في حياة النبي.. ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
تعلقت أفئدة المؤمنين بحبيب الرحمن وشفيع الأمة، النور الهادي للحق سيدنا المصطفى العدنان، جعله الرحمن مرشدًا ومعلمًا، وخلقه رسولًا من البشر ليكون لنا قدوة واقتداء لنسير على نهجة ونهتدي إلى الصراط المستقيم، لذا وجب علينا قرأة سيرته لنأخذ ما أمرنا وننتهي عما نهانا، ولأن اليوم هو الجمعة، وقد جعله الله عيدًا للمسلمين، فكيف كان يقضيه رسول الأمة.
الأعمال المستحبة في أفضل أيام الأسبوع.. يوم الجمعة سماع سورة الكهف يوم الجمعة هل يغني عن قراءتها؟ كيف كان يعيش رسول الله يوم الجمعة
فجر الجمعة
كان خير الأنام يبدأ يومه بصلاة فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان، وذكر الأمام القيم في ذات المعاد أن الحكمة من تخصيص السورتين، هو اشتمالهما على ذكر خلق آدم ويوم القيامة والحشر، وهكذا تشتمل على ما كان وما سيكون، حيث خلق الله أدم يوم الجمعة، وستقوم القيام أيضًا يومها، وهذا ليذكر المسلم نفسه بأصل تكوينه ومآله الأخير، كما جاء في قوله ﷺ "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
الاغتسال
يبدأ حضرة النبي ﷺ سنن يوم الجمعة بالاغتسال كما جاء في الأحاديث الصحيحة، إذ قال ﷺ: "الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأنْ يَستنَّ، وأن يمسَّ طِيبًا إنْ وَجَد" وقوله ﷺ: “من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام".
الطيب والسواك وأحسن الثياب
أحب الحبيب المصطفى الطيب، فكان بعد الاغتسال ليوم الجمعة يتطيب ويتسوك ويرتدي أحسن الثياب، كما جاء في الحديث قال ﷺ: “إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ"، وقالت أمنا عائشة رضي الله عنها:" كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان يلبسهما في جمعته، فإذا انصرف طويناهما إلى مثله".
التبكير إلى المسجد
وبعدها كان يسبق الحبيب المصطفى إلى المسجد، وهكذا أرشدنا إلى سنة التبكير إلى الصلاة قبل أن يصعد الإمام إلى المنبر، كما قال ﷺ: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأوّل فالأوّل، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكّر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة".
السير بالأقدام إلى المسجد
كان محبب لنبي الله ﷺ السير بالأقدام إلى المسجد كما جاء في الحديث، قال ﷺ: “من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشي ولم يركب، ودنا من الأمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها”.
صلاة الجمعة
كان المصطفى يمهل الناس يوم الجمعة حتى يجتمعوا ثم يخرج إليهم، فإذا دخل المسجدَ سلَّم عليهم وصلى ركعتين تحية المسجد، وتحية المسجد مستحبة حتى وإن بدأت الخطبة حيث جاء في الحديث أن النبي ﷺ"كان يَخْطُبُ يوما في أصحابه فدَخَلَ رَجُلٌ فجلس فرآه النبي فقطع الخطبة فسأله أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ"، وإذا صعد حضرته إلى المنبر كان يستقبل الناس بوجهة الشريف ويسلم ثم يجلس، وبعد أن يفرغ بلال من أذان صلاة الجمعة قام حضرة النبي وخطب خطبة الجمعة مباشرة.
ومن سننه أنه كان يقصر الخطبة ويطيل الصلاة، ويكثر الذكر والدعاء، وأرشدنا إلى حسن الإصغاء والتدبر فيما يقول الخطيب، فعن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: “من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلَّى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام"؛ وقوله ﷺ “إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت".
كان الحبيب محمد يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة، وورد عنه الكثير من الأحاديث في فضل قرأتها ومنها قوله ﷺ "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ".
كانت من سنن الحبيب يوم الجمعة التماس ساعة الأجابة، حيث ورد في عدة أحاديث عنه أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء قال ﷺ “إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ".
ورد عن النبي عظيم فضل الصلاة على حضرته ﷺ يوم الجمعة وليلتها على الخصوص عموم، وفي يوم الجمعة وليلتها على الخصوص قال ﷺ:"إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُكُمْ صَلَاةً عَلَيَّ، أَلَا فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ" وهما ليلة ويوم الجمعة، وقال َأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ" وبما أن الجمعة أفضل الأيام و سيدنا محمد خير الأنام فإن شغل الوقت الأفضل بالعمل الأفضل هو الأكمل والأجمل فجاءه فضل الصلاة على حضرته يوم الجمعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجمعة يوم الجمعة رسول رسول الله الاغتسال صلاة الجمعة قراءة سورة الكهف إلى المسجد یوم الجمعة کما جاء فی ال ج م ع
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما سر ثبات الأمة في أقسى الأزمات
ألقى فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله تعالى، تقوى من يرجو دار النعيم.
وبيّن فضيلته أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان خلالها حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق، ويمنحه الطمأنينة، ويبعد عنه الخوف والشك.. وأن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان، وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله، فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال: “إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر، ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة، فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله، ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم، وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله، ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة، وكان حسن ظنها بالله راسخًا، قال تعالى: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}.
وتابع الثبيتي بأن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله، ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبو بكر للنَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-: “لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا”، فقال له -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-: “ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ الله ثالثُهما”.
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة في أقسى الأزمات، مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن فضيلته أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل، بل هو محفز على الجد والاجتهاد، وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة الدين والأمة وبناء الوطن.. ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها”. وقال جل من قائل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّه يَجْعَل لَّه مَخْرَجًا وَيَرْزُقْه مِنْ حيث لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه فَهُو حَسْبُه إِنَّ اللَّه بَالِغُ أَمْرِه قَدْ جَعَلَ اللَّه لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.