أمريكا تعيد مسلسل الاستهدافات في بغداد.. ثلاث جهات متضررة تقابلها أخطاء واشنطن - عاجل
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
بغداد اليوم - تقرير: حسين حاتم
ما أشبه اليوم بالأمس، مركبة متفحمة وأشلاء متناثرة. حادثة تزامنت مع الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وعدد من المرافقين العراقيين والإيرانيين، وبذات الطريقة عبر مسيرة تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية.
القصف الأمريكي جاء في توقيت ومكان حساسين، في قلب العاصمة بغداد حيث الانتشار الأمني، البري والجوي الذي بدأ استعدادًا لإحياء ذكرى عيد الجيش في السادس من كانون الثاني الجاري.
الارباك الأمني بدأ يتوسع في الأسبوع الاول من العام 2024، بعد أن استهدفت طائرة مسيرة مقر الدعم اللوجيستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين شرق بغداد، ما أسفر عن استشهاد عنصرين أحدهما آمر اللواء 12 في الحشد عن حركة النجباء طالب السعيدي (ابو تقوى)، وإصابة ما بين 4 آخرين بجروح.
على إثر استهداف مقر الحشد الشعبي، زادت مطالبات الأوساط السياسية والأمنية بخروج القوات الأمريكية في العراق، لا سيما بعد وقوف واشنطن مع إسرائيل في تنفيذ عملياتها ضد أهالي غزة.
عضو مجلس النواب وعد القدو حدد ثلاث جهات متضررة من قصف مقرات الحشد الشعبي في العراق.
وقال القدو في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (5 كانون الثاني 2024)، إن "القصف الامريكي المتكرر لمقرات الحشد الشعبي، جاء لوجود اجندة مبيتة ومقصودة لاستهداف هذه القوى"، مبينا أن "واشنطن ترى في الحشد تهديد لمصالحها في العراق والمنطقة لانه كان من العوامل المهمة في افشال مخطط تمزيق العراق بعد حزيران 2014".
وأضاف القدو، أن "الجميع يعرف من كان يمول ويدعم التنظيمات الارهابية للانقضاض على المدن والارياف"، لافتا الى أن "3 جهات متضررة من قصف مقرات الحشد الشعبي، أبرزها الجهات التي تدعي بأن امريكا حليف وصديق وانها راعية لحقوق الانسان لان مايحدث الان ومن خلال تمويلها لحرب الابادة في غزة أظهر للعالم حقيقة السياسة الامريكية التي ترفع لواء حقوق الانسان للتدخل في شؤون الدول وقلب الحكومات وتغير الانظمة بلغة الدم".
واشار القدو إلى، أن "الصورة باتت واضحة لكل اطياف العراق حول خطورة بقاء القوات الامريكية في العراق، لا سيما مع الاستهداف المتكرر لقوة رسمية نظامية (في اشارة الى الحشد الشعبي)".
ولفت عضو لجنة الأمن النيابية إلى، أن "اي تصعيد ستكون واشطن الخاسر الاكبر منه"، مشيرا الى، أن "الاصوات المطالبة بخروج قواتها ترتفع يوما بعد اخر".
وختم القدو بالقول، إن "أمريكا تعيش أسوأ فوضى في تاريخها وهي تخسر على مستوى العالم، والأدلة كثيرة خاصة واننا نرى تبلور عالم متعدد الاقطاب، لم تعد واشنطن هي القوى الاكبر"، مضيفا أن "اخراج قواتها من العراق مسالة وقت".
من جهته، يرى الباحث بالشأن الأمني اكد صادق عبدالله، أن أمريكا ارتكبت 3 اخطاء استراتيجية في الشرق الاوسط خلال ثلاثة اشهر.
وقال عبدالله في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (5 كانون الثاني 2024)، إن "أمريكا دولة عظمى لا جدال في ذلك، لكنها اسيرة اللوبي الصهيوني في واشنطن" لافتا الى انه "لايمكن لاي رئيس في البيت الابيض التحرر من سيطرة المال اليهودي والخروج عن ما رسم لعقود وهذا ما يفسر جنونها عندما تعرضت اسرائيل الى انتكاسة قبل 3 اشهر على يد المقاومة الفلسطينية".
واضاف، أن "أمريكا ارتكبت 3 اخطاء ستراتيجية في الشرق الاوسط، هي تمويل حرب الابادة ضد اهالي غزة، وحماية تل ابيب دبلوماسيا لدرجة استخدام الفيتو ضد وقف الحرب، بالاضافة الى استهداف مقرات الحشد الشعبي في العراق والتي اثارت استياء شعبي حفز الى المطالبة بخروج قواتها".
واشار عبد الله الى، أن "شهر يناير/ كانون الثاني هو الاشهر في مسلسل الاستهدافات الامريكية في العراق، ولكنه ربما قدر المواقف وتطوراتها" مؤكدا أن "قصف مقرات الحشد تعني أن واشنطن ليس لديها ما تخسره وسترد ولكن وفق اهداف لاتقود الى تصعيد خطير مثل استهداف قيادات الصف الاول في قوى سياسية لديها اجنحة مسلحة".
ولفت إلى، أن "امريكا في موقف محرج، لايمكن لها ان تصعد في جبهة العراق او لبنان وحتى اليمن لانه تعرف بانها فقدت الكثير بسبب مواقفها الداعمة لاسرائيل وخاصة مبادى حقوق الانسان التي كانت اهم ميزة تسوقها للعالم"، مشيرا الى ان "واشنطن تعرف بانها في حرب خاسرة في اي تصعيد في المنطقة لانها ستخلق اعداء دائمين وستعيش استنزاف مستمر".
إلى ذلك، أكد القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة (5 كانون الثاني 2024)، أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية لجدولة انسحاب التحالف الدولي من العراق.
وقال السوداني خلال كلمة القاها في الحفل التأبيني الذي أقامته هيئة الحشد الشعبي في الذكرى الرابعة لاستشهاد "قادة النصر" إن "الاعتداء الذي أدى الى استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد جمال جعفر آل ابراهيم (أبو مهدي المهندس)، وضيف العراق الجنرال الحاج قاسم سليماني، مثل ضربة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين التي تحكم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، مثلما كان جريمة نكراء غير مبررة".
وأضاف أن "الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، وإنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على ارض العراق وسمائه".
ولفت الى أن "الحوادثَ الأخطر هي التي تكررت لأكثر من مرةٍ في العراق، من خلال قيام قواتِ التحالف الدولي باعتداءاتٍ ضدَّ مقارِّ الحشدِ الشعبي"، مؤكداً أن "الحشد الشعبي يمثلُ وجوداً رسمياً تابعاً للدولةِ وخاضعاً لها وجزءاً لا يتجزأُ من قواتِنا المسلحة".
وأردف السوداني أنه "أكدنا مرارا أنهُ في حال حصولِ خرقٍ أو تجاوزٍ من قبلِ أيةِ جهةٍ عراقية، أو إذا ما تمَّ انتهاكُ القانونِ العراقي، فإنَّ الحكومةَ العراقيةَ هي الجهةُ الوحيدةُ التي لها أن تقومَ بمتابعةِ حيثياتِ هذه الخروقات"، موضاً أن "الحكومة هي الجهة المخولةُ بفرضِ القانون، وعلى الجميعِ العملُ من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق".
وكانت هيئة الحشد الشعبي قد أعلنت أمس الخميس (4 كانون الثاني 2023)، جهوزية قواتها لتنفيذ اي امر من القائد العام للقوات المسلحة للحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيه.
وذكرت الهيئة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أن "التصعيد المتعمد والخطير يعبر عن اصرار مكشوف على انتهاك السيادة والقانون العراقي النافذ، وهو استهانة بالدماء العراقية وكرامة العراقيين".
وأكدت الهيئة "جهوزية الحشد الشعبي لتتفيد اي امر من القائد العام للقوات المسلحة يحفظ سيادة العراق ووحدة اراضيه وسلامة أبنائه".
وفي وقت سابق من يوم الخميس (4 كانون الثاني 2024)، كشف مسؤول دفاعي أمريكي، عن سبب استهداف الولايات المتحدة للقيادي في الحشد الشعبي بحركة (النجباء) مشتاق طالب السعيدي "أبو تقوى".
وقال المسؤول الامريكي في تصريح لقناة الجزيرة تابعته "بغداد اليوم"، إن "(أبو تقوى) كان ضالعا في التخطيط وشن هجمات على القوات الأمريكية"، مبينا أن "الضربة الجوية التي نفذناها في العراق أدت إلى (مقتل) عضو آخر في حركة النجباء".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مقرات الحشد الشعبی هیئة الحشد الشعبی کانون الثانی 2024 بغداد الیوم الشعبی فی فی العراق
إقرأ أيضاً:
الفتح يقدم ملامح تأييد المرجعية لـ الحشد الشعبي: لن يُحل صمام امان العراق
بغداد اليوم - بغداد
قدم القيادي في تحالف الفتح سعد السعدي، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، ملامح لتأييد المرجعية الدينية للحشد الشعبي في العراق.
وقال السعدي في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن " الحشد الشعبي مؤسسة رسمية قانونية صوت البرلمان العراقي على قانونها وهي احدى صنوف القوات المسلحة التي تأتمر بأمرة القائد العام لقوات المسلحة"، مؤكدا أن "الحديث عن حلها مجرد تحاليل ليس لها اي مصداقية"، متسائلا "هل يمكن حل الشرطة الاتحادية او الجيش او غيرها من الصنوف الأمنية الأخرى".
وأضاف أن "العراق دولة ذات سيادة واي محاولات للتدخل في شؤون مرفوضة ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني كان واضحا في حديثة عن الحشد الشعبي بانه مؤسسة رسمية ولا حديث عن حل قوة تشكل صمام امان العراق مع بقية التشكيلات والعناوين العسكرية والأمنية الأخرى".
وأشار الى انه" لا يوجد اي تصريح رسمي من قبل المرجعية الدينية حول حل الحشد الشعبي وهي من أسهمت في ولادتها من خلال فتواها الخالدة في الجهاد الكفائي قبل اكثر من 10 سنوات"، مستدركا بالقول "لم نرصد يوما اي موقف سلبي تجاه الحشد كما انها لا تتدخل في شؤون الدولة التفصيلية سواء تغيير او نقل او غيرها كما لم نعهد على المرجعية انها تدخلت في هذا الامر، لكن التصور الاشمل بان المرجعية داعمة لبقاء الحشد الشعبي".
وكانت مصادر سياسية كشفت في وقت سابق، اليوم السبت، عن رفض المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، اصدار فتوى لحل الحشد الشعبي بالرغم من الضغوط الغربية التي يتعرض لها العراق.
وقال مصدر مسؤول في حديث لصحيفة "الاخبار" اللبنانية، إن "الحكومة العراقية تلقّت، أكثر من مرة، طلبات من أطراف دولية وإقليمية لحلّ الحشد الشعبي وتسليم الفصائل المسلحة سلاحها للدولة".
وأضاف ان "الزيارة الثانية لممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، إلى المرجع الديني الأعلى في النجف، السيد علي السيستاني، كانت بهدف الطلب منه إصدار فتوى لتفكيك الحشد الذي تأسس بفتوى منه، أو دمجه مع الوزارات الأمنية، ليرفض الأخير استقباله".
مصدر من الحكومة العراقية، قال لـ"الاخبار"، إن "رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يتعامل مع جميع الأطراف من أجل تخفيف الصراع الأيديولوجي، وخاصة بعد طوفان الأقصى وما تلاه من أحداث في سوريا وسقوط النظام".
وأوضح أن "قضية حلّ الحشد وتفكيك الفصائل رغبة غربية ليست جديدة، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة التي دائماً ما تعبّر عن انزعاجها من الفصائل كونها مدعومة إيرانياً أو تنفّذ سياسة طهران في المنطقة".
وأشار الى أن "السوداني دائماً ما يشدّد على عدم تدخل الحشد الشعبي في الصراعات الداخلية والإقليمية وحتى عند أحداث غزة ولبنان، أُبعد الحشد عنها تماماً، لكنّ هناك أطرافاً دولية وإقليمية تعتبر أن الفصائل تهدّد مصالحها وتتحكم بها إيران".
أما المصدر الثالث، قال إن "السيستاني استقبل الحسان فعلاً في زيارة أولى، جرت خلالها مناقشة الأوضاع في المنطقة ومصلحة العراق، بينما في الزيارة الثانية، التي أجريت قبل أيام وبعد نحو شهر على الأولى، لم يستقبله المرجع الأعلى بل ابنه السيد محمد رضا، وهذا ما يبيّن أنه فعلاً كان هناك طلب بخصوص حل الحشد، وعدم استقباله هو بمثابة الرفض لذلك الطلب".
وحلّ الحسان في الرابع من تشرين الثاني الماضي ضيفاً على السيستاني، إثر الأحداث والتحوّلات التي عاشتها المنطقة. وحينها، شدد المرجع على وحدة الصف العراقي وحصر السلاح بيد الدولة والابتعاد عن لغة الحروب، وهو ما فسّره ناشطون ومحلّلون سياسيون على أنه إشارة إلى الفصائل بوقف عملياتها العسكرية التي أحرجت الحكومة العراقية.
من جانبه، رأى نائب رئيس الوزراء السابق، بهاء الأعرجي، المقرّب من السوداني، في أحاديث إلى وسائل إعلام محلية أن المخاوف من حصول أحداث وتطوّرات أمنية أو سياسية في العراق خلال المرحلة المقبلة بعيدة عن الواقع.
وأضاف أن "هناك من يريد إشعال فتن داخلية للترويج لأحداث لا يمكن حدوثها في العراق، وخاصة على المستوى الأمني والعسكري"، معتبرا أن "تحركات الحسان واجتماعاته المختلفة طبيعية جداً، وزيارته لإيران أيضاً طبيعية، فهناك مكتب للأمم المتحدة، لكن لا يوجد له ممثل. وهذا الأمر حدث خلال فترات الممثلين السابقين للأمم المتحدة في العراق".
وكد الاعرجي أن "الحشد الشعبي هو مؤسسة عراقية رسمية، مشرّعة بالقانون، والحديث عن دعوات إلى حلّ الحشد غير حقيقي. أما في ما يخصّ الفصائل المسلحة، فإنّ قراراً بشأنها من تفكيك أو غيره تتخذه الدولة العراقية حصراً، فهي قضية عراقية داخلية، وأصحاب الحلّ والعقد هم من يقرّرون بقاء تلك الفصائل من عدمه، علماً أن وجودها مرهون بوجود الاحتلال. وعند انعدام وجود هذا السبب، لن تكون هناك فصائل مسلحة".