بسم الله الرحمن الرحيم

*قال الله تعالى في محكم تنزيله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:٣٩ - ٤٠]*

-ظل التيار الاسلامي العريض يتابع تطورات الأحداث بالبلاد، وقد ظل التيار داعماً للقوات المسلحة في هذه المعركة الوطنية المصيرية ضد هذا العدوان الغاشم المدعوم من دول الشر والصهيونية العالمية،
لقد أعقب سقوط مدينة مدني الحزين، تنامي تيار المقاومة الشعبية،استجابة طبيعية من بني السودان للدفاع عن أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم التي باتت نهباً لقوات المليشا الغوغائية المجرمة،
ومع تنامي هذا التيار العفوي الذي جاء استجابةً لنداء الفطرة السليمة،والتزاماً بمسلمات الدين،وفي الحديث (يا رسول الله أرايت ان جاء رجل يريد اخذ مالي ؟ قال:فلا تعطه مالك ،قال أرايت إن قاتلني؟قال:قاتله،قال: أرأيت ان قتلني؟قال:فأنت شهيد،قال:ارأيت ان قتلته؟قال:هو في النار.

)
-ومع تمدد هذه الروح المباركة ،بدأت المليشا وجناحها السياسي مستعينين باعداء الوطن من الدول والقوى الخارجية في اعداد و بث مسرحيات سمجة هزيلة، تحاول عبرها إحياء موات من فرط في سيادة البلاد، وأفقر واتعب العباد إبان حكمه سيئ الذكر، وأن تمني السودانين كذباً بان زعيم المتمردين القاتل، يمكن ان يصبح حملاً وديعاً يمد يده الملطخة بدماء الأبرياء،المنتهكة لعروض المصونات، يمدها لسلام زائف ،تسعى قحت لكتابة مادته تمادياً في دكتاتوريتها الاقصائية،التي مارستها من قبل من كرسي السلطة المختطفة فمزقت المجتمع وحاربت الدين،وافقرت المواطن،واوردت الدولة موارد الهلاك.

-إن ما يتم على ساحة الجوار وبعض الدولة الأفريقية الأخرى ، ما هو إلا محاولة يائسة بائسة ،لشغل الشعب عن الانتظام في صفوف المقاومة الشعبية استعداداً للدفاع عن شرفه وعرضه وماله وممتلكاته،واسناداًً للقوات المسلحة من اجل تحرير نيالا ومدني والخرطوم وفاءاً لأهلها الكرام، وتأكيداً لوحدة تراب السودان، و إحلالاً للسلام ، وتمكيناً للمواطنين من العودة لديارهم آمنين.

-إن التيار الاسلامي العريض إذ يطالب السيد رئيس مجلس السيادة بالاستجابة للروح الشعبية العارمة والاصوات الوطنية الصادقة،بالعمل على تقوية وتعزيز وتسليح المقاومة الشعبية الراشدة،لاحلال الامن والسلام في ربوع البلاد بعزةٍ وتمسكٍ بالثوابت الوطنية و الدينية و بوحدة البلاد شعباً وارضاً ،دون اقصاء ولا تمييز ، يفضي الى مزيد من ردود الافعال القوية التي قد تعصف بما تبقى من أمل في استقرار السودان وهدؤ الاقليم،

-يربأ التيار الاسلامي بالسيد الرئيس عن الاستجابة إلى المحاولات البائسة باعادة عقارب ساعة الوطن للوراء واحياء شخصيات لم تترك في أذهان السودانيين غير ذكرى الهوان والذل والتفريط في السيادة وإستدعاء الأجنبي لحماية كرسي قحت،فهولاء أولى بهم المحاكم لاخذ جزائهم عما اقترفوه في حق الشعب من اضعاف و افقار واذلال،وعما أرتكبوه في حق الوطن من خيانة وعمالة وارتزاق.

- يجدد التيار الاسلامي موقفه الداعم للقوات المسلحة حتى النصر، و المساند للمقاومة الشعبية حماية للعرض والمال والارواح،
والمنادي باستعجال إحلال الأمن والإستقرار وتوفير الحماية اللازمة للمواطن الأعزل البسيط، حتى تنتهي مأساة النزوح و التشرد ويعود العامل لحقله والطالب لمدرسته وجامعته والتاجر لكسب رزقه،ونفوت على الاعداء فرصة افقار البلد وتاخره وتفتيته وتقسيمه واجبار اهله على النزوح ،
وما ترك قوم الجهاد الا ذلوا،
( كتب الله لاغلبن انا ورسلي إن الله قوي عزيز). صدق الله العظيم.

*التيار الاسلامي العريض - السودان -الجمعة ٢٢جمادى الآخرة ه‍. الموافق له ٥يناير ٢٠٢٤م*

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني: فرصة متجدّدة للانطلاق

يعقد ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني أعماله في اسطنبول يومي الجمعة والسبت (28-29 حزيران/ يونيو 2024) بحضور حشد وازن من الشخصيات الوطنية الفلسطينية؛ برعاية وتنظيم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.

من الواضح أن معركة طوفان الأقصى قد فرضت أجندتها على الساحة الفلسطينية، وألقى أداء المقاومة والحاضنة الشعبية، وكذلك العدوان الصهيوني وبشاعته ودمويته، بمسؤوليات واستحقاقات كبرى على كل المعنيين بالشأن الفلسطيني. ولم يعد الأمر مرتبطا بترف الكلام والاجتماع، وإنما بالارتقاء إلى مستوى العطاء والتضحية العظيم الذي يقدمه الشعب الفلسطيني ومقاومته خصوصا في قطاع غزة.

أصبح من المحتّم على كل قادر أن يستنفذ جهوده وطاقاته، وأن يتم تنظيم وتحشيد طاقات الشعب الفلسطيني (ومعهم الأمة وكل أحرار العالم) في مسيرة المقاومة والتحرير والعودة. ولم يعد ثمة وقت متاح لمزيد من الانتظار على عتبة مُعوقي ومعطلي إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.. فالوقت ليس من ذهب، وإنما الوقت هو الحياة.. والوقت هذه الأيام من دم!! فالشعب يصنع التاريخ بالدم!!

أصبح من الواجب تجاوز "الإرهاب الفكري" والفزاعات التي تستخدمها قيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة في تعطيل مسارات إصلاح البيت الفلسطيني، وإعادة بناء المؤسسات الرسمية على أسس تمثيلية حقيقية شفافة، تعبّر عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتحمي ثوابته
وأصبح من الواجب تجاوز "الإرهاب الفكري" والفزاعات التي تستخدمها قيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة في تعطيل مسارات إصلاح البيت الفلسطيني، وإعادة بناء المؤسسات الرسمية على أسس تمثيلية حقيقية شفافة، تعبّر عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتحمي ثوابته.

أصبح من الفجاجة اتهام هذه القيادة للآخرين بتجاوز "الشرعية"، كلما قاموا بأي مبادرة جادة لإصلاح البيت الفلسطيني، بينما هي تختطف شرعية التمثيل، وتُعطّل الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني، وتقف هي بنفسها ضدّ ميثاق منظمة التحرير، وتُطارد قوى المقاومة، التي تشير استطلاعات الرأي إلى تمثيلها للشريحة الأوسع للفلسطينيين في الداخل والخارج.

وأصبح من الفجاجة أن تقوم هذه القيادة باتهام الآخرين بإثارة "الانقسام" وهي نفسها أكبر سبب للانقسام، بتعطيلها للعمل المؤسسي الفلسطيني، ورفضها لاستيعاب القوى والكفاءات الفلسطينية، وإغلاقها أبواب منظمة التحرير في وجوهها، ومراهنتها على التعاون مع الاحتلال، وعلى مسارات نبذها الشعب الفلسطيني.

وأصبح من الفجاجة كذلك، أن تتغنى هذه القيادة بـ"الماضي" لتبرّر به تنازلات الحاضر، وطعن ظهر المقاومة، وتعطيل المؤسسات، والتنسيق مع العدو.

* * *

أما وقد فتحت طوفان الأقصى الآفاق، أما وأننا نرى شعبنا ومقاومتنا يصنعان التاريخ، فيجب على الجادين من شعبنا الفلسطيني العمل على إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني بما يتناسب مع مشروع التحرير، واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، في إطار بنية مؤسسية فعالة، بأبعادها العربية والإسلامية والعالمية.

على القوى والأطر الشعبية والشخصيات والكفاءات ألا تنتظر القيادة الرسمية الفلسطينية، ولا حتى الترتيبات الفصائلية، وإنما تبدأ من القواعد الشعبية والاتحادات النقابية والجاليات الفلسطينية، وتقوم بتقديم مثال حقيقي للجدية في العمل الوطني من خلال تفعيل الأطر الشعبية وبناها المؤسسية، ليقوم الفلسطيني أينما كان مكانه وأيا كان موقعه (مهندسا.. طبيبا.. عاملا.. فلاحا.. معلما.. اقتصاديا.. محاميا..) في الإسهام بالعمل المقاوم وفق استطاعته وإمكاناته
وعلى القوى والأطر الشعبية والشخصيات والكفاءات ألا تنتظر القيادة الرسمية الفلسطينية، ولا حتى الترتيبات الفصائلية، وإنما تبدأ من القواعد الشعبية والاتحادات النقابية والجاليات الفلسطينية، وتقوم بتقديم مثال حقيقي للجدية في العمل الوطني من خلال تفعيل الأطر الشعبية وبناها المؤسسية، ليقوم الفلسطيني أينما كان مكانه وأيا كان موقعه (مهندسا.. طبيبا.. عاملا.. فلاحا.. معلما.. اقتصاديا.. محاميا..) في الإسهام بالعمل المقاوم وفق استطاعته وإمكاناته.

ومن ناحية ثانية، فيجب العمل على تشكيل اصطفاف وطني أو جبهة وطنية واسعة تدعم المقاومة، وتضغط باتجاه التغيير وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس سليمة.

ويجب السعي من ناحية ثالثة، للتوافق على قيادة انتقالية فلسطينية، تتولى الترتيب لإعادة بناء البيت الفلسطيني بطريقة "ديمقراطية" سلسة وتوافقية وتتولى إعادة الروح للبنى المؤسسية للمنظمة، واستيعاب الطاقات والكفاءات من كافة الاتجاهات ومن الداخل والخارج.

كما ينبغي من ناحية رابعة التوافق على برنامج سياسي جديد يتجاوز مرحلة أوسلو، ويؤسس لعمل جاد واقعي في إدارة مشروع المقاومة ودحر الاحتلال.

ومن ناحية خامسة، ينبغي عدم الاستغراق في وهم إصلاح السلطة تحت الاحتلال الذي يتحكم بمدخلاتها ومخرجاتها، ويرتهنها لإرادته؛ وإنما يجب إعطاء الأولوية لصناعة قرار وطني فلسطيني مستقل، خارج عن هيمنة الاحتلال، ويمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وبشكل عام، فلا مانع من التدرج المنهجي الجاد، غير أن أي إطار توافقي يجب أن يكون إطارا ديناميا فعالا، وليس إطارا تعطيليا، ويجب أن يتاح مجال واسع للشباب للاستفادة مما يحملون من إمكانات هائلة؛ كما يجب أن تُستوعب الكفاءات والمستقلين بأفضل الطرق.

* * *

وأخيرا، فقد وفر طوفان الأقصى فرصة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ومن الجريمة بحق الشعب الفلسطيني وتضحياته ألا يتم استغلالها بالشكل الأمثل على طريق التحرير والعودة.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • نهايات الحرب في السودان
  • الموريتانيون يبدأون التصويت في ثامن انتخابات رئاسية بالبلاد
  • استمرار الاحتجاجات الشعبية في كينيا رغم إلغاء قانون الضرائب
  • مشاهد المشاركة الشعبية وهواجس الإيرانيين على يوم الاقتراع
  • الوضع “الأسوأ في العالم”.. بيان أميركي: سودانيون يأكلون أوراق أشجار
  • مصدر مصري مسؤول: ترحيل أي لاجئ أو أجنبي مخالف يقيم بالبلاد
  • ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني: فرصة متجدّدة للانطلاق
  • "الشعبية": الاحتلال يكثف حربه ضد المدنيين تعويضا عن فشله أمام المقاومة
  • أمريكا: الوضع الإنساني بالسودان الأسوأ في العالم
  • الوضع الأسوأ في العالم.. بيان أميركي: سودانيون يأكلون أوراق أشجار