عبد الساتر: ما ينقص في عالمنا اليوم هو المحبة والصداقة والصدق
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
استقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى وألاعضاء في زيارة بروتوكولية بعد انتخابهم، قدموا في خلالها التهاني بالأعياد، في حضور مرشد المجلس النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر.
اثر اللقاء قال متى: "منذ أربع سنوات استلمتم رئاسة أبرشية بيروت المارونية، وكانت بيروت حينها تغلي.
تابع:"عملنا بجهد وتصميم، ومشينا درب الجلجلة بكل ما للكلمة من معنى، واضعين نُصب أعيننا الخدمة العامة، وهموم طائفتِنا، ومصلحة لبنان، وبقينا أوفياء لرسالة المجلس العام الماروني رغم المخاطر والظروف الصعبة".
اضاف:"كما بالأمس كذلك اليوم، نتشرّف بزيارتكم، في زيارتنا الأولى البروتوكولية بعد إعادة إنتخابنا، لنجدد التعاون الصلب والتاريخي في ما بيننا، متضامنين مع مواقفكم الوطنية، وواضعين بين أيديكم مسيرتنا السابقة، ولنفتح معا صفحة الولاية الجديدة من مقرّكم ملاذنا الأول والأخير".
وختم:"نتمنى لسيادتكم أعيادا مجيدة، وللبناننا ولادة جديدة تتسم بالأمن والأمان والطمأنينة لشعبه".
بدوره، شكر عبد الساتر للمجلس العام الماروني، رئيسا وأعضاء، كل ما قدّموه ولا زالوا يقدمونه في سبيل خدمة الآخرين، وقال: "اخترتم درب جلجلة المحبّة، فليس سهلا على الإنسان أن يختار، في هذه الظروف بالذات، أن ينسى نفسه ليكون مع المحتاج. صحيح أن الحاجة المعيشية اليوم إلى ازدياد، ولكن هناك أيضا من يحتاج إلى من يسمعه ويزوره، وليس فقط إلى من يساعده ماديّا ومن بعيد".
وختم:" فلنعمل سويا بهذه الروح، لأن ما ينقص في عالمنا اليوم هو المحبّة والصداقة والصدق. أشكر الأعضاء الذين خدموا في السابق في المجلس العام الماروني، ونحن اليوم نجدد وقوفنا إلى جانبكم في سبيل خدمة الآخرين".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل إنسانيتنا هي المشكلة؟.. المفكر اللبناني علي حرب ضيف معرض الكتاب
استضافت "القاعة الرئيسية"؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين؛ لقاء مع المفكر اللبناني "علي حرب" تحت عنوان "هل إنسانيتنا هي المشكلة"؛ وأدار اللقاء الكاتب محمد شعير؛ رئيس تحرير عالم الكتاب سابقا؛ ونائب رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب.
في البداية أعرب الكاتب محمد شعير؛ عن سعادته بمشاركة المفكر علي حرب؛ الفيلسوف والباحث المتميز؛ الذي على مدى نصف قرن طرح أسئلة إشكالية؛ ويحاول أن يفكك آليات التفكير؛ ومشروعات الحداثة والخطابات الأصولية؛ وتابع شعير: " إن -علي حرب- صاحب حوالي 30 كتابا متنوعًا منها كتاب -إنسانيتنا على المحك-، ويصدر له قريبًا كتاب -كلمات صنعت خراب لبنان-، وحرب يتطرق كثيرًا إلى الأزمة العالمية؛ ويرى أن العالم كله يعيش في أزمة؛ وليس المنطقة العربية فقط؛ والعالم توقف عن إنتاج الأفكار الكبرى، وكتب علي حرب موجهة إلى الإنسانية؛ واليوم يطرح علينا سؤالا جدليًا هو: هل إنسانيتنا هي الأزمة؟".
من جانبه أعرب المفكر "علي حرب"؛ عن سعادته بمجيئه إلى القاهرة بعد غياب 6 سنوات، وتقدم بالشكر؛ إلى الدكتور أحمد بهي الدين العساسي؛ على دعوته؛ وإتاحة الفرصة له لكي يأتي ويشارك في إحدى فعاليات معرض الكتاب.
وتابع علي حرب: "إن العالم في اللحظة الراهنة لم يعد على ما كان عليه؛ لا في الأفكار؛ ولا الوسائل؛ ولا الأدوات؛ وحتى الزمان تغير؛ وأصبحنا أمام عالم متسارع فائق في أدواته؛ فائض في معلوماته ومحتوياته؛ وهو متقلب في أحواله ؛ وملتبس في علاقاته؛ ومفخخ في محركاته، ولذلك العالم يزداد سوءًا في أزماته؛ وهذا ما تشهد به الأزمات العاصفة على صعيد الحروب التي كنا نظنها انتهت؛ فنرى البشرية تشهد حروبا فتاكة في أوكرانيا؛ والشرق الأوسط".
وتابع: "إن أسباب أزمات عالمنا أيضا التشريح القومي؛ والإمبريالي؛ حيث نرى دولًا تريد أن تضم أوكرانيا؛ وأمريكا تريد ضم كندا؛ مع أن كندا دولة كبيرة، وكذلك من مشكلات عالمنا تفاقم أعمال التحرش والاغتصاب خاصة في أوروبا؛ والولايات المتحدة؛ خاصة في قطاعات الرياضة"؛ وشدد على أن الثورات التكنولوجية وما تطرحه من أسئلة وإشكالات؛ من أهم مشكلات عالمنا، فقد أصبحت الأدوات التكنولوجية تتحدى العقل البشري؛ وتتحدى الإنسان ككائن عاقل ومفكر، كذلك من مشكلات عالمنا انهيار وتراجع حقوق الإنسان.
وفسر المفكر علي حرب؛ الأزمات التي نعيشها بأن إنسانيتنا هي مصدر ما نعانيه؛ فالإنسان أكثر الناس جهلًا بإنسانيته؛ فإنسانيتنا بعكس ما نهوى ونريد أن نصنعها؛ ونحن بعكس ما نفكر؛ وإذا أردنا أن نعالج المشكلة على المستوى الحضاري؛ يكون ذلك من خلال أفكارنا، وأنا لست مع المعالجات الأحادية أنا مع المعالجات المتنوعة؛ فكل واحد يدخل إلى المشكلة من خلال اختصاصه وخبراته"؛ وشدد علي حرب؛ على أن من يدعي القول بالحقيقة هو إنسان يجهل الواقع؛ لأن ما نقوله نحن على أنه وقائع إنما هو تفسير الحقيقة؛ وليس الحقيقة ذاتها، لذلك لا يستطيع الإنسان التحكم في مجريات الأمور، والحل هو خلق وقائع جديدة، ويشترك الناس جميعا في مسألة البناء والوجود".
وحول قراءة النصوص وتأويلها؛ أكد أن القراءة الخلاقة الخصبة هي التي تقرأ ما لم يكن موجودًا من قبل؛ وتأتي بجديد، لأن النص ينفتح على قراءات كثيرة وينفتح على احتمالات كثيرة؛ وتطرق إلى فكرة الحرية؛ موضحًا أننا تعاملنا مع الحرية على أنها ضد النظام والسلطة؛ وهذا الموقف ارتد على المثقفين؛ لأن المثقف استبد بفكرته؛ والسلطة أيضا ازدادت استبدادًا، والصواب أن الحرية بمفهومها الإيجابي تستلزم إنتاج أفكار؛ وليس فقط النضال ضد السلطات.