سرايا - قال أسير فلسطيني أُفرج عنه مؤخرا إن السجون الإسرائيلية باتت نسخا طبق الأصل عن معتقلي أبو غريب وغوانتنامو، "سيئا السمعة" في إشارة إلى التعذيب الذي يتعرض له الأسرى.

لؤي الطويل (37عاما)، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، روى للأناضول، مشاهد من "التعذيب والإهانة والحرمان من الطعام والدواء" الذي لاقاه في السجون الإسرائيلية.



ووصف الطويل سجن النقب بأنه نسخة مطابقة لسجني أبو غريب وغوانتنامو؛ وهما "رمزان سيئا السمعة" لانتهاكات أمريكية لحقوق الإنسان.

ومعتقل غوانتانامو أنشأته الولايات المتحدة، في خليج "غوانتانامو" جنوب شرقي كوبا، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن المعتقل يمثل "همجية هذا العصر".

بينما سجن "أبو غريب" حاليا اسمه سجن "بغداد المركزي" يقع قرب مدينة أبو غريب والتي تبعد 32 كلم غربي العاصمة العراقية بغداد واشتهر لاستخدامه من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وإساءة معاملة السجناء داخله.

واعتقل الطويل في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وصدر بحقه حكما إداريا (دون تهمة) بالسجن لمدة 6 أشهر، حيث كان يقبع في سجن عوفر غربي رام الله قبل أن ينقل إلى سجن النقب.

وأشار الطويل إلى أنه صدر بحقه حكما إداريا بالسجن لمدة 6 شهور، قبل تخفيض الحكم لشهر ثم تمديده لشهر آخر وتمديده مرة أخرى لشهر ثالث.

وقال إن "القاضي لم يجد أي سبب للاعتقال، وكل مرة يمدد الاعتقال بناء على توصية جهاز المخابرات".

وبحسب معطيات مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، فإن السلطات الإسرائيلية اعتقلت منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، 5630.

ولا تشمل هذه الحصيلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا والجرحى، ومئات المعتقلين.

**تعذيب يومي وتفتيش عاري

وعن أهوال التعذيب قال الطويل "عشنا ظروفا صعبة للغاية، حيث يتعرض الأسرى كل وقت للتعذيب بكل أنواعه الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والإهانة".

وتابع "بعد أيام من الاعتقال نقلت إلى سجن النقب، كانت صدمة للغاية حيث يستقبل الأسير بوحدة مدربة للقمع تدعى (كيتير)، يتم تجريد الأسير من ملابسه بشكل عاري وبشكل مهين للغاية، يتعرض للضرب المبرح وسط سباب وشتائم نابية".

وزاد "أصيت بكدمات وجروح لم أستطع على إثرها لفترة طويلة تحريك رجلي اليمنى حيث تعرضت للضرب على منطقة الركبة".

وأوضح أن "المصابين لا يتلقون أي علاج، طبيب السجن لا يقدم شيئا يترك المرض لمصيره".

الطويل أشار أنه منذ اللحظة الأولى للاعتقال يتعرض الأسير للتنكيل والضرب والإهانة، ورغم عدم وجود تهم يوصف بأنه "قاتل" و "داعشي".

واعتقل الطويل مرات عدة في السجون الإسرائيلية، حيث أمضى نحو 10سنوات، غير أنه وصف الاعتقال الأخير بـ"الأصعب".

وقال "الحالة في السجون خطيرة للغاية، وحياة الأسرى جحيم بمعنى الكلمة يتم التعامل مع المعتقل على أنه مجرم وداعشي، لا وجود للقوانين و هناك غياب كامل للمؤسسات الحقوقية".

واشتكى الطويل من اكتظاظ السجون الإسرائيلية، وقال إنه كان قابعا في غرفة بسجن النقب مع عشرة أسرى أخرين، بينما يتواجد في السجن حوالي 1100 أسير.

وقال "في كل وقت وعلى مدار اليوم يتعرض الأسرى للتنكيل بالضرب المبرح، والإهانة والتعذيب النفسي، والتجريد من المقتنيات.

وأضاف "يملك كل أسير ملابس بسيطة لا تقيه برد الشتاء، وهناك نقص حاد في الأغطية، والمياه والطعام".

وأشار إلى أنه خسر من وزنه نحو 20 كيلو غرام خلال شهرين نصف.

وأضاف "يمنع أي مظهر عبادة، يمنع قراءة القرآن، تمنع صلاة الجماعة ورفع الآذان".

ولفت إلى وجود حالات مرضية بين الأسرى لا سيما كبار السن بسبب الإهمال الطبي والتنكيل اليومي.

**تنكيل وقت الإفراج

لم تقتصر عملية التنكيل خلال فترة الاعتقال فحسب، وفق الطويل.

وقال "يوم الأربعاء (3 يناير/كانون الثاني الجاري) طُلب مني تحضير مقتنياتي البسيطة. توقعت أنه سيتم نقلي إلى سجن آخر أو زنزانة أخرى، لكن السجان قال لي إنه سيُفرج عنك".

وأضاف "أدخلوني إلى غرفة وحدة التنكيل وانهالوا علي بالضرب بصورة وحشية، وسط إهانات وشتم حتى كدت أفقد وعيي".

وتابع "رغم عدم وجود أي تهمة وأنا في طريق الإفراج تعرضت لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي".

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس "22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: السجون الإسرائیلیة سجن النقب أبو غریب

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تفرج عن 54 معتقلا بينهم مدير مستشفى الشفاء

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن إسرائيل أفرجت عن 54 أسيرا من غزة بسبب الاكتظاظ في سجونها.

الأونروا: نقص الوقود يعيق جهود الاستجابة الإنسانية في غزة الأمم المتحدة: نزوح 60 ألف شحص من المناطق الواقعة شرق مدينة غزة

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين من أفرج عنهم مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سليمة، الذي كانت قد اعتقلته القوات الإسرائيلية عقب سيطرتها على مجمع الشفاء الطبي.

 

وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت في نوفمبر الماضي اعتقال أبو سليمة أثناء عملية إجلاء الجرحى والطواقم الطبية من المجمع الطبي، الذي تعرض لحصار واقتحام من الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت.

 

وقال أبو سليمة بعد إطلاق سراحه: "وضع السجون مأساوي وصعب للغاية، ويجب أن تكون هناك كلمة حازمة من المقاومة والشعب العربي من أجل حرية الأسرى".

 

من جانبه، قال المعتقل المحرر فرج السموني لحظة الإفراج عنه، إن المعتقلين في سجون الاحتلال وخاصة من غزة يعانون ظروفا وأوضاعا مأساوية لا تطاق، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

 

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية كانت قد اعتقلته في السادس عشر من نوفمبر الماضي من بيته في منطقة القرارة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، ونُقل الى معتقل "سديه تيمان"، وتم وضعه في خيمة تضم 30 معتقًلا.

ولفت إلى أن المعتقلين يتعرضون على مدار الساعة لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها، وشبح طوال اليوم، فضلا عن الأمراض التي انتشرت بينهم، من جدري، وجرب وغيرها من الأمراض المعدية.

 

ووفقا لوكالة "وفا"، لا يزال الاحتلال، يرفض حتى اليوم الإفصاح، عن أعداد حالات الاعتقال من غزة، وينفّذ بحقّهم جريمة الإخفاء القسري.

 

 واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9450 مواطنا من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب الآلاف من المواطنين من غزة، والمئات من فلسطيني الأرض المحتلة عام 1948.

 

وتصاعدت بالتزامن مع ذلك وبشكل غير مسبوق، عمليات التعذيب التي مورست ضد المعتقلين وفقاً لعشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة، إلى جانب جرائم غير مسبوقة نُفذت بحقهم، وأبرزها التّعذيب، والتّجويع، والإهمال الطبي، والإخفاء القسري، عدا عن ظروف الاحتجاز المأساوية والقاسية، والعزل الجماعيّ، وعمليات التنكيل.

ردود فعل إسرائيلية رافضة للإفراج عن أبو سلمية

 

هيئة البث الإسرائيلية: إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية مع آخرين اعتقلوا أثناء الحرب في غزة أتى بسبب امتلاء السجون.

وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارعي: "إسرائيل بحاجة إلى قيادة أمنية جديدة بعد الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء، والإفراج عن المعتقلين من غزة بسبب عدم توفر مكان في السجون ’حجّة حقيرة‘".

تعليقاً على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، طالب وزير شؤون الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منع وزير الدفاع غالانت ورئيس الشاباك من اتباع سياسة تتعارض مع سياسة الحكومة.

مقالات مشابهة

  • "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": انتهاكات إسرائيل ضد الأسرى الفلسطينيين يندى لها جبين الإنسانية
  • نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال حول السجون الإسرائيلية إلى معازل تفتقر لكل مقومات الحياة
  • نادي الأسير: 57 فلسطينيا استشهدوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر
  • تسونامى «الحريديم» يهز عرش «نتنياهو»
  • حماس تدعو لتدخل دولي وإسرائيل توسع السجون
  • أسير فلسطيني مفرج عنه يروي تفاصيل مروعة داخل سجون الاحتلال
  • إسرائيل تفرج عن 54 معتقلا بينهم مدير مستشفى الشفاء
  • بالفيديو: الاحتلال يُفرج عن 54 أسيرًا من غزة بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي
  • الاحتلال يفرج عن مدير مجمع الشفاء بعد أكثر من 7 أشهر على احتجازه / فيديو
  • الجهاد تدين تصريحات بن غفير حول إطلاق الرصاص على رؤوس الأسرى في السجون