحويت إلى ذمار والبيضاء وريمة ولحج والضالع، إلى الجوف ومأرب، أقيمت لقاءات ووقفات قبلية مسلحة إعلاناً للجهوزية في مواجهة العدو الأمريكي والبراءة من الخونة، معلنة الاستعداد والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي ومرتزقته وتنفيذ الخيارات التي تتخذها قيادة الثورة نصرة للشعب الفلسطيني وردعاً للعدوان الغاشم، ومشددة بعزيمةٍ لا تنثني على أن جرائم أمريكا لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت في نصرة غزة العزة.
ثبات على الموقف
وفي الوقفات التضامنية العظيمة، أكدت القبيلة اليمنية بكل مكوناتها الأصيلة استمرار الثبات الراسخ مع الشعب الفلسطيني الصامد، مُعلنة النفير المقدس لمواجهة العدوان الأمريكي، ومؤكدة بصدقٍ وإيمان أن “الشعب اليمني سيظل في طليعة الشعوب المناصرة لقضية فلسطين حتى التحرير الكامل والنصر المبين”. كما أكدت “أن المواجهة خيار الشعب اليمني ولا مساومة على قضايا الأمة المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إن صمت الأنظمة العربية والإسلامية المخزي إزاء ما يتعرض له أبناء غزة الأبطال من حرب إبادة وحصار خانق، يزيد من عظمة الموقف اليمني الشجاع والفريد، الذي يقف وحيداً شامخاً في وجه الغطرسة الصهيوأمريكية، مُعلناً للعالم أجمع أن هناك شعوباً حرةً أبيّةً تأبى الضيم وترفض الخنوع، وأن قضية فلسطين ستبقى حيةً نابضةً في ضمائر الأحرار حتى يتحقق النصر الكامل والتحرير الشامل.