بغداد اليوم - متابعة

أكد القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي، أن إيران كانت في معركة حقيقية مع أمريكا طوال العقود القليلة الماضية، فيما أشار الى انهم ألحقوا هزيمة مريرة بأمريكا في كل المعارك.

وقال سلامي خلال مراسم تشييع جثامين الشهداء للحادث الإرهابي قرب ضريح سليماني في كرمان: "نحن نواجه سلسلة متصلة من الشياطين الصغيرة والكبيرة في العالم في المعركة بين الإسلام والكفر.

وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها وتوجد الیوم في حياة الشعب الإيراني العزيز والأمة الإسلامية">

وتابع "أننا سننتقم للشهداء"، قائلا إن هذه الشهادات هي انعكاس ورد فعل وصدى للهزائم القاسية التي لحقت بجسد الاستكبار وعوامله الإقليمية والداخلية في السنوات الأخيرة.

وصرح أننا سمعنا أمر قائد الثورة الإسلامیة وسنستمر في تنفيذه، مضيفاً: لا تظنوا أن الشعب الإیراني المسلم والأمة الإسلامية مكبلوا الأيدي.

وأردف: لقد خضنا معركة حقيقية مع قوة اسمها أمريكا طوال العقود القليلة الماضية، لكننا في كل هذه المعارك طردنا أمريكا بهزائم مذلة. انظروا إلى ما حدث لأمريكا عندما أرادوا بناء حكومة في العراق، ونشروا 135 ألف جندي عسكري، لكنهم فشلوا في العراق.

وتابع قائلا: فإن بطلنا الأسطوري (الشهيد سليماني) مع رفاقه المخلصین، أخرجوا أمريكا من السيطرة السياسية على العراق، وأنقذ العراق من شر الحكم الأمريكي، بينما كان جنودهم متواجدین بكثرة في تلك الأرض.

ولفت الى: إنهم اليوم الخاسرون بهذه السياسة؛ لقد أرادوا أن يضعوا أفغانستان تحت هيمنتهم السياسية، ولكن رأيتم هروبهم المشين، وقد تركوا وراءهم جيشًا مجهزًا بالمعدات الحديثة؛ لقد أرادوا الإطاحة بحزب الله في لبنان من الساحة السياسية والأمنية لذلك البلد، لكن اليوم يرى الجميع تألق هذه القوة في شرق البحر الأبيض المتوسط. کما لقد أرادوا تدمير النظام السوري باعتباره الحلقة المركزية للمقاومة، لكن سوريا بقيت وغادر الأمريكيون.

واستدرك: فرضوا الحظر على إيران لشل الشعب الإيراني، لكن عقوباتهم منیت بالفشل. ولقد غادروا الخليج الفارسي، وكادوا أن يخلوا المنطقة، ولا يستطيع الیوم   أي مسؤول أمريكي الذهاب إلى أي قرية من القرى الإسلامية. وهم الذين فرش لهم البساط الأحمر عندما اتجهوا إلى بلاد الإسلام، أما اليوم فلا مكان آمن لهم.

واضاف سلامي: ارجعوا إلى الکیان الصهيوني، فقد خططوا للسياسة من النيل إلى الفرات وأرادوا احتلال الأرض الفلسطينية بالكامل ودفن الأمة الإسلامية العريقة والمتجذرة وسط سياساتهم الغاصبة لكن اليوم، وبفضل استشهاد بطل الإسلام الشهير هذا وكل الحركات والجماعات والمقاتلين الفلسطينيين، يمكنكم أن ترون كيف أن هذا الکیان البشع أصبح على حافة البقاء والموت وقام ببناء جدار حول نفسه ارتفاعه ستة أمتار وطوله مئات الكيلومترات، حتى يتمكن من العيش بأمان في هذا المنطقة، لكن الأمر غير ممكن.

وتابع قائلا: طوفان الأقصى أظهر بشكل جميل هزيمة هذا الکیان المزيف والمصطنع. واليوم، يُقتل كل يوم ما لا يقل عن 20 صهيونيًا على يد الفلسطينيين الأبطال في غزة، وتُضرب دباباتهم وتُسحق دروعهم وتكسر عظامهم. ولم يعودوا يرون أفقاً إيجابياً لحياة آمنة في المستقبل القريب في تلك الأرض المقدسة.

واستطرد: داعش كان نتاج سياسة أمريكا في العالم الإسلامي. وأضاف: داعش أراد أن يرسم خريطة سياسية جديدة في العالم الإسلامي، وكان حلمه إقامة الخلافة الإسلامية في كل الدول الإسلامية. ولكن بفضل نضال الشباب الثوري المتحمس من جميع أنحاء العالم الإسلامي تحت قيادة شهيدنا قاسم سليماني،  بركان التكفير الذي انتشر وحاصر جزءاً من البلاد الإسلامية في وسط نيرانه وشرد النواميس المسلمين وقام بقطع الرؤوس وذبح الشباب المسلم، فشل. وهل ترون نقطة ومنطقة بحجم الإبرة في أيدي داعش المجرم ؟ لا يوجد لهم أي أثر في أي مكان على صفحة العالم أو في الخريطة السياسية للعالم، إنهم ضائعون، إنهم غير مرئيين.

وزاد، إن الضربات التي تلقاها العدو كانت ثقيلة وقاسية ومؤلمة ولا تطاق، واليوم ليس أمام السلطات الصهيونية سبيل للهروب من هذا المستنقع المدمر، وإن غادرت المكان أو بقيت فقد فشلت. والمسلمون يجاهدون وإذا استشهدوا انتصروا.

ومضى سلامي: لن نخرج من الميدان بهذه الشهداء ولقد رأيتم الحشد الكبير لشعب كرمان العزيز بعد هذا الاستشهاد وهذه الأمة لن تستسلم للعدو بالشهادة، وهذه الأمة فخورة وستنتصر.

المصدر: إرنا

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟

أهي النهاية؟ سؤال يدوّي في أدمغة قاطِنِي المعمورة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، فبمجرد أن انخرط "ترامب" في إصدار قراراته المستفزّة؛ انهمك كلّ من يسكنون الليل والنهار في حسابات معقدة مشحونة بالكآبة والتشاؤم، فهل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؛ تحتمها وتفرضها على الناس تدافعات اقتصادية كبرى، فرضتها وستفرضها قرارات ترامبية متشنجة؟ أم إنّها نهاية العالم التي بشّرت بها الأصولية الأمريكية من قبْلُ على يد جيمي سواغرت وجيري فلوليل وهول لندسي، وإن فارقت في أسلوبها التراجيديا الأصولية إلى تراجيديا اقتصادية أبطالها هم خريجو المدرسة اليمينية من أمثال "الرئيس!" ونائبه ووزير خارجيته ورئيس أركانه، وصُنَّاعها رأسماليون عنصريون من أمثال أيلون ماسك؟

نظرية التخريب المتعمد وشواهدها

لا أظنّها مجرد انعكاس لنظرية المؤامرة، ولا أحسبها إلا دراسة استشرافية اعتمدت الأحداث الجارية في أرض الواقع شاهدا أكيدا، وما فيها من غرابة وجنون ليس مصدره استنتاج غريب مجنون، وإنّما مصدره ما تتسم به الأحداث ذاتُها من شطط؛ مَن كان يتصور أنّ عدة أسابيع فقط كانت كافية في تقويض هرمٍ ضخم لَطَالَما تفاخرت به الإمبراطورية الأمريكية، وهو ما يسمى في عالم الحكم والسياسة بسيادة القانون؟! وفي سلب روح المؤسسة من جسد دولة عمّرت قرنا ونصف قائمة على المؤسسات؟ وفي إفراغ أجهزة الدولة الأمريكية من الكفاءات واستبدالها بموالين للحاكم؟

هل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!
لقد صار السؤال اليوم -في ظلّ اللايقين السياسيّ- هل سيكون في أمريكا بعد اليوم تداول للسلطة أو انتخابات يراقب العالم الحرّ نتائجها؟ فهل وقع ذلك كلّه فجأة؟ ثم من هذا الذي يظهر في الخلفيّة وكأنّه يلقن ترامب ما يقوله ويملي عليه ما يفعله؟ أليس هذا الزئبقيّ اللزج هو إيلون ماسك الذي يمتلك مئات المليارات ويتطلّع للمزيد؟ أليس هو ذلك العنصريّ الصهيونيّ المتآمر؟ وأخيرا، لماذا هذه الثورة العفوية على سيارات "تسلا"؟

لا بدّ أنّ الشارع الأمريكيّ الثائر (الذي سيظلُّ يثور إلى أن تُسْلِمه ثورته إلى استعادة سنة الآباء المؤسسين أو تردّه الترامبية إلى حرب أهلية تأتي على الإمبراطورية بالخراب واليباب) قد وعى -وللشارع وعي عفوي تلقائي يسبق وعي البُلَغاء- أنّها مؤامرة كبيرة وخطيرة، مؤامرة جماعات الضغط المنتفعة التي لَطالما حذّر منها كبار المفكرين طوال التاريخ الأمريكيّ، فهل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!

اللايقين الاقتصادي وآثاره المدمرة

على الرغم من تعليق ترامب إجراءات زيادة التعريفة الجمركية لثلاثة أشهر -بعد أن كان قد فاقمها بشكل مزعج- فإنّ تراجعه هذا لا يعطي الطمأنينة التي لا بدّ للاقتصاد الدولي أن يتزود بها لينطلق من جديد؛ وذلك لافتقاد اليقين بسبب التأرجح المزاجي للكينونة الترامبيّة.

يقول دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "يظهر أننا اخترنا الاستراتيجية الصحيحة: التركيز على المفاوضات، مع ممارسة الضغط للوصول إلى هذه النقطة"، وقال إن التحدي المستمر ينبني على التنبؤ بالتحركات التالية لرئيس لا يمكن التنبؤ بردة فعله، وأضاف: "نحن نوازن باستمرار بين الحزم وبين ترك مساحة لتسلق ترامب". ويقول "كارستن بريسكي"، الموظف المالي السابق في الاتحاد الأوروبي: "إن الخطر هو أن الأيام التسعين القادمة ستتميز بعدم اليقين، وعدم اليقين يعيق الاستثمارات والاستهلاك".

هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ
يحْدُث هذا كلُّه وسط أجواء ملبدة بالغيوم والشكوك الكبيرة بين الولايات المتحدة وبين الدول الأخرى بما في ذلك حلفاؤها؛ بسبب تحول ترامب ضد أوكرانيا في حربها مع روسيا، وبسبب تشكيكه في المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو المتعلقة بالدفاع المشترك، مما يضخم المخاوف من عدم استعداد الولايات المتحدة للوفاء بوعودها.

مستقبل الهيمنة الدولارية

من المؤكد أنّ استمرار الهيمنة الدولارية بات أمرا لا مسوغ له في حلق الزمن القادم، صحيح أنّ الدولار لا يزال يتمتع بالمقومات التي تؤهله لأن يكون العملة الاحتياطية الأولى في العالم، وصحيح كذلك أنّ البدائل الأخرى كالذهب والعملات الرقمية ومقترح مجموعة بريكس والمقترح الصيني لا تزال ضعيفة وغير قادرة على أن تحلّ بديلا عن الدولار؛ لأسباب كثيرة يتعلق أغلبها بظروف أصحاب المقترح وتضارب مصالحهم، وإذا كنت منطقة اليورو على تضامنها وتضامّها لم تنجح إلا قليلا في زحزحة الدولار عن عرشه؛ فكيف بمناطق ومكونات أضعف نفوذا وأقلّ تماسكا؟! لكن في ظلّ الإجراءات العاصفة التي تفاجئ العالم ولا يسلم منها عدو ولا صديق يتحتم البحث عن عملة احتياطية أخرى تواجه التحديات التي يخلقها باستمرار تقلب المزاج الترامبيّ، ومن هنا نرى أنّ المخاطر تحفّ بالدولار.

هل للمسلمين والعرب مخرج؟

هذا هو السؤال الأهم والأجدى: هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ، ونحن أمّة -لو شاءت- لتحصنت دفاعيّا؛ فجند الله الصادقون منتشرون في ربوعها، ولا ينقصها سوى الجرأة على إحداث تحالف عسكريٍّ حقيقيٍّ، وإذا حلمنا بسوق عربية مشتركة وحلف سُنّيٍّ مشترك فلن نحتاج لتحقيق ذلك إلا أن نشاء، فهل تفعلها الأنظمة في بلادنا؟ وإذا لم تفعلْها فهل تظنّ أنّ عروشها بمنأى عن الخطر؟ وإذن فستدرك أنّها لم تقرأ المشهد بشكل صحيح، وأمّا المحاذير فلا أراها خافية على أحد، وحسب كلّ باحث عن الحقيقة أن يعلم أنّ محور الصراع سيكون ممتدا في المساحة التي يقطنها خيار الأمة وسوادها الأعظم، هذا هو البلاء المنهمر؛ فهل من مدّكر؟!

مقالات مشابهة

  • إعلان العيون.. برلمان أمريكا الوسطى يدعم الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية باعتباره الحل الواقعي
  • في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟
  • حملة دعائية في طهران بعد لقاء عُمان.. الحرس الثوري يروّج للقاء عرّقجي - ويتكوف كـ"نصر سياسي"
  • مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي البحريني يستقبل سفير المملكة
  • الحرس الثوري يرد بحزم على الشرط الأمريكي ويغلق باب التفاوض حول التسليح
  • الحرس الثوري يحدد 3 خطوط حمراء “لا تفاوض عليها”
  • الحرس الثوري يحذر واشنطن: قدراتنا العسكرية خط أحمر
  • الحرس الثوري: قدرات إيران العسكرية "خط أحمر"
  • أول وزير للحرس الثوري عن الخميني: هل من المفترض أن نبقى ألف عام بلا علاقة مع أمريكا؟
  • إيران تطلع العراق على مستجدات مفاوضاتها مع أمريكا وتدعو للقاء قريب