خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
المناطق_واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله لأن تَقْوَاه هي السِّرَاجُ المُنيرُ في حُلَكِ الدُّجَا، والمُعْتصَمُ الوثيق لِذَوي الحِجَا، والمِعْرَاجُ السَّنِيِّ عِنْدَ الضَّرَاعَة والالتجاء، وبها الظَّفر بالرَّغَائِب والرَّجَا.
أخبار قد تهمك تقديم أكثر من 326 ألف خدمة تقنية لخدمة قاصدي المسجد النبوي 4 يناير 2024 - 12:43 مساءً “الأمن العام” ينبّه: لبس الكمامة بالحرمين وقاية وحماية لك وللآخرين 31 ديسمبر 2023 - 10:33 صباحًا
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : في عالمٍ يموج بالتحديات والأزمات، وفي عصر كثرت فيه الأوهام والخيالات، تأتي أهمية استجلاء الحقائق والموقف الحق مما يشاع ويذاع مما يخالفها، وأنَّ الحقيقة الكبرى التي لا تخالجها الخيالات والأوهام، توحيد الملك العلام، فلقد بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، بعقيدة التوحيد الصَّافية الخالصة {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]؛ ليُحرِّرَ العقول والقلوبَ من رِقّ العُبوديَّةِ لغيرِ الله، ويُثبت فيها أن لا إله إلا الله، كلمة، الإخلاص، ومُفردة الاختصاص، وعنْوان الفوْزِ والخلاص، ولِيرفعَ النفوسَ إلى قِمَمِ العزِّ والشَرفِ والإباء، ويسموَ بِها عن بُؤرِ الالحاد والشِّركِ والوثنيَّة والشّقاء، والخُرافَةِ والشعوذة والأرْزاء.
وأضاف: إن أول أركان الإسلام الحميدة، وأوثقِ عُرى الإيمان المجيدة، وأرسخ ثوابت عقيدة السلف الصالح العتيدة، شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّه سبحانه الذي يملك النفْع والضُّر وحده، {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير}، وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه، وما عداه فإنهم ( لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) [الفرقان: 3] .
وبين أنَّه تعالى اختصّ بِعلم الغيب وما خفيَ، ولا ريْب، { لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [النمل: 65]، وأنّه جلّ عن الشبيه والمثيل والنظير، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وأنّ الخلق مُفتقرون إليه وحْدهُ على الدوام، ليس لأَحدٍ غنى عنه مثقال ذرة – سبحانه وتعالى – {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [فاطر: 15] قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “من تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل شرٍ في العالم وفتنةٍ وبلاءٍ وقحطٍ وتسليط عدوٍ وغير ذلك؛ فسببه: مخالفة الرسول ﷺ، والدعوة إلى غير الله” .
وأكد الدكتور السديس أن تلك هي عقيدةَ المسلمِ الصحيحة، وهي أعزُّ شيءٍ عليهِ وأغْلى ما لديه، فلا مُساومةَ عليها مهما كانت المتغيرات، ولا تنازل عنها مهما كانت التحديات، فالمؤمن الحقّ ديْدنُه التوكُّل على ربّه، فلا يدعو ولا يرغب ولا يرجو إلا خالقهُ عزّ وجلّ، ولا يخاف و لا يرهب إلا منه وحده تبارك وتعالى، {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}، وأضاف : جاء النهي صريحًا في الكتاب العزيز والسنَّة النبوية المطهّرة، عن كلّ ما يخالفُ هذِه الحقيقة الثابتة ويُضادُّها من الأوهام والانحرافات العقدية، كالتعلّق بغير الله سبحانه، واعتقاد النفع والضرّ بيد غيره عزّ وجلّ، ويأتي في الطليعة من ذلك؛ التّعلّق بأوهام السّحرة والمشعوذين والكهنة والعرّافين، سماسرة الخرافة والدجل والتضليل، الّذين أرْدَوْا كثيرًا من المسلمين إلى حضيض الشّرك الدّامس، والجهْل الطّامس، ومنها التعلّق بالأضرحة والمقامات، والأبراج والطوالعِ والنجوم، واعتقاد تأثيرها في حياة الإنسانِ فرحًا وترحًا، خُمولاً ونشاطًا، كدَرًا واغتباطًا، وأنَّ منْ وُلِدَ في برج كذا، فهو السعيد المحروس، ومن وُلِدَ في برج كذا، فهو التعيس المنحوس، في سردٍ للفضائح وإعلانٍ بالقبائح لا يُقرُّها شرعٌ ولا عقلٌ ولا منطق! فسبحان الله عباد الله! كيف تفْتِك الْخرافات والأوهام بعقيدة أولي الحجا والأفهام!؟ وأردف فضيلته أنها -وأيم الله- لهي الطعْنةُ النَّجلاءَ في صميم العقيدة، والشرْخُ الخطير في صرْح التوحيد الشامخ، وإنّها الانهيارُ السَّحيقُ الذي يثْلِمُ القُوة، ويُذْهبُ العِزَّة، ويجلبُ الانتكاسة، ويُلحقُ الهزيمة بالجيل، ويُشكِّك في الثوابت واليقينيات، ويُروِّج – رُحْماك ربنا- لبضاعة التخرُّصات والخزعبلات.
وأوضح أن من القواصم الفاقرات لأزكى الاعتقادات، تعاطي السحر والشعوذة وإتيان السحرة والساحرات، وإنّه – لعمر الحق- لجمعٌ بين الكُفرِ بالله، والإضرارِ بالناس، والإفساد في الأرض بوَبيلِ الأرْجاس، قال صلى الله عليه وسلم محذّرًا من الذهاب إلى السحرة والكهّان وتصديقهم في الأوهام والبهتان: “من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد”، أخرجه الحاكم وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقدْ عدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وحذر فضيلته أنّ هؤلاء الدجاجلة الأفّاكين منتشرون في بعضِ الوسائل الإلكترونية الحديثة، من القنوات، والمواقع، والشبكات، فلهم معرِّفاتٌ ودعايات، تروج الأباطيل مع الأسف اللاهب على العامة والدّهماء من الفتيان والفتيات، – ولا نكتم الخجل- تتاجر ببضاعتها على بعض الموهومين والمتعالمين، ولهم أسماء وبرامج للحظ زعموا، مِمَّا يفتِن الجُهال والأغرار، بل ربَّما يتصدى للفتوى كل متعالم مأفون، أو يتطبَّب من ليس في الطبِّ من قليل ولا كثير، وتَتكلَّم الرويبضةُ في كلِّ فنٍّ، والمُتلقّون لهذه الأوهامِ يرْتعون بكلِّ وخمٍ وزخَم دون تمييزٍ بين الغثِّ والسمين.
ووجه الشيخ السديس نداءً عاجلاً لمن يهمه الأمر من الآباء والأمهات والمربين والمربيات، والعلماء والدعاة، ورجال الحسبة وفّقهم الله وأيّدهم، أن يبادروا بالتحصين الإيماني لمجتمعاتهم، ضدَّ هذه المزالق الوهمية، والأعمال الشيطانية، والتكاتف والتعاضد للقضاءِ على هذه الأوهام؛ لما تمثّله من خطرٍ على الأمة، وإخلالٍ بأمن المجتمع، وإفسادٍ لعقيدة المسلمين، واستهانةٍ بعقولهم، وابتزازٍ لأموالهم، وتثبيطٍ لهممهم، في متاجرة خاسرة وصفقات بائرة، والنصيحة مبذولةٌ لكل من ابتُلي بهذه الأمور المزرية الشنيعة، أن يتوب إلى الله ويؤوب، ويستغفره من هذه الشركيات الجاهلية، والوضاعات الخرافيّة؛ طاعةً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وحفاظًا على دينه، وعقيدته، وأشار فضيلته إلى أن من الأوهام المتعلقة بالعقيدة تأتي الأوهام الفكرية بين الغلو والجفاء، والتنطع والانحلال في تجافٍ عن تحقيق للوسطيَّة والاعتدال، وكذا المٌضِرَّةُ بالعباداتِ، كالرياء والتشديد والتعصُّب في التقليد ونحوه، أو التعَلُّقِ بأذْكارٍ وأورادٍ مخترعة هي شبهٌ خطّافة في أوجهٍ حمّالة، وقوالب أخاذة ليست على أثارةٍ من علم من الهدي النبوي.
وقال فضيلته ومما يروج به من الأوهام ما عمَّت به البلوى في هذه الأزمان، من أَمْرَاضٌ نفْسيَّة، وجسدية، ممن ابتلوا بوسْوسةٍ في العبادات دون يقين، وشكٍّ في المسلّمات من الدِّين، وصَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ واكتئاب دون ميْن، ومن هذا الباب ما يتعلق بالرقية الشرعية فكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات، استطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء.
ونبه أنّ للرُّقية الصحيحة المفيدة بإذن الله، شروطًا ثلاثةً ذكرها أهل العلم أولها: أن تكون بأسماء الله وصفاته، والمجَوَّدِ من آياته، وأن تكون بلغةٍ عربيةٍ واضحة المباني، مفهومة المعاني، وأن يُعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى، فأين هذا من ممارسي الرقى الموهومة والمروجين لها، والمتاجرين بعلل الناس وآلامهم، مما يٌذرف العَبرة، ويوجب العِبرةَ على غُربة التوحيد والسنة، وقل مثل ذلك في المتصدين لتعبير الرؤى وتفسير الأحلام، وما هي إلا أضغاث أحلام، وكم وكم من مُروِّجي المقاطع، وناشري المُحتوى الإعلاميّ المُضلِّل للحقائق، المروِّج للأكاذيبِ والشائعات والخزعبلات والافتراءات، ومن ذلك التشبّه بغير المسلمين فيما هو من خصائصهم.
وكشف إمام وخطيب المسجد الحرام أن من مضلات الأوهام، واستلابات الأفهام، التي بلي بها فئام من الناس، اللهاث الماديّ خلف تجار الكسب السريع، دون تثبُّت من مصادر هذه الأموال، وهل هي من حلال أم حرام، ودون نظرٍ إلى عواقب الأمور ومآلاتها، وذلك الذي أودى بكثير ممّن سلكوا هذه المسالك الموبوءة، والطرق الملتوية المشبوهة، إلى المصير المحتوم؛ ألا وهو الإفلاس والعيش المُدقع المأزوم، أو الوقوع في الفساد وغَسْل الأموال أو الكساد، وختم فضيلته خطبته بالقول ويلحق بهؤلاء الأَفْدام الأغرار، أقوام غدوا في رقِّ وبيلِ الأوطار، فبحثوا عن الكمال في صحَّة القامات وقوّة العضلات، وجمال القسمات، وذلك عن طريق تعاطي بعض المنشطات، والخلطات، مجهولة المصادر والهويّات، التي يروجها ويبيعها أشخاصٌ مجهولون، وأفرادٌ منكرون، من أهل الابتزاز والإفساد، مروِّجو المفتِّرات والمخدِّرات، للمتاجرة بأوهام القوة والفتوّة، والنشاط والإسعاد، وفي نهاية المطاف يكون هؤلاء المساكينُ رهْن المستشفيات والمصحّات؛ للتخلّص من إدمان المخدِّرات الذي سلب عقولهم وصحتهم، وأموالهم وقيمهم، ودمّر نفسياتهم، وأشقى أسرهم ومجتمعاتهم، وهنا لفتة للمرأة المسلمة بعدم الاغترار بالدعوات الموهومة في تحريرها من القيم والمبادئ، في استيقانٍ أنَّ فخْرها وعِزَّها بعفافِها وحيائِها وحِجابها وحِشمتها، وحذار من دعاوى الانتصارات الموهومة أو الانكسارات المزعومة في إرْجافٍ أو تخذيل، ومنها الدعوات الموهومة والمضللة ضدَّ بلادنا المباركةِ بلادِ التوحيد والسنَّة وخِدمة الحرمين الشريفين، والنيل من قادتها وعلمائها، حرسها الله وأدام أمنها واستقرارها وسائر بلاد المسلمين.
وذكّر الشيخ السديس المسلمين أنه في هذه الأيام الباردة والليالي الشتائية القارسة، بأنَّ لنا إخوانًا في الدين من المحتاجين والمتضررين والنازحين واللاجئين ولا سيما في فلسطين، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، ولا يجدون ما يقيهم عواصف الشتاء الباردة، من لباسٍ ودواء، وغذاءٍ وكساء، إلا ما تجود به أيدي إخوانهم في العقيدة، فالله الله عباد الله، وأنتم تعيشون الأمن والرخاء: أسهموا في تخفيف آثار هذا الشتاء القارس على إخوانكم، وذلك بغوثهم عن طريق المؤسسات الموثوقة، والمظلاّت المأمونة، لتنالوا الأجر العظيم من المولى الكريم سبحانه، ونسأل الله أن ينزل من لطفه ودفئه على المستضعفين والمتضررين إنه جواد كريم.
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عز وجل في موسم تتجلى فيه معالم التقى ويتحلى المؤمنون من صنوف العبادات بابها الحلى.
وقال فضيلته:معاشر المسلمين في ظل مشاغل العصر وضغوط الحياة وتجدد مطالبها يشتكي كثير من نزع البركة التي هي من المطالب الضرورية في متع الحياة في الدنيا، لتنمو وتزداد وتظهر ثمارها الخيرة، ولذا فما نزعت البركة من شيء إلا فاتت ثماره الطيبة، ومنافعه اليانعة، بل ما نزعت من أمر إلا وحل به العناء والشقاء ، قال صلى الله عليه وسلم :( ليست السَّنَة بألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا ) رواه مسلم, لهذا فالموفق يبحث عن أسباب حلول البركة ووقوعها ويسعى لتحقيقها في أمور حياته كلها لتنمو منافعها وتزداد خيراتها وتتحقق الحياة الطيبة بها.
وبين أن من أعظم أسباب استجلاب البركات وحصول الخيرات والمسرات هو الاستقامة على طاعة الله تبارك وتعالى ولزوم شرعه والوقوف عند حدوده قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى? آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )، مشيراً إلى أن من أعظم أسباب نزع البركة، فشوّ المحرمات والتمادي في المعاصي والسيئات قال تعالى( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ).
وأضاف: أن من آثار نزع البركات ما يعانيه العالم اليوم من مشاكل اقتصادية كبرى وتحديات مالية عظمى مع توافر المقدرات الهائلة والأموال الطائلة ومع هذا يعاني العالم من التضخمات الخطيرة والغلاء الفاحش وتراكم الديون الطائلة وكل ذلك بسبب بعد كثير من الخلق عن المنهج الرباني الذي رضيه خالقة لهم وجعله السبيل لسعادتهم في معاشهم ومعادهم ، ومن ذلك انتشار المعاملات الربوية التي يبنى عليها اقتصاد العالم اليوم مما أحل بهم النكبات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية المتعددة قال تعالى ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ).
ومضى آل الشيخ قائلاً: لقد كثر وتنوع في عالم اليوم الغش التجاري بصور لانهاية لأنواعها ولاحد لأشكالها مما كان سبب في حلول المخاطر المالية المختلفة ومما عاد ذلك على التعاملات المالية بالكساد والخراب ، مبيناً أن من أسباب نزع البركة في الأموال انتشار الأيمان الكاذبة لترويج السلع ويلحق بذلك كل ما كان في هذا المعنى من الإعلانات التجارية التي تحمل تزوير الصفات والخداع بالناس كما هو منتشر اليوم في وسائل التواصل ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :( الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ).
وبين أن من أسباب نزع البركات الخاصة والعامة ،التسلط على الأموال العامة بالنهب والسلب والتلاعب والخيانة ، محذراً من آثارها المدمرة على الآخذ وعلى المجتمع ككل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :( إنَّ هذا المالَ حُلْوةٌ خضِرةٌ فمَن أخَذه بطِيبِ نفسٍ بورك له فيه ومَن أخَذه بإشرافِ نفسٍ له لم يُبارَكْ له فيه وكان كالَّذي يأكُلُ ولا يشبَعُ )، واذا كان هذا من يأخذ المال العام بلهف وتطلع وطمع وشره فكيف بمن يأخذه على وجه محرم ، كما أن من أسباب نزع البركة ووقوع الكوارث الاقتصادية في المجتمع التلاعب بأموال الخلق من عدم الوفاء بثمن البيع أو رد قرض أو أجرة ونحو ذلك.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ خطبته بحث المسلمين على تقوى الله عزوجل والالتزام بالمنهج الإلهي والهدي النبوي في جميع تعاملاتهم وشؤون حياتهم، مبيناً أن بذلك تنزل عليهم البركات وتعم الخيرات ويفتح لهم من ثمار الدنيا اليانعات النافعات.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة صلى الله علیه وسلم إمام وخطیب المسجد المسجد النبوی المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيل يكشف تسجيلات تثبت تحريض بن غفير على العرب والمسجد الأقصى
كشف تحقيق للقناة 13 الإسرائيلية عن شهادات وتسجيلات تظهر استيلاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحاشيته على جهاز الشرطة، وتظهر التسجيلات تحريض بن غفير مقربيه على تصعيد الاستفزاز وتفجير الوضع ضد العرب، وفي المسجد الأقصى.
وقالت القناة إنه ليس من الغريب أن يسارع بن غفير إلى المحكمة لمنع بث هذا التحقيق، "لأنه يعرف جيدا ما هو مكتوب ومسجل صوتيا، ولكن لحسن الحظ أن المحكمة سمحت ببث هذا التحقيق".
وأضافت على لسان أحد صحفييها موجهة كلامها للإسرائيليين: "بإمكانكم جميعا الآن إصدار الحكم على أداء وزير الأمن القومي وعضو المجلس الوزاري المصغر، سيتم كشف أسرار بن غفير".
وحسب ما أوردت القناة 13، فقد حصل التحقيق الصحفي لبرنامج "همكور" (المصدر) على الآلاف من المراسلات النصية والرسائل الصوتية لبن غفير وأقرب مستشاريه، وقالت إنه من خلال هذه المواد الحصرية تبين خطوة خطوة كيف أوجد بن غفير ميزان ردع لرئيس الحكومة.
وتوضح أنه "بينما المعارك في ذروتها، يفكر مستشاري بن غفير في الاعتبارات السياسية الحزبية". وعرضت القناة 13 قول بن غفير: " فكروا.. سأنضم للمجلس المصغر.. مشكلتنا أكبر بكثير من الاعتبارات السياسية الحزبية". كما تنقل قوله: "نحن في الشرطة وحرس الحدود نستعد لاحتمال تنفيذ عملية "حارس الأسوار 2″"، والتي تعني -حسب القناة- وقوع أحداث عنف بين العرب واليهود في إسرائيل.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في سابع أيام عيد العرش 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024 (الجزيرة)وتحدث صحفي قناة 13 عن مجموعة "الواتساب" التي قال إنه يقتبس منها واسمها "الإستراتيجية والحكومة"، مشيرا إلى أن أعضائها هم الأشخاص الذين عينهم بن غفير لإدارة وزارة الأمن القومي، ومنهم "أعز أصدقائه ومدير مكتبه وزوجته ومجموعة ليس لها نهاية من المتحدثين والمستشارين الإعلاميين".
وعرضت القناة العشرات من الرسائل النصية لبينتسي غوبشتاين، الذي وصفته بأهم الأشخاص بين مستشاري بن غفير، والتي تبين أنه ضالع جدا في اتخاذ القرارات الأمنية والتعيينات وفي كل شيء يفعله بن غفير، بالإضافة إلى مدير مكتبه حنمائيل دورفمان، الذي يؤمن باستخدام القوة، وهو متزوج من ابنة غوبشتاين.
وحسب نفس التسريبات، فعندما يطالب بن غفير بقانون إعدام الفلسطينيين ويعارضه مجلس الأمن القومي يقترح حنمائيل على بن غفير أن يقول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه حان الوقت لحل مجلس الأمن القومي.
وفي إحدى الاستشارات مع مقربيه، كتب بن غفير: "حاليا رئيس الحكومة لا يجيب على اتصالاتي.. سأفعل شيئا ما لإثارة انتباهه وأصدر بيانا أقول فيه سأفتح (جبل الهيكل) المسجد الأقصى أمام اليهود ربع ساعة إضافية".
وتقول قناة 13: "لقد تحول فتح وإغلاق المسجد الأقصى إلى وسيلة من أجل انتزاع أمور من رئيس الحكومة".