أحدهم تظاهر بالموت 3 أيام.. ناجون يسردون قصص الإعدامات الميدانية الإسرائيلية بغزة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
قالت الصحفية مها الحسيني، في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، إن الجنود الإسرائيليين في مدينة غزة يطلقون النار على الفلسطينيين من مسافة قريبة، ويقتلونهم أمام عائلاتهم.
وروت قصة مؤمن رائد الخالدي الذي ظل 3 أيام بلا حركة، بالرغم من إصابته، بين جثث أفراد عائلته الذين قتلهم الجنود الإسرائيليون، متظاهرا بالموت لحماية نفسه من أن يلقى مصير أسرته.
وذكرت الحسيني، وهي ناشطة حقوقية أيضا مقيمة في غزة، أنه في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي اقتحم الجنود الإسرائيليون المنزل الذي لجأت إليه عائلة الخالدي في شمال غزة، وفي غضون دقائق معدودة أطلقوا النار على كل الموجودين. وبعدها خرجوا من المنزل معتقدين أنهم قتلوا كل من فيه. ولم يبق سوى مؤمن حيا، ينزف لعدة أيام قبل أن يعثر عليه الجيران، وينقلونه إلى المستشفى.
ومن سريره في المستشفى في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، روى للموقع البريطاني ما حدث في ذلك اليوم.
وكان الخالدي وأسرته قد توجهوا إلى منزل أقاربهم في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة بعد أن أجبروا على إخلاء منزلهم.
ويحكي الخالدي أنه في ذلك اليوم المشؤوم، بعد غروب الشمس، كانت العائلة قد أدت صلواتها، وافترشت الأرض معا وتأهبت للنوم، عندما فجر الجنود الإسرائيليون فجأة الباب الأمامي واقتحموا المنزل.
وقال الخالدي "أصيب جميع من كانوا في المكان فورا، وبينهم امرأتان وجدتي وامرأة أخرى حامل".
التظاهر بالموتوأمر الجنود الإسرائيليون، مخاطبين العائلة بالعبرية، الجميع بإخلاء المنزل. وبما أنه لا أحد يتحدث العبرية، لم يفهم أفراد العائلة الأوامر.
إعدامات جماعية ببلدة خزاعة جنوب قطاع غزة (الجزيرة)وقال الخالدي "لم يكن الجنود يتحدثون العربية. ولم نفهم ما يقولونه بالعبرية. لذلك حاول جدي أن يترجم. وقال فقط بضع كلمات "استمعوا لما يقوله الجنود وأخرجوا".
وأضاف الخالدي "التفت الجنود، واعتقدوا أن والدي هو الذي تحدث، فأطلقوا عليه الرصاص، وأردوه قتيلا على الفور". ثم أطلق الجنود النار على كل من كان في الغرفة، بما فيهم الخالدي.
وتابع الخالدي "ثم استشهد جدي وتبعه عمي، ثم رجلان آخران كانا قد لاذا بالمنزل معنا أيضا، ثم أحد أصحاب المنزل، وبعد ذلك استشهدت جدتي والمرأة الحامل".
وتذكر الصحيفة أنه بعد إطلاق النار عليه وإصابته بجروح في ساقه، استلقى الخالدي ساكنا على الأرض متظاهرا بالموت ليتقي المزيد من إطلاق النار من الجنود.
وقال الخالدي "كنت أحمي نفسي بالبقاء في مكان بين ظهر عمي والجدار. كنت أحمي رأسي في هذا الوضع. وبقيت هكذا 3 أيام متظاهرا بأني ميت. وفي أثناء تلك الفترة كان الجنود يدخلون ويخرجون ويدمرون المنزل، لكني بقيت متظاهرا بأني ميت. وبعد 3 أيام نقلني الناس مع أفراد عائلتي الشهداء إلى المستشفى".
وتحكي الصحفية أيضا أنه في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في الحي نفسه حيث أعدمت عائلة الخالدي، نجا قريبه فيصل أحمد الخالدي، البالغ من العمر 6 سنوات، من حادث مماثل بعد أن قتل الجنود الإسرائيليون والديه أمامه في منزل عمه.
وقال فيصل للموقع "كنا في المنزل، وكانت الدبابة متمركزة عند باب المبنى. وذات ليلة حطموا البوابة واقتحموا المبنى. وكانت شقة عمي محمد مغلقة، فكسروا الباب ودخلوا. وأطلقوا النار على الجميع في غرفة الضيوف".
وأضاف "كنا نائمين، وسمعت ضجيجهم، فسألت أمي عن هذا الصوت. فقالت لي هؤلاء جنود إسرائيليون. وما إن قالت ذلك حتى أطلقوا النار عليها ثم على أبي".
أبناء معاقونثم أمر الجنود بقية أفراد عائلة فيصل بالتجمع في غرفة واحدة، تاركين الأطفال ليشاهدوهم من الممر. وأصيب فيصل بشظية من الرصاص الذي قتل والديه، لكن الصدمة أفقدته الشعور بالجرح وقتها.
ويحكي فيصل "اختبأنا في غرفة نوم ابنة عمي ليان، ثم اتجهنا إلى الباب، ولم أتمكن من المشي، وكنت أسقط مرارا، فحملني عمي محمد، وعندها أمره الجنود هو وجد ليان بخلع ملابسهما. وأمروهما بالجلوس، وذهبنا جميعا للجلوس في الممر".
وبعد أن غادر الجنود المنزل لجأت العائلة إلى إحدى المدارس، وعندها فقط شعر فيصل بألم في بطنه. فخلعوا ملابسه ووجدوا أنه أصيب وأخذوه إلى المستشفى.
وقصة أخرى ترويها الحسيني، فبعد أسبوع من تلك الحادثة، وعلى بعد كيلومترات قليلة، أعدم الجنود الإسرائيليون كامل محمد نوفل البالغ من العمر (65 عاما)، وهو موظف متقاعد في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، أمام زوجته وأولاده البالغين المعاقين، بينما "كان يحاول أن يشرح لهم أن أبناءه لم يفهموا التعليمات"، بحسب قريبة جمال نعيم.
وقال نعيم لميدل إيست آي "وصلت قوات الاحتلال إلى المبنى الذي يسكن فيه كامل وعائلته، وأمرت الجميع بإخلاء المبنى، فنزلوا جميعا وتجمعوا في الشارع أمام المبنى".
ووفقا لنعيم كان 3 من أولاد كامل صم وبكم وكانت ابنته الرابعة معاقة. وقال إن "الجنود أعطوا تعليمات لهم عن المكان الذي سيذهبون إليه وما سيفعلونه"، لكن أولاد كامل لم يفهموا التعليمات بسبب حالتهم، فقام الجنود باعتقالهم.
وعندما حاول كامل التحدث مع الجنود بالعبرية عن حالة أولاده أردوه قتيلا على الفور أمام الأبناء والجميع. وذكر نعيم أن الجنود الإسرائيليين احتجزوا فيما بعد أولاد نوفل وبقية الأسرة، ولا يزال مكانهم الحالي مجهولا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجنود الإسرائیلیون النار على
إقرأ أيضاً:
البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية يدعم جهود مصر وقطر لوقف إطلاق النار بغزة
ضم البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية غير العادية التي اختتمت أعمالها في الرياض، أمس، تأكيد واسع على دعم الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر وقطر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وتحميل دولة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية فشل هذه الجهود نتيجة تراجع حكومة الاحتلال عن الاتفاقات التي توصل إليها المفاوضون.
دعوات بيان القمة العربية الإسلاميةودعا البيان الختامي إلى اتخاذ قرار يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف السياسات غير القانونية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة، وبتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، وإدانة قيام أي طرف بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، باعتباره إجراء غير قانوني وغير مسؤول، ويشكل اعتداء على الحقوق التاريخية والقانونية والوطنية للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.
ودعت القمة العربية الإسلامية في بيانها الختامي إلى أن يتضمن القرار اعتبار أن أي خطوة ترمي إلى تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس الشريف خطوة غير قانونية وتعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ويجب العمل على إلغائها والتراجع عنها فورا، ودعوة أي دولة أقدمت على خطوات تمس الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس إلى التراجع عن هذه الخطوات غير القانونية، والتأكيد على ضرورة العمل على تثبيت المقدسيين على أرضهم، وبما في ذلك من خلال دعم لجنة القدس وذراعها التنفيذي وكالة بيت مال القدس.
القمة العربية تدين العدوان على سوريا وتدعم لبنانودعت القمة العربية الإسلامية إلى مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للحكومة اللبنانية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك مواجهة أزمة النازحين إلى أن يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم وتأمين مقومات العيش الكريم لهم، مع وجوب تطبيق إصلاحات تسمح للدول الشقيقة والصديقة للبنان بالمشاركة في دعم اقتصادها لمساعدة الشعب اللبناني على الخروج من أزمته المعيشية التي يواجهها.
كما أدانت القمة العدوان الإسرائيلي الغاشم المتصاعد على أراضي الجمهورية العربية السورية، بما في ذلك استهداف المدنيين وتدمير المباني المدنية والبنية التحتية وانتهاك سيادتها، ما يشكل جرائم وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي، ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتشديد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان المحتل.
وهدفت القمة العربية الإسلامية التي تعقد في ظل أوضاع متوترة تشهدها المنطقة إلى متابعة نتائج وتوصيات القمة السابقة، ومواصلة جهود وقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، بالاضافة إلى مناقشة استمرار تصعيد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان.
وتأتي القمة العربية الاسلامية أو قمة المتابعة؛ امتدادا للقمة التي استضافتها الرياض في 11 نوفمبر 2023، التي شهدت حضور قادة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية.