سودانايل:
2024-11-24@13:14:27 GMT

أماني الطويل بين المخابرات والنخب السودانية

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

تمثل الدكتور أماني الطويل أحد أعمدة الفكر في "مركز الإهرام للدراسات الإستراتيجية" و هي تهتم بالشؤون الأفريقية، و في بداية مشوارها الصحفي أهتمت بالشأن السودان، و زارت السودان عدة مرات، و التقت بالعديد من صناع القرار في الخرطوم، و أيضا بالصحافيين و الإعلاميين، و أيضا زميلتها الدكتورة أسماء الحسيني التي تتبوأ الآ نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، و التقيت بالدكتور أماني في القاهرة عندما كنت مديرا "للمركز السوداني للثقافة و الإعلام" و توطدت العلاقة مع الدكتورة و زوجها محمد شومان، حيث كانت تسكن في مدينة نصر و كان مقر المركز أيضا مدينة نصر.

و كم مرة امتدت بيننا الحوارات في منزلها معي أخوة من المركز. و من خلال الدكتورة تعرفت لعدد من أساتذة "مركز الإهرام" و أيضا من خلال الدكتور حيدر إبراهيم الذي أمدني بتلفونات الذين أردت مقابلتهم، الدكتور نبيل عبد الفتاح و الدكتور وحيد عبد المجيد و الدكتورة هالة مصطفى و الدكتور هاني رسلان و الدكتور و الدكتورماهر فرغلي و غيرهم. و أيضا الأستاذ صلاح خليل هو سوداني يعمل باحثا في المركز قد عرفني بعدد من أساتذة الإهرام و قد أجريت العديد من المقابلات الصحفية مع هؤلاء، كل في الشأن الذي يخصه.
في ظل أزمة البلاد السياسية بعد ثورة ديسمبر، أستضفنا الدكتورة أماني الطويل عدة مرات في ندوات عبر خدمة " zoom" ل"مركز الإبحاث الديمقراطية و الدراسات الإستراتيجية" و أيضا أستمعت لمحاضرات لها في عدة منصات سودانية في أمريكا و السودان و بريطانيا عبر " Zoom. و كانت دعوتها لمعرفة رأيها في القضايا المطروحة باعتبارها خبيرة في الشأن الأفريقي و من ضمنه السودان، و كانت تقدم رؤيتها دون أي مواربة يختلف يتفق معها الناس. و لكن العديد من النخب السوداني تحاول أن توصل لها إنها تمثل الرؤية الرسمية للقاهرة. و كانت تنفي أنها تمثل أي رؤية غير رؤية أماني الطويل، و كان البعض أيضا يلمح بإنها تمثل رؤية المخابرات المصرية، و كانت تتلقى الإتهامات دون أن يحرك فيها شعرة، باعتبار أن الذين يقولون ذلك نتيجة لقصر النظر عندهم، فهي باحثة في مركز الإهرام و بالتالي قرأتها لمجريات الأحداث مبنية على المعلومات التي تملكها، و التي توصلها لهذه النتائج.
قبل يومين: تناقلت الوسائط الإعلامية و أيضا قروبات المثقفين و النخب السودانية تغريدة للدكتورة أماني، و أيضا جاءت منقولة على جريدة " التيار" تقول فيها ( ليس أمامك سيادة الفريق إلا أن تنخرط في مبادرة "تقدم" أن تخسر جزئيا خير من أن تخسر كليا. الرهان على الجبهة القومية الإسلامية " أخوان السودان" قد خسر على الأرض. أساليب الاستنفار لن تحدث فرقا في الموازين العسكرية و سوف تتحمل وحدك المسئولية الأخلاقية و السياسية بمفردات عن حرب أهلية واسعة في السودان) أنني أختلف مع رؤية الدكتورة جملة و تفصيلا، و أختلف مع قراءتها لواقع الأحداث الجارية في السودان. لكن اعتقد الخلاف في رؤيتها مبني أيضا على الوقائع التي استندت عليها الدكتورة، و أن دعوة الاستنفار ليست دعوة إخوانية بل هي دعوة شعبية عندما عجز الجيش حماية القرى و المواطنين في العديد من مناطقهم، و الإستنفار حماية المواطن لنفسه و إسرته و ممتلكاته، و هي ليست دعوة قائمة على وجهة نظر سياسية تريد أن تنجز بها مهام تؤثر على أي قطاع جماهيري إثني أو قبلي، و هذا يعود لآن الميليشيا نفسها لا تملك أي سلطة على قواتها المنتشرة في الأحياء من أجل السرقة و النهب. و كنت أنا قد التقيت بالدكتورة أماني في القاهرة بعد اندلاع الحرب، و تحاورنا في العدد من القضايا، نختلف في البعض و نتفق في الأخر. و رغم الإختلاف لم أتهم الدكتورة أن رؤيتها تمثل رؤية المخابرات المصرية، بل هي نتائج أفتراضات وصلت إليها للمعلومات التي تملكها. و معرفتي للدكتورة أماني الطويل أكثر من ثلاث عقود أعرف كيف تفكر. قد أحزنني كثيرا أن تنتقل تغريدتها عبر قروبات النخب و المثقفين، و البعض منهم يكتب هذا رأي المخابرات المصرية، بدلا أن يجعله الشخص خلاف في الرؤى معها و يحاول أن يفنده، يسرع بالاتهام حتى لا يكلف نفسه الاجتهاد بالرأي.
أن رواسب الثقافة السودانية، و مخلفات الأحزاب الأيديولوجية في صراعها مع بعضها البعض خلفت "ثقافة الإتهام" هذا "غواصة هذا مخبر هذا كوز هذا شيوعي" هذه مخلفات الهدف منها قتل الشخصية و منع أي رأي معارض، و للأسف أن العامة و حتى بعض الأجيال الجديدة تسلحوا بهذه الثقافة المعيبة، و التي تبين ضعف القدرات المعرفية و الثقافية. ربما يكون وجود ملف السودان في القاهرة تحت يد المخابرات و ليس وزارة الخارجية المصرية سببا في توجيه التهم للنخب المصرية أن رأيهم هو رأى المخابرات. و هذا الإتهام هو الذي جعل الإنقاذ في فترة تصادر العديد من المؤسسات المصرية في الخرطوم، باعتبارها أدوات استخبارية في تسعينيات القرن الماضي، عندما صادرت جامعة القاهرة فرع الخرطوم و المركز التجاري المصري و نادي ناصر و الري المصري و غيرها، في الحرب التي اشتعلت بين جهازي المخابرات. و السؤال هل إدارة المخابرات المصرية تقبل الانتقاد في السياسة المصرية حول ملف السودان الذي تمسك به المخابرات؟ هي تقبل النقد في ذلك من خلال تجربة كانت قد حدثت. في منتصف تسعينيات القرن الماضي أقامت مجموعة وادي النيل ندوة في " Novotel Hotel " بالقرب من مطار القاهرة فتح النقاش الدكتور حيدر إبراهيم الذي قال أن وجود ملف السودان في المخابرات لن يسمح بتقدم العلاقة السودانية المصرية، باعتبار أن المعلومات التي تتحصل عليها المخابرات تحتاج لفرز كبير لأنها تأخذها من العامة و الخاصة و هي غير موثوقة. و قد تحاور الحضورة بكل صراحة.. دون أن تسأل المخابرات أي شخص من الذين كانوا قد تداخلوا في هذا النقاش.
أن مشكلة المثقفين و النخب السودانية إذا كانت مع الدكتورة أماني الطويل أو غيرها، عندما تكون الرؤية مختلفة مع رؤية القارئ لا يكلف نفسه بالاجتهاد، و الرد عليها لكي يبين إنها رؤية خاطئة، بل يذهب الشخص مباشرة للإتهام أو تنميط الشخص وسيلة العاجز كوز شيوعي غواصة و غيرها. و الغريب أن مقولة الدكتور أماني ليس لها رجلين تقف عليها هي تحذير فقط و دعوة للمساومة و الرجوع مرة أخرى " للوثيقة الدستورية" هي رؤية تريد إعادة الإتفاق الإطاري. كما أن عملية أن تحمل الجماهير السلاح لكي تدافع عن عرضها و مالها و ممتلكاتها تخلق هلع عند المثقفين المصريين بسبب الإغتيالات التي كانت تمارسها المجموعات الإسلامية المتطرفة ضد حملة الرأيفي مرحلة تاريخية. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المخابرات المصریة أمانی الطویل العدید من

إقرأ أيضاً:

ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟

كتب مجد بو مجاهد في" النهار": انشغل لبنان بالجانب الخاصّ بالتوصّل إلى وقف للنار وتطبيق القرار 1701 من المقترح الأميركي، لكنّ هناك جزءاً منه لم يأخذ الحيّز الأوسع من التشاور أو الاهتمام الإعلامي رغم أنه شكّل جزءاً من المستندات التي حضّرت في الملفّ الأميركي الذي عرضته السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارتها لمقرّ رئاسة مجلس النواب قبل مجيء كبير مستشاري الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين، حسب تأكيد مصدر لبناني رسميّ مواكب. لقد شكّل المقترح الأميركي خريطة طريق للمرحلة المقبلة أيضاً شملت أفكاراً مثابرة لحلّ ترسيمي للحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، كطرحٍ هو بمثابة نتاج لكلّ مفاوضات هوكشتاين السابقة في البلدين بهدف ترسيم الحدود البرية.
في معطيات واكبتها "النهار"، إن التركيز اللبناني الرسمي في ملفّ ترسيم الحدود البرية، سيحصل بعد الوصول إلى وقف للنار والانتشار الإضافي للجيش اللبناني بمؤازرة اليونيفيل على الحدود الجنوبية على أن يوسَّع التشاور فيه في مرحلة لاحقة، لكن الأولوية تكمن حالياً في وقف النار وتنفيذ القرار 1701 بكافة بنوده للانتقال إلى مرحلة استقرار. ولا يمانع من يتابع المفاوضات على المستوى اللبناني الرسمي التوصّل إلى حلّ للحدود البرية بعدما استطاعت المفاوضات سابقاً أن تتيح إنهاءً مبدئياً للنزاع على 7 نقاط في مرحلة ماضية، فيما بقيت المحادثات تدور حول 6 نقاط نزاع أخرى بين لبنان وإسرائيل. ببساطة، البحث اللبنانيّ عن حلّ في موضوع الحدود البرية متوقّف حالياً عند مسألة التوصّل إلى وقف للنار، وهناك من لا يغفل الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية للتوصّل إلى معاهدات دولية. إن النقطة الأكثر أهمّية التي تحتاج إلى اتفاق ترسيمي حولها هي النقطة B1 بحسب التحديد اللبنانيّ، التي
يطالب كلّ من لبنان وإسرائيل بضمّها نتيجة أهمية موقعها الاستراتيجي وطابعها الأمنيّ فوق رأس الناقورة، لأنها تشكّل نقطة تكشف مساحة كبيرة من الأراضي في الداخل الإسرائيلي وتشمل منشآت ومنتجعات وقواعد عسكرية ما يجعلها ذات أهمية للبلدين خصوصاً أنها نقطة ساحلية. وثمة من يختصر أهمية هذه النقطة بالقول إنه إذا حصل التوصّل إلى حلّ حولها فسيكون ملف ترسيم الحدود البرية قد أنجز في غالبية  نقاطه خصوصاً أنّ النقاط الباقية الأخرى التي يحصل الشدّ التنافسي حولها بعضها خاص بمحاولة الحصول على مساحات إضافية من الأراضي وبعضها الآخر بمسألة تقنية طوبوغرافية. 
وإذ لا تشمل النقاط كافة، البالغ عددها 13 نقطة، قرية الغجر ومزارع شبعا، فإن المفاوضات التي حصلت مع لبنان الرسميّ في مرحلة سابقة تضمّنت اقتراحاً لهوكشتاين بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي لقرية الغجر إضافة إلى التشاور في حلّ للنقاط الترسيمية، بحسب أجواء سابقة لرئاسة الحكومة اللبنانية. ولم يشمل الطرح الذي تفاوض به هوكشتاين في الأشهر الماضية مزارع شبعا. وتالياً، فإن المفاوضات محصورة بجزء من قرية الغجر. لكن ثمة استفهامات لا تزال في أروقة رسمية لبنانية تحيل المشكلة الحدودية البرية أيضاً إلى سيطرة إسرائيل على الشطر الشمالي من قرية الغجر وهل ستوافق إسرائيل على الانسحاب منها، فهي كانت قد عملت قبل بدء مرحلة تشرين الأول 2023 على بناء سياج لضمّ الشطر الشمالي من القرية.    
 

مقالات مشابهة

  • النائبة أماني الشعولي تُحذّر فيه من إهمال طريق الكباش بالأقصر وتطالب باستغلاله سياحياً
  • جنوب السودان.. اشتباك مسلح عند مقر الإقامة الجبرية لرئيس المخابرات السابق
  • فتح الحوار حول كيفية إعادة بناء الدولة السودانية
  • ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟
  • الدكتورة غادة عبدالبارى قائما بأعمال نائب رئيس جامعة القاهرة
  • الدكتورة خلود تقاطع ريماس منصور اثناء تحدثها في احد المناسبات ..فيديو
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • جنوب السودان يحقق في إطلاق نار بمنزل رئيس المخابرات المقال  
  • حسني بي: تخفيض سعر الصرف إيجابي على المدى الطويل
  • العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية