عربي21:
2025-01-30@21:41:25 GMT

ما تأثير اغتيال العاروري على مسار الصراع مع إسرائيل؟

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

شيّعت بيروت وحركة حماس القادة الشهداء الشيخ صالح العاروري والقائد القسامي عزام الأقرع وعضو الحركة محمد الريّس، الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيلية على مقرهم في الضاحية الجنوبية. وشارك الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين في التشيّع المهيب ولف نعش الشهيد العاروري ورفاقه بالعلم الفلسطيني وراية حماس، ووضعت فوق النعش بندقية في إشارة إلى أن الرد على عملية الاغتيال قادم لا محالة.



يأتي اغتيال الشيخ صالح في سياق فشل الحرب الإسرائيلية على غزة بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على الاعتداء، وهو امتداد لفشل مستمر في اغتيال كبار قادة القسام في القطاع والذي عنونه نتنياهو كأحد الأهداف الرئيسية للعملية البرية في قطاع غزة. ومع ازدياد القناعة العامة بالفشل الإسرائيلي في غزة سواء في الداخل الإسرائيلي أو بالنسبة للحلفاء في الولايات المتحدة والغرب، ومع تزايد الخلافات بين نتنياهو وقادة الجيش، يبدو أن نتنياهو بدأ يبحث عن صورة للنصر خارج الحدود الفلسطينية عبر عمليات الاغتيال، وهو قد بدأ هذه المرحلة عبر اغتيال الجنرال الإيراني "رضي موسوي" في دمشق، ومن ثم اغتيال القائد العاروري في بيروت، ومن ثم اغتيال قائد في حركة النجباء التابعة للحشد الشعبي في بغداد.

يعتبر العاروري من أهم القادة في حركة حماس، وعلى الرغم من عمله في المكتب السياسي لحركة حماس إلا أنه يعتبر من المخططين الرئيسيين لعملية طوفان الأقصى، ولكن أكثر ما كان يخيف إسرائيل من العاروري هو نفوذه الواسع في الضفة الغربية وقدرته على خلق نواة مقاومة مسلحة فيها عبر استنساخ التجربة في غزة ونقلها إلى الضفة الغربية.

على الرغم من أنّ إسرائيل تضفي على عمليتها طابع التعقيد والعمق الاستخباراتي، إلا أن تواجد القائد في أحد المكاتب المعروفة لحماس في الضاحية الجنوبية ينفي عنصر التعقيد عن هذه العملية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نتنياهو هدد منذ أسابيع بانه سيعمل على اغتيال قادة المقاومة في أي مكان في العالم. إلا أن لهذه العملية أهمية خاصة، إذ أنها تضع ما يسمى بمحور المقاومة في موقف صعب، فالإبقاء على قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله على ما كانت عليه سوف يشجع إسرائيل على تنفيذ المزيد من الاغتيالات وانتهاك سيادة لبنان، ومن جهة أخرى فإن فتح الجبهة الجنوبية بشكل كامل ومفتوح سوف يهدد بنشوب حرب إقليمية قد تتسع لتشمل أطرافا إقليمية ودولية من الصعب السيطرة عليها.

وبناء على هذه المعادلة الصعبة في حالة الحرب المفتوحة أو تجاهل الرد، يأتي خطاب نصر الله غامضا دون أخذ موقف صريح سوى في نقطة وحدة هي أن الرد قادم، وذلك لأن حزب الله يدرك بأنّ أهداف اغتيال الشيخ صالح في بيروت تحديدا لا تقتصر على تحييد قائد ذي نفوذ وتأثير، بل تتعداه إلى محاولات لكسر عملية الصراع مع حزب الله وفرض قواعد جديدة للاشتباك.

لم تقتصر تداعيات اغتيال العاروري على فلسطين ولبنان بل تعدتهما إلى دول أخرى، حيث أظهرت عملية الاغتيال جانبا كانت بعض الدول العربية تحاول أن تخفيه، هذا الجانب الذي يتعلق برغبة بعض الدول العربية بتصفية حماس نهائيا. ويأتي هذا الاستنتاج عبر استقراء وسائل الإعلام العربية التي احتفت باغتيال القائد المهم في حماس.

فقد نشر موقع "ae.24" الإماراتي تقريرا بعنوان "بعد العاروري.. رؤوس كبيرة في حماس تخطط إسرائيل لقطفها"، شاركت فيه منشورا للمتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي. وقد أثيرت العديد من الانتقادات المحقة لنوع هذه التغطية، إذ أنها تتبنى المصطلحات والرواية الإسرائيلية المزيفة وتتعدى على حركة مقاومة قد تختلف معها ولكن هذا الاختلاف لا يسوغ للموقع أن يشكك بقضيتها وأهدافها. وعلينا أن نّكر بأنّ حركة حماس التزمت نهجا واضحا جدا وهو أن تقتصر مقاومتها لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية ولا تزعزع استقرار الدول العربية ولا تتدخل في شؤونها. وعلى العكس من ذلك، فقد كانت إسرائيل مثلا من تعدت على السيادة الإماراتية واغتالت محمود المبحوح، أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام، في دبي في 2010.

 وذهب الشيخ السعودي إبراهيم المحيميد قبل اغتيال الشيخ صالح إلى أنّ ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية ليس جهادا في سبيل الله بل هو جهاد في سبيل الشيطان. ويضيف المحيميد أن من يعتبر أن ما يحدث في فلسطين انتصار فعليه أن يراجع عقله وعلاجه من الخلل، وفق تعبيره، متسائلا: "على أي انتصار يتحدثون، ما الذي استفاده المسلمون من 7 أكتوبر؟". وتاتي تصريحات هذا الشيخ في وقت نقل فيه موقع "axios" أن بخلاف التصريحات الرسمية فإن المملكة ترغب بالقضاء على حركة حماس.

ختام القول هو أنه علينا الاعتراف بأنه من الصعب على حماس تعويض قائد كالشيخ صالح، ولكن هؤلاء المقاومين يعرفون أنفسهم بأنهم "مشاريع شهداء" وعليه فإن الحركة لا بد من أنها اتخذت كافة تدابيرها لاستمرار مشروع الشيخ صالح في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وعليه فإن هذا النهج سوف يستمر ولن ينقطع أبدا إلى لحظة تحقيق النصر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس العاروري الإسرائيلية الاغتيال حزب الله إسرائيل حماس اغتيال حزب الله العاروري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشیخ صالح حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

بعد اعتراف تأخر كثيراً.. لماذا تخفي حماس تفاصيل اغتيال الضيف؟

أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الخميس، مقتل قائد جناحها العسكري محمد المصري، المعروف بـ "محمد الضيف"، لتؤكد بذلك ما أعلنته إسرائيل قبل نصف عام عن استهداف المطلوب الأول لإسرائيل من بين قادة حماس السياسيين والعسكريين.

ولم تكشف حماس، التي أعلنت مقتل قادة عسكريين آخرين، عن أي تفاصيل حول اغتيال الضيف، خاصة تلك المرتبطة بموقع استهدافه أو توقيت ذلك، كما أن هذا الإعلان جاء بعد نفي متكرر من الحركة لواقعة اغتياله.
حماس تعترف بمقتل محمد الضيف وقادة عسكريين بارزين - موقع 24أعلنت حركة حماس، اليوم الخميس، مقتل قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، خلال الحرب التي شهدها قطاع غزة، منذ هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023. تسلسل زمني وأعلنت إسرائيل استهداف محمد الضيف في يوليو (تموز) عام 2024، بعد استهداف منزل كان يتواجد بداخله رفقة رافع سلامة، قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس.
وعادت إسرائيل في أغسطس (آب) لتأكيد اغتيال الضيف بعد جمعها معلومات استخبارية، حول نتيجة الضربة التي نفذتها على المنزل الذي كان يتواجد فيه القيادي العسكري الأبرز في حماس.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أشارت تقارير عدة إلى أن القيادة العسكرية لحماس أبلغت نظيرتها السياسية أن الاتصال مفقود بمحمد الضيف، وأنه قتل على الأرجح جراء غارة إسرائيلية.

تنكروا بهيئة متسولين وموظفي إغاثة لاستهدافه.. معلومات جديدة تكشف تفاصيل اغتيال الضيف! pic.twitter.com/JeaBLrBapr

— 24.ae | فيديو (@24Media_Video) August 14, 2024 وفي الشهر ذاته، أشار تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن حماس عثرت على أجزاء من جثة الضيف، وأنها تأكدت من مقتله، بعد شهور من البحث عن جثته في موقع الاستهداف، الذي قصفته إسرائيل بعشرات الصواريخ. نفي متكرر ومنذ الإعلان الأول للجيش الإسرائيلي عن استهداف الضيف، خرج خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس ونائب رئيس الحركة في حينها يحيى السنوار، وأكد أن الضيف على قيد الحياة، وأنه يتابع "بسخرية واستهزاء" المزاعم الإسرائيلية باغتياله.

#عاجل ???? #عاجل ???? بعد التأكد استخباريًا: جيش الدفاع وجهاز الأمن العام قضيا على المدعو محمد الضيف، قائد الجناح العسكري التابع لمنظمة حماس الإرهابية

???? المدعو محمد الضيف، قائد الجناح العسكري والرقم اثنين لدى منظمة حماس الإرهابية كان من المبادرين والمدبرين لتنفيذ مجزرة السابع من… pic.twitter.com/LvEO2ONGdh

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) August 1, 2024 وتوالت على إثر ذلك عمليات النفي من قادة عدة في الحركة، كما أن الحركة أصدرت بيانًا رسميًا في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، وقالت إن أنباء "العثور على جثة الضيف كاذبة تماماً، وأرفقت حينها إلى جانب اسم الضيف عبارة "حفظه الله"، في تأكيد بأنه ما زال على قيد الحياة.
ولم يصدر من الجناح العسكري أية تصريحات تنفي أو تؤكد مقتل الضيف، لكن الحركة اكتفت بنشر مقاطع له مموه الوجه، ضمن برنامج تلفزيوني، وقالت إن هذه المشاهد كانت وهو يخطط لعملية "طوفان الأقصى". إعلان "مُبهم" وبعد تأكيد حماس، الخميس، مقتل الضيف لم ترد الحركة بهذ الإعلام على اتهامات قدمتها إسرائيل له بالتواجد وسط المدنيين في منطقة المواصي، التي كان يصنفها الجيش الإسرائيلي على أنها "منطقة إنسانية"، وكان يطلب النازحين من مختلف مناطق غزة بالتوجه إليها.
وأسفرت الغارة التي قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت محمد الضيف، عن مقتل عشرات الفلسطينيين، بعد أن استخدم الجيش كميات كبيرة من الذخائر في استهداف الموقع.
وحول اكتفاء حماس بنعي الضيف، قال الناشط الفلسطيني أمجد أبوكوش، "لماذا تنعون الضيف وحده؟ لماذا لا تنعون من قتلهم الاحتلال معه أثناء تواجده في المواصي بين المدنيين العزل، لماذا لا يتم نعي ما يزيد عن 200 فلسطيني أعزل قتلوا بوحشية، أم أنهم مجرد أرقام؟".
في حين رأى الكاتب والمحلل السياسي عزيز المصري، أن قضية مقتل الضيف كانت محسومة بالنسبة للجناح العسكري لحماس، وأن توقيت الإعلان مرتبط بأسباب سياسية.
وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": "مع عودة النازحين إلى مدينة غزة وشمالها، وإعلان القسام النعي الرسمي لمجموعة من قياداته الكبرى، وعلى رأسهم الضيف، يمكن القول أن هذا بمثابة إعلان رسمي عن انتهاء الحرب بشكلها العسكري، كذلك ستسوق إسرائيل هذا الإعلان بمثابة تحقيق هدف كبير من أهدافها المعلنة وغير المعلنة لحربها على قطاع غزة".

وأضاف: "هذا يفتح الباب أمام حركة حماس للبحث بشكل جدي عن مخرج مناسب لا يظهرها بمظهر المنهزم للخروج من مشهد الحكم في الفترة القادمة، والحركة تدرك تماماً وحلفاؤها، وكذلك أنه من الصعب الاستمرار في مشهد الحكم في غزة، خاصة أننا على أعتاب ملفات كبرى، لا يمكن تنفيذها أو التفاوض حولها وحماس في مشهد الحكم".

مقالات مشابهة

  • بعد اعتراف تأخر كثيراً.. لماذا تخفي حماس تفاصيل اغتيال الضيف؟
  • بعد محمد الضيف.. حماس تعلن اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري للحركة
  • حماس تعلن اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري للحركة
  • بين وقفَي إطلاق النار.. اغتيال قادة حماس تدمير غزة واحتلال الأراضي
  • المشاط يعزي في وفاة الشيخ صالح يحيى طيس
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ صالح طيس في حادث مروري
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ صالح يحيى طيس
  • د. محمد خفاجى: 6 مبادئ كفيلة بحل الصراع الأبدى بين إسرائيل وفلسطين
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته
  • كاتب إسرائيلي: علينا الاستعداد لـظل حماس الطويل.. تأثير 7 أكتوبر