تقول الرواية أنّه في عهد السلطان تيراب - يرحمه الله ، قدم الى دارفور ضمن من قدموا عالمٌ فقيه يُدعى الشيخطاهر أبو جاموس من البرنو جاء قادماً من نيجيريا قاصداً أرض الحجاز وكان في معيته أتباعٌ وحيران فطاب لهمالمقام وانتهى بهم الامر للإقامة في منواشي .. وقد ذُكر وتردد الحديث بين الناس عن علم هذا الشيخ وفضائلهفحصل أن مر على منطقة منواشي السلطان تيراب قادماً من منطقة ليبي القريبه من كيلا في طريقه الى شعيريه ،ووقف السلطان تيراب عند الشيخ طاهر ابو جاموس ليوم او يومين فأُعجب بعلمه ومعارفه فأهداه إبنته الميرمفِطيسه ليتزوجها .

. قبل الشيخ طاهر وشكر السلطان على كرمه واريحيته ، غير أنّه وبعد أن غادر السلطان قدّرالشيخ طاهر أنّه رجلٌ كبير وطاعن في السن فرأى أن يعتذر للسلطان بطريقة لطيفةٍ فيها كياسة ولباقه .. لذا فقدلحق الشيخ طاهر بالسلطان في مكان إقامته في شعيريه فلمّا قابله وجلس بين يديه وأبدى له مظاهر الشكروالعرفان والإمتنان على ثقة السلطان فيه وإكرامه له بإهدائه إبنته الميرم فِطيسه كي تكون زوجاً له إلا أنّه عقّب وذكرللسلطان ما فحواه : أنّه قد بلغ من العمر مبلغاً لا يصلح معه أن يكون زوجاً للميرم وهي في مقتبل العمر .. وعلىذلك إلتمس من السلطان لعقد قران الميرم فطيسه لإبنه جاموس ، وقد قبل السلطان حجة الشيخ طاهر فتمّ زواججاموس للميرم فِطيسه فكان من ذرية الشيخ جاموس كرام القوم أهلنا البرنو الموجودين في ( كَلَمْبه ) منهم عائلةعبدالقادر نورو ، وعائلة محمد تندل ، وعائلة الشيخ محمود ، وعائلة الشيخ احمد ود جعفر ( جد المقدوم صلاحمحمد الفضل لأُمه) ، وآخرين كُثر .. أقام الشيخ طاهر وإبنه جاموس في منواشي بصفة دائمه واستمر في نشاطهالدعوي بإقامة حلقات راتبه للتعليم الديني .. وممّا يُروى وبحسب ما ورد في كتاب ( جوستاف ناختيقال وتاريخدارفور ) ترجمة النور عثمان ابّكر ، فإنّ السلطان عبدالرحمن الذي خلف السلطان تيراب وللشك الذي ساوره في أنّالشيخ جاموس يميل الى ابناء السلطان تيراب الاحياء ، فقد حاول في غدر أن يتخلص من جاموس فارسل خطابينمع رسول ، احدهما الى الشيخ جاموس يعده فيه بهدايا ثمينة سيسلمها إليه بواسطة الشرتاي كبورو
( من البرقد ) ، وخطابا آخر الى الشرتاي كبورو يأمره بتسليم رأس الفقية الى الملك ، أي أن يقتل الفقيه جاموسويأتيه برأسه .. لكن سبقت العناية فأختلط الخطابان ووقع الذي كان للشرتاي في يد الشيخ جاموس .. فما كان منالشيخ جاموس الا أن سعى واستحلف السلطان ليضمن له السلامة والامان ..
هذا وتقول احدى الروايات أنّ الشيخ جاموس نوى اداء فريضة الحج في احدى الاعوام وقد أدّاها إلا أنّ المنّية وافتهغرقاً في البحر الاحمر في طريق العودة وقد بلغ خبر الوفاة لوالده الشيخ طاهر فيما يشبه الكرامة ( على عهدة الرواة) إذ ذُكر أنّه أثناء إحدى الحلقات الراتبه التي كان يقيمها الشيخ طاهر والتي كانت عامرة بطلبة العلم جاثين علىالركب مطرقين ومُنْكّبين فإذا بالشيخ طاهر يسلك يده في جيب عباءة كبيرة كان يلبسها ثم يخرج يده فإذا بالماءيتقاطر ويتناثر من اصابعه مما ادهش الحاضرين من طلبة العلم ، فقال لهم الشيخ طاهر : إنّ جاموساً قد غرق - يرحمه الله ، وقد جاءت الاخبار بعد ذلك لتؤكد ما حدث .. وقد عُدت هذه الواقعه من كرامات القوم هؤلاء .. رحمهم الله جميعاً.

ملوحظة :
————
مع الترحيب باستقبال اي تعليقات ومعلومات موثوقة المصدر يمكن أن تثري قراءة المقال

makibrhim@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تفسير رؤية الحرائق في المنام.. هل تدل على السلطان والعز للرائي؟

مع انتشار الحرائق المرعبة في مناطق مختلفة في العالم، قد يراود البعض أحلاما غريبة يرون فيها اشتعال النيران أو الحرائق، وفي هذا الأمر اختلفت تفاسير العلماء، ويراها البعض تدل على العز والسلطان أو الحذر وعلامات ربانية يجب التنبه لها، فماذا قال ابن سيرين في معجم التفسير عن رؤية الحرائق في المنام؟.

تفسير رؤية الحرائق في المنام

يقول ابن سيرين في تفسير رؤية الحرائق، إن النار بطبعها دالة على السلطان لجوهرها، وسلطانها على ما دونها مع ضرها، ونفعها، وربما دلت على جهنم نفسها، وعلى عذاب الله، وربما دلت على الذنوب، والآثام، والحرام، وكل ما يؤدي إليها، ويقرب منها من قول أو عمل.

ويروي ابن سيرين أن النار ربما تدل على الهداية، والإسلام، والعلم، والقرآن؛ لأن بها يهتدى في الظلمات مع قول موسى عليه السلام : أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) [طه : 10] فوجد، وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى، وربما دلت على الأرزاق، والفوائد، والغنى؛ لأن بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر، كما قال الله عز وجل : نَحْنُ جَعَلْنَهَا تَذْكِرَةً وَمَتَعًا لِلْمُقْوِينَ ) [الواقعة: 73] .

ويقال لمن افتقر، أو مات خمدت ناره؛ لأن العرب كانت توقدها هداية لابن السبيل، والضيف المنقطع ؛ كي يهتدي بها، ويأوي إليها، فيعبرون بوجودها على الجود، والغنى وبخمودها عن البخل، والفقر، وربما دلت على الجن؛ لأنهم خلقوا من نار السموم، وربما دلت على السيف، والفتنة إذا كان لها صوت، ورعد، والسنة، ودخان. وربما دلت على العذاب من السلطان؛ لأنها عذاب الله ، وهو سلطان الدارين، وربما دلت على الجذب والجراد، وربما دلت على الأمراض، والجدري، والطاعون.

وفي التفسير أيضًا من رأى ناراً وقعت من السماء في الدور، والمحلات وأشعلت حرائق، فإن كانت لها السنة ودخان، فهي فتنة، وسيف يحل في ذلك المكان، لا سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء، ومغرم يرميه السلطان على الناس.

وإن كانت في دور الأغنياء خاصة، فإن كانت جمراً بلا ألسنة؛ فهي أمراض وجدري، أو وباء لا سيما إن كانت عامة على خلط الناس، وأما إن كان نزول النار في الأنادر، والفدادين، وأماكن الزراعة والنبات؛ فإنها جدب يحرق النبات، أو جراد يحرقه، ويلحقه.

بعض الحرائق بشرى خير للرائي

ويقول ابن سيرين، إن من أوقد نارا على طريق مسلوك، أو ليهتدي الناس بها، إن وجدها عند حاجته إن وجدها عند حاجته إليها؛ فإنها علم، وهدى يناله، أو يبثه، وينشره؛ إن كان لذلك أهلا، وإلا نال سلطانا، وصحبة، ومنفعة، وينفع الناس معه، وإن كانت النار على غير الطريق، أو كانت تحرق من مر بها، أو ترميه بشررها، أو تؤذيه بدخانها، أو حرقت ثوبه، أو جسمه، أو ضرت بصره؛ فإنها بدعة يحدثها، أو يشرف عليها، أو سلطان جائر يلوذ به، أو يجور عليه على قدر خدمته لها، أو فراره منها، وأما إن كانت ناراً عظيمة فيها؛ كثر أعداؤه، وأرادوا كيده، فيظفر بهم، ويعلو عليهم، ولو ألقوه فيها ؛ لنجاء لنجاة إبراهيم عليه السلام، وكل ذلك إذا كان الذين فعلوا به أعداءه، أو كان المفعول به رجلاً صالحاً. 

مقالات مشابهة

  • غزيون يحتفلون بالصفقة ووقف إطلاق النار برفقة طبيب عراقي (شاهد)
  • دوري أبطال أفريقيا.. غياب عمر كمال عن قائمة الأهلي أمام أورلاندو بايرتس وعودة وسام أبو علي
  • غدًا.. 14750 طالبًا يؤدون امتحان الشهادة الإعدادية في بورسعيد
  • تفاصيل رحلة «اعرف بلدك» إلى الأقصر وأسوان من جامعة كفر الشيخ.. تبدأ 7 فبراير المقبل
  • "الطبيب المعجزة" على الأعناق في غزة.. ما قصته؟
  • نجم الأهلي يواصل الغياب أمام أورلاندو بدوري أبطال أفريقيا
  • غيابات الأهلي أمام أورلاندو بايرتس في دوري أبطال أفريقيا
  • مناوي: مليشيا الدعم السريع تدمر قصر السلطان علي دينار في الفاشر
  • جلالة السلطان وملك البحرين يعقدان لقاءً أخويًا بقصر البركة العامر
  • تفسير رؤية الحرائق في المنام.. هل تدل على السلطان والعز للرائي؟