الرجاء الامتناع عن الكلام لمدة سنة وإغلاق الموبايلات والشاشات الا للضرورة القصوى
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
الرجاء الامتناع عن الكلام لمدة سنة وإغلاق الموبايلات والشاشات الا للضرورة القصوى وان ينصرف كل منا لنفسه وينشغل بها ويركز على محاسبتها في ماقصرت في حق الوطن وياحبذا لو استعدنا نعمة القراءة والتاليف علنا نفهم مانحن فيه من مأزق أوردنا الهلاك ومافي حل ( والفض
الحل بسيط اسهل مما تتوقعون وهو في متناول أيدينا ومصيبتنا أننا ظللنا نبحث عنه خارج الوطن سواء كان في بلدان الجوار أفريقية أو عربية أو في بلاد طيرها عجمي ومنظمات دولية وإقليمية تتمطي فوق مقاعدها تلهو بالشجب والاستنكار لما يطالنا من عنف هو الأعنف في تاريخ البشرية عجز كتاب جينيس عن استيعابه والحادبون والمصلحون وجماعات الخير والنفير هنا وهنالك من عندنا ومن غيرنا ماعندهم مايقدمونه غير المطالبة بإيقاف الحرب منذ اندلاعها ومرور أربعة وعشرين ساعة عليها وحتي اليوم وقد بلغت مايقارب التسعة أشهر وكل يوم تزداد ضراوة والقوم يطالبون الطرفين بالكف عن هذا العبث وقد طفح الكيل ولكن مطالبتهم نظرية غير عملية ليس فيها جديد وانما هي ترديد في ترديد مثل الاسطوانة المشروخة التي لا يسمع منها غير الحشرجة والشخير والنعاس والكوابيس والضحايا في ازدياد والشعب اصابه الملل والضجر من التلاعب بالالفاظ والكلام المكرر الخالي من الصدقية والجدية والكل كاد أن ينسي مابنا من بلية وبين وقت وآخر يرسلوا لنا برقية للتهنئة براس السنة الجديدة ولم يعزونا في راسنا الذي انقطع وحالنا الذي لا يسر عدوا أو صديقا !!.
الحل عندنا في متناول يدنا نطالع الكتب نلتهما التهاما ولا يشغلنا عنها انقطاع الكهرباء وهذه فرصتنا للعودة للسراج القديم ( حبوبة ونسيني ) ولكل ماانتجه أجدادنا من صنع أيديهم غير مستورد وليس عليه ضريبة او جمارك فالقمح قمحنا صافيا غير مفخخ كمصيدة أعدت بكل مكر لاصطيادنا ومصادرة قرارنا وحشرنا في زاوية ضيقة مع الإتباع فاقدي الهوية وماء الوجه الخوف كل الخوف أن يصير نيلنا يوما صحراء ملح !!..
نتطلع الي جيل جديد المنجل في يده اليمني والكتاب في اليسري يفلح الأرض ويرتوي بالدموع ويجاهد في الحقول ويتعلم سر الاعتماد على النفس ولايقبل المهانة ولا الإغاثة والمعونات والقروض ودغدقة المشاعر والكفاح المشترك والشعبين الشقيقين ومؤتمرات القمة وجلسات الجمعية العامة والايقاد ورحلات السندباد البحري الي بلاد السجم والرماد وشهرزاد التي تظل تثرثر علي ضفاف دجلة والفرات وسيحون وجيحون ولا تمل من هذا المزاد العلني في شارع العدني أو قصر الاليزية مع سعادة البيه شارل ديجول احسن من يلعب البيسبول مع الهنود والافغان وشلة الكنكان في ضاحية بعلبك المعلقة في الجبال موثوقة الأطراف بالحبال مخافة أن تقع علي مسرح الجريمة في الادغال .
لا أطيل عليكم الحل في الانكفاءة علي النفس والزهد في ما عند الغير والعفة والساعد المفتول وتشغيل العقول وترك الثرثرة والهذيان والراحات والدعة والخمول وكفاك ياعازة نومك وانت يا اخا العازة كان راجي الغير يحلوا ليك قضيتك صباحك أصبح !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
///////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأولوية القصوى هي لقضية إيقاف الحرب (15 – 15)
دمرت الحرب معظم بلادنا، وقتلت الالاف من شعبنا، وأدت لنزوح الملايين داخليا وخارجيا. وسميت آثارها أكبر مأساة في عصرنا. ثم صعدت الفلول واجهزتهم الأمنية والإعلامية خلاف الكراهية، بهدف اكمال مشروع الحرب الأهلية الشاملة، حيث يحارب الكل ضد الكل. ويتم القتل بناء على الهوية والسحنة واللهجة. ليتم تدمير السودان تماما وتقسيمه لدويلات صغيرة فاشلة ومنشغلة بالحرب صد شعبها والدول المجاورة. هذا طريق كارثي ومصير أسود لا نتمناه لبلادنا العزيزة. الواقع اثبت ان لا منتصر في هذه الحرب. وديمومتها هو استمرار وتصعيد للدمار والمعاناة. واثبتت تجارب العالم كله وتجارب بلادنا ان كل الحروب تنتهي باتفاق سلام. ولن يتحقق أي اتفاق سلام، بدون وحدة القوي المدنية، لتخاطب المتحاربين والعالم بصوت واحد. ورغم الخلافات بين القوى السياسية، فلا طريق آخر غير الاتفاق. ولنبدأ بالمطابة بإيقاف الحرب جميعا، ومن يود ان ينسق لفترة ما بعد الحرب فهذا ممتاز، ومن لا يريد ان ينسق حول ذلك فذاك جيد ومفهوم.
اننا نقرأ التاريخ لنتعلم منه، وإذا لم نتعلم نه لا فائدة لنا من قراءته. فقد مرت الحركة السياسية السودانية، خلال تطورها، بفترات من الصعود والهبوط، صدامات كثر وتحالفات متعددة. وقدمنا، خلال عرضنا للتحالفات، كيف تحالف الحزب مع حزب الامة بعد ان هاجمه، بعنف، وبالرغم من كل ما مارسه الحزب الوطني الاتحادي ووزير الارشاد من عداء للحزب الشيوعي ولاتحاد العمال، وما تم في مذبحة عنبر جودة، وتشريد العاملين، دعم الحزب الحكومة الوطنية ورفض الصراع الذي أدى لانشقاق الحزب الوطني الاتحادي. أما بيان الحزب حول انتخابات المجلس المركزي فهو يعبر عن موقف عقلاني وموضوعي، لان التحالف يتم بين قوى تحمل رؤي مختلفة. أما حل الحزب وطرد نوابه وهجوم الأنصار على دوره لم يمنع تحالفه مع حزبي الامة والاتحادي قبل الانتفاضة. وكانت الموقف خلال الانتفاضة، تجربة ملهمة وجديرة بالدراسة فرغم كل التعقيدات والمصاعب والتنكر للوعود، لم يرفض الحزب التحالف، بل أصر على استمرارية وتقوية قوى الانتفاضة في وجه الداعين لوحدة قوى اليسار. تجربة مظاهرات السكر فهي أوضح مثال على رفض المواقف غير الناضجة والتمسك بالمبادي، والنظر للإطار الأكبر وعدم الإغراق في التفاصيل. وجاءت كل بيانات الحزب خلال مقاومة حكم الاسلامويين لتوضح ايمانه، الذي لا يتزعزع، بالعمل المشترك والجبهة الواسعة.
أعتقد بان أفضل ما اختم به هذه المقالات، لأنني ركزت في هذه المقالات الاعتماد على الوثائق، هو ما ورد في الورقة التي قدمها الحزب الشيوعي الى المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي، وتم نشرها في القاهرة بتاريخ 8 نوفمبر 1998:
" اهتم ميثاق التجمع بالفترة الانتقالية، وافرد لها حيزا كبيرا، وذلك إدراكا منه لحقيقة ان إقامة حياة مستقرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في السودان، عقب اسقاط نظام الجبهة، وفق تطلعات شعبنا للسلام والديمقراطية والوحدة الوطنية، ووفق التزامات التجمع، تتطلب ليس فقط إزالة آثار حكم الجبهة، وانما أيضا التخلص من العوامل المختلفة التي أدت الى انتاج الأزمة منذ الاستقلال، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية واجتماعية وإدارية، كان غيابها وراء تلك الازمة.\وهذه مهمة عسيرة تتطلب أعلى درجات التوحد والعزم لإنجازها. انها الجهاد الأكبر مقارنة بمهمة الإطاحة بنظام الجبهة. ذلك لأنها ستكون محفوفة بكل مغريات ومخاطر المنافع الحزبية والذاتية الضيقة. ولهذا فان على التجمع ان يعد اعدادا دقيقا لكيما تصبح الفترة الانتقالية فترة حاسمة نتجنب ونتفادى كل السلبيات التي خبرناها في الفترات السابقة، وترسى الأسس السليمة والقويمة لسودان ديمقراطي موحد ومتصالح مع نفسه"
ثم تركز الورقة حول معالجة الاختلافات اثناء الفترة الانتقالية، فتقول:
" ليس مستبعدا، بل الأرجح، ان تقوم خلافات بين الفصائل وداخل أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، فالتجمع ليس تنظيما شموليا، وانما هو تحالف مؤسس على اتفاقات محددة.
ان الاختلاف في الفترة الانتقالية جائز، بل ضروري أحيانا بين أعضاء المجلس الوطني ومجلس الوزراء، وسيكون خلافا بين اشخاص (وربما حزاب) يجمعهم برنامج واحد. ولذلك سيكون على الأرجح خلافا حول تفسير أو تنفيذ البرنامج لا ضده. وفي حالة الاختلافات الخطيرة يمكن رد الأمر الى هيئة قيادة التجمع لتحلها وفق منهج التراضي. "
siddigelzailaee@gmail.com