أني يواك ميديا: فوائد عديدة للإنترنت الفضائي في عدة مجالات في ليبيا
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
ليبيا- سلط تقرير تقني نشره موقع “أني يواك ميديا” التقني البولندي الناطق بالإنجليزية الضوء على التحولات الكبيرة في المشهد الرقمي في ليبيا.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أن انتشار خدمات “ستارلنك” للإنترنت عبر الأقمار الصناعية سيسهم في تحقيق العديد من الفوائد وإحداث ثورة في مختلف القطاعات وتمكين سكان المناطق النائية والمحرومة من الوصول للشبكة العنكوبتية بسرعة عالية.
ووفقا للتقرير بات من الصعب مد كابلات الألياف الضوئية التقليدية بسبب الطبيعة الصحراوية الشاسعة والتضاريس ما ترك العديد من المجتمعات من دون اتصالات موثوقة بالإنترنت في سيوفر فيه “ستارلنك” ربطها وإنهاء عزلتها السابقة.
وتوقع التقرير أن يكون لهذا الاتصال تأثيرا عميقا على التعليم فمن خلال الوصول الموثوق إلى الإنترنت سيتمكن الطلاب والمعلمون من الحصول على ثروة موارد تعليمية بما في ذلك الفصول الافتراضية ومنصات التعلم الإلكتروني والمكتبات الرقمية.
وتابع التقرير إن هذا من شأنه تمكين الطلاب من الوصول إلى التعليم الجيد بغض النظر عن موقعهم الجغرافي ما يعزز بيئة تعليمية أكثر شمولا وإنصافا ويسهل التواصل والتعاون بين المؤسسات التعليمية ما يسمح بتبادل المعرفة والأفكار على نطاق عالمي.
وبين التقرير إن الفوائد تمتد شاملة تعزيز النمو الاقتصادي وريادة الأعمال إذ ستتاح للشركات الصغيرة والشركات الناشئة الفرصة والاستفادة من المنصات الرقمية للتسويق والتجارة الإلكترونية والخدمات عبر الإنترنت وتوسيع نطاق وصولها محليا ودوليا.
وأضاف التقرير إن هذا الاتصال الجديد وسيجذب أيضا الاستثمار الأجنبي حيث ستكون الشركات أكثر ميلا إلى إنشاء عملياتها في ليبيا فالبنية التحتية الموثوقة للإنترنت متاحة بسهولة متطرقا في ذات الوقت إلى الفوائد الأخرى لقطاع الرعاية الصحية.
وأوضح التقرير إن هذا القطاع سيستفيد بشكل كبير من تحسين الاتصال فالتطبيب عن بعد سيكون أكثر سهولة وكفاءة من خلال تكنولوجيا الاتصالات وسيتمكن مرضى المناطق النائية من استشارة أطباء ومتخصصين بأماكن أخرى ما يقلل الحاجة للرحلات الطويلة والمكلفة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى تمكين “ستارلنك” عديد المهنيين الطبيين من الوصول إلى أحدث الأبحاث والدراسات والمجلات الطبية وموارد التدريب ما يمكنهم بالمجمل من تقديم خدمات رعاية صحية أفضل لمرضاهم.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: التقریر إن
إقرأ أيضاً:
مجتمعاتٌ في قرية عالميَّة
أبريل 22, 2025آخر تحديث: أبريل 22, 2025
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
إن الفرص أمام النخب العالمية للاتصال والتفاعل الإنساني ستزداد وكذلك الاعتمادية المتبادلة في الحصول على المعلومة وتوافرها للنخب السياسية والثقافية والعلمية، وبالتالي يمكن تشكيل رأي عام دولي في القضايا الدولية ذات الطبيعة غير الجدلية مستقبلاً ما دامت لا تتعارض مع المصالح
العامة. فوسائل الاتصال يميل دورها الذي تؤديه في اطار القرية العالمية إلى تنشيط المجتمعات التي تتنوع فيها الثقافات، إذ يزداد التوجه نحو تعزيز ثقافاتها وهوياتها المجتمعية، وفي هذا السياق يمنح الفضائيات مساحة في صناعة مناخا مناسبا للحوار والتفاعل العربي ومجالاً للنقاش حول هذه القضايا، وكذلك القنوات الفضائية وشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في القرن الواحد والعشرين لا مثيل لها في مجالات عدة، من اجل تشبيك العالم عبر الفضائيات والانترنت وتأثيرهما في الثقافات العالمية، بحسب وصف الدكتور صالح ابو اصبع في كتابه استراتيجيات الاتصال.
ومن جهة أخرى ستقود الاتصال الدولي لأن أشكال التمايز بين ثقافتين هما ثقافة النخبة والثقافة الشعبية أو الجماهيرية ستكون أكثر بروزاً، بسبب المستوى التعليمي والثقافي لأفراد المجتمع، فضلاً عن المستوى الاقتصادي والحصول على تقانة الاتصال والمعلومات وتأثير حاجز اللغة.
ومعروف أن الإعلام هو قناة لنقل ونشر المعرفة، وهو ما دفع ويدفع بعض الأقلام أحياناً لتتبارى في الإشارة إلى ضعف قناة المعرفة تلك وضعف وتشتت الخطاب الإعلامي العربي الموجه للرأي العام المحلي والعالمي، وبعده عن العلمية واستخدام نتائج الأبحاث الإعلامية الأجنبية من ضمن تقانات الخطاب الإعلامي واختيار القناة الإعلامية المناسبة للتأثير على الرأي العام، على الرغم من الإشارة إلى تفوق الإعلام المضاد دون ذكر الأسباب الجوهرية لذلك التفوق، أو محاولة تقديم حلول مقترحة واقعية قابلة للتحقيق في الواقع الراهن كجزء من الدول النامية ليخرج الإعلام من مأزقه.
واليوم وبعد أن طورت الدول المتقدمة وأدخلت أسلوباً جديداً في العلاقات الدولية أطلقت عليه اسم “العولمة” قارعت به بعضها بعضاً وطرقت أبواب الدول الأقل تطوراً والدول النامية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ومنظومته الاشتراكية، لتضع أمام تلك الدول والدول المستقلة حديثاً تحديات مصيرية تنال ليس السياسة والاقتصاد والمقدرات والمعتقدات وحسب، بل وتهدد شخصية وثقافات وسيادة واستقلال تلك الدول.
أثر توسع الهوة المعرفية بين العالمين المتقدم والأقل تطوراً، بالرغم من بساطة وتعقد قنوات المعرفة المتاحة في آن معاً، إثر الانفجار المعرفي والإعلامي وتقانات الذكاء الاصطناعي، الذي سببه التطور الهائل لوسائل الاتصال الجماهيرية وتنوع قنواتها، وتقف في طليعة تلك الوسائل المتطورة شبكات الحاسب العالمية التي وظَّفت لخدمتها شبكات الاستشعار عن بعد، عبر الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية المألوفة للإنسان منذ أواسط النصف الثاني من القرن المنصرم.