أسير فلسطيني: سجن النقب الإسرائيلي نسخة طبق الأصل عن غوانتنامو
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
سرايا - قال أسير فلسطيني أُفرج عنه مؤخرا إن السجون الإسرائيلية باتت نسخا طبق الأصل عن معتقلي أبو غريب وغوانتنامو، "سيئا السمعة" في إشارة إلى التعذيب الذي يتعرض له الأسرى.
لؤي الطويل (37عاما)، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، روى للأناضول، مشاهد من "التعذيب والإهانة والحرمان من الطعام والدواء" الذي لاقاه في السجون الإسرائيلية.
ووصف الطويل سجن النقب بأنه نسخة مطابقة لسجني أبو غريب وغوانتنامو؛ وهما "رمزان سيئا السمعة" لانتهاكات أمريكية لحقوق الإنسان.
ومعتقل غوانتانامو أنشأته الولايات المتحدة، في خليج "غوانتانامو" جنوب شرقي كوبا، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن المعتقل يمثل "همجية هذا العصر".
بينما سجن "أبو غريب" حاليا اسمه سجن "بغداد المركزي" يقع قرب مدينة أبو غريب والتي تبعد 32 كلم غربي العاصمة العراقية بغداد واشتهر لاستخدامه من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وإساءة معاملة السجناء داخله.
واعتقل الطويل في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وصدر بحقه حكما إداريا (دون تهمة) بالسجن لمدة 6 أشهر، حيث كان يقبع في سجن عوفر غربي رام الله قبل أن ينقل إلى سجن النقب.
وأشار الطويل إلى أنه صدر بحقه حكما إداريا بالسجن لمدة 6 شهور، قبل تخفيض الحكم لشهر ثم تمديده لشهر آخر وتمديده مرة أخرى لشهر ثالث.
وقال إن "القاضي لم يجد أي سبب للاعتقال، وكل مرة يمدد الاعتقال بناء على توصية جهاز المخابرات".
وبحسب معطيات مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، فإن السلطات الإسرائيلية اعتقلت منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، 5630.
ولا تشمل هذه الحصيلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا والجرحى، ومئات المعتقلين.
**تعذيب يومي وتفتيش عاري
وعن أهوال التعذيب قال الطويل "عشنا ظروفا صعبة للغاية، حيث يتعرض الأسرى كل وقت للتعذيب بكل أنواعه الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والإهانة".
وتابع "بعد أيام من الاعتقال نقلت إلى سجن النقب، كانت صدمة للغاية حيث يستقبل الأسير بوحدة مدربة للقمع تدعى (كيتير)، يتم تجريد الأسير من ملابسه بشكل عاري وبشكل مهين للغاية، يتعرض للضرب المبرح وسط سباب وشتائم نابية".
وزاد "أصيت بكدمات وجروح لم أستطع على إثرها لفترة طويلة تحريك رجلي اليمنى حيث تعرضت للضرب على منطقة الركبة".
وأوضح أن "المصابين لا يتلقون أي علاج، طبيب السجن لا يقدم شيئا يترك المرض لمصيره".
الطويل أشار أنه منذ اللحظة الأولى للاعتقال يتعرض الأسير للتنكيل والضرب والإهانة، ورغم عدم وجود تهم يوصف بأنه "قاتل" و "داعشي".
واعتقل الطويل مرات عدة في السجون الإسرائيلية، حيث أمضى نحو 10سنوات، غير أنه وصف الاعتقال الأخير بـ"الأصعب".
وقال "الحالة في السجون خطيرة للغاية، وحياة الأسرى جحيم بمعنى الكلمة يتم التعامل مع المعتقل على أنه مجرم وداعشي، لا وجود للقوانين و هناك غياب كامل للمؤسسات الحقوقية".
واشتكى الطويل من اكتظاظ السجون الإسرائيلية، وقال إنه كان قابعا في غرفة بسجن النقب مع عشرة أسرى أخرين، بينما يتواجد في السجن حوالي 1100 أسير.
وقال "في كل وقت وعلى مدار اليوم يتعرض الأسرى للتنكيل بالضرب المبرح، والإهانة والتعذيب النفسي، والتجريد من المقتنيات.
وأضاف "يملك كل أسير ملابس بسيطة لا تقيه برد الشتاء، وهناك نقص حاد في الأغطية، والمياه والطعام".
وأشار إلى أنه خسر من وزنه نحو 20 كيلو غرام خلال شهرين نصف.
وأضاف "يمنع أي مظهر عبادة، يمنع قراءة القرآن، تمنع صلاة الجماعة ورفع الآذان".
ولفت إلى وجود حالات مرضية بين الأسرى لا سيما كبار السن بسبب الإهمال الطبي والتنكيل اليومي.
**تنكيل وقت الإفراج
لم تقتصر عملية التنكيل خلال فترة الاعتقال فحسب، وفق الطويل.
وقال "يوم الأربعاء (3 يناير/كانون الثاني الجاري) طُلب مني تحضير مقتنياتي البسيطة. توقعت أنه سيتم نقلي إلى سجن آخر أو زنزانة أخرى، لكن السجان قال لي إنه سيُفرج عنك".
وأضاف "أدخلوني إلى غرفة وحدة التنكيل وانهالوا علي بالضرب بصورة وحشية، وسط إهانات وشتم حتى كدت أفقد وعيي".
وتابع "رغم عدم وجود أي تهمة وأنا في طريق الإفراج تعرضت لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس "22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: السجون الإسرائیلیة سجن النقب أبو غریب
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يفرج عن 369 أسيرًا فلسطينيًا ضمن الدفعة السادسة من تبادل الأسرى
وكانت المقاومة في قطاع غزة قد سلمت، السبت، ثلاثة أسرى صهاينة في خان يونس.
واستقبل الأهالي الأسرى المحررين وسط أجواء من الفرح والدموع لاسيما وأن ظروف اعتقالهم كانت الأصعب.
وأكدَّ الأهالي أنّهم "ثابتون في أرضهم"، مرددين العبارة التي كتبتها كتائب القسّام على إحدى اللافتات على منصة تسليم الأسرى، ومفادها: "لا هجرة إلا إلى القدس"، طبقا لموقع قناة الميادين.
في السياق؛ أكد موقع "فلسطين أونلاين" وصول عشرات الأسرى الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت، إلى مدينة رام الله من معتقل عوفر بعد تحررهم ضمن الدفعة السادسة في المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأحرار.
ووصل الأسرى إلى قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله، رافعين شارة النصر في مشهد مهيب ووسط استقبال من مئات الجماهير الفلسطينية.
وبدت ملامح التعب والإرهاق واضحة على ملامح الأسرى، حيث سيخضعون لفحوصات طبية أولية من طواقم طبية تتبع وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر. وقال الهلال الأحمر، إن "طواقمه نقلت أربعة أسرى محررين من موقع الاستقبال في رام الله إلى المستشفى لصعوبة حالتهم الصحية".
واقتحم الجيش الصهيوني مدينة بيتونيا قبيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجن عوفر.
كما حذرت سلطات الاحتلال أهالي الأسرى في الضفة من الاحتفال بالإفراج عنهم.
وأعلنت مؤسسات الأسرى، مساء الجمعة، أسماء 36 معتقلا من المحكومين بالمؤبدات. مقابل 3 أسرى للاحتلال.
ووفقا لقائمة الأسماء، سيتم إبعاد 24 معتقلا من المفرج عنهم إلى الخارج، بينما سيتم الإفراج عن الباقي إلى الضفة، بما فيها القدس.
كما سيتم الإفراج عن 333 معتقلا من قطاع غزة، اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على القطاع بعد السابع من أكتوبر 2023.