عربي21:
2024-10-02@04:10:25 GMT

ما تأثير اغتيال العاروري على مسار الصراع مع إسرائيل؟

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

شيّعت بيروت وحركة حماس القادة الشهداء الشيخ صالح العاروري والقائد القسامي عزام الأقرع وعضو الحركة محمد الريّس، الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيلية على مقرهم في الضاحية الجنوبية. وشارك الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين في التشيّع المهيب ولف نعش الشهيد العاروري ورفاقه بالعلم الفلسطيني وراية حماس، ووضعت فوق النعش بندقية في إشارة إلى أن الرد على عملية الاغتيال قادم لا محالة.



يأتي اغتيال الشيخ صالح في سياق فشل الحرب الإسرائيلية على غزة بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على الاعتداء، وهو امتداد لفشل مستمر في اغتيال كبار قادة القسام في القطاع والذي عنونه نتنياهو كأحد الأهداف الرئيسية للعملية البرية في قطاع غزة. ومع ازدياد القناعة العامة بالفشل الإسرائيلي في غزة سواء في الداخل الإسرائيلي أو بالنسبة للحلفاء في الولايات المتحدة والغرب، ومع تزايد الخلافات بين نتنياهو وقادة الجيش، يبدو أن نتنياهو بدأ يبحث عن صورة للنصر خارج الحدود الفلسطينية عبر عمليات الاغتيال، وهو قد بدأ هذه المرحلة عبر اغتيال الجنرال الإيراني "رضي موسوي" في دمشق، ومن ثم اغتيال القائد العاروري في بيروت، ومن ثم اغتيال قائد في حركة النجباء التابعة للحشد الشعبي في بغداد.

يعتبر العاروري من أهم القادة في حركة حماس، وعلى الرغم من عمله في المكتب السياسي لحركة حماس إلا أنه يعتبر من المخططين الرئيسيين لعملية طوفان الأقصى، ولكن أكثر ما كان يخيف إسرائيل من العاروري هو نفوذه الواسع في الضفة الغربية وقدرته على خلق نواة مقاومة مسلحة فيها عبر استنساخ التجربة في غزة ونقلها إلى الضفة الغربية.

على الرغم من أنّ إسرائيل تضفي على عمليتها طابع التعقيد والعمق الاستخباراتي، إلا أن تواجد القائد في أحد المكاتب المعروفة لحماس في الضاحية الجنوبية ينفي عنصر التعقيد عن هذه العملية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نتنياهو هدد منذ أسابيع بانه سيعمل على اغتيال قادة المقاومة في أي مكان في العالم. إلا أن لهذه العملية أهمية خاصة، إذ أنها تضع ما يسمى بمحور المقاومة في موقف صعب، فالإبقاء على قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله على ما كانت عليه سوف يشجع إسرائيل على تنفيذ المزيد من الاغتيالات وانتهاك سيادة لبنان، ومن جهة أخرى فإن فتح الجبهة الجنوبية بشكل كامل ومفتوح سوف يهدد بنشوب حرب إقليمية قد تتسع لتشمل أطرافا إقليمية ودولية من الصعب السيطرة عليها.

وبناء على هذه المعادلة الصعبة في حالة الحرب المفتوحة أو تجاهل الرد، يأتي خطاب نصر الله غامضا دون أخذ موقف صريح سوى في نقطة وحدة هي أن الرد قادم، وذلك لأن حزب الله يدرك بأنّ أهداف اغتيال الشيخ صالح في بيروت تحديدا لا تقتصر على تحييد قائد ذي نفوذ وتأثير، بل تتعداه إلى محاولات لكسر عملية الصراع مع حزب الله وفرض قواعد جديدة للاشتباك.

لم تقتصر تداعيات اغتيال العاروري على فلسطين ولبنان بل تعدتهما إلى دول أخرى، حيث أظهرت عملية الاغتيال جانبا كانت بعض الدول العربية تحاول أن تخفيه، هذا الجانب الذي يتعلق برغبة بعض الدول العربية بتصفية حماس نهائيا. ويأتي هذا الاستنتاج عبر استقراء وسائل الإعلام العربية التي احتفت باغتيال القائد المهم في حماس.

فقد نشر موقع "ae.24" الإماراتي تقريرا بعنوان "بعد العاروري.. رؤوس كبيرة في حماس تخطط إسرائيل لقطفها"، شاركت فيه منشورا للمتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي. وقد أثيرت العديد من الانتقادات المحقة لنوع هذه التغطية، إذ أنها تتبنى المصطلحات والرواية الإسرائيلية المزيفة وتتعدى على حركة مقاومة قد تختلف معها ولكن هذا الاختلاف لا يسوغ للموقع أن يشكك بقضيتها وأهدافها. وعلينا أن نّكر بأنّ حركة حماس التزمت نهجا واضحا جدا وهو أن تقتصر مقاومتها لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية ولا تزعزع استقرار الدول العربية ولا تتدخل في شؤونها. وعلى العكس من ذلك، فقد كانت إسرائيل مثلا من تعدت على السيادة الإماراتية واغتالت محمود المبحوح، أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام، في دبي في 2010.

 وذهب الشيخ السعودي إبراهيم المحيميد قبل اغتيال الشيخ صالح إلى أنّ ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية ليس جهادا في سبيل الله بل هو جهاد في سبيل الشيطان. ويضيف المحيميد أن من يعتبر أن ما يحدث في فلسطين انتصار فعليه أن يراجع عقله وعلاجه من الخلل، وفق تعبيره، متسائلا: "على أي انتصار يتحدثون، ما الذي استفاده المسلمون من 7 أكتوبر؟". وتاتي تصريحات هذا الشيخ في وقت نقل فيه موقع "axios" أن بخلاف التصريحات الرسمية فإن المملكة ترغب بالقضاء على حركة حماس.

ختام القول هو أنه علينا الاعتراف بأنه من الصعب على حماس تعويض قائد كالشيخ صالح، ولكن هؤلاء المقاومين يعرفون أنفسهم بأنهم "مشاريع شهداء" وعليه فإن الحركة لا بد من أنها اتخذت كافة تدابيرها لاستمرار مشروع الشيخ صالح في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وعليه فإن هذا النهج سوف يستمر ولن ينقطع أبدا إلى لحظة تحقيق النصر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس العاروري الإسرائيلية الاغتيال حزب الله إسرائيل حماس اغتيال حزب الله العاروري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشیخ صالح حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

مفاجأة.. صحيفة بريطانية تزعم تدخل بايدن لمنع اغتيال نصر الله بعد 7 أكتوبر

كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، استنادًا إلى معلومات استخباراتية أكدت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدخلت في وقت سابق بعد هجوم السابع من شهر أكتوبر الماضي لمنع إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

وبحسب الصحيفة البريطانية، وردت هذه المعلومات وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، الذين أكدوا أن القرار جاء بعد مشاورات بين واشنطن وتل أبيب، لعدم توسيع ساحة الحرب خارج غزة.

المحاولة التي جرى إحباطها نتيجة لضغوط إدارة بايدن

رغم مرور ما يقرب من 40 عامًا على غزو إسرائيل لبنان وبداية الصراع مع حزب الله، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها الأساسي في القضاء على قيادات الحزب أو تغيير مسار الصراع، ورغم التفوق العسكري الكبير الذي تتمتع به إسرائيل، فشلت في استهداف نصر الله في حرب 2006، حيث غادر المكان قبل تنفيذ الضربة. 

ففي سبتمبر 2023 وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت الطائرات الإسرائيلية جاهزة لشن غارة تستهدف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، استناداً إلى معلومات استخباراتية أكدت موقعه، إلا أنه تم إلغاء العملية بعد ضغط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تدخلت لمنع تنفيذ الهجوم.

وبعد فشل إسرائيل في إضعاف حزب الله، حوَّلت استراتيجيتها الاستخباراتية بشكل جذري، حيث طوَّرت وحدات مثل «وحدة 8200» ومديرية «أمان» الاستخباراتية قدراتها في جمع وتحليل المعلومات، ما أتاح لها الوصول إلى كميات هائلة من البيانات حول تحركات حزب الله وهيكله التنظيمي، حيث تم تعقب قادة الحزب بدقة أكبر، وفقًا لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

البيت الأبيض واغتيال نصر الله

قال البيت الأبيض إنه لم يتم تحذيره مسبقًا من الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل حسن نصر الله، حيث أفاد المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، بأن الرئيس جو بايدن لم يكن على علم بالغارة، مشددًا على أن بايدن لم يكن يريد الحرب مع حزب الله، قائلًا: «يتعين علينا تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط، وسأتحدث مع بنيامين نتنياهو لخفض حدة الصراع»، وفقًا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية.

وكانت إسرائيل شنت غارات جوية، يوم الجمعة، استهدفت نصر الله ومجموعة من قادة الحزب في الضاحية الجنوبية بلبنان، ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، تم استخدام قنبلة خارقة للحصون تزن طنا، بإلاضافة إلى إسقاط نحو 80 قنبلة أخرى للتأكد من مقتله.

مقالات مشابهة

  • حركة فتح الانتفاضة: نبارك الرد الإيراني الذي شكل لحظة تاريخية في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني
  • حماس تبارك الرد الإيراني على اغتيال هنية ونصر الله ونيلفوروشان
  • إعلام أمريكي: 5 مخاطر تنتظر الاحتلال الإسرائيلي بعد اغتيال حسن نصر الله
  • مفاجأة.. صحيفة بريطانية تزعم تدخل بايدن لمنع اغتيال نصر الله بعد 7 أكتوبر
  • ما بين اغتيال السيد نصر الله وقصة ناقة صالح.. نتيجة واحدة: فدمدم عليهم ربهم!
  • ما بين اغتيال السيد نصر الله وناقة صالح.. نتيجة واحدة: فدمدم عليهم ربهم!
  • هغاري عن اغتيال نصر الله: إسرائيل تعلمت الدرس من 7 تشرين الاول
  • NYT: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول
  • اغتيال نصر الله: هل تعيد واشنطن رسم خريطة الصراع في الشرق الأوسط؟
  • خبراء للجزيرة نت: اغتيال نصر الله نقطة تحول في مسار جبهة الجنوب