سودانايل:
2025-03-31@13:14:16 GMT

معايير النقد الأدبي عند قدماء العرب

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الشعر العذب الذي يبعث المسرة في النفوس، ويحدث النشوة في المشاعر، لا يبرأ من النقد رغم متانته وإحكام صنعته لأن النقد يبتغي النضج وينشد الكمال، فالناقد الذي يدفع عن الشاعر معرّة الابتذال وعن شعره نقيصة الإسفاف أو التكلف يجلو الأفهام ويزكي القلوب ويبصر الناس بالمحاسن والعيوب التي حفل بها القريض.

والنقد الذي يدمغ باطل الشعر بالحق ويدحض مراءه بالمنطق مرّ بعدة مراحل قبل أن يهذبه العلم ويصقله التمدن. ولعل الحقيقة التي لا يغالي فيها أحد أنّ الأدباء والكُتّاب على مرّ العصور قد استقرّ رأيهم على أن النقد كان في بدايته قوامه الذوق الفطري فالجاهلي المتمكن من ناصية اللغة والذي ينداح في كل ضرب ويستفيض في كل حديث يستطيع أن يمحص بقريحته الجياشة مواطن الضعف والقوة ثم يصدر حكمه من غير حزازة أو اعتساف، ومن أهم المظاهر التي تبرهن أن الجاهليين أصلحوا ما فسد من خطل الشعراء وسددوا ما إعوج من نظام الأدباء القصص المترعة بالجمال التي نقلتها إلينا أمهات الكتب والتي تدل على قوة الطبع، وجلاء الذهن، وحدة البادرة.
لقد أخبرتنا تلك الكتب التي لا تخلق ديباجتها أو يخبو بريقها عن تلك المجالس النقدية التي لا تحول عن أدائها عقبة، ولا يسوغ في تركها معذرة، والتي كان يعقدها الشعراء في الأسواق الأدبية كسوق عكاظ، وفي غير الأسواق الأدبية مثل تلاقي جهابذة الشعر بأفنية الملول في الحيرة وغسان، والباعث على ذلك هو الاستماع والتحاور وإصدار الأحكام، من ذلك ما نجده عند النابغة صاحب السمت الرزين والمنطق المتئد في سوق عكاظ فقد كانت «تضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأول من أنشده الأعشى ميمون بن قيس أبو بصير، ثم أنشده حسان بن ثابت الأنصاري:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى *** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما.

ولدنا بني العنقاء وابني محرّق *** فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما.

فقال له النابغة: أنت شاعر، ولكنك ما صنعت شيئاً، أقللت جفانك وأسيافك، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك. لأنه قال: ولدنا بنى العنقاء وابنى محرق، فترك الفخر بآبائه، وفخر بمن ولد نساؤه. ويروى أن النابغة قال له: أقللت أسيافك ولمّعت جفانك يريد قوله: «لنا الجفنات الغر» والغرة لمعة بياض فى الجفنة، فكأن النابغة عاب هذه الجفان وذهب إلى أنه لو قال: لنا الجفنات البيض فجعلها بيضاً كان أحسن».

ويقال بأن تماضر الخنساء صاحبة القصائد الجياد والتي يتدفق شعرها رقة وسلاسة حضرت إلى مجلس النابغة حائلة اللون، كاسفة البال، ترثي أخاها صخراً الذي أضمرته الأرض وطوته الغبراء، فأنشدت قصيدتها: «قذى بعنيك أم بالعين عوار«، حتى وصلت إلى قولها:

وإن ضخراً لتأتم الهداةُ به *** كأنه علم فى رأسه نار.

وإن صخراً لكافينا وسيدنا *** وإن صخراً إذا نشتو لنحّار.

فقال النابغة بعد أن استمع لقصيدتها التي تستدر العيون وتذيب شغاف الأفئدة: لولا أنّ أبا بصير أنشدني قبلك لقلت إنك أشعر الناس، فلم يرق ذلك لحسان رضي الله عنه فقال: أنا أشعر منك ومنها.. فقال النابغة: حيث تقول؟ قال: حيث أقول: «لنا الجفنات يلمعن بالضحى....« فيقر له النابغة بالشاعرية ثم يصدر حكمه الذي أصاب شاكلة الصواب.

ونجد أن الناقد الراحل الأستاذ طه أحمد إبراهيم يطعن في صحة هذه الرواية من عدة وجوه:

1- فالجاهلي «لم يكن يعرف جمع التصحيح وجمع التكسير، وجموع الكثرة وجموع القلة، ولم يكن له ذهن علمي يفرق بين الأشياء كما فرّق بينها ذهن الخليل وسيبويه، ومثل هذا النقد لا يصدر إلا عن رجل عرف مصطلحات العلوم، وعرف الفروق البعيدة بين دلالة الألفاظ، وألمّ بشيء من المنطق.

2- لو أن هذه الروح كانت سائدة في الجاهلية لوجدنا أثرها في عصر البعثة يوم تحدى القرآن العرب وأفحهم إفحامًا، فقد لجأوا إلى الطعن عليه طعناً عاماً، فقالوا سحر مفترى، وقالوا أساطير الأولين. ولو أن لديهم تلك الروح البيانية لكان من المنتظر أن ينقدوا القرآن على نحوها، وأن يفزعوا إليها في تلك الخصومة العنيفة التي ظلت نيفاً وعشرين عاماً. هذا إلى أن تلك الروح فى النقد لا أثر لها في العصر الإسلامي لا عند الأدباء ولا عند متقدمي النحويين واللغويين.

3- كما أن هناك من نحاة القرن الرابع من لم يطمئن إلى ما سبق؛ فأبو الفتح عثمان بن جني يحكي عن أبي علي الفارسي أنه طعن في صحة هذه الحكاية. فهذه الزيادات لا تثبت للروح العلمية، ولا للتاريخ. وبعيدة كل البعد أن توجد ملكة الفكر في النقد الجاهلي، وأن توجد على هذا النحو الدقيق الذي يحلل، ويوازن ويفرق بين الصيغ تفريقاً علمياً.

ويرى الأستاذ طه أن هذا النقد وجد في أواخر القرن الثالث بعد أن دونت العلوم ودرس المنطق وعرف شيء من رسوم البلاغة، وتعرض البلاغيون للكلام على الغلو في المعاني والاقتصاد فيها. ولذلك نجد قدامة بن جعفر أسبق المؤلفين لذكر شيء من القصة السابقة فى كتابه نقد الشعر».

وأحسب أن ما ذهب إليه الأستاذ طه أحمد إبراهيم افتئات على الحقائق وتعدياً على سيرة الجاهليين فكلامه معتسف عن جادة الصواب، وبعيد عن مرمى السداد، لأن الجاهليين نشأوا في مهد الفصاحة، ودرجوا في فنائها الرحب، وعاشوا في مرعاها الخصب، فالبدوي الذي تنزه كلامه عن شوائب اللبس، وخلص من أكدار الشبهات، كان يدرك بسليقته الخطأ الذي تمجه الأسماع، واللحن الذي تستك منه الآذان، نعم لقد كان يدرك بفطرته التي لم تكن ضعيفة المغمز، ولا هشة الحشاشة جمع التصحيح وجمع التكسير، وجموع الكثرة وجموع القلة، دون الحاجة لذهن علمي يفرق بين الأشياء، ودون الحاجة لتسميتها ونعتها بتلك النعوت التي دعا إليها تفشي الدخيل في اللسان العربي وظهور آصار العجمة التي استشرت في شبه جزيرة العرب نسبة لأقوام خلعوا عِذَار الكفر، واستشعروا الخوف من الله ودخلوا فى دينه الخاتم أفواجا، وما لا يندّ عن ذهن أو يغيب عن خاطر أن الخليل وسيبويه وغيرهما من فطاحلة اللغة والأدب عاشوا كلاً على القدماء الذين ذللوا سُبُل البلاغة، ومهدوا مذاهب الخطابة وكانت لهم قدرة مذهلة على تطويع اللغة وابتكار المعاني ونظم اللآلى والعقود، الأمر الذي دعا أصحاب العقل الراجح، والفكر القادح، كالخليل وسيبويه يتكاكأون حول تركة القدماء بالدراسة والتحصيل ليستخرجوا تلك الفروق الدقيقة بين الألفاظ ليسدوا بها عوز أجيال تفتقر إلى الفصاحة وتعاني من ضعف الإدراك وضمور المعرفة باللغة، فالنحوي الثبت سيبويه الذي يُرْجع إليه في المُشكلات، و يُسْتْصبح بضوئه في المعضلات، هو في حقيقة الأمر من المولدين الذين «كان بهم قصور فى الطبع واللغة اضطروا بسببه إلى التعلم، والوقوف على الوسائل التي تؤدي بهم إلى صنعة الكلام الجيد الذي يوازي كلام السابقين، ولقد سعت تلك الطائفة لتتبع نماذج الخطابة والشعر والأمثال القديمة ليستخرجوا منها القواعد والمقاييس ثم يضعوها بعد ذلك أمام ناشئة الكتاب ليحتذوا حذوها».

والعرب الأقحاح الذين اشتهروا بدقة الفهم، وشدة الحجاج، وبُعد النظر، وقفوا مبهوتين أمام معجزة الله الخالدة بل وأقروا في خنوع واستسلام بأنه: «كلاماً ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه». فإذا عجز أساطين البلاغة وملوك البيان الذين انبروا في حملات محمومة تشكك في صحة القرآن فإن سواهم أعجز، ولا يعدم المرء منا حجة للاعتقاد بأن المتأخرين الذين لا ينطقون إلا عن علم، ولا يقولون إلا عن دراية، والذين ثقفوا علوم الكلام، وحذقوا أصول المنطق، استشعروا اليأس من النيل من ذلك الكتاب المحكم النسج، الدقيق السبك، الجزل
العبارة، المتناسق الأجزاء، والذى يأخذ بعضه برقاب بعض، وأدركوا أنهم يرومون أمراً دونه خرط
القتاد.
د.الطيب النقر

nagar_88@yahoo.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دور العبادة ملجأ العرب غير النظاميين بأميركا هربا من شبح التهجير

واشنطن- تدخل الشابة سمية، القادمة من المغرب، أحد مساجد حي فولز شيرش شمال ولاية فرجينيا الأميركية، وعلى عجل تخلع حذاءها، وتلقي نظرة خاطفة خلفها، ثم تسرع إلى داخل المسجد حيث تجد لحظات من الطمأنينة بعيدا عن شبح الترحيل الذي يطاردها منذ سنوات.

في ظل تصعيد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملتها ضد المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة، أصبحت حياة العرب دون أوراق قانونية فيها أكثر هشاشة، ما يدفع الكثيرين -مثل سمية- لتجنب إثارة الانتباه والعيش في الهامش، معتمدين على المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية كملاجئ "آمنة".

وتقول سمية بينما تجلس في أقصى زاوية من قاعة الصلاة متجنبة النظر مباشرة للغرباء "جئت إلى أميركا عام 2018، ودخلت بتأشيرة خطوبة بنية الزواج من خطيبي السابق، لكن علاقتنا لم تكلل بالزواج وتخلى عني قبل حصولي على أوراق الإقامة، والآن، لا أملك سوى البقاء في الظل حتى تسوية وضعي القانوني، لا مجال للعودة دون أوراق بعد أن ضيَّعت سنوات من عمري".

المهاجرون غير النظاميين في أميركا يبحثون عن الأمان في دور العبادة (الجزيرة) "ملاجئ آمنة"

وحول ذلك، يوضح الشيخ عبد الرحمن، إمام بأحد مساجد شمال فرجينيا، أن المسجد أصبح أكثر من مجرد مكان للعبادة. ويضيف للجزيرة نت "نعرف أشخاصا يخشون مجرد المشي في الشارع، ويقضون ساعات طويلة من يومهم هنا، لأنهم يشعرون بالأمان أكثر من أي مكان آخر، ونحن نوفر لهم استشارات قانونية عبر محامين متطوعين، ونحاول دعمهم نفسيا واجتماعيا".

ورغم أن الكثير من المهاجرين غير النظاميين يرون في دور العبادة كالمساجد والكنائس ملاجئ آمنة بسبب ندرة عمليات المداهمة أو الحملات العشوائية التي تشنها سلطات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، فإن تعليمات الهجرة الجديدة تلغي مذكرة سابقة أصدرتها إدارة الهجرة والجمارك عام 2011.

ونصَّت المذكرة على عدم اعتقال الأشخاص في "أماكن حساسة" مثل الكنائس والمدارس والمستشفيات والمظاهرات العامة، ما لم يكن هناك خطر واضح أو استثناءات.

إعلان

ويتابع الشيخ عبد الرحمن متسائلا "نحن لا نستطيع إخفاء أحد، لكن رب المسجد كبير، وكلنا نلجأ إليه في لحظات الضعف أو الخوف، أليس كذلك؟"، ويواصل "نحن فقط نقدم لهؤلاء المهاجرين معلومات عن حقوقهم، ونساعد في توجيههم إلى منظمات إنسانية يمكن أن تقدم لهم دعما أكبر".

رعب

يوسف، مهاجر سوداني يعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة، شهد بنفسه اعتقال أحد زملائه في العمل، يقول: "كنا نعمل كالمعتاد، وفجأة دخل رجال أمن "آي سي إي" (جهاز شرطة الهجرة والجمارك) وسألوا عن وثائق الجميع، زميلي كان بلا أوراق، فأخذوه فورا، ولم نره منذ ذلك اليوم".

ويحكي يوسف هذه القصة كل يوم تقريبا، ويعيدها بتفاصيل مختلفة لأصدقائه من الجالية العربية بينما يتأبط سجادته بعد أن أدوا صلاة التراويح.

ويضيف "أعرف عددا من إخواننا العرب يعيشون برعب دائم، أحدهم سوداني يحلم بالتسجيل بمؤسسة جامعية للدراسة، لكنه قال لي إنه لم يعد يحتمل هذا القلق، ربما عليه التفكير في بلد آخر، فالعودة إلى السودان ليست خيارا".

يتحسر يوسف، ثم يستأنف حديثه بنبرة متفائلة "أميركا بلد مهاجرين، وسيبقى كذلك بعد انتهاء الفترة القانونية للإدارة الجديدة، أعيش هنا منذ 12 عاما وأحب هذا البلد الذي يحتضن الجميع، هنا مثلا تتبرع الكنيسة بهذا الفضاء الكبير لفائدة المركز الإسلامي بهدف إقامة صلاة التراويح طيلة شهر رمضان، وسنؤدي صلاة العيد هنا أيضا".

دور العبادة توفر استشارات قانونية عبر محامين للمهاجرين غير النظاميين بأميركا (الجزيرة) اللجوء للقانون

ويتفق محامون مختصون بقضايا الهجرة واللجوء، تحدثت إليهم الجزيرة نت، على أن أماكن العبادة لا توفر حماية قانونية من الترحيل لمجرد وجود المهاجر المراد ترحيله فيها، بل توفر بعض المؤسسات الدينية نوعا من الحماية من خلال توفير التمثيل القانوني المجاني.

ويؤكد المحامي حيدر سميسم ضرورة استشارة أو توكيل محام من طرف هذه الفئة من المهاجرين لمعرفة الحقوق والالتزامات القانونية والابتعاد عن أخذ النصائح من غير المختصين، خاصة مع انتشار معلومات مغلوطة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

ويقول سميسم "قانون الهجرة بحد ذاته لم يتغير إلى الآن، التشدد أصبح في الإجراءات والالتزام الصارم بحروف القانون والتشدد على ما يقع تحت صلاحية السلطة التقديرية لضباط الهجرة، لذلك من الواجب التعامل مع شرطة الهجرة في إطار قانوني واحترام، والأهم أن يكون الشخص صريحا وصادقا مع دائرة الهجرة أو محكمة الهجرة".

محامون يرون أنه لا شيء يمنع الجهات الأمنية من اقتحام دور العبادة (الجزيرة)

من جانبه، يقول المحامي ربيع الغريب إن السلطات تتجنب عموما مداهمة هذه الأماكن بسبب حساسيتها، لكنه لا يستبعد أن تقوم باقتحامها لأنه قانونيا لا شيء يمنع ذلك، خاصة إذا تعلق الأمر بملاحقة المهاجرين غير النظاميين المتابعين بقضايا إجرامية.

ويضيف الغريب المتخصص بقضايا الهجرة واللجوء بشمال فرجينيا، "المشكلة الكبيرة التي نواجهها أن أغلب المهاجرين غير النظاميين يلجؤون للمحامين بعد فوات الأوان، هم يعتقدون أنه يجب طلب مساعدة المحامي بعد أن يقعوا في المشكلة وهذا خطأ كبير".

ويشدد على أن التصرف الأصح هو الاستعانة بخبرة المحامين لتجنب الوقوع في مشاكل، ويختم "بإمكاننا تقديم إرشادات وحلول لهم، كل حسب تفاصيل ملف الهجرة الخاص به".

مقالات مشابهة

  • أحمد حسن: عمل التوأم في قيادة منتخب مصر يتحتم عليهم قبول النقد
  • خنخنة قطعان القرود ضد شعب العراق
  • برلماني: الحفاظ على سعر صرف مرن يحمي الاقتصاد المصري من الصدمات الخارجية
  • «صندوق النقد» يكشف.. كيف تؤثر «الرسوم الجمركية» على الاقتصاد؟
  • للمرة 23..صندوق النقد ينقذ الأرجنتين من تعثرها بـ20 مليار دولار
  • دور العبادة ملجأ العرب غير النظاميين بأميركا هربا من شبح التهجير
  • بورسعيد .. مستقبل وطن يحتفل بيوم اليتيم في أمانة العرب
  • مشاهد رمضانية في ميزان النقد!
  • نجم «رأس الغول»
  • دارفور: مقبرة الغزاة