النفط في 2024 .. 4 عوامل تضبط الأسعار
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
فيينا – بلغ متوسط سعر برميل النفط في 2023، عند مستوى 80.7 دولارا، نزولا من متوسط 97.8 دولارا في 2022، وهو العام الذي شهد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتبعاتها على سوق الطاقة.
وبينما ينفذ تحالف “أوبك+” اتفاقا ملزما لجميع أعضائه وآخر طوعيا لبعض الأعضاء لخفض إنتاج النفط بمجموع يتجاوز 5 ملايين برميل يوميا، إلا أن أسعار الخام ما تزال دون تطلعات التحالف البالغة قرابة 95 دولارا للبرميل.
ووفق توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”، يبلغ متوسط الطلب اليومي على الخام عالميا 102.2 مليون برميل في 2023، على أن يصعد إلى 104.4 ملايين برميل يوميا في 2024.
في مقابلة مع الأناضول، يقول الخبير في الاقتصاد الدولي وشؤون الطاقة عامر الشوبكي، إن رزمة عوامل ستحدد أسعار النفط في 2024، تبدأ من النشاط الاقتصادي العالمي، ولا تنتهي ببدء البنوك المركزية، تخفيف سياستها النقدية.
إلا أن العام الجاري، افتتح على حربين الأولى في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، والثانية في الشرق الأوسط، تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتوترات الناجمة عنها سواء جنوبي البحر الأحمر أو جنوب لبنان.
** الصين والنشاط الاقتصادي
وبحسب الشوبكي، فإن النشاط الاقتصاد العالمي يعتبر أحد أهم العوامل التي ستحدد نمو الطلب على النفط الخام، خاصة من جانب الصين، وعودة انتعاش الطلب في الأسواق الرئيسية في آسيا وأوروبا.
وتباطأ نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الماضي، بفعل المخاوف من حدوث ركود، وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وتشديد السياسة النقدية من جانب البنوك المركزية حول العالم.
وقال الشوبكي: “الصين ستكون بلدا رئيسا في تحديد نمو الطلب على النفط كثاني أهم العوامل .. الصين باتت هي محرك الطلب العالمي على الخام بسبب الاستهلاك العالي”.
“قدرة الصين على معالجة مشاكلها الاقتصادية، وأهمها قطاع العقارات الذي تعاني منه البلاد منذ أكثر من عام، وقدرتها على تحقيق نمو اقتصادي يفوق 5 بالمئة، سيكون أحد أبرز عوامل نمو الطلب على الخام”.
والصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط 9.5 ملايين برميل يوميا وثاني أكبر مستهلك له بعد الولايات المتحدة، بمتوسط يومي 14 مليون برميل يوميا.
** خفض أسعار الفائدة
ويرى الشوبكي أن عودة البنوك المركزية خاصة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، لتخفيف السياسة النقدية، عبر خفض أسعار الفائدة، سيدفع نحو زيادة الطلب على الخام، لأنه سيقلل من كلفة النفط المقوم بالدولار.
كذلك، من شأن خفض أسعار الفائدة العالمية، زيادة الطلب على الاستهلاك، واستهلاك مزيد من النفط لتوليد الطاقة وزيادة الإنتاجية لتلبية الطلب المتصاعد.
ويرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة حاليا عند 5.5 بالمئة وهو أعلى مستوى منذ عام 2001 بحسب البيانات التاريخية لأسعار الفائدة الصادرة عن الفيدرالي الأمريكي.
** تقليص فرص الركود
واعتبر الخبير في الاقتصاد الدولي وشؤون الطاقة، أن تقليص فرص حدوث ركود اقتصادي خاصة في الولايات المتحدة سيكون أحد العوامل المحددة لأسعار النفط في 2024.
وأشار إلى أن مخاوف دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود ما تزال قائمة، على الرغم من قرب انتهاء فترة التشديد النقدي، “إذ تظهر مؤشر أمريكية خاصة للسندات وعوائدها أن فرضية الركود ما تزال قائمة”.
ومن شأن الركود أن يقلل من فرص الاستهلاك ويرفع أعداد العاطلين عن العمل، وخفض السيولة في الأسواق، وهو ما تمكنت الولايات المتحدة من تجنبه في عام 2023.
** الإنتاج الأمريكي
وتجاوز إنتاج النفط الأمريكي المستويات التاريخية السابقة البالغة 13 مليون برميل يوميا، ليسجل في ديسمبر/كانون أول الماضي 13.2 مليون برميل يوميا.
يقول الشوبكي: “أسعار النفط الحالية ما تزال دون توقعات تحالف أوبك +، والسبب زيادة الإنتاج النفط الأمريكي الذي عوض جزئيا تراجعات إنتاج التحالف، إلى جانب دخول أعضاء جدد لخط الإنتاج مثل دولة غيانا”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الذهب والنفط يرتفعان مع زيادة الطلب بفعل التراجعات الأخيرة
ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1% يوم الخميس وسط إقبال على الشراء يحفزه انخفاض الأسعار، وذلك بعد يوم من وصول المعدن إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط تفاؤل بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.3% إلى 3330.28 دولار للأوقية (الأونصة) في أحدث تعاملات، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.45% إلى 3341.80 دولار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الخميسlist 2 of 2تراجع ترامب عن تهديد رئيس الاحتياطي الاتحادي يرفع أسواق الخليجend of listكان الذهب الذي لا يدر عائدا لكنه يستخدم أداة تحوط في أوقات الاضطرابات العالمية قد بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 3500.05 دولار يوم الثلاثاء، لكنه انخفض إلى ما دون مستوى 3300 دولار في اليوم التالي.
وقال محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم، كايل رودا: "التقلب الذي نشهده هذا الأسبوع مدفوع بمؤشرات فنية والمخاطر التي تشير إليها التقارير الإخبارية. لكن العوامل الأساسية قوية، لذا فإن الشراء عند انخفاض الأسعار يعتمد فعليا على تحرك المستثمرين بناء على الصورة الأكبر".
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الأربعاء إن الرسوم الجمركية المفرطة بين الولايات المتحدة والصين غير مستدامة، ومن الممكن خفضها قبل بدء مفاوضات تجارية، لكنه أكد أن الرئيس دونالد ترامب لن يخفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من جانب واحد.
إعلانفي غضون ذلك، أفاد تقرير بأن ترامب يخطط لإعفاء شركات صناعة السيارات من بعض الرسوم الجمركية، وذلك بعد ضغوط مكثفة من مسؤولين تنفيذيين بالقطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وانخفض الدولار 0.6% مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ما يجعل الذهب المقوم بالدولار أرخص لحائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى كان أداؤها كالتالي:
انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.66% إلى 33.35 دولار للأوقية. ارتفع البلاتين 0.18% إلى 977.27 دولار. ارتفع البلاديوم 0.73% إلى 944.68 دولار.ارتفعت أسعار النفط بعد انخفاضها بنحو 2% في الجلسة السابقة، إذ يعكف المستثمرون على تقييم أثر زيادة محتملة في إنتاج أوبك بلس في ظل تضارب الإشارات بشأن الرسوم الجمركية من البيت الأبيض والمحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.71% إلى 66.59 دولار للبرميل، في أحدث تعاملات، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.90% إلى 62.83 دولار للبرميل.
وانخفضت الأسعار 2% في الجلسة السابقة بعد أن أفادت رويترز نقلا عن 3 مصادر مطلعة بأن عددا من أعضاء أوبك بلس سيقترحون أن تسرع المجموعة وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي في يونيو/ حزيران.
وسبق وأن كان الالتزام بحصص الإنتاج محل خلاف بين الأعضاء.
وتلقت الأسعار بعض الدعم من مؤشرات على أن الولايات المتحدة والصين قد تقتربان من إبرام محادثات تجارية.
فقد ذكرت وول ستريت جورنال أن البيت الأبيض مستعد لخفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 50% لفتح باب المفاوضات.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الأربعاء إن الرسوم الجمركية الحالية غير مستدامة، ومن الممكن تخفيضها قبل بدء محادثات التجارة بين الجانبين، لكنه لم يحدد رقما. غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت في مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأربعاء إنه لن يكون هناك تخفيض أحادي الجانب للرسوم الجمركية على السلع الصينية.
وقال محللون لدى ريستاد إنرجي إن استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يخفض نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف هذا العام، ليصل إلى 90 ألف برميل يوميا من 180 ألف برميل يوميا.
إعلانكما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز يوم الأربعاء أن ترامب يدرس إعفاءات جمركية على واردات قطع غيار السيارات من الصين.
ومن المقرر أن تعقد الولايات المتحدة وإيران جولة ثالثة من المحادثات مطلع الأسبوع بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، مما قد يسبب ضغطا على أسعار النفط. وتراقب السوق المحادثات بحثا عن أي مؤشر على أن التقارب الأميركي الإيراني قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على النفط الإيراني وزيادة المعروض.
لكن الولايات المتحدة فرضت يوم الثلاثاء عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأنه يظهر "انعدام حسن النية والجدية" بشأن الحوار مع طهران.