الإيكونوميست: إسرائيل تستعد لفتح جبهة ثانية مع حزب الله في لبنان
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
استعرض تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية التوتر المتصاعد جنوب لبنان واحتمالية اندلاع حرب شاملة بين حزب الله والاحتلال.
وقالت المجلة، "إن إسرائيل تريد فتح جبهة مع حزب الله، فهي تراه تهديدا غير مقبول، لكن حسابات الحذر تظل قائمة".
وأضافت، "أن مناطق الجنوب والساحل اللبناني تبدو هادئة إلا أن الهدوء يخفي وراءه مخاطر تتجه نحو حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله، الذي تدعمه إيران، لاسيما بعد غارة الضاحية الجنوبية التي اغتالت القيادي البارز في حركة حماس، صالح العاروري، وتهديدات الحزب بأن العملية لن تمضي بدون عقاب وأن اصابع المقاتلين على الزناد.
وتابعت، "أن المسؤولين الأوروبيين يخشون من انفجار الجبهة في أيام أو أسابيع، خصوصا بعد التفجيرين في كرمان الذي حملت طهران في البداية، إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عنه".
"وزادت مخاطر الحرب على الحدود اللبنانية في الساعات والأيام الأولى التي أعقبت مباشرة الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، حيث خافت إسرائيل من غارات مشابهة يقوم بها حزب الله، كتلك التي نفذتها حماس في إسرائيل" وفق المجلة.
وأوضح التقرير، "أنه بحلول ليلة 7 تشرين الأول/اكتوبر نشرت إسرائيل ألوية كاملة قرب الحدود، المعروفة بالخط الأزرق، ودعمت القيادة العليا للأمن في إسرائيل بمن فيهم وزير الدفاع يواف غالانت توجه القيام بعملية وقائية، ضد حزب الله".
وذكر، "أن الخطة ظلت متأرجحة حتى انضم بيني غانتس، وزعيم المعارضة إلى حكومة الحرب في 11 تشرين الأول/أكتوبر، ثم تبع ذلك دعوات ضبط النفس من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قام بنشر حاملتي طائرات مع طواقمهما في منطقة شرق البحر المتوسط وقرب الساحل اللبناني، ولعب دورا في إقناع الأسرائيليين بالانتظار".
وذكرت المجلة، "أن حزب الله خسر خلال الأشهر الأخيرة 46 من مقاتليه وقتل 15 جنديا إسرائيليا بسبب الصواريخ القادمة من لبنان، كما قتل 3 صحافيين لبنانيين في القصف الإسرائيلي".
واردفت، "لم يحدث وضع كهذامن قبل، ففي تموز/يوليو 2006 قتل حزب الله خمسة جنود وجر معه جثتين إلى داخل لبنان، حيث تطور الهجوم إلى حرب شاملة استمرت 34 يوما، وشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا كبيرا داخل لبنان وتصدى له حزب الله حتى الوصول إلى طريق مسدود. وعانى لبنان الأكثر، حيث قتل ألالاف المدنيين وحصل دمار واسع على البنية التحتية".
وقالت، "إن حزب الله يصر على حق الدفاع عن النفس والمقاومة وبنى ترسانة صاروخية ضاربة من 150.000 صاروخا، مئات منها بمدى ودقة تصل إلى أي مكان في إسرائيل، ولديه أكثر من 100.000 مقاتل حصل الكثيرون منهم على خبرات قتالية في سوريا حيث لعب حزب الله دورا في دعم نظام بشار الأسد".
وهناك عدة أسباب لتجنب حرب شاملة، ولكن هجوم حماس أدى لتفكير عدد من قادة الأمن "الإسرائيلي" بأن بقاء تهديد حزب الله، خطر لا يمكن تحمله.
وأكدت، "أن القادة الإسرائيليين يتفقون على أهمية اتخاذ إسرائيل المبادرة، وبخاصة ضد قوات النخبة الرضوان في حزب الله والتي تدربت على مهاجمة الأراضي الإسرائيلية بنفس الطريقة التي قامت بها حماس ضد القواعد العسكرية الإسرائيلية".
ويقول المتحدث باسم جيش الاحتلال إنهم يخوضون حاليا حربا لكنهم لا يزالون في وضع الدفاع، ويشير القادة العسكريون إلى البلدات الفارغة من سكانها في الشمال وأنهم لن يعودوا إليها بسلام طالما ظل حزب الله موجودا على الطرف الآخر.
واستدركت، "أن الجنود الإسرائيليين يعملون حاليا على تحديد فرق الصواريخ لدى حزب الله وتدميرها، فيما يقول المسؤولون الغرييون إن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على فتج جبهة ثانية، حتى مع استمرار الحرب في غزة وتدمير مواقع حزب الله عند الحدود سريعا".
وبحسب تقرير المجلة، "فإن توسع الحرب بدا في بعض الأحيان محتوما إلا أن جهود نزع فتيله مستمرة، فقد سحب حزب الله قواته من جانب السياج الحدودي بعيدا عنه بمسافة 2-3 كيلومترا، وربما كان انسحابا تكتيكيا إلا أنه إشارة لإسرائيل والولايات المتحدة بأنه يريد تجنب الحرب".
وقالت، "إن الجيش الإسرائيلي خفض من عدد جنوده قرب الحدود مع أن عددهم لا يزال مرتفعا".
وأشارت، "إلى أن الجيش جاهز للقتال في أي لحظة، إلا أن لدى كل طرف أسبابه المقنعة لتجنب الحرب، فإسرائيل متورطة في حرب دموية في غزة، ومن جهة أخرى لن يعرض حزب الله نفسه للنقد من خلال الدخول في حرب كتلك التي تجري في غزة، حيث قتل حتى الآن أكثر من 22.000 فلسطينيا، ويشاهد اللبنانيون الدمار ولم ينسو ما حدث في 2006".
وتابعت، "أن إيران التي راقبت هجوم إسرائيل على حماس فلا تريد تضييع استثماراتها في حزب الله الذي يلعب دور الرادع لإسرائيل عن ضرب منشآتها النووية، مع أن طهران تستخدم جماعاتها الوكيلة لزيادة عصبية إسرائيل".
وتقوم الجماعات المؤيدة لإيران بضرب القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ويستهدف الحوثيون السفن التجارية، حيث أجبرت الولايات المتحدة على إنشاء قوة للمهام الخاصة من أجل حماية السفن العابرة لمضيق باب المندب في الطريق إلى قناة السويس.
وبينت، "أن الولايات المتحدة تجد صعوبة في الحفاظ على انتشارها العسكري الكثيف بالمنطقة، ففي الاول من كانون الثاني/يناير سحبت حاملة طائرات مع أنها أبقت على ثانية في شرق المتوسط، وتخشى إسرائيل من انسحاب القوات الامريكية مما يؤثر على قدرة الرد من جانبها".
وتحاول القوى الخاارجية تهدئة الوضع على الحدود اللبنانية، حيث قام مستشار مقرب من بايدن بزيارات متكررة إلى إسرائيل ولبنان والتوصل لاتفاق قد ينزع فتيل الوضع.
وربما كان أساس الإتفاق هو قرار الأمم المتحدة 1701 الذي صدر في حرب 2006، ومن المفترض بقاء قوات حزب الله شمال نهر الليطاني الذي يجري شمالا بالتوازي مع الحدود، أي حوالي 29 كيلومترا للشمال.
وذكرت، "أن القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام "يونيفيل" فشلت في تطبيق القرير، وتزعم إسرائيل أن حزب الله تحدى القرار وقام منذ حرب 2006 بنصب راجمات صواريخ في المباني المدنية بجنوب لبنان".
وفي 2018 كشف الجيش الإسرائيلي عن ستة أنفاق حفرها الحزب تحضيرا للمواجهة المقبلة، وأقام الحزب نقاط مراقبة تحت غطاء حماية البيئة وقد دمرت إسرائيل معظمها منذ حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفقا للمجلة.
ولم يساعد الخلل الوظيفي في السياسة اللبنانية على خفض التوتر، فالبلد بدون رئيس منذ عام 2022، لكن ساسته توصلوا لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع "إسرائيل" وحل الخلاف بشأن حقول الغاز الطبيعي.
وأضاف تقرير المجلة، أنه بالرغم الخطابات النارية من زعماء البلدين إلا أنهم أظهروا نوعا من الحذر، فقد تجنب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضبطا للنفس الدخول بمواجهة عبر الحدود، وكذا زعيم الحزب في لبنان، حسن نصر الله بدا مترددا لاستفزاز حرب بعد سوء التقدير في عام 2006.
وختمت المجلة تقريرها بالقول، "إن إسرائيل تراهن على حذر حزب الله حتى مع مواصلتها الهجوم على قادة حماس في لبنان وأنه قد يفضل سحب قواته عبر الليطاني بدلا من مواجهة مع إسرائيل يمكن لنصر الله احتواء هذا، حسب عسكري إسرائيلي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية التوتر جنوب لبنان حرب حزب الله الاحتلال غزة غزة حزب الله الاحتلال توتر حرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی حزب الله إلا أن
إقرأ أيضاً:
4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 بدائل وصفتها بالقاتمة أمام تل أبيب للتعامل مع قطاع غزة تمثلت في حكم عسكري مطول أو تهجير السكان أو إقامة حكم فلسطيني "معتدل" أو بقاء الوضع القائم.
وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان "البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة" إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.
وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.
وترى الدراسة أن إسرائيل "تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة".
إعلانأما البديل الثاني فهو "احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل".
وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة "إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة".
كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو "استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها".
وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.
إستراتيجية ثنائية الأبعاد
وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي "جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري".
ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية "تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".
وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو "أفق استقلال وسيادة محدودين".
إعلانأما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.
واعتبرت الدراسة أن "هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى".
ولفتت الدراسة إلى أنه "من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه"، وفق تعبيرها.
وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.
وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.
وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.
واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.
ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.
وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات "حماس" وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.
إعلان