أطياف -
تحاول الخارجية السودانية خلق أزمة دبلوماسية جديدة مع دولة كينيا، وإستدعى السودان أمس سفيره في كينيا وقال وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق: (إن السودان إستدعى سفيره في نيروبي للتشاور إحتجاجاً على الإستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد مليشيا التمرد لدى زيارته إليها أمس، متناسية الإنتهاكات الفظيعة التي إرتكبتها قواته المحلولة والدمار الذي ألحقته بالبنى التحتية ومقدرات البلاد وممتلكات المواطنين).
لكن من الملاحظ أن الخارجية ترددت في إصدار بيان رسمي تدين وتشجب فيه صراحة ( حفاوة الإستقبال) من قبل كينيا لقائد الدعم السريع
والغريب أنها حدثتنا من قبل عن علاقة كينيا بقائد قوات الدعم السريع عندما إعترضت على رئاسة كينيا لرئاسة إجتماع الإيغاد لحل الأزمة السودانية وقالت إن وليام روتو هو شريك وصديق لآل دقلو بينه وبينهم (عيش وملح) وأنها تطعن في وساطة كينيا بإعتبارها دولة غير محايدة
ولكن لم تقف دولتنا على موقفها الثابت الرافض للتعامل والتعاون مع كينيا وقبل أن تنتهي الحرب وقبل أن يعتذر وليام روتو للسودان، بل ذهب لأكثر من ذلك وأنتقد قصف الجيش للمدنيين كأول رئيس دولة يفصح عن رأيه صراحة ولم يتوقف هنا وطرح وليام روتو خيار دخول قوات حفظ السلام إلى السودان، وقتها خرج ياسر العطا ورد عليه (قوات شرق إفريقيا خلّوها في محلها جيب الجيش الكيني وتعال)
وتبنت الخارجية حملة البيانات لنقد كينيا وأمطرتها بالإتهامات
ولم تقف الحكومة على موقفها لأنها وفي ظل هذا التوتر الدبلوماسي حمل البرهان نفسه وزار نيروبي واجتمع مع الرئيس وليام روتو وبحثا أوجه التعاون المشترك بعد إقتناعه بصعوبة الإنخراط في عملية سياسية تقودها إيغاد، وهو في خصومة مع اثنتين من أهم دولها، كينيا وإثيوبيا
ولم يعتذر وليام روتو للبرهان عن علاقته بحميدتي ولم يلغ صداقته معه بل واصلت كينيا في تعزيز علاقتها بالدعم السريع غير مبالية
إذن ما الذي يقلق الخارجية مما تقوم به كينيا من إستقبال أو كرم ضيافة لدقلو كتصرف طبيعي بين الأصدقاء لطالما أن كينيا في الأساس تصر على موقفها ولم تغير في علاقاتها السياسية والعسكرية والإقتصادية مع دقلو
(بقت على الإستقبال) !!
وهل إستدعاء سفير السودان بكينيا سيتبعه إستدعاء السفراء في بقية الدول الأفريقية التي زارها دقلو!!
وإن زار حميدتي غداً السعودية أو قطر او مصر هل ستقوم الخارجية بإستدعاء كل السفراء في هذه الدول لتخبرهم عن غضبها وسخطها لطريقة إستقبالها له،
ففي رأيي أن الخارجية تخلق معارك هامشية وإنصرافية ربما يستغلها حميدتي في حملة تسويقه لنفسه خارجياً لكسب المزيد من العلاقات وتوطيدها مع القادة الأفارقة
فخلق عدوات مع دول أفريقية لها وزنها وتأثيرها في منظمة مثل الإيغاد قد يجعل ردود أفعالها غير مرضية للحكومة السودانية، فكينيا مثلا مازالت تتمسك بخيار تدخل قوات أفريقية وإن البرهان في إجتماعه بروتو طلب منه إرجاء الأمر بحجة أن الجيش السوداني سيحقق انتصارات قريبه وسيحسم المعركة
لكن ماذا لو عاد روتو عبر إيغاد ملوحا بهذا الخيار من جديد عندها لن يشفع للخارجية بيان شجب أو إستدعاء سفير !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
تقدم تمثلني هاشتاق أزعج الفلول حد الجنون فبعد أن دمرت البلاد واشعلت الحرب بسبب العملية السياسية باغتتها القوى المدنية من جديد!!
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولیام روتو
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع جيش وطني لا جنيدي ولا عطوي
انتشرت في الآونة الأخيرة "بروباقندا" للفلول والمرتزقة "المشتركة"، تعمل على وصم جيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع، بأنها مشروع لكيان اجتماعي يسمى العطاوة والجنيديين، جاءت هذه الدعاية المغرضة بعد أن تكبد الفلول ومرتزقتهم الهزائم في جميع المحاور، وقصد من هذه الاشاعة تحجيمها وحصرها في الإطار الإثني والقبلي الضيق، ليسهل بعد ذلك عزلها من المجتمع، متناسين الموقف المشهود لقائدها حينما ألقى القبض على ابن عمه الشيخ موسى هلال بمستريحة، وعندما حاول مقدم البرنامج التلفزيوني آنذاك جرّه لفخ القبيلة، وأراد مخاطبته كرزيقي (جنيدي – عطوي)، رفض ذلك التعريف، وهدد بالانسحاب من الحوار، لو أن مقدم البرنامج أصرّ على استنطاقه من المنطلق القبلي، فنزع السماعة والمايك، ومن جميل صفات القائد بحسب شهادة المقربين منه، أنه مطلقاً لا يحتفي بمن يتقرّب إليه من باب القبيلة أو الجهة أو العرق، لهذا السبب التف حوله الشرق والشمال والوسط والجنوب قبل الغرب، ومعلوم أن الانسان السوداني البسيط قد تأثر كثيراً وما يزال، بخبث طرائق الآلة الإعلامية لفلول النظام البائد، والتي نجحت إلى حد ما في تفكيك المجتمع، لملل ونحل وعشائر وقبائل لكي تسهل قيادته، إنّ قوات الدعم السريع نشأت بقانون، أجازه نفس البرلمان الذي بارك شراكة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، في حكم السودان بعد اتفاقية السلام الشامل، والتي جاءت برائد ثورة التحرير الوطني الدكتور جون قرنق نائباً للرئيس، ورئيساً لحكومة جنوب السودان، فالتطور الطبيعي لأي جيش وطني أن يقف مع ثورة الشعب عندما يصل الجميع لمفترق الطرق، وهو ذات الخيار الذي اختاره القائد بعد اندلاع ثورة ديسمبر، فكان القشة القاصمة لظهر بعير النظام السالف، فجاء انتقام فلول المنظومة الاخوانية المندحرة، ممثلاً في الصاق فرية العشائرية على هذه القوات الوطنية الصرفة.
عندما كان البشير رأساً للنظام سمعنا بعض من أبناء قبيلته يقولون أن مقاليد الحكم بيدهم، وهذه الظاهرة من الظواهر الاجتماعية السودانية المشهورة، كذلك فعل بعض ممن ينتمون قبلياً للقائد بحسب بساطتهم وفخرهم المستحق، بابنهم الذي قاد ثورة التحرير الوطني، لكن هذا لا يعني أن المؤسسة تؤيد ذلك، أو تحذوا حذو الانحياز القبلي، على الرغم من أن جيش الفلول قد ارتكب الفظائع عبر طيرانه المأجور، بحق المجتمعات المحسوبة على القائد، لخلق بذرة فتنة جهوية تجعل خيار تفتيت وحدة السودان ممكناً، باستفزاز الكيانات الاجتماعية ودفعها لاختيار الانفصال رغبة ورهبة، لكن فات على الفلول أن القبائل المستهدفة بالقصف الجوي تمثل مع أخواتها الأخريات من جهات السودان الأربع، عصب الدولة المؤسسة قبل أكثر من مائة سنة، الدولة الوطنية الأولى التي قادها الإمام محمد أحمد المهدي وخليفتاه عبد الله ودقنه، ففلول الإخوان – فرع السودان، لا علاقة تجمعهم بالمنهاج الإسلامي، والدليل على ما نقول هو عملهم ضد الموروث المهدوي الذي رسم لنا حدود هذه الدولة العظيمة أرض (المليون) ميل مربع، والتي خانتها الحركة (الإسلامية) – المؤتمر الوطني – الاخوان المسلمون، بلعب الدور نفسه الذي جعل انفصال جنوب السودان عن شماله ممكناً، ولأن الجماعة الاخوانية لا يهمها الوطن في شيء انتقلت لبورتسودان، بعد أن دحرتها قوات الدعم السريع في الخرطوم، لكي تقيم لها وطناً بديلاً، فهي لا تؤمن بقيمة الأوطان طالما أن هنالك إمكانية لممارستها للسلطة ولو من جزيرة توتي، فهي تحتضن قوم جبلوا على حب الكرسي بصرف النظر حيوات أو موات الناس، لذلك نشاهد قائد جيشهم يتغول على سيادة الوطن ويحاول سارقاً أن يمثل الدولة في المحافل الدولية.
من نعم الله على شعب السودان أن سخّر له هذه القوة العسكرية الوطنية لأن تقول لا للدكتاتورية، وأن تضع حداً فاصلاً بين الدولة القديمة والمستقبل الجديد للسودان الجديد، الذي حلم به الدكتور جون قرنق ولم يستطع تحقيقه، نسبة لصلف وجبروت وسطوة الاخوان المسلمين في السودان في تلك الحقبة، والذين لم يتبقى لهم سوى مخلفات نوايا خبيثة لتفكيك ما تبقى من لحمة اجتماعية، ظهرت ملامحها في شرق السودان أيضاً، باستخدام ذراع الفلول – "المرتزقة" في جر أهل الشرق للاقتتال البيني، وما طفح في الاعلام من خلافات بين زعامات الشرق ما هو إلّا سيناريو آخر مثيل لسيناريو حرب دارفور العرقية، التي أشعلتها مليشيات "المرتزقة" الذين يتواجدون اليوم بميناء السودان، فهم الذين يسوقون لبروباقاندا عطوية وجنيدية قوات الدعم السريع، التي احتوت نسيج السودان الاجتماعي الكبير، ومثلت طيف واسع من الداعمين السياسيين والناشطين الذين يحبون السودان، ويعلمون تمام العلم أنه لا توجد قوة عسكرية وطنية وحدوية، ظلت تقدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة راية الوطن وجعلها عالية خفاقة، غير قوات الدعم السريع، فقوميتها ووطنيتها لا يجب أن يجادل فيها مرتزق أو فلول منتفع، فلو كانت لحقبة "الإنقاذ" حسنة واحدة تحمد لها، فهي تكوين هذه القوة العسكرية التي تمثل الدرع والحصن الحصين للدفاع عن الوطن، وسوف تنقشع سحب النفاق والتدليس قريباً، وسيكتشف السودانيون أنها السد المنيع الذي قاوم تسونامي تمزيق الوطن الجريح.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com