القاهرة - أ ش أ

أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سها جندي، أن هناك مساعي كبيرة تبذلها الدولة المصرية، لمكافحة الهجرة غير النظامية وتوفير البدائل الإيجابية، ومن بينها تنسيق الجهود بين مختلف وزارات ومؤسسات الدولة، وكذلك التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتأهيل وتدريب الشباب في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، وفقًا لاحتياجات سوق العمل الأوروبية والمحلية، وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالملحقين العسكريين ممن سيلحقون كرؤساء ومساعدين لمكاتب الدفاع في الخارج قريباً، والذين تم اختيارهم للعمل بمكاتب التمثيل الدبلوماسي العسكري المصري بالخارج، في دورة التمثيل الدبلوماسي العسكري الـ48، ضمن ما تقوم به وزارة الدفاع من جهود لتوعية من يعمل بالسلك الدبلوماسي العسكري.

وشددت على أن الدولة المصرية تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ضمن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، من خلال التوعية بمخاطر هذه الظاهرة وكذلك التدريب من أجل التوظيف وتأهيل الشباب لسوق العمل المحلية والدولية، ويتم ذلك من خلال التعاون مع الدول ذات الشأن المشترك، بجانب الحرص على الاستثمار في الثروات الطبيعية لتوفير فرص العمل للشباب، سواء مشروعات الرمال السوداء، والكوارتز والمشروعات القومية في جميع أنحاء مصر، وكذلك مشروعات الأمن الغذائي.

ولفتت سها جندي - خلال اللقاء - إلى عراقة المدرسة الدبلوماسية المصرية والتي تمتد منذ عصور مصر القديمة وحتى هذه المرحلة، والثابت دائماً فيها العلاقات المتميزة مع مختلف الدول واحترام سيادة كل دولة.. مضيفة أن الملحقين العسكريين المصريين، دائما ما يمثلون مصر خير تمثيل، وسيسهمون كعادتهم بفاعلية في حماية الأمن القومي، وتعظيم المصالح المصرية في الخارج، خاصة في رعاية مصالح المصريين في الخارج وإيلائها كل اهتمام.

وأشارت إلى حرص الوزارة على تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للمصريين بالخارج، انطلاقاً من رؤية الوزارة التي تهدف إلى تعزير ارتباط المصريين بالخارج بالوطن والحفاظ على الهوية الوطنية، مع تقديم الدعم وحماية مصالح المصريين بالخارج وحل مشكلاتهم بكافة الوسائل.. منوهة بأن هناك 4 وزراء في الحكومة الحالية من المصريين بالخارج، ما يؤكد حرص القيادة السياسية على إدماجهم في صنع القرار، وأهمية وجود قاعدة بيانات محدثة، للاستفادة من خبرائنا حول العالم.

وفي السياق ذاته، تحدثت وزيرة الهجرة عن استراتيجية الدولة المصرية في ملف الهجرة ورعاية المصريين بالخارج، منذ عودة الوزارة في سبتمبر 2015، موضحة أن المصريين بالخارج ساهموا في تنمية العديد من الدول، مستعرضة مختلف المحفزات للمصريين بالخارج، بجانب العمل على الاستفادة من كل علمائنا وخبرائنا بالخارج وربطهم بقضايا التنمية المستدامة في مصر.

وقالت: "إن الشباب لم يغب عن المشهد، فقدمنا كافة التيسيرات لأبناء المصريين بالخارج في مجالات التعليم والثقافة وغيرها من المجالات، كذلك التعاون مع دول المتوسط وجالياتهم التي عاشت على أرض مصر، استكمالا للمبادرة الرئاسية (إحياء الجذور)، بجانب تعزيز العلاقات المصرية مع الأشقاء الأفارقة تزامنًا مع جهود كبيرة لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الآمنة، ضمن مبادرة (مراكب النجاة) في 72 قرية ضمن 14 محافظة مصدرة للهجرة غير الشرعية".

وتطرقت الوزيرة إلى سبل التواصل مع المصريين بالخارج، على مدار الساعة، ومن بينها مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، والتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتواصل الشخصي، للوصول إلى المتميزين من المصريين بالخارج، ليشاركوا بخبراتهم في خدمة الوطن، سواء تقديم الخدمات الطبية، للمواطنين في المحافظات والمناطق الأولى بالرعاية، وكذلك مؤتمرات المصريين بالخارج والتي تشهد إقبالا كبيرا من المصريين حول العالم.

وأكدت الوزيرة أهمية دور الملحقين والمبعوثين المصريين بالخارج في التواصل مع المصريين بالخارج، لافتة إلى حرص وزارة الهجرة على تنسيق الجهود مع مختلف وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، لرعاية المواطنين المصريين بالدول المختلفة، ومن بينها الجولات الخارجية، سواء للمصريين في دول الخليج أو الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا، وغيرها من الدول للترويج للفرص الاستثمارية في مصر، وكذلك العمل على حل مشكلاتهم، ومناقشة أفكارهم ومقترحاتهم، ودمج المصريين بالخارج في جهود التنمية بالوطن، مشددة على الاستفادة من الخبراء المصريين بالخارج لدعم وتطوير جهود الصناعة بمختلف مجالاتها، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، والترويج لمصر كواحد من أفضل المقاصد الاستثمارية في الشرق الأوسط والعالم.

وأردفت أنه تم العمل على توفير البدائل لجذب تحويلات المصريين بالخارج، نظرا لانخفاضها عقب وصولها لأعلى معدلاتها عام 2022، وذلك من خلال توفير محفزات ومميزات لهم جاذبة لاستثمارات المصريين بالخارج ومن بينها إطلاق شركة لاستثمارات المصريين بالخارج، والتي تم تسجيلها رسميا، لتتيح لأبناء الوطن بالخارج الاستثمار في داخل مصر، وكذلك مبادرة سيارات المصريين بالخارج، ووثيقة "معاشك بكرة بالدولار"، وشهادات الاستثمار للمصريين بالخارج بالعملة الصعبة بأعلى العوائد، وتسوية الموقف التجنيدي، وتخفيضات الطيران على مدار 216 يوما للمصريين بالخارج، وخدمات الإسكان من وحدات وأراض سكنية، والتعليم وعدد من الخدمات المقدمة للمصريين بالخارج والبالغ عددهم نحو 14 مليون مصري، والتي سيتضمنها تطبيق "المصريين في الخارج" ليسهل الوصول إلى أي خدمة في الداخل، من جانب المصريين بالخارج.

وأشارت سها جندي إلى أن وزارة الهجرة تعمل بشكل منهجي وفق رؤية الدولة المصرية على تدريب وتأهيل العمالة وتوفير بدائل آمنة أمام الشباب المصري.. مضيفة "وهنا يأتي الدور الفاعل للمركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وإعادة الإدماج، والذي يستهدف تدريب وتأهيل الشباب المصري وفق احتياجات ومعايير أسواق العمل الأجنبية، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي لسد فجوة نقص العمالة في عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، وفقا للمعايير الأوروبية".

وتطرقت الوزيرة إلى التعامل مع الأزمة السودانية، حيث تم تفعيل غرفة العمليات بوزارة الهجرة عقب اندلاع الأحداث في السودان بساعات لمتابعة أوضاع المصريين على الأرض بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة والقنصلية بالسودان وعقد العديد من اللقاءات الافتراضية عبر "الفيديو كونفرانس" مع الطلبة المصريين بالسودان وعدد من أولياء الأمور، للاستماع إليهم والاطمئنان على أوضاعهم في ظل حالة الاضطراب التي يعيشها البلد الشقيق ومتابعة أوضاع الطلبة المصريين من خلال اللجنة الدائمة لمتابعة الطلاب بالخارج، وتترأسها وزارة الهجرة بتكليف من رئيس الجمهورية وعضوية ممثلين عن الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارات الدفاع والخارجية والتعليم العالي والصحة والجهات والمؤسسات المختلفة المختصة؛ لبحث مستجدات أبنائنا في السودان ولمناقشة إيجاد سبل وآليات التعامل مع أزمة طلاب الجامعات المصريين في السودان على إثر الاشتباكات المندلعة هناك، وكذلك لإعادة الطلاب المصريين الدارسين في مناطق النزاع في روسيا وأوكرانيا، بالاعتماد على بيانات الطلاب، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية.

وأكدت السفيرة سها جندي حرصها على الاهتمام بالشباب من أبناء الجيلين الثاني والثالث، وتوعيتهم بمفاهيم الأمن القومي، بجانب ربط شباب الدارسين في الخارج بالوطن، والاستفادة من خبرات شباب الباحثين، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن بينها مشاركتهم في مؤتمر المناخ Cop27، والعمل على تكوين مجلس للباحثين يضم شباب الباحثين المصريين في الخارج للمشاركة بالرأي في القضايا المهمة المعروضة عليهم من قبل الدولة، كل حسب تخصصه، للاستفادة منه لخدمة الوطن.

ولفتت إلى جهود دعم الشباب من الجيل الثاني والثالث، عن طريق مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين بالخارج "ميدسي"، والذي توليه الوزارة اهتمامًا كبيرًا، وتعتبره واحدًا من أهم أذرع الوزارة والدولة المصرية بالخارج، وتحرص على رئاسة أعماله بما يعكس الأولوية التي تمنحها الدولة لشبابها وطموحها في قيادتهم لعملية التطوير والتحديث وتحقيق أقصى استفادة من أبنائها خلال المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن شباب "ميدسي" كان لهم دور كبير وقت الأزمات والكوارث في كل من ليبيا والسودان وساهم في معرفة أماكن عدد كبير من المصريين والطلاب ليتم إجلاؤهم وعودتهم إلى أرض الوطن.

وفي ختام حديثها.. قدمت السفيرة سها جندي عددا من المحددات التي ينبغي على الدبلوماسي العسكري مراعاتها، لإيصال الرسائل المصرية المختلفة ودعم العلاقة بالدولة المضيفة ومؤسساتها، كما تحدثت عن الدور الهام لزوجات المبعوثين الدبلوماسيين، وأجابت على العديد من الأسئلة في شأن ملفات الجاليات وسياسات الهجرة، مؤكدة ترحيبها بالتعاون مع مختلف المؤسسات لخدمة كل مصري في أي مكان حول العالم.

ونوهت بأن لدينا نخبا متميزة في مختلف المجالات، كما نمتلك أيادي عاملة متميزة، ونسعى دوما لفتح أسواق جديدة للمصريين لتشجيع الهجرة الآمنة، واستنساخ تجربة المركز المصري الألماني مع الجانب الإيطالي والسعودي والأسترالي والفنلندي وغيرها من الدول، وذلك بناء على رغبتهم عقب إطلاعهم على نفس التجربة مع الجانب الألماني.

وفي نهاية اللقاء.. تم تكريم وزيرة الهجرة سها جندي وإهداؤها درع جهاز الملحقين الحربيين؛ تقديرًا لجهودها.

هذا المحتوى من

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 سها جندي وزيرة الدولة للهجرة الهجرة غير النظامية الهجرة غير الشرعية حياة كريمة طوفان الأقصى المزيد الدبلوماسی العسکری المصریین بالخارج للمصریین بالخارج الدولة المصریة وزارة الهجرة المصریین فی من المصریین غیر الشرعیة الهجرة غیر فی الخارج العمل على ومن بینها من الدول مع مختلف سها جندی من خلال

إقرأ أيضاً:

عملية الخرطوم.. افتتاح فعاليات الاجتماع الوزاري الثاني لمكافحة الاتجار في البشر

شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في افتتاح فعاليات الاجتماع الوزاري الثاني لـ"عملية الخرطوم" لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار في البشر الذي تترأسه مصر منذ أبريل 2024، بمشاركة الوزراء المعنيين بالهجرة فى الدول الأعضاء "بعملية الخرطوم" المعنية بالتنسيق والتشاور حول الموضوعات المرتبطة بالهجرة من شرق أفريقيا إلى دول أوروبا.

ترأس الاجتماع الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، حيث  تضم "عملية الخرطوم" في عضويتها 40 دولة تشمل دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى سويسرا والنرويج، ودول القرن الأفريقي وشرق أفريقيا ومفوضية الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية الشريكة للعملية، مثل المنظمة الدولية للهجرة IOM، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين UNHCR، ومكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة UNODC.

وتم تدشين "عملية الخرطوم" في مؤتمر وزاري بروما في نوفمبر ٢٠١٤ بهدف التعاون فى موضوعات مكافحة الإتجار بالبشر وتهريب المهاجرين بين الدول الأعضاء، ثم توسعت فيما بعد اختصاصات العملية لتشمل الموضوعات المرتبطة بالهجرة من خلال مقاربة أشمل تتضمن التعاون الإقليمي بين دول المنشأ والمعبر والمقصد، ودعم مسارات الهجرة الشرعية، والتنمية والسلام والأبعاد الانسانية، فضلاً عن إشراك الجاليات المهاجرة في تنمية دولهم الأصلية، وموضوعات العودة والإدماج، وتأثير العوامل البيئية على قضايا النزوح، وتأثير الأوبئة على الهجرة.

مقالات مشابهة

  • عبد العاطي يرحب بالدعم السويدي للجهود المصرية في مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • عملية الخرطوم.. افتتاح فعاليات الاجتماع الوزاري الثاني لمكافحة الاتجار في البشر
  • وزير الخارجية يفتتح الاجتماع الوزاري الثاني لـ"عملية الخرطوم" لمكافحة تهريب المهاجرين
  • لمكافحة الاتجار بالبشر.. مصر تستضيف الاجتماع الوزاري الثاني لعملية الخرطوم
  • محافظ شمال سيناء: مصر تبذل جهودا ضخمة لإرسال المساعدات إلى غزة
  • قيادي بمستقبل وطن: احتشاد المصريين في العريش رسالة قوية ضد التهجير
  • السيسي: مصر فرصة واعدة لتوطين الصناعات والاستثمارات الفرنسية.. خبراء: توطين الصناعة من أولويات الدولة المصرية.. والحكومة تبذل جهودًا جادة لتحسين مناخ الاستثمار
  • الكرملين: روسيا والولايات المتحدة تبذلان جهودا كبيرة لتطبيع علاقاتهما
  • رئيس شباب المصريين بالخارج: زيارة ماكرون تعكس ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري المحوري إقليميًا ودوليًا
  • "نستضيف 9 ملايين لاجئ".. السيسي يؤكد ضرورة دعم مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية