بغداد اليوم - تقرير: حسين حاتم

ما أشبه اليوم بالأمس، مركبة متفحمة وأشلاء متناثرة. حادثة تزامنت مع الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وعدد من المرافقين العراقيين والإيرانيين، وبذات الطريقة عبر مسيرة تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية.

القصف الأمريكي جاء في توقيت ومكان حساسين، في قلب العاصمة بغداد حيث الانتشار الأمني، البري والجوي الذي بدأ استعدادًا لإحياء ذكرى عيد الجيش في السادس من كانون الثاني الجاري.

الارباك الأمني بدأ يتوسع في الأسبوع الاول من العام 2024، بعد أن استهدفت طائرة مسيرة مقر الدعم اللوجيستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين شرق بغداد، ما أسفر عن استشهاد عنصرين أحدهما آمر اللواء 12 في الحشد عن حركة النجباء طالب السعيدي (ابو تقوى)، وإصابة ما بين 4 آخرين بجروح.

على إثر استهداف مقر الحشد الشعبي، زادت مطالبات الأوساط السياسية والأمنية بخروج القوات الأمريكية في العراق، لا سيما بعد وقوف واشنطن مع إسرائيل في تنفيذ عملياتها ضد أهالي غزة.

عضو مجلس النواب وعد القدو حدد ثلاث جهات متضررة من قصف مقرات الحشد الشعبي في العراق.

وقال القدو في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (5 كانون الثاني 2024)، إن "القصف الامريكي المتكرر لمقرات الحشد الشعبي، جاء لوجود اجندة مبيتة ومقصودة لاستهداف هذه القوى"، مبينا أن "واشنطن ترى في الحشد تهديد لمصالحها في العراق والمنطقة لانه كان من العوامل المهمة في افشال مخطط تمزيق العراق بعد حزيران 2014".

وأضاف القدو، أن "الجميع يعرف من كان يمول ويدعم التنظيمات الارهابية للانقضاض على المدن والارياف"، لافتا الى أن "3 جهات متضررة من قصف مقرات الحشد الشعبي، أبرزها الجهات التي تدعي بأن امريكا حليف وصديق وانها راعية لحقوق الانسان لان مايحدث الان ومن خلال تمويلها لحرب الابادة في غزة أظهر للعالم حقيقة السياسة الامريكية التي ترفع لواء حقوق الانسان للتدخل في شؤون الدول وقلب الحكومات وتغير الانظمة بلغة الدم".

واشار القدو إلى، أن "الصورة باتت واضحة لكل اطياف العراق حول خطورة بقاء القوات الامريكية في العراق، لا سيما مع الاستهداف المتكرر لقوة رسمية نظامية (في اشارة الى الحشد الشعبي)".

ولفت عضو لجنة الأمن النيابية إلى، أن "اي تصعيد ستكون واشطن الخاسر الاكبر منه"، مشيرا الى، أن "الاصوات المطالبة بخروج قواتها ترتفع يوما بعد اخر".

وختم القدو بالقول، إن "أمريكا تعيش أسوأ فوضى في تاريخها وهي تخسر على مستوى العالم، والأدلة كثيرة خاصة واننا نرى تبلور عالم متعدد الاقطاب، لم تعد واشنطن هي القوى الاكبر"، مضيفا أن "اخراج قواتها من العراق مسالة وقت".

من جهته، يرى الباحث بالشأن الأمني اكد صادق عبدالله، أن أمريكا ارتكبت 3 اخطاء استراتيجية في الشرق الاوسط خلال ثلاثة اشهر.

وقال عبدالله في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (5 كانون الثاني 2024)، إن "أمريكا دولة عظمى لا جدال في ذلك، لكنها اسيرة اللوبي الصهيوني في واشنطن" لافتا الى انه "لايمكن لاي رئيس في البيت الابيض التحرر من سيطرة المال اليهودي والخروج عن ما رسم لعقود وهذا ما يفسر جنونها عندما تعرضت اسرائيل الى انتكاسة قبل 3 اشهر على يد المقاومة الفلسطينية".

واضاف، أن "أمريكا ارتكبت 3 اخطاء ستراتيجية في الشرق الاوسط، هي تمويل حرب الابادة ضد اهالي غزة، وحماية تل ابيب دبلوماسيا لدرجة استخدام الفيتو ضد وقف الحرب، بالاضافة الى استهداف مقرات الحشد الشعبي في العراق والتي اثارت استياء شعبي حفز الى المطالبة بخروج قواتها".

واشار عبد الله الى، أن "شهر يناير/ كانون الثاني هو الاشهر في مسلسل الاستهدافات الامريكية في العراق، ولكنه ربما قدر المواقف وتطوراتها" مؤكدا أن "قصف مقرات الحشد تعني أن واشنطن ليس لديها ما تخسره وسترد ولكن وفق اهداف لاتقود الى تصعيد خطير مثل استهداف قيادات الصف الاول في قوى سياسية لديها اجنحة مسلحة".

ولفت إلى، أن "امريكا في موقف محرج، لايمكن لها ان تصعد في جبهة العراق او لبنان وحتى اليمن لانه تعرف بانها فقدت الكثير بسبب مواقفها الداعمة لاسرائيل وخاصة مبادى حقوق الانسان التي كانت اهم ميزة تسوقها للعالم"، مشيرا الى ان "واشنطن تعرف بانها في حرب خاسرة في اي تصعيد في المنطقة لانها ستخلق اعداء دائمين وستعيش استنزاف مستمر".

إلى ذلك، أكد القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة (5 كانون الثاني 2024)، أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية لجدولة انسحاب التحالف الدولي من العراق.

 

وقال السوداني خلال كلمة القاها في الحفل التأبيني الذي أقامته هيئة الحشد الشعبي في الذكرى الرابعة لاستشهاد "قادة النصر" إن "الاعتداء الذي أدى الى استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد جمال جعفر آل ابراهيم (أبو مهدي المهندس)، وضيف العراق الجنرال الحاج قاسم سليماني، مثل ضربة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين التي تحكم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، مثلما كان جريمة نكراء غير مبررة".

وأضاف أن "الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، وإنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على ارض العراق وسمائه".

ولفت الى أن "الحوادثَ الأخطر هي التي تكررت لأكثر من مرةٍ في العراق، من خلال قيام قواتِ التحالف الدولي باعتداءاتٍ ضدَّ مقارِّ الحشدِ الشعبي"، مؤكداً أن "الحشد الشعبي يمثلُ وجوداً رسمياً تابعاً للدولةِ وخاضعاً لها وجزءاً لا يتجزأُ من قواتِنا المسلحة".

وأردف السوداني أنه "أكدنا مرارا أنهُ في حال حصولِ خرقٍ أو تجاوزٍ من قبلِ أيةِ جهةٍ عراقية، أو إذا ما تمَّ انتهاكُ القانونِ العراقي، فإنَّ الحكومةَ العراقيةَ هي الجهةُ الوحيدةُ التي لها أن تقومَ بمتابعةِ حيثياتِ هذه الخروقات"، موضاً أن "الحكومة هي الجهة المخولةُ بفرضِ القانون، وعلى الجميعِ العملُ من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق".

وكانت هيئة الحشد الشعبي قد أعلنت أمس الخميس (4 كانون الثاني 2023)، جهوزية قواتها لتنفيذ اي امر من القائد العام للقوات المسلحة للحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيه.

 

وذكرت الهيئة في بيان تلقته "بغداد اليوم"،  أن "التصعيد المتعمد والخطير يعبر عن اصرار مكشوف على انتهاك السيادة والقانون العراقي النافذ، وهو استهانة بالدماء العراقية وكرامة العراقيين".

وأكدت الهيئة "جهوزية الحشد الشعبي لتتفيد اي امر من القائد العام للقوات المسلحة يحفظ سيادة العراق ووحدة اراضيه وسلامة أبنائه".

وفي وقت سابق من يوم الخميس (4 كانون الثاني 2024)، كشف مسؤول دفاعي أمريكي، عن سبب استهداف الولايات المتحدة للقيادي في الحشد الشعبي بحركة (النجباء) مشتاق طالب السعيدي "أبو تقوى".

وقال المسؤول الامريكي في تصريح لقناة الجزيرة تابعته "بغداد اليوم"، إن "(أبو تقوى) كان ضالعا في التخطيط وشن هجمات على القوات الأمريكية"، مبينا أن "الضربة الجوية التي نفذناها في العراق أدت إلى (مقتل) عضو آخر في حركة النجباء".

 

 

 

 

 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مقرات الحشد الشعبی هیئة الحشد الشعبی کانون الثانی 2024 بغداد الیوم الشعبی فی فی العراق

إقرأ أيضاً:

من واشنطن: الإدارة الحديدة عازمة على تصحيح الأخطاء الفظيعة في العراق.. احصروا السلاح بيد الدولة - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

علق السياسي العراقي نزار حيدر، اليوم الجمعة (24 كانون الثاني 2025)،  على إمكانية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدمج الفصائل المسلحة، بحسب ما اعلن ذلك بشكل رسمي قبل أيام.

وقال حيدر المقيم في واشنطن، لـ"بغداد اليوم"، ان "العراق كدولة ومؤسسات وزعامات سياسية تستعد للدخول في نفق الحقبة (الترامبية) باقل الخسائر بعد ان ثبت لهم بان الادارة الامريكية الحديدة عازمة على تصحيح الكثير من الاخطاء الفظيعة التي غضت الطرف عنها الادارة السابقة والتي تقف على راسها موضوع فشل السوداني في حصر السلاح بيد الدولة وملف الدولار والبترول وخاصة ما يتعلق بتهريب العراق للبترول الايراني وما الى ذلك من الملفات".

وبيّن: "لذلك نلاحظ ان التصريحات بهذا الخصوص تسارعت وتيرتها في محاولة من السوداني اتخاذ خطوات استباقية لاصلاح الامور قبل ان تستقر ادارة الرئيس ترامب في البيت الابيض وتبدأ التعامل المباشر والجدي مع هذه الملفات".

وأضاف انه "كما تابعنا جميعا تصريحات النائب الجمهوري المقرب من الرئيس ترامب (Joe Wilson) بشان الفصائل المسلحة ودعوته وزارة الخارجية الامريكية لادراجها في قائمة العقوبات او في القائمة السوداء، كما يطلقون عليها، فضلاً عن جهده مع عدد من النواب من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتقديم مشروع قرار للكونغرس يعتبر (اذرع ايران في المنطقة) على حد وصفهم، تشكيلات وتنظيمات ارهابية، وهو الامر الذي اذا حصل فستُدرج العديد من الفصائل المسلحة في العراق تحت طائلة القانون الجديد، ما يتضرر منه العراق بشكل كبير جدا، بسبب التداخل العضوي بين هذه الفصائل والكثير من مؤسسات الدولة العميقة وكذلك مع عدد من الزعامات السياسية خاصة في الاطار التنسيقي".

وتابع: "على السوداني والاطار التنسيقي الذي يدعمه ويسنده الاسراع في الالتزام ببنود البرنامج الحكومي المتفق عليه والذي على اساسه تم منح حكومته الثقة تحت قبة البرلمان، خاصة فيما يتعلق ببند حصر السلاح بيد الدولة لوضع حد لوجود الفصائل قبل ان تتعامل معه واشنطن وبطريقتها الخاصة".

وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الثلاثاء الماضي، العمل على دمج الفصائل المسلحة ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية.
وقال السوداني في كلمة له، أن "الحكومة تعمل على دمج الفصائل المسلحة ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية"، مشدداً على "الالتزام بسياسة الانفتاح والشراكة الحقيقية"، لافتاً إلى أن "الحكومة عازمة على بناء عراق جديد يستند إلى إرثه الحضاري العرب".

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم الثلاثاء 28 يناير/ كانون الثاني 2025‎
  • نائب:ميليشيا الحشد في الموصل وراء تفجير الأوضاع فيها
  • حظك اليوم الإثنين 27 يناير/ كانون الثاني 2025‎
  • الحشد الشعبي:سنقاتل أمريكا وإسرائيل والعرب المتحالفين معهما حتى تحقيق أهداف مشروع المقاومة
  • رشيد:الحشد الشعبي مرتبط بالقائد العام والقرار العراقي “مستقل”!!
  • حظك اليوم الأحد 26 يناير/ كانون الثاني 2025‎
  • رئيس الجمهورية: معظم الفصائل يعتبرون أنفسهم جزءا من الحشد الشعبي وهو حشد رسمي عراقي بقانون
  • من واشنطن: الإدارة الحديدية عازمة على تصحيح الأخطاء الفظيعة في العراق.. احصروا السلاح بيد الدولة
  • من واشنطن: الإدارة الحديدية عازمة على تصحيح الأخطاء الفظيعة في العراق.. احصروا السلاح بيد الدولة - عاجل
  • من واشنطن: الإدارة الحديدة عازمة على تصحيح الأخطاء الفظيعة في العراق.. احصروا السلاح بيد الدولة - عاجل