سودانايل:
2025-05-01@22:58:13 GMT

على هامش الرؤية: تراث الإمام الراحل الصادق المهدي

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

تشرفت بدعوة كريمة من المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي، لحضور ندوة بالتعاون مع اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بعنوان "السياسة والدين والثقافة…الأعمال الكاملة للإمام الصادق المهدي” ، بمشاركة نخبة من المثقفين السودانيين والمصريين، وتزامنت الندوة مع ذكرى مولده وبمناسبة صدور المجلد الاول (من عشر اجزاء) من الأعمال الكاملة للإمام.



حسب رايي فقد تميزت السياسة السودانية المعاصرة بغياب الرؤية، حيث انتقلت من رؤية المهدي في التجديد الديني والاقتصادي والاجتماعي(على الاقل نظرياً) إلى رؤية الاستعمار في نهب البلاد لصالحة وتشييد بنية اقتصادية وتسندها بنيات سياسية واجتماعية تصب لصالحه. منذ الاستقلال لم تفلح الطبقة السياسية السودانية في الاتفاق على رؤية وطنية، رغم وجود المفكرين والمثقفين والمدارس الفكرية المؤهلة لذلك.

احد ابرز هؤلاء كان الإمام الراحل، الذي اتيحت له الفرص التاريخية والسياسية والحياتية. تاريخياً فقد ورث تراث المهدية والتي قامت بشكل أساسي على تحرير الوطن من الاحتلال، وتوحد العالم الإسلامي عبر توحد السودان وتطوره في ادبيات كثيرة، ثم حياة جده الإمام عبد الرحمن الذي أعاد بناء كيان الانصار وحزب المهديين مع تميز به من حكمة واستنارة وأضخمها اعادة توحيد دارفور مع السودان سياسيا، واجتماعياً وليس عسكرياً فقط، ووالده الإمام الراحل الصديق كان رؤيوياً وطرح الاعتماد على المباديء الإسلامية والتنمية لمعالجة التهميش.

درس الامام في معقل الفكر الأوربي وانفتح على مدارسه الفكرية وبدا مبكراً في معالجة مشكلات السودان الأساسية: مشكلة الجنوب واصدر كتاباً حولها وطرق حلها، ثم كتاباً عن علاقات الانتاج الزراعي وحل إشكاليتها وطبق حكومياً في اصدار قانون الاصلاح الزراعي في الستينات. وكتب عن تطوير النفوذ الطائفي والقبلي. اتيحت للأمام على مدى عقود ان يساهم في أنشطة محلية ودولية ومشاركات والتعرف على إشكالات جديدة والكتابة حولها. لقد كان الامام في عشية رحيله محيطاً بالسياسة والدين والثقافة والجيوبوليتيكا.

كانت فرصة الامام الضائعة في البدء بتوحيد السودانيين حول رؤية سودانية ، لانه كان يملك مقدرات فكرية وعلاقات اجتماعية باغلب مثقفي جيله ووصل إلى السلطة في الستينات والثمانينات وسط زخم تاييد شعبي كبير. لقد تناولت الفرصة الضائعة في كتاب الرؤية السودانية الكتاب الاول تحت عنوان الصادق المهدي (١٠٧-١٢٢)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. واهتم هنا بالعلم الذي ينتفع به. ترك الإمام الراحل مايمكن ان يعد اكبر تراث فكري لفرد في تاريخ السودان، كتباً مطبوعة، أوراق علمية، مقالات، تسجيلات صوتية ورقمية، لكن بعكس الكثير من الكتاب والعاملين بالفكر قيض الله له ماكان قد استعد له منذ صباه، مكتباً لمتابعة وحفظ وترتيب ونشر تراثه مما لم يتح لاي سوداني. اعتبر هذا جزء من استعادة الوطن تأريخاً وذكريات وامل في المستقبل واتمنى ان يواصل السودانيين في هذا الجهد الضروري والهام.

هذا التراث الثري والذي تناول فيه آلامام كل تفاصيل الحياة من كافة جوانبها، خاصة كتابه ميزان المصير الوطني والتي لخص فيها الإشكالات التي تواجه السودان واتجاهات المستقبل، ووثيقة الخلاص (الجزء الاول وكنت اسمع ان هناك جزء ثاني) والتي اصدرها حزب الامة ومقالات نشرت في سنواته الاخيرة، هي جزء من الذخيرة المعرفية التي ينبغي ان تأسس عليها الرؤية الوطنية السودانية. ان على القائمين على نشر ارث الامام مسئولية استخراج ملامح المشروع الوطني الذي كتب عنه وبحث ودرس كإعمال تحضيرية للجنة او الهيئة المكلفة بالسعي لكتابة رؤية السودان.

الرؤية الوطنية السودانية هو يجب ان يشمل نتاج ومساهمات كل المثقفين والمفكرين ومجمل المنتجين الفكريين وتخضع لنقاش مجتمعي كبير (ارجع لكتاب الروية السودانية، نحو اطار عام للرؤية لتفاصيل انشاء الرؤية الهندية)، وفي هذا فان فكر الامام رافد كبير في المجاري التي ستصب في هذا النهر الذي من المأمول سوف يقودنا إلى المستقبل.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الصادق المهدی الإمام الراحل

إقرأ أيضاً:

ماذا جاء في رسالة الإمارات لمجلس الأمن بشأن ترويج ممثل القوات المسلحة السودانية لمعلومات مضللة؟

أكدت دولة الإمارات في رسالة رسمية موجهة إلى مجلس الأمن، الأربعاء، رفضها القاطع لمحاولات الممثل السوداني استغلال تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة الأخير، بشكل مغلوط لدعم الحملة التضليلية للقوات المسلحة السودانية، مشددة على أنه أمر لا يمكن التساهل معه.

واستنكرت دولة الإمارات في رسالة نشرتها البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إصرار ممثل السودان لدى الأمم المتحدة على إساءة استخدام المحافل الدولية منذ العام الماضي في نشر معلومات مضللة ضد الإمارات بناءً على توجيهات من القوات المسلحة السودانية، أحد الأطراف المتحاربة في الحرب الأهلية في السودان، حيث قام في سياق هذه الحملة المضللة باستغلال وتحريف تقارير ونتائج فريق الخبراء المعني بالسودان عبر:

- نشر تقارير سرية مُقدمة إلى اللجنة، مما يهدد نزاهة عمليات وآليات رصد العقوبات ومجلس الأمن.

- نشر أجزاء منتقاة من تقرير فريق الخبراء أُخرجت من سياقها لتأييد روايات القوات المسلحة السودانية، مع تعمد تجاهل الأجزاء أو الاستنتاجات الواردة ضمن التقرير والتي تتناقض مع هذه الادعاءات أو لا تدعمها.

- تحريف الاستنتاجات الواردة في التقرير النهائي لفريق الخبراء قبل نشره كوثيقة من وثائق مجلس الأمن. فعلى سبيل المثال، عمد ممثل السودان في بيانه أمام مجلس الأمن بتاريخ 13 مارس 2025 إلى الاقتباس بشكل مغلوط من التقرير النهائي لفريق الخبراء وحاول تقويض مصداقيته!.

وتابعت دولة الإمارات في رسالتها: «على عكس الادعاءات الكاذبة لممثل السودان، نشير إلى أن التقرير النهائي المقدم من فريق الخبراء المعني بالسودان وفقًا للفقرة الثانية من القرار 2725 (2024) لم يتضمن أي استنتاجات ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم يؤكد صحة أي ادعاء من ادعاءات ممثل السودان».

وشددت الإمارات على أن موقفها كان واضحاً منذ بداية الصراع، إذ لم تقدم أي دعم أو إمدادات إلى أي طرف من الأطراف المتحاربة في السودان منذ اندلاع الحرب الأهلية في إبريل 2023.

ولفتت الإمارات إلى أن تأخر نشر تقرير فريق الخبراء الأممي المعني بالسودان أتاح المجال لممثل السودان لتشويه مضمون التقرير بشكل متكرر، مطالبة في هذا الصدد مجلس الأمن باتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار ذلك مستقبلاً.

وجاء في رسالة بعثة الدولة: «إن الإمارات لن تسمح للادعاءات التي لا أساس لها من الصحة التي يروجها ممثل السودان، والذي يمثل مصالح أحد الأطراف المتحاربة التي نفذت انقلاباً عسكرياً في عام 2021 أطاح بالقيادة المدنية للحكومة الانتقالية، بأن تصرف انتباهها عن معالجة الكارثة الإنسانية في السودان والناجمة عن الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. حيث ستواصل دولة الإمارات دعوتها إلى الوقف الفوري لإطلاق النار. وإيجاد حل سلمي لهذا الصراع».

كما أشارت الإمارات إلى مشاركتها مؤخراً في مؤتمر لندن حول السودان، وانخراطها بفاعلية وحسن نية في دعم الانتقال نحو حكومة مدنية مستقلة فيه، وعكس مسار الانقلاب العسكري الذي وقع عام 2021، داعية في هذا الصدد مجلس الأمن بعدم السماح لمحاولات ممثل السودان بصرف انتباه المجتمع الدولي عن الوضع الإنساني في هذا البلد، خاصة في ظل التجاهل الصارخ من كلا الطرفين المتحاربين للقانون الإنساني الدولي.

وشددت دولة الإمارات على أن القانون الإنساني الدولي لا يعترف بحق أي طرف في عرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد، مؤكدة على أن «السيادة لا يمكن استخدامها بشكل تعسفي لتبرير التجويع، أو لحماية من يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية، أو يستهدفون موظفي الإغاثة الإنسانية والمدنيين، فالمدنيون في السودان يستحقون الحماية، والوصول إلى المساعدات».

وطالبت دولة الإمارات، الأمم المتحدة باتخاذ رد أكثر حزماً تجاه العرقلة الممنهجة للمساعدات واستخدامها كسلاح، وإدانة أي من الطرفين المتحاربين علناً عندما يُعرقل وصول المساعدات الإنسانية، معتبرة أن الوضع الميداني يتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة، بما في ذلك، اتخاذ التدابير الضرورية التي تضمن الامتثال للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين كما ورد في إعلان جدة، وإنشاء ممرات إنسانية كافية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات السكان بشكل كافٍ.

وأوردت رسالة دولة الإمارات: «لقد أدت أفعال القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى إطالة أمد هذه الأزمة، ويجب محاسبة كلا الطرفين على ما ارتكباه من فطائع. فلا يمكن لأي من الطرفين أن يدّعي الشرعية في الوقت الذي يرتكب فيه مثل هذه الانتهاكات الجسيمة. لذلك، من الضروري أن تشرع الأطراف المتحاربة في الانخراط فوراً، وبحسن نية، ودون أي شروط مسبقة في المفاوضات. فلا يمكن قبول رفض القوات المسلحة السودانية المتكرر للمشاركة في المحادثات، ويجب إدانة أي طرف يمتنع عن المشاركة بجدية بشكل علني».

وكررت دولة الإمارات تأكيدها على أن تحقيق السلام واستدامته في السودان يتطلب من المجتمع الدولي توحيد جهوده لدعم عملية سياسية قابلة للتطبيق ذات هدف واضح، وهو الانتقال إلى حكومة مدنية مستقلة عن سيطرة الجيش، مشددة على أنها ستواصل دعمها الثابت للشعب السوداني، فعلى مدار العقد الماضي، قدمت الإمارات أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي مساعدات للشعب السوداني، مؤكدة التزامها بمساعدة المحتاجين في أوقات الأزمات.

ونوهت دولة الإمارات بأنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2023، تعهدت بتقديم أكثر من 600 مليون دولار أمريكي مساعدات إنسانية، وأرسلت 162 رحلة إغاثة، ونقلت أكثر من 12 ألف طن من المواد الغذائية والطبية ومواد الإغاثة، مجددة التأكيد على مواصلتها العمل بتعاون وثيق مع شركائها من أجل الدفع قدماً بعملية فعالة ومشتركة تهدف إلى بناء مستقبل سلمي وموحد ومشرق في السودان.

مقالات مشابهة

  • الجالية السودانية في الإمارات تنظم مهرجان «بوابة السودان» غداً
  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • بنسبة نجاح 69% نون النسوة تسيطر على نتيجة الشهادة السودانية والبرهان يعلق على النتيجة
  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • رباح المهدي: اب كيعان إنما اباد وسفك دم الإنسان ويريد ان يقطع ويركع السودان
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • الحكومة السودانية ترد على إتهامات من الإمارات بتهريب أسلحة للجيش
  • ماذا جاء في رسالة الإمارات لمجلس الأمن بشأن ترويج ممثل القوات المسلحة السودانية لمعلومات مضللة؟
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)