بايدن لا يريد إنهاء العدوان على غزة!
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
بايدن لا يريد إنهاء العدوان على غزة!
لاحط أحد مساعدى بايدن السابقين أن «الرئيس لا يعترف بإنسانية جميع الأطراف المتضررة من هذا الصراع»!
بايدن يملك قرار وقف العدوان على قطاع غزة، رغم قوة اللوبيات المؤيدة لإسرائيل لكنه لا يرغب فى وقف إراقة دماء الأبرياء وتدمير قطاع غزة.
تدعم إدارة بايدن تدمير قطاع غزة ليصبح غير قابل للحياة ناهيك عن تدمير ممنهج لمساكن ومستشفيات ومدارس ومنشآت البنية التحتية ومحطات كهرباء ومياه وطرق ومزارع.
منذ لحظات عملية طوفان الأقصى الأولى، دعا بايدن إسرائيل للقضاء على حماس، وتعهد بدعمها بكل ما فى جعبة أمريكا ولأى فترة يستلزمها ذلك دون تحديد أفق زمنى لوقف القتال.
* * *
يقول اللواء الإسرائيلى المتقاعد يتسحاق بريك، والذى قاد سلاح المدرعات بين عامى 2009 و2018، وأنهى خدمته العسكرية بعد قضاء 34 عاما فى الجيش الإسرائيلى،
«كل صواريخنا، وكل الذخيرة، وكل القنابل الموجهة بدقة، وجميع الطائرات والقنابل، كلها من الولايات المتحدة. فى اللحظة التى يغلقون فيها الصنبور، لا يمكنك الاستمرار فى القتال، لن يكون لدينا القدرة على القتال».
تؤكد هذه الشهادة ما يدركه كُثر من الخبراء الأمريكيين من غياب أى رغبة لدى الرئيس، جو بايدن، لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. إذ منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى، والتى بدأت فى السابع من أكتوبر، دعا الرئيس الأمريكى إسرائيل للقضاء على حركة حماس، وتعهد بدعمها بكل ما فى جعبة الولايات المتحدة ولأى فترة يستلزمها ذلك دون تحديد أفق زمنى لوقف القتال.
وعندما سأل أحد المراسلين بايدن قبل أسابيع عن فرص وقف إطلاق النار فى غزة، فى وقت وصل فيه عدد الضحايا آنذاك إلى 14 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وسط نقص حاد فى إمدادات الغذاء والماء والإمدادات الطبية، لدرجة تقترب من المجاعة.
لم يتردد الرئيس الأمريكى فى عدم التطرق لاحتمالات وقف إطلاق النار، والذى يدرك جيدا، أنه الشخص الوحيد الذى لديه سلطة أكبر من أى شخص آخر فى العالم للمساعدة فى تحقيقه، وقال بايدن «لا شىء، لا احتمال لوقف إطلاق النار».
رغم ظهور علامات على معارضة تيارات داخل الحزب الديمقراطى لدعم بايدن غير المشروط لإسرائيل، وهى تشن واحدة من أكثر حملات قصف السكان المدنيين والتدمير فى التاريخ الحديث، لم يظهر الرئيس الأمريكى أى علامة على التراجع.
فى الوقت ذاته، لا يتردد بايدن فى وصف معاناة الشعب الإسرائيلى مما جرى يوم 7 أكتوبر، ومعاناة الأسرى والأشخاص المحتجزين، إذ لم يقترب على الإطلاق من الحديث عن معاناة الأطفال والنساء الفلسطينيات، ودعا ذلك أحد مساعدى بايدن السابقين للقول إن «الرئيس لا يعترف بإنسانية جميع الأطراف المتضررة من هذا الصراع»!
نعم تشير تقارير متكررة عن محاولة مسئولى إدارة بايدن مؤخرا إقناع إسرائيل بتقليل حدة الحرب فى الأسابيع المقبلة، لكنهم لم يقولوا ما إذا كانت واشنطن ستفرض عقوبات أو تبطئ شحن الأسلحة والذخيرة، والذى يجرى بصورة يومية منذ 7 أكتوبر.
كذلك، لم ينتقد بايدن علنا الحكومة الإسرائيلية، واكتفى بالاعتماد على الضغط الخاص الذى طالما فضله، حتى مع عدم وجود أى آذان صاغية وسط أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفا على مدار تاريخها.
وعلى الرغم من تجاهل إسرائيل للعديد من نداءات بايدن، تواصل الإدارة الأمريكية ذاتها دفع الكونجرس لتقديم 14 مليار دولار فى شكل مساعدات عسكرية دون قيود لتل أبيب.
كان من المؤكد أن هجوم حماس فى 7 أكتوبر سيوفر فرصة لإظهار تماهى بايدن العميق مع إسرائيل، وفى خطاب ألقاه بعد ثلاثة أيام من الهجوم، تحدث بايدن بشكل مؤثر، انطلاقا من تجربته الشخصية، عن «الثقب الأسود فى صدرك عندما تفقد أحد أفراد عائلتك».
وكان من الواضح أيضا وقت الخطاب أن رد إسرائيل سيكون مدمرا، وكانت قد قطعت بالفعل الغذاء والماء والوقود والكهرباء عن غزة، وأعلن وزير دفاعها فرض حصار كامل فى انتهاك صريح لقوانين الحرب، التى تحظر العقاب الجماعى الذى يتحمل فيه السكان المدنيون المسئولية عن أفعال لم يرتكبوها.
بعد ذلك كرر بايدن ادعاءات الحكومة الإسرائيلية التى كُشف لاحقا أنها أكاذيب، كما أن إدارته لم تتردد فى استخدام حق النقض ضد قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الذى عارضته 10 دول فقط من أصل 186 دولة،.
وتجاوز بايدن الكونجرس لإيصال قذائف الدبابات إلى إسرائيل بسرعة أكبر، والحفاظ على دعم «لا يتزعزع» لحكومة خلصت العديد من جماعات حقوق الإنسان داخل إسرائيل وخارجها - بالإضافة إلى رئيس سابق للموساد - إلى إجبارها الشعب الفلسطينى على العيش فى ظل نظام فصل عنصرى.
* * *
هذا ما فعلته الولايات المتحدة تحت حكم الحزبين الجمهورى أو الديمقراطى لأكثر من نصف قرن بشأن الصراع العربى الإسرائيلى: تمكين وتمويل السياسات الإسرائيلية التى تؤدى فى النهاية إلى ضم الأراضى الفلسطينية، واحتلالها والسيطرة عليها، بينما تعارض علنا وتدين النتيجة المنطقية للسياسات ذاتها التى تمولها واشنطن وتمكنها.
وجاء ذلك بوضوح فى حالة تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، تعقيبا على دعوات أطلقها الوزيران الإسرائيليان المتطرفان، بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، وإيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى، الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وجاء فى بيان الخارجية الأمريكية «ترفض الولايات المتحدة التصريحات التحريضية وغير المسئولة الصادرة عن الوزيرين الإسرائيليين سموتريتش وبن غفير. يجب ألا يكون هناك نزوح جماعى للفلسطينيين من غزة».
إلا أنه من دواعى السخرية والتعجب أن إدارة بايدن ترفض هذه التصريحات الإسرائيلية المتطرفة، لكنها فى الوقت ذاته تمول وتسلح السياسات الإسرائيلية التى تخدم وتمهد لهذه التصريحات.
كما تدعم تدمير قطاع غزة بحيث يصبح غير قابل للحياة داخله مرة أخرى، ناهينا عن تدميرها بصورة ممنهجة، وبدعم ومباركة من إدارة بايدن، مساكن ومستشفيات ومدارس ومنشآت البنية التحتية من محطات كهرباء ومحطات مياه، وطرق ومزارع القطاع.
فى النهاية، يملك بايدن التحكم فى قرار وقف العدوان على قطاع غزة، وذلك رغم قوة اللوبيات المؤيدة لإسرائيل داخل أمريكا، إلا أن الرئيس الأمريكى لا يرغب بعد فى وقف إراقة دماء الأبرياء، ولا يرغب فى وقف تدمير قطاع غزة.
*محمد المنشاوي كاتب صحفي في الشؤون الأمريكية من واشنطن
المصدر | الشروقالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل بايدن إنسانية قطاع غزة تدمير قطاع غزة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکى وقف إطلاق النار تدمیر قطاع غزة العدوان على إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
«الدفاع الإسرائيلية» تعلن وصول شحنة أمريكية من قنابل MK-84 الثقيلة إلى إسرائيل
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن إسرائيل استلمت شحنة من قنابل MK-84 الثقيلة من الولايات المتحدة، وذلك بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن على تصدير الذخائر، وفقًا لوكالة رويترز.
شحنة قنابل أميركية ثقيلة تصل إلى إسرائيلبعد رفع ترامب الحظر على تصدير القنابل الثقيلة الشهر الماضي، أعلن وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس عن وصول إمدادات الذخائر من الولايات المتحدة.
وتحدث كاتس عنها، قائلًا إن «إمدادات الذخائر التي وصلت إلى إسرائيل اليوم، والتي أصدرتها إدارة ترامب، تشكل رصيدًا مهمًا للقوات الجوية والجيش الإسرائيلي»، مؤكدا أن رفع الحظر وتقديم القنابل لإسرائيل هي «دليل آخر على العلاقة القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة».
ووصلت شحنة القنابل الجوية الثقيلة، بما في ذلك الذخائر الثقيلة MK-84، التي أصدرتها إدارة ترامب إلى إسرائيل، وحتى الآن، وصل أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية إلى إسرائيل في 678 رحلة و129 هبوطًا.
وتعرف قنابل MK-84 الفتاكة بأنها غير موجهة، وتزن 2000 رطل أي 907 كيلوجرام، ويمكنها تمزيق الخرسانة السميكة والمعادن.
ويأتي وصول الشحنة بعد أيام من القلق بشأن ما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة الذي تم الاتفاق عليه الشهر الماضي سيصمد أم لا، وذلك بعد أن اتهم كل من الجانبين الآخر بانتهاك شروط الاتفاق والجدال حول تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسري الفلسطينيين.
بايدن يعلن حذر تصدير القنابلرفضت إدارة بايدن السابقة الموافقة على تصدير قنابل MK-84 إلى دولة الاحتلال، وذلك خوفًا من التأثير القوي على المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
ولكن إدارة بايدن أرسلت آلاف القنابل التي تزن 2000 رطل إلى إسرائيل خلال الحرب التي شنتها على غزة في 7 أكتوبر 2023، لكنها أوقفت لاحقًا إحدى الشحنات.
ومن جهة أخرى، أعلنت واشنطن عن تقديم مساعدات لإسرائيل بقيمة مليارات الدولارات منذ بدء الحرب.