دولة 56 التي سقطت أخلاقياً و دبلوماسياً قبل أن تهتز عسكرياً !!
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
(١)
قبل سنوات عدة حكى لي في كوالالمبور، ابن عمي البروفيسور عبدالرحمن النور عبدالرحمن ؛الأستاذ بالجامعات هناك كيف منع من رغبته في السلك الدبلوماسي ليصبح أكاديمياً؛ حيث أبعد وزير الخارجية أنذاك الاستاذ على عثمان محمد طه أسماء كل أبناء غرب السودان من القائمة رغم إجتيازهم لكل مراحل الإختبارات و المعاينات.
من الغباء و الغفلة معا الظن بأن علي عثمان قد تصرف على ذلك النحو لأنه كوز؛ كلا!!
لم يفعل علي عثمان غير تطبيق سياسة النخبة الشمالية الأقلية الحاكمة بالسودان منذ اسماعيل الأزهري الي عبد الفتاح البرهان.
و لا فرق في ذلك بين القيادي ب قحت المهندس خالد يوسف ( خالد سلك) أو اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي و الزعيم الجديد للحركة الاسلامية علي كرتي أو صلاح قوش . فقط ان خالد سلك لم يجد مساحة كما وجدها علي عثمان او علي كرتي.
لذلك فإن الملح الآن قبل الغد ان يتذكر بعض أبناء الوسط و الشمال النيلي بأننا في عام 2024 - فلابد من تساوي الفرص ليتعافى الوطن و لأجل غد افضل للجميع.
ليتهم يعلمون بأن هذا الوطن يسعنا جميعاً و سيفيض خيره للعالمين من حولنا...!!
(٢)
صحيح ان محمد حمدان دقلو مجرد دمية لجاهل في يد كيان بترودولار خليجي، يخطط و ينسق له اللقاءات بزعماء الدول (من ناكري جميل السودان و السودانيين) تصحبه هالة من الاعلام الأقليمي الموجه من قبل ذلك الكيان الشرير، بجانب أقلام العاطلين المتسكعين و المأجورين في شوارع الخرطوم و أديس أبابا و مدن ذلك الكيان النفطي المعادي للسودان.
الا ان للفشل الدبلوماسي، بل السقوط الدبلوماسي للحكومة السودانية النصيب الأكبر في العبث الذي يجري الآن . و ذلك بسبب السياسات الإقصائية العقيمة المتراكمة و التي انتهجتها النخبة الشمالية في توظيف أبناء الوطن الواحد.
جولة حميدتي في الشرق و الجنوب الأفريقي أكبر دليل على ذلك السقوط الدبلوماسي، سبقه سقوط آخر أخلاقي عندما كان برنامج أغاني و أغاني يقدم فواصله الغنائية الطروبة بإحدي الفضائيات في الساعات التي ترمي فيها طائرات الانتنوف حمم البراميل الحارقة على أطفال أكواخ دارفور و كهوف جبال النوبة لتحرق و تقطع أوصالهم الطرية أصلاً...!!
كأنهما شعبين من كوكبين مختلفين و ليس شعب وطن واحد و أمة واحدة.
و في الصباح عندما تذهب الي مساجد الخرطوم و غيرها تجد صناديق التبرعات لأهل غزة(برغم انه عمل محمود في مجمله)، بينما اطفال السودان بمعسكرات اللجؤ و النزوح يطعمهم الأجانب(وسط امتعاض بالغ من قبل حكام الخرطوم) ..!!
(٣)
كنت قد كتبت قبل ما يقارب العقدين و أقتبس منه ما يلي(( منذ استقلال السودان تم شراء و صنع ملايين الأطنان من الأسلحة و المستلزمات العسكرية، و مازال.
اين ذهبت تلك الأسلحة و خاصة أننا لم ندخل في أي حرب أقليمية او دولية لحماية أراضينا او تأمين مصالحنا العليا؟؟
الإجابة: قد استخدمت لتقطيع أوصال الاطفال و النساء و الشيخ و العجزة في الهامش السوداني ( جنوب السودان سابقا، دارفور، جبال النوبة، جنوب النيل الأزرق).
لو سألتم اليوم اي عقيد او عميد او لواء او فريق أو فريق أول في الجيش عن سيرته الذاتية؛ فإنه سيقول لك ( و بكل فخر و غباء) بأنه قاتل في جنوب السودان او دارفور او جبال النوبة او انقسنا. اي انه كرس كل حياته المهنية في قتل المواطنيين السودانيين))...
إنتهي الاقتباس.
رغم ذلك ظللنا ندافع عن الجيش السوداني منذ اندلاع حرب 15 ابريل 2023 - لا لشيء غير الحفاظ على الدولة السودانية ( رغم إحن الدموع و الدماء). لأننا ندرك ما اصاب دول مثل العراق بعد حل الجيش هناك.
يمكننا إصلاح الجيش و إعادته الي المهنية و العقيدة القتالية السوية لكن لا يمكننا اعادة اصلاح الوطن اذا ما سقط في ايدي الغوغائيين المتعطشين للدماء و الذين جلهم مرتزقة من دول غربي افريقيا تحركهم دوافع النهب و السلب و الإغتصاب.
ذلك ما يقومون به الآن في مدن ولاية الجزيرة.
ما فعلوه بجامعة الجزيرة العريقة شيء مؤلم للغاية.
(٤)
من المحزن إتهامنا بأننا نهادن الكيزان او نناصرهم.
عندما كنا نعارض الكيزان؛ أتصور ان الاخ حميدتي كان ينتقل بين مهن يعرفها الكثيرون و لا أظن ساعتها قد سمع بلفظ (المعارضة) او بمفردة( الديمقراطية) و الجميل حقاً أنه في هذه الايام ينطقها بطريقة سليمة في جولته الحالية - هذا برغم أنه لا يعرف معنى المفردة !!
لكن الذي نخشاه هو اندثار الدولة السودانية.
(٥)
رغم إدراكي و تفهمي لخلفية الاخ الدكتور عبدالله حمدوك - بأنه موظف أممي و تكنوقراط و ليس بشخص سياسي، الا أنني كنت أتوقعه أفضل مما ظهر به.
من المضحك ان ينتظر الناس ديمقراطية تأتيهم من قبل وحشية الدعم السريع في الجنينة و أردامتا ( من طحي جثث الاطفال و الشباب و اطعام الاخرين منها) و اعمال النهب و السلب و الاغتصاب في الخرطوم و مدن و قرى ولاية الجزيرة.
هؤلاء لا ينتمون للحضارة الانسانية بالأساس فكيف لهم أن يأتوا بالديمقراطية؟؟
علمنا التأريخ بأن لا قوى خارجية انتصرت قط على السودان و السودانيين.
لذا فإن شعبنا على موعد مع النصر المبين.
فلا مناص غير الوقوف مع القوات المسلحة لحماية وحدة تراب بلادنا - ستأتي الاصلاحات لاحقاً.
المجد لجيشنا...!!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: موسم الأمطار ونقص التمويل يهددان جهود مكافحة المجاعة في السودان
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن موسم الأمطار القادم ونقص التمويل قد يهددان التقدم المحرز مؤخرا في مواجهة المجاعة في السودان، وقد حوّلت الحرب التي استمرت عامين، السودان إلى "أكبر كارثة جوع في العالم"، حيث يواجه ما يقرب من نصف السكان - 24.6 مليون شخص - جوعا حادا. ويواجه حوالي 638 ألف شخص جوعا كارثيا (التصنيف المرحلي المتكامل الخامس) - وهو أعلى عدد في العالم.
وقال شون هيوز، منسق الطوارئ الإقليمي للبرنامج في السودان إن البرنامج "في سباق مع الزمن" في وقت يحتاج فيه بشكل ملح إلى زيادة مخزونه الغذائي قبل أن تغمر المياه الطرق وتصبح غير سالكة. وأشار إلى الزيادة الكبيرة في حالات الجوع وتفشي الأمراض خلال موسم الأمطار العام الماضي.
وأضاف: "نغطي حاليا أربعة ملايين شخص، لكننا بحاجة إلى زيادة هذا العدد ليصل إلى سبعة ملايين على الأقل في الأشهر المقبلة. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى مزيد من التمويل، وإلا سنقلّص الدعم في الوقت الذي نحتاج فيه إلى زيادة حجم المساعدات".
شهادات النازحين
قد يجعل موسم الأمطار القادم القوافل القادمة من تشاد صعبة للغاية حيث تصبح الطرق غير سالكة. وقد قام برنامج الأغذية العالمي بحشد المساعدات للوصول إلى الناس في أنحاء مختلفة من دارفور والولاية الشمالية، حيث وصل إلى 270 ألف شخص بالمساعدات في الفاشر ومخيم زمزم الشهر الماضي.
وأفاد البرنامج بأن توزيع الغذاء والتغذية على أكثر من 220 ألف شخص قد بدأ في منطقة طويلة بشمال دارفور - حيث وصل مئات آلاف الأشخاص الذين فروا من العنف المروع في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين داخليا، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق ما تستطيع المنظمة تقديمه بالموارد المتاحة.
"نرسل أطفالنا للحاق بالشاحنات التي توزع الطعام، فقط حتى نتمكن من الحصول على شيء نأكله". هذا ما قالته آسيا حسين، وهي أم تبلغ من العمر 55 عاما نزحت عدة مرات مع أطفالها بسبب القتال - كان آخرها من مخيم زمزم إلى طويلة.
وقالت: "ليس لدينا حتى إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة أو الإمدادات الأساسية اللازمة للنوم مثل الحصير أو المراتب. لقد سرقوا سبعة من حميرنا. أتينا إلى هنا في وضع حرج ولدينا أطفال".
وقد وصلت مساعدات البرنامج إلى وسط الخرطوم لأول مرة منذ بدء النزاع قبل عامين. كما بدأت عمليات التوزيع في حي الأزهري وجبل أولياء جنوب الخرطوم، وهما منطقتان معرضتان بشدة لخطر المجاعة.
وتأتي هذه الجهود في إطار توسيع نطاق عمل البرنامج لدعم مليون شخص في جميع المحليات السبع في الخرطوم الكبرى خلال الشهر المقبل.
المجاعة
وقد تم تأكيد المجاعة في عشرة مواقع في السودان - ثمانية منها في شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم، وموقعان في جبال النوبة الغربية.
وهناك 17 منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة، بما في ذلك في الخرطوم. وفي المناطق الأكثر تضررا، يعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، متجاوزا بذلك عتبة المجاعة وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.