تواصلت المعارك في العاصمة الخرطوم -اليوم الأحد- حيث تجدد القصف الجوي وسمعت أصوات المضادات الأرضية، وبينما أعلن قائد قوات الدعم السريع عن تشكيل لجنة لبحث الحل السياسي، أبلغ قائد الجيش الرئيسَ الكيني بشروطه لقبول وقف إطلاق النار.

وقد نقل مراسل الجزيرة أن طائرة حربية تابعة للجيش السوداني قصفت موقعا بالجريف شرقي الخرطوم.

وذكر المراسل أن طائرات الجيش تحلق في سماء الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري منذ فجر اليوم، وأن قوات الدعم السريع تطلق المضادات الأرضية باتجاهها.

وفي وقت سابق، قال الجيش إن قوات "العمل الخاص" التابعة له نفذت عملية نوعية ناجحة في أم درمان، وهي إحدى المدن الثلاث التي تشكل العاصمة. ونشر عبر صفحته على فيسبوك مقاطع مصورة تُظهر قواته وآلياته العسكرية تتجول في شوارع أحياء المهندسين والعَودة وحمد النيل جنوبي أم درمان.

وفي ولاية جنوب كردفان غربي السودان، قالت مصادر محلية إن الحركة الشعبية-شمال- جناح عبد العزيز الحلو قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في مناطق عدة بمدينة "كادوقلي" عاصمة الولاية، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.


مشاورات واتصالات

سياسيا، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مساء السبت تشكيل لجنة اتصال مع قوى سياسية وحركات مسلحة، للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في البلاد.

وجاء في بيان صادر عن حميدتي عبر حسابه الرسمي على فيسبوك "أصدر القرار الآتي: تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح برئاسة يوسف عزت (المستشار السياسي للدعم السريع) وعضوية: لنا مهدي، بلة محمد، فاطمة علي".

وقال إن ذلك يأتي التزاما بمبدأ الحوار كضرورة أساسية للتوصل إلى حل سياسي شامل، ونظرا للتطورات التي تشهدها البلاد بسبب الحرب التي يقتضي إنهاؤها إجراء مشاورات واسعة النطاق بغية معالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة.

ووفق البيان، تمارس هذه اللجنة مهام عقد مشاورات واسعة بشأن الأزمة المستمرة والحرب الراهنة، والسبيل الأمثل للوصول لحل شامل يعالج الأزمة من جذورها بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية والمجتمعية.

ولم يصدر عن السلطات السودانية أو الجيش تعليق على بيان قائد الدعم السريع.

لكن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان تحدث هاتفيا السبت مع الرئيس الكيني وليم روتو، وأبلغه بأن الحكومة مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل "متمردي الدعم السريع".

وفي المحادثة الهاتفية أعلن البرهان رفضه مخرجات قمة الإيغاد التي كانت قد عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا. وذكر بيان للمجلس أن البرهان أوضح للرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية المكلفة من قبل الإيغاد بمعالجة الأزمة في السودان.

وأكد البرهان -بحسب البيان- سيادة السودان على أراضيه، وقال إن أي قوات من شرق أفريقيا المعروفة بـ "إيساف" لن تدخل البلاد دون موافقة حكومة السودان.


تصريحات كباشي

في ذات السياق، توالت ردود الفعل حيال التصريحات التي أدلى بها شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش السوداني، وأكد فيها أن الجيش منفتح على أية مبادرة جادة لوقف الحرب، في إطار المحافظة على السيادة الوطنية ومؤسسات الدولة، واصفا المبادرة السعودية الأميركية بأنها متقدمة.

في غضون ذلك، قال مصدر حكومي سوداني للجزيرة إن وفد الجيش عاد إلى جدة لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع. وكان الجيش قد علق مشاركته في المفاوضات أواخر مايو/أيار الماضي احتجاجا على ما اعتبره خرق قوات الدعم السريع للهدنة.

من جانبها، قالت الجبهة الثورية السودانية إن رئيسها الهادي إدريس، وهو عضو مجلس السيادة، التقى -ضمن وفد القوى المدنية والسياسية والمهنية- الرئيس الكيني في نيروبي أمس.

 وتناول اللقاء تطورات الأزمة السودانية وسبل حلها وآفاق توحيد الجهود الإقليمية والدولية للدفع لوقف الحرب، والشروع في عملية سياسية تفضي لتحول ديمقراطي حقيقي، وفق الجبهة.

وأضافت الجبهة الثورية -في بيان- أن رئيسها التقى في ذات اليوم بالعاصمة الإثيوبية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى الفكى، ومحمد الحسن ولد لبات مستشار رئيس المفوضية.

وقد بحث اللقاء جهود الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد لوقف الحرب بالسودان وسبل إيجاد آليات مشتركة لتوحيد المبادرات الأخرى، لا سيما منبر جدة، والآلية التنفيذية لمبادرة دول جوار السودان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

 مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  

 

 

الخرطوم - قتل 9 مدنيين وجرح 21 آخرون في قصف قوات الدعم السريع لمدينة الأبيض الاستراتيجية في جنوب السودان الاحد9مارس2025، بعدما تمكن الجيش من فك حصار طويل عنها الشهر الماضي، بحسب ما أفاد مصدر طبي. 

وقال المصدر في مستشفى الأبيض الرئيسي في المدينة وشهود عيان إن الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل 2023.

وأضاف المصدر الطبي الذي تحدث لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن القصف أسفر عن إصابة 23 شخصا بجروح جميعهم مدنيون وتوفي اثنان منهم لاحقا متأثرين بجروحهما، ما رفع حصيلة القتلى السابقة من سبعة إلى تسعة.

وأورد شهود أن قوات الدعم السريع شنّت قصفا مكثفا الأحد على مدينة الأبيض، لافتين الى سقوط قذيفة على حافلة للمواصلات الداخلية تقل ركابا.

وأكد أحد سكان المدينة أن "القصف تكرر لليوم الثالث على التوالي من الاتجاه الشمالي والغربي".

والشهر الماضي، كسر الجيش حصار قوات الدعم السريع للمدينة الواقعة عند مفترق طرق استراتيجي يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد، بعدما استمر نحو عامين. 

وأحدثت الحرب انقساما في البلاد بحيث بات الجيش يسيطر على الشمال والشرق واستعاد مؤخرا مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.

ويدور نزاع منذ نيسان/أبريل 2023 في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى ودفعت أكثر من 12 مليون شخص للنزوح وأدت إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • السودان: الدعم السريع يقصف مدينة الأبيض لليوم السادس توالياً
  • البرهان ينفي إمكانية التفاوض مع الدعم السريع ويؤكد استمرار القتال لإنهاء التمرد
  • تحذير أممي من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • قائد الجيش السوداني يضع شرطا صارما للسلام مع الدعم السريع
  • البرهاني ينفي إمكانية التفاوض مع الدعم السريع ويؤكد استمرار القتال لإنهاء التمرد
  • الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف أسباب التصعيد في نيالا بين فصائل قوات الدعم السريع
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم