(١)
قبل سنوات عدة حكى لي في كوالالمبور، ابن عمي البروفيسور عبدالرحمن النور عبدالرحمن ؛الأستاذ بالجامعات هناك كيف منع من رغبته في السلك الدبلوماسي ليصبح أكاديمياً؛ حيث أبعد وزير الخارجية أنذاك الاستاذ على عثمان محمد طه أسماء كل أبناء غرب السودان من القائمة رغم إجتيازهم لكل مراحل الإختبارات و المعاينات.


من الغباء و الغفلة معا الظن بأن علي عثمان قد تصرف على ذلك النحو لأنه كوز؛ كلا!!
لم يفعل علي عثمان غير تطبيق سياسة النخبة الشمالية الأقلية الحاكمة بالسودان منذ اسماعيل الأزهري الي عبد الفتاح البرهان.
و لا فرق في ذلك بين القيادي ب قحت المهندس خالد يوسف ( خالد سلك) أو اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي و الزعيم الجديد للحركة الاسلامية علي كرتي أو صلاح قوش . فقط ان خالد سلك لم يجد مساحة كما وجدها علي عثمان او علي كرتي.
لذلك فإن الملح الآن قبل الغد ان يتذكر بعض أبناء الوسط و الشمال النيلي بأننا في عام 2024 - فلابد من تساوي الفرص ليتعافى الوطن و لأجل غد افضل للجميع.
ليتهم يعلمون بأن هذا الوطن يسعنا جميعاً و سيفيض خيره للعالمين من حولنا...!!

(٢)
صحيح ان محمد حمدان دقلو مجرد دمية لجاهل في يد كيان بترودولار خليجي، يخطط و ينسق له اللقاءات بزعماء الدول (من ناكري جميل السودان و السودانيين) تصحبه هالة من الاعلام الأقليمي الموجه من قبل ذلك الكيان الشرير، بجانب أقلام العاطلين المتسكعين و المأجورين في شوارع الخرطوم و أديس أبابا و مدن ذلك الكيان النفطي المعادي للسودان.
الا ان للفشل الدبلوماسي، بل السقوط الدبلوماسي للحكومة السودانية النصيب الأكبر في العبث الذي يجري الآن . و ذلك بسبب السياسات الإقصائية العقيمة المتراكمة و التي انتهجتها النخبة الشمالية في توظيف أبناء الوطن الواحد.
جولة حميدتي في الشرق و الجنوب الأفريقي أكبر دليل على ذلك السقوط الدبلوماسي، سبقه سقوط آخر أخلاقي عندما كان برنامج أغاني و أغاني يقدم فواصله الغنائية الطروبة بإحدي الفضائيات في الساعات التي ترمي فيها طائرات الانتنوف حمم البراميل الحارقة على أطفال أكواخ دارفور و كهوف جبال النوبة لتحرق و تقطع أوصالهم الطرية أصلاً...!!
كأنهما شعبين من كوكبين مختلفين و ليس شعب وطن واحد و أمة واحدة.
و في الصباح عندما تذهب الي مساجد الخرطوم و غيرها تجد صناديق التبرعات لأهل غزة(برغم انه عمل محمود في مجمله)، بينما اطفال السودان بمعسكرات اللجؤ و النزوح يطعمهم الأجانب(وسط امتعاض بالغ من قبل حكام الخرطوم) ..!!

(٣)
كنت قد كتبت قبل ما يقارب العقدين و أقتبس منه ما يلي(( منذ استقلال السودان تم شراء و صنع ملايين الأطنان من الأسلحة و المستلزمات العسكرية، و مازال.
اين ذهبت تلك الأسلحة و خاصة أننا لم ندخل في أي حرب أقليمية او دولية لحماية أراضينا او تأمين مصالحنا العليا؟؟
الإجابة: قد استخدمت لتقطيع أوصال الاطفال و النساء و الشيخ و العجزة في الهامش السوداني ( جنوب السودان سابقا، دارفور، جبال النوبة، جنوب النيل الأزرق).
لو سألتم اليوم اي عقيد او عميد او لواء او فريق أو فريق أول في الجيش عن سيرته الذاتية؛ فإنه سيقول لك ( و بكل فخر و غباء) بأنه قاتل في جنوب السودان او دارفور او جبال النوبة او انقسنا. اي انه كرس كل حياته المهنية في قتل المواطنيين السودانيين))...
إنتهي الاقتباس.
رغم ذلك ظللنا ندافع عن الجيش السوداني منذ اندلاع حرب 15 ابريل 2023 - لا لشيء غير الحفاظ على الدولة السودانية ( رغم إحن الدموع و الدماء). لأننا ندرك ما اصاب دول مثل العراق بعد حل الجيش هناك.
يمكننا إصلاح الجيش و إعادته الي المهنية و العقيدة القتالية السوية لكن لا يمكننا اعادة اصلاح الوطن اذا ما سقط في ايدي الغوغائيين المتعطشين للدماء و الذين جلهم مرتزقة من دول غربي افريقيا تحركهم دوافع النهب و السلب و الإغتصاب.
ذلك ما يقومون به الآن في مدن ولاية الجزيرة.
ما فعلوه بجامعة الجزيرة العريقة شيء مؤلم للغاية.

(٤)
من المحزن إتهامنا بأننا نهادن الكيزان او نناصرهم.
عندما كنا نعارض الكيزان؛ أتصور ان الاخ حميدتي كان ينتقل بين مهن يعرفها الكثيرون و لا أظن ساعتها قد سمع بلفظ (المعارضة) او بمفردة( الديمقراطية) و الجميل حقاً أنه في هذه الايام ينطقها بطريقة سليمة في جولته الحالية - هذا برغم أنه لا يعرف معنى المفردة !!
لكن الذي نخشاه هو اندثار الدولة السودانية.

(٥)
رغم إدراكي و تفهمي لخلفية الاخ الدكتور عبدالله حمدوك - بأنه موظف أممي و تكنوقراط و ليس بشخص سياسي، الا أنني كنت أتوقعه أفضل مما ظهر به.
من المضحك ان ينتظر الناس ديمقراطية تأتيهم من قبل وحشية الدعم السريع في الجنينة و أردامتا ( من طحي جثث الاطفال و الشباب و اطعام الاخرين منها) و اعمال النهب و السلب و الاغتصاب في الخرطوم و مدن و قرى ولاية الجزيرة.
هؤلاء لا ينتمون للحضارة الانسانية بالأساس فكيف لهم أن يأتوا بالديمقراطية؟؟
علمنا التأريخ بأن لا قوى خارجية انتصرت قط على السودان و السودانيين.
لذا فإن شعبنا على موعد مع النصر المبين.
فلا مناص غير الوقوف مع القوات المسلحة لحماية وحدة تراب بلادنا - ستأتي الاصلاحات لاحقاً.
المجد لجيشنا...!!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟

استفادت القوات المسلحة الفرنسية من نجاحات وأخطاء الجيشين الأوكراني والروسي

اعلان

دفعت ثلاث سنوات من الصراع ومئات الآلاف من القتلى على الجانبين الأوكراني والروسي الجيش الفرنسي إلى إعادة التفكير في استراتيجيته العسكرية.

فالصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، يشي بما ستكون عليه حروب المستقبل بسبب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتكتيكية في هذا المجال.

وقد دفع ذلك النزاع، الجيش الفرنسي إلى إنشاء وحدة ابتكارات دفاعية خاصة به في عام 2023 تُعرف باسم قيادة القتال المستقبلي (CCF).

قال الجنرال رودولف هاردي، الرجل الثاني في قيادة وحدة القتال المستقبلي في الجيش الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس الخميس: "في النهاية، إن الابتكار والقدرة على التكيف الذي شهدناه خلال هذا الصراع هو الذي يحشد طاقاتنا فيما يتعلق باستعداداتنا الخاصة".

صعود الحرب الإلكترونية

من أهم ما تم التوصل إليه هذا العام: معركةالحرب الإلكترونية الخفية التي تعيد تشكيل الحرب الأوكرانية.

الحرب الإلكترونية هي تكنولوجيا تتداخل فيها الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع والطائرات بدون طيار.

وأوضح نائب الأميرال إيمانويل سلارز، نائب رئيس العمليات لرئيس أركان البحرية الفرنسية قائلا: "إذا كنت لا تستطيع استخدام هاتفك الخلوي لأنه لا يستطيع الاتصال بمحطة الشبكة، فالأمر معقد بعض الشيء. لذلك في المجال العسكري، سواء كان ذلك في مجال الاتصالات، أو أنظمة التوجيه المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو أنظمة تبادل الطائرات أو حتى توجيه طائرة بدون طيار بدون طيار، كل هذا يستغل المجال الكهرومغناطيسي".

وقد أجبر هذا الإشكال القادة العسكريين الفرنسيين على إعادة النظر والتكيف مع الثغرات الموجودة في قدراتهم.

عن هذا قال المسؤول العسكري: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التأثير عليه، أي تعطيل استخدامه. وهذا مجال يتحرك بسرعة كبيرة جدًا جدًا. نحن بحاجة إلى أن نكون نشيطين جدًا في هذا المجال لأنه عنصر أساسي".

الجبهة الثانية على البحر الأسود

على الرغم من أن معظم القتال يدور في البر، إلا أن هناك جبهة ثانية حاسمة وهي الجبهة البحرية.

وقد علمت القوات المسلحة الفرنسية أيضًا كيف دافعت أوكرانيا عن أجزاء من البحر الأسود باستخدام طائرات بدون طيار.

يقول نائب الأدميرال سلارز: "رأينا طائرات أوكرانية بدون طيار كانت بدائية للغاية أول الأمر لكنها أصبحت الآن ذات تقنية عالية، بل وقادرة على مواجهة المروحيات".

من حسنات الصراع أنه سمح بالاستفادة من عدة دروس ألهمت القيادة العسكرية الفرنسية لإنشاء مركز جديد للتحليل والتدريب والتعليم المشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، والذي تم افتتاحه هذا الأسبوع. والهدف من ذلك هو التكيف مع الحقائق الجديدة في ساحة المعركة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ الغزو الروسي لأوكرانياالجيش الفرنسيروسياطائرة مسيرة عن بعدالتكنولوجيات الحديثةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. ترقب لتسليم 6 رهائن إسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من التبادل يعرض الآنNext ترامب يرشح اللواء دان كاين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة بعد إقالة الجنرال براون يعرض الآنNext الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار يعرض الآنNext "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ يعرض الآنNext ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025روسيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيقطاع غزةأوكرانياإسرائيلفولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينألمانياالصحةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد
  • قواتنا اليوم السبت مشتبكة ومتقدمة في أربعة محاور داخل وخارج العاصمة الخرطوم
  • وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال 3 أشهر
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • جماليات الوصف وتعطيل السرد.. حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة أنموذجا
  • الخرطوم تتهم كينيا بتهديد وحدة السودان بسبب استضافة اجتماعات لقادة الدعم السريع
  • الجيش السوداني يضيق الخناق على مقار الدعم السريع ويحكم سيطرته على كافوري في الخرطوم بحري
  • السودان يستدعي سفيره لدى كينيا احتجاجا على دعمها حكومة موازية
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه إلى وسط الخرطوم من الناحية الجنوبية ‎  
  • عناوين الأخبار السياسية السودانية الصادرة صباح اليوم الخميس