قصف جوي بالخرطوم.. البرهان يشترط لوقف إطلاق النار وحميدتي يشكل لجنة لبحث الحل السياسي
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
تواصلت المعارك في العاصمة الخرطوم -اليوم الأحد- حيث تجدد القصف الجوي وسمعت أصوات المضادات الأرضية، وبينما أعلن قائد قوات الدعم السريع عن تشكيل لجنة لبحث الحل السياسي، أبلغ قائد الجيش الرئيسَ الكيني بشروطه لقبول وقف إطلاق النار.
وقد نقل مراسل الجزيرة أن طائرة حربية تابعة للجيش السوداني قصفت موقعا بالجريف شرقي الخرطوم.
وذكر المراسل أن طائرات الجيش تحلق في سماء الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري منذ فجر اليوم، وأن قوات الدعم السريع تطلق المضادات الأرضية باتجاهها.
وفي وقت سابق، قال الجيش إن قوات "العمل الخاص" التابعة له نفذت عملية نوعية ناجحة في أم درمان، وهي إحدى المدن الثلاث التي تشكل العاصمة. ونشر عبر صفحته على فيسبوك مقاطع مصورة تُظهر قواته وآلياته العسكرية تتجول في شوارع أحياء المهندسين والعَودة وحمد النيل جنوبي أم درمان.
وفي ولاية جنوب كردفان غربي السودان، قالت مصادر محلية إن الحركة الشعبية-شمال- جناح عبد العزيز الحلو قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في مناطق عدة بمدينة "كادوقلي" عاصمة الولاية، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
مشاورات واتصالات
سياسيا، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مساء السبت تشكيل لجنة اتصال مع قوى سياسية وحركات مسلحة، للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في البلاد.
وجاء في بيان صادر عن حميدتي عبر حسابه الرسمي على فيسبوك "أصدر القرار الآتي: تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح برئاسة يوسف عزت (المستشار السياسي للدعم السريع) وعضوية: لنا مهدي، بلة محمد، فاطمة علي".
وقال إن ذلك يأتي التزاما بمبدأ الحوار كضرورة أساسية للتوصل إلى حل سياسي شامل، ونظرا للتطورات التي تشهدها البلاد بسبب الحرب التي يقتضي إنهاؤها إجراء مشاورات واسعة النطاق بغية معالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة.
ووفق البيان، تمارس هذه اللجنة مهام عقد مشاورات واسعة بشأن الأزمة المستمرة والحرب الراهنة، والسبيل الأمثل للوصول لحل شامل يعالج الأزمة من جذورها بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية والمجتمعية.
ولم يصدر عن السلطات السودانية أو الجيش تعليق على بيان قائد الدعم السريع.
لكن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان تحدث هاتفيا السبت مع الرئيس الكيني وليم روتو، وأبلغه بأن الحكومة مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل "متمردي الدعم السريع".
وفي المحادثة الهاتفية أعلن البرهان رفضه مخرجات قمة الإيغاد التي كانت قد عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا. وذكر بيان للمجلس أن البرهان أوضح للرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية المكلفة من قبل الإيغاد بمعالجة الأزمة في السودان.
وأكد البرهان -بحسب البيان- سيادة السودان على أراضيه، وقال إن أي قوات من شرق أفريقيا المعروفة بـ "إيساف" لن تدخل البلاد دون موافقة حكومة السودان.
تصريحات كباشي
في ذات السياق، توالت ردود الفعل حيال التصريحات التي أدلى بها شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش السوداني، وأكد فيها أن الجيش منفتح على أية مبادرة جادة لوقف الحرب، في إطار المحافظة على السيادة الوطنية ومؤسسات الدولة، واصفا المبادرة السعودية الأميركية بأنها متقدمة.
في غضون ذلك، قال مصدر حكومي سوداني للجزيرة إن وفد الجيش عاد إلى جدة لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع. وكان الجيش قد علق مشاركته في المفاوضات أواخر مايو/أيار الماضي احتجاجا على ما اعتبره خرق قوات الدعم السريع للهدنة.
من جانبها، قالت الجبهة الثورية السودانية إن رئيسها الهادي إدريس، وهو عضو مجلس السيادة، التقى -ضمن وفد القوى المدنية والسياسية والمهنية- الرئيس الكيني في نيروبي أمس.
وتناول اللقاء تطورات الأزمة السودانية وسبل حلها وآفاق توحيد الجهود الإقليمية والدولية للدفع لوقف الحرب، والشروع في عملية سياسية تفضي لتحول ديمقراطي حقيقي، وفق الجبهة.
وأضافت الجبهة الثورية -في بيان- أن رئيسها التقى في ذات اليوم بالعاصمة الإثيوبية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى الفكى، ومحمد الحسن ولد لبات مستشار رئيس المفوضية.
وقد بحث اللقاء جهود الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد لوقف الحرب بالسودان وسبل إيجاد آليات مشتركة لتوحيد المبادرات الأخرى، لا سيما منبر جدة، والآلية التنفيذية لمبادرة دول جوار السودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
أعلنت قوات الدعم السريع في بيان الأحد تقدمها نحو السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور الاستراتيجية، فيما انتقدت حركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي المتحالفة مع الجيش تحركات الأخير، وقالت في بيان إن سقوط الفاشر يعني "سقوط كل مدن السودان تباعا".
ومنذ الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، ظلت الفاشر تشهد معارك طاحنة، وسيطرت قوات الدعم السريع على معظم أراضي إقليم دارفور التي تشكل نحو ربع مساحة البلاد البالغة نحو 1900 كيلومتر مربع.
وفي حين اتهمت حركة مناوي قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في معسكر زمزم الذي يأوي نحو 400 ألف من سكان المدينة أدت إلى مقتل 450 شخصا خلال ثلاث أيام، أكدت "الدعم السريع" أنها ظلت تعمل منذ 4 أيام مع عدد من الحركات المحايدة على تأمين خروج الآلاف من السكان إلى مناطق آمنة ونشرت وحدات لحماية المدنيين المتبقين، واتهمت بدورها قوات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه بتحويل المعسكر إلى ثكنة عسكرية واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.
وقال بيان قوات الدعم السريع: "نرفض الادعاءات الكاذبة باستهداف عناصرنا للمدنيين داخل مخيم زمزم، وندعو إلى تحري الدقة والموثوقية في تناول الأحداث".
وأكدت في بيانها التزامها بالقانون الدولي الإنساني وترحيبها بجميع المنظمات والوكالات الإغاثية التي أبدت رغبتها في الاستجابة الفورية للأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها الفارون من الحرب.
من جانبها، طالبت حركة مناوي في بيانها قيادة قوات الجيش بالتحرك نحو الفاشر وإنقاذ اكثر من مليون ونصف من السكان العالقين هناك، مشيرة إلى توقف الطلعات الجوية التي كانت تنفذ هجمات جوية في الإقليم. وتساءل البيان عن تأخر الإمداد العسكري للفاشر، وقال "قبل أكثر من شهرين تم تجهيز قوة ضخمه في مدينة الدبه لتذهب نحو الفاشر فما الذي حال دون ذلك؟".
وفي سياق متصل، دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود"، لوقف كل الأعمال العدائية التي تستهدف حياة وأمن المدنيين في كافة أرجاء السودان، وشدد على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وإقرار تدابير ملزمة لحماية المدنيين، والتحقيق في "كافة الانتهاكات الجسيمة التي حدثت خلال هذه الحرب".
وجدد التحالف تأكيده بعدم وجود حل عسكري للأزمة في السودان، وقال: "أثبتت التجارب السودانية أن الحرب لا تبني وطناً موحّداً، ولا تصنع سوى الدمار، وهذا هو ما نشهده الآن جراء هذه الحرب من خراب واسع ومعاناة إنسانية وتمزيق للنسيج الاجتماعي، وتفاقم المآسي، وزيادة معاناة المدنيين".
أهمية كبرى
يكتسب إقليم دارفور أهمية جيوسياسية كبيرة نظرا لمساحته الشاسعة وارتباطه حدوديا بأربع بلدان في المنطقة، إضافة إلى ثقله السكاني والاقتصادي الكبير.
يتمدد إقليم دارفور في أكثر من ربع مساحة البلاد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 493 ألف كيلومتر مربع.
وتقدر نسبة سكان الإقليم بنحو 17 بالمئة من إجمالي تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة.
ويرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 بلدان هي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وإفريقيا الوسطى من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى دولة جنوب السودان.