حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.. وهل يجوز للإمام تركها؟
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
حكم الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية والسرية، سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة ممن يتساءلون: ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة؟، ولماذا لا يقول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم في الفاتحة؟
حكم الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية والسريةاختلف الفقهاء في حكم الجهر بالبسملة في الصلاة، وسبب اختلافهم راجعٌ إلى كونها آية من الفاتحة فيجهر بها أم ليست آية فلا يشرع الجهر بها.
وذهب الشافعية إلى أنها آية من الفاتحة كسائر آياتها؛ فعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْرَأُ : { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } قَطَّعَهَا آيَةً آيَةً، وَعَدَّهَا عَدَّ الْأَعْرَابِ، وَعَدَّ { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} آيَةً، أخرجه الدارقطني.
كما استدلوا بأن الصحابة لم يثبتوا بين دفتي المصحف إلا القرآن، وغير ذلك من الأدلة.
وقال الجمهور: إنها ليست آية من الفاتحة، وذهب الحنابلة إلى الإسرار بها، وهو المستحب عند الحنفية أيضا.
فيما ذهب المالكية إلى أنها لا تقرأ؛ لأنها ليست آية من الفاتحة عندهم، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاةَ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أخرجه البخاري، وغيره من الأدلة.
وفي ترجيح القول في حكم الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية والسرية يقول الشيخ عبد الحميد السيد الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني من وعظ الأزهر الشريف: فالآثار في هذا متعارضة، إذ كان النبي يجهر أحيانًا وأحيانًا أخرى يُسِرُّ بها.
ومهما يكن من أمر فالجهر بالبسملة معدود من هيئات الصلاة التي لا ترقى إلى درجة السنن المؤكدة؛ فالخلاف فيه قريب، والشأن فيه واسع، ومن المقرر شرعًا أنه "إنما ينكر ترك المتفق على فعله أو فعل المتفق على تركه، ولا ينكر المختلف فيه"
وشدد: فمَن جَهَرَ بالبسملة فهو حسن، ومَن أسرَّ بها فهو حسن، محذرًا: «لا يجوز أن تكون أمثال هذه المسائل الخلافية مثار فتنة ونزاع وفرقة بين المسلمين؛ بل يسعنا فيها ما وسع سلفنا الصالح من أدب الخلاف الذي كانوا يتحلَّون به في خلافاتهم الفقهية واختياراتهم الاجتهادية».
هل قراءة البسملة مع الفاتحة في الصلاة واجبة.. أمين الإفتاء يوضح النشرة الدينية.. احذر 5 عقوبات تصيبك من ذنوب الخلوات..7 كلمات بين السجدتين يفتحها الله عليك.. سبب لا يعرفه الكثيرون عن عدم البسملة فى سورة التوبةالمصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: صرف البلاء من نعم الله الخفية التى تحمينا
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إننا جميعًا نعيش في نعمة كبيرة من الله، وإن هذه النعم تتفاوت بين الظاهرة والباطنة.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "نسأل الله عز وجل أن تكونوا على خير ونعمة وطاعة، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، نحن نعلم أن نعم الله كثيرة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: 'وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً.
خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمر خالد الجندي: العبادة السرية درجاتها أعلى من العلنيةوأوضح أن نعم الله تتقسم إلى قسمين: نعم ظاهرة واضحة للعين، ونعم خفية قد لا نعلم عنها شيئًا، والنعم الظاهرة هي النعم التي نراها بوضوح في حياتنا، أما النعم الباطنة فهي النعم التي لا نعلم بها، ولكنها تحيط بنا وتلطف بنا في كثير من الأحيان.
وأشار إلى أن النعم الخفية كثيرة جدًا وقد تكون أكبر من النعم الظاهرة، ومن أبسط النعم الخفية التي قد نغفل عنها هي نعمة الصرف، بمعنى أن الله يصرف عنك بلاء قد يواجهك، وأنت لا تدري عنه شيئًا، مثلًا، إذا كان هناك مشكلة صحية كامنة في جسدك، قد يصرفها الله بغير علمك، سواء عن طريق الجهاز المناعي أو بطرق أخرى لا تعلمها.
وأضاف: "قد يحدث لك حادث طريق أو مشكلة كهربائية في منزلك، وتظن أنه سيكون هناك ضرر كبير، لكن الله قد يقيك من ذلك بطرق لا تراها، كم مرة كنت تسير في الطريق وحدث شيء غير متوقع، مثل سيارة طائشة أو عمود نور يتحرك بشكل مفاجئ، وكل شيء يمر بسلام دون أن تشعر."
وفي حلقة سابقة، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الصلاة في جماعة لها أجر عظيم، إذ تساوي 25 صلاة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقال، أن هذا الحديث يشير إلى أن الصلاة المنفردة، في حال كانت تحت ظروف خاصة كالصلاة في الصحراء أو في مكان بعيد عن الجماعة، فإن أجرها يتضاعف ليصل إلى 50 صلاة، إذا تم إتمام أركان الصلاة من ركوع وسجود على أكمل وجه.
وأضاف: “النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيّن أن الصلاة التي تُؤدى في ظروف صعبة أو مكان بعيد عن الناس، يكون أجرها أعظم”.
وأشار إلى أن هذه القاعدة تشمل كل من لا يستطيع الصلاة في الجماعة، مثل الشخص الذي يخدم في مكان نائي أو المرأة التي تمكث في بيتها، مشيراً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي تصلي في بيتها: “صلاتك في بيتك أفضل”.
وأكد على أن هذا الحديث يعكس أهمية الصلاة في السر، قائلاً: “أي عبادة سرية تتجمع فيها الظروف وتكون بعيدة عن الأنظار، هي أعظم من العبادة العلنية، وكلما كانت العبادة أكثر صدقاً وقرباً إلى التوحيد، كلما تضاعف أجرها، سواء كانت في الجماعة أو في الخفاء”.