الخليج الجديد:
2025-01-18@06:47:30 GMT

النظام الرسمي العربي في حيرة وتوهان

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

النظام الرسمي العربي في حيرة وتوهان

النظام الرسمي العربي في حيرة وتوهان

كانت أمام النظام الرسمي العربي فرصة للخروج من حالة التبعية الكاملة للغرب، وأخذ موقف صريح وموحد، لكنه واصل تمزقه وانقسامه.

انهار النظام الرسمي العربي ولم يبق إلا دفنه وإن لم يتدارك العرب أنفسهم قبل فوات الأوان فسيبقون تابعين لغيرهم يتحكمون بهم وبأوطانهم لا حول ولا قوة لهم.

فشل في إدخال حتى ولو شاحنة مساعدات واحدة دون أخذ إذن دولة الاحتلال، وفشل في إدانة هجوم على سيادة دولة عربية ووقف جرائم التدخل السريع في السودان.

بات تعبير السيادة الوطنية في العالم العربي مثيرا للتهكم، فغالبية الحكومات تلتزم الصمت على ما يحدث في غزة، وإذا تحدثت يكون حديثها مائعا سائلا بلا صلابة ولا قوة.

الإنسان العربي نفسه يعاني عدم اليقين كأنه يعاني الانفصام، فتأخذه الحمية أحيانا حتى تحسبه ذاهباً لتحرير فلسطين ثم ما يلبث أن يغفو تحت العجز وقلة الحيلة وانتظار معجزة يقوم بها آخرون نيابة عنه.

* * *

من أهم أحداث العام الماضي 2023 كان سقوط النظام الرسمي العربي، الذي فشل في إدخال حتى ولو شاحنة مساعدات واحدة دون أخذ إذن دولة الاحتلال، وفشل في إدانة هجوم على سيادة دولة عربية، ولم يكترث للجرائم التي ترتكبها قوات التدخل السريع في السودان، ولا حتى ما يجري في إدلب بسوريا من جرائم.

وبات تعبير السيادة الوطنية في العالم العربي مثيرا للتهكم، فغالبية الحكومات تلتزم الصمت على ما يحدث في غزة، وإذا تحدثت يكون حديثها مائعا وسائلا لا صلابة ولا قوة فيه، ووصل الأمر بها أن "احتارت" ماذا تقول حول الهجوم على سيادة دولة عربية بتفجير مبنى كان يقيم فيه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية من بيروت.

وأصبح واضحا حتى لغير العرب أن هذا النظام يقوم بدور وظيفي ويبحث عن مصالحه الضيقة، ولا تعنيه القضايا العربية خارج مجاله الحيوي، رغم أن الأمن القومي العربي مترابط ومرتبط بعضه ببعض.

وبأنه لم يتعلم من "طوفان الأقصى" الذي اثبت أن الولايات المتحدة والاحتلال كيانات هشة، مصدر قوتها ضعف الآخرين، واستلامهم لها، وعدم مقاومتهم لها، وفشلهم في استثمار ثرواتهم الطبيعية والمالية وموقعهم الجغرافي الاستراتيجي لمواجهة الصلف والغرور والعنجهية من أمريكا ودولة الاحتلال التي باتت دولة منبوذة لدى شعوب العالم، بوصفها دولة جرائم حرب وإبادة ودولة تقتل الأطفال الرضع والخدج، ويقودها مختلون عقليا.

كانت أمام النظام الرسمي العربي فرصة للخروج من حالة التبعية الكاملة للغرب، وأخذ موقف صريح وموحد، لكنه واصل تمزقه وانقسامه، حتى إنه فشل في مساندة دولة جنوب أفريقيا التي رفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال وما يمارسه في غزة من جرائم حرب، وأكثر من ذلك فقد أمعن النظام العربي في تجاهل هذه القضية وكأنها تخص شعباً غير مرئي وخفياً، لا تجري في عروقه دماء عربية.

بالطبع النظام الرسمي العربي ليس وحده الذي يعاني من حالة ضعف وضياع و"توهان" فالإنسان العربي نفسه يعاني من حالة عدم اليقين، وكأنه يعاني من انفصام، إذ تأخذه الحمية أحيانا حتى تحسبه ذاهباً لتحرير فلسطين ثم ما يلبث أن يغفو تحت أغطية العجز وقلة الحيلة وانتظار معجزة، أو حدثا خارقا يقوم به الآخرون نيابة عنه.

في جميع الأحوال النظام الرسمي العربي القديم انهار ولم يبق سوى دفنه، وإذا لم يتدارك العرب أنفسهم قبل فوات الأوان فهم سيبقون تابعين لغيره يتحكمون بهم وبأوطانهم لا حول ولا قوة لهم.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب فلسطين غزة سقوط النظام الرسمي العربي السيادة الوطنية ولا قوة من حالة

إقرأ أيضاً:

قصة نجاح عملية الطفل فتحي.. دخل مستشفى الناس يعاني من صعوبة البلع بسبب «الأكاليزيا» وخرج مُعافى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التكنولوجيا والتقنيات الحديثة أصبحت لها بصمتها في شتي جوانب حياتنا المعاصرة بشكل واضح، والطب ليس باستثناء من هذا، لذلك فإن مستشفى الناس الخيري لعلاج أمراض القلب والجهاز الهضمي والسكري بالمجان، تضع أحدث ما توصل له العلم من أجهزة وتقنيات متطورة بالعالم في خدمة رسالتها الخيرية لعلاج المرضي من الأطفال والكبار بالمجان.

تحرص مستشفى الناس دائمًا على توفير كل ما هو حديث ومتطور من تقنيات طبية عالمية، من أجل ضمان تقديم أفضل خدمة طبية للمترددين عليها من مرضي القلب والجهاز الهضمي والسكري، ومن بين هذه التقنيات "مناظير الفراغ الثالث"، التي تعد التقنية الأحدث والأكثر تطورًا في العالم لعلاج أمراض الجهاز الهضمي، وتعتبر مستشفى الناس، أول مستشفى خيري يوفر هذه التقنية لمرضاه في مصر.

ومن أبرز الحالات التي تم علاجها في مستشفى الناس باستخدام التقنية الحديثة "مناظير الفراغ الثالث"، حالة الطفل فتحي، وهنا يشرح، دكتور محمد الشربيني، أستاذ مساعد الباطنة والجهاز الهضمي بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، واستشاري المناظير العلاجية المتقدمة، تفاصيل حالة الطفل فتحي، وكذلك يوضح ما أسهمت فيه التقنية الحديثة في إنهاء معاناته مع مرضه النادر، وعودته لممارسة حياته بشكل طبيعي مرة أخري.

يقول دكتور محمد الشربيني، أستاذ مساعد الباطنة والجهاز الهضمي بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، إن «الطفل فتحي هو طفل مُبتلي بأمراض كثيرة، ولم يتخطى 4 سنوات من عمره، ويعاني من أمراض مزمنة عديدة تستدعي تناول أدوية كثيرة على طفل عمره 4 سنوات، لكن في الفترة الأخيرة قبل أن يأتي إلينا الطفل، أصيب بمرض يزيد مأساته وهو مرض اكاليزيا، أو ما يسمى بـ "عدم ارتخاء المريء"».

وأضاف: «ببساطة عندما يبتلع المريض الطعام ليمر من المريء إلى المعدة توجد عضلة فاصلة بين المريء والمعدة تسمح بمرور الطعام ولا تسمح بارتجاعه، وهذه العضلة يكون بها تشنج فلا تسمح بمرور الطعام، لذلك فإن معاناة الطفل فتحي هنا كانت في عدم قدرته على تناول الطعام والشراب، إضافة إلى أنه لا يستطيع تناول الأدوية لعلاج أمراضه الأخرى، الأمر الذي أدي إلى سوء حالة الطفل وعدم تحسن حالته العامة».

وتابع استشاري المناظير العلاجية المتقدمة: «الحمد لله ربنا أعطانا علم وخبرة وقدرنا العمل بالتقنيات الحديثة التي نقلناها من دول شرق أسيا وبالتحديد الصين واليابان، وبدأنا نعمل بهذه التقنيات لعلاج الأمراض النادرة مثل مرض الاكاليزيا، وهذه التقنية اسمها "مناظير الفراغ الثالث"، وهي عبارة عن إجراء عمليات جراحية للمرضي مثل حالة الطفل فتحي، بالمنظار الباطني من الفم، بحيث نستطيع الدخول بالمنظار عن طريق الفم، ونجري عملية بسيطة عن طريق فتح داخلي بسيط يمر عبر طبقات المريء لقطع العضلة المتشنجة التي تعيق قدرة الطفل على بلع الأكل والمياه، بعد العميلة يمكن للطعام والشراب أن يمر بسهولة عبر المريء إلى المعدة».

واستطرد دكتور محمد الشربيني: «الحمد الله ربنا كرمنا وقدرنا بالتقنيات الحديثة "مناظير الفراغ الثالث"، إننا نعمل العملية للطفل والتي استغرقت أقل من 30 دقيقة بدون أي تدخل جراحي، وبالفعل العملية نجحت والطفل استطاع شرب المياه بعد 24 ساعة من العملية، وبعد يومين تمكن من تناول الطعام وممارسة حياته بشكل طبيعي جدًا».

وأردف: «لا تتخيلوا مدي السعادة التي شعرنا بها من الابتسامة التي رسمت على وجه الولد بعدما تحققت أبسط حقوقه في الحياة وهو قدرته على تناول الطعام والشراب، ولا تتخيلوا السعادة التي شعرنا بها بعد كرم ربنا وجعلنا نكون سبب لرسم الابتسامة على وجه والدة الطفل التي كانت تري ابنها في معاناة زيادة لعدم قدرة على الأكل والشرب».

ولفت إلى أن «الطفل فتحي، بعد أسبوع حياته تغيرت بشكل كبير، واستطاع تناول الطعام والمياه والأدوية، وحالته العامة تحسنت لأن التغذية كانت جزء مهم في علاجه، وبدأت الأمراض الأخرى التي يعاني منها تستقر، وأصحبت صحته أفضل بعد تناوله الأدوية بانتظام».

واختتم حديثه: «نحمد ربنا ان احنا كنا سبب في رسم السعادة على وجه الطفل ووالدته وأسرته، وطبعًا الشكر لمستشفى الناس إنها قدرت توفر التقنيات العالية جدًا لنستطيع مساعدة الطفل ده بأحدث التقنيات، ومش هنقول إنها قريبة من العالمية، لا دي نفس المستويات العالمية».

بدورها، قالت الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والمناظير العلاجية التداخلية بكلية طب القصر العيني، جامعة القاهرة: «حالة فتحي، وهو طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، عنده أمراض كتير يمكن مولود بيها، اتحجز في مستشفيات كتير، ويتناول أدوية بشكل مزمن، لكن ما زاد معاناته هو إصابته بمرض نادر جدًا اسمه "أكاليزيا"، وهو عبارة عن ضيق في آخر المريء، وتحديدًا العضلة ما بين المريء والمعدة، وهذه العضلة مسئولة عن مرور الطعام من المريء إلى المعدة، وبالتالي تتم التغذية».

وأضافت أستاذ مساعد أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والمناظير العلاجية التداخلية بكلية طب القصر العيني: «الكفل دخل في حالة سيئة جدًا من صعوبة في البلغ وسوء تغذية وانخفاض وزن شديد، والأزمة بالنسبة للطفل ليست في سوء التغذية فقط، بل للأسف الأمراض المزمنة التي ولد بها، تأثرت جدًا لعدم قدرته على تناول أدويته».

وأشارت الدكتورة شيماء الخولي: «الطفل فتحي وصل إلى مستشفى الناس، بعدما سمعت أسرته عن وجود مركز متخصص لعلاج حالات الأكاليزيا بتقنية حديثة جدًا اسمها "مناظير الفراغ الثالث"، والفريق الطبي في القصر العيني كان له السبق في دخول هذه التقنية إلى مصر، وكانت مستشفى الناس أول مستشفى خيري تستجيب لتقديم هذه التقنية على مستوى عالي جدًا من الجودة».

وتابعت: «استطعنا إجراء العملية للطفل فتحي، في مستشفى الناس، ولم تستغرق وقت طويل بما لا يتجاوز 20 دقيقة، وفي اليوم الأول بعد العملية بدأ الطفل في شرب المياه، وتناول الطعام في اليوم الثاني، وحالته تحسنت ووزنه بدأ في الزيادة، واختلفت حياته بالكامل بعد إجراء عملية "شق عضلة المريء والفؤاد" عن طريق المنظار الباطني بدون أي تدخل جراحي».

وفى السياق ذاته، قال الدكتور كريم عصام، أستاذ مساعد أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والمناظير العلاجية المتقدمة بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة: «لما جالنا الطفل فتحي، كان يعاني من أمراض كثيرة أبرزها مرض الأكاليزيا، الذي كان يمنعه من الأكل، ويصاب بنوبات قيء مستمر، وفقدان في الوزن، بسبب إصابته بهذا المرض الصعب الذي يمنع المريض من الأكل بصورة طبيعية».

وأوضح أستاذ مساعد أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والمناظير العلاجية المتقدمة بكلية طب القصر العيني، أن «الطفل فور وصوله إلى مستشفى الناس، تم تشخيص حالته وعلاجه بتقنية "شق عضلة المريء عن طريق المنظار"، وهي أحدث تقنية موجودة في العالم حاليًا والتي تسمح بإجراء هذه العملية بدون أي جرح خارجي بواسطة المنظار التداخلي وهي "مناظير الفراغ الثالث"».

وأضاف: «الحمد لله العملية تمت في وقت قياسي، والطفل خرج بعد يومين، وتحسنت حالته جدًا، وفي المتابعات لاحظنا وجود زيادة في وزنه بعدما بدأ في تناول الطعام بشكل جيد، إضافة إلى اختفاء نوبات القيء، كما أنه يمارس حياته بشكل طبيعي جدًا واستطاع العودة للاختلاط مع أخوته وأصحابه مرة أخري بعد شفاءه».

مقالات مشابهة

  • بالاسم.. دولة عربية تتوعد باقتلاع حركة حماس من قطاع غزة
  • «التعليم»: نظام الثانوية القديم يعاني مشاكل متعددة وتغييره أصبح ضرورة حتمية
  • أموريم: مانشستر يونايتد يعاني بين الخطوط!
  • استشارية: الشخص الذي يتبنى دور الضحية يعاني من اضطرابات شخصية.. فيديو
  • قصة نجاح عملية الطفل فتحي.. دخل مستشفى الناس يعاني من صعوبة البلع بسبب «الأكاليزيا» وخرج مُعافى
  • بينهم دولة عربية.. الخطوط التركية تحظر سفر 3 جنسيات إلى سوريا
  • رئيس البرلمان العربي: إطلاق «محمد بن زايد سات» خطوة تعزز مكانة الإمارات
  • رئيس البرلمان العربي: خطوة تعزز مكانة الإمارات
  • الموعد الرسمي لتوزيع جوائز مهرجان ضي الخامس للشباب العربي
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يعاني وعناصر حماس يتحصنون في الأنفاق وبين الركام