يزبك: لن تمر جريمة العدوّ في الضاحية دون عقاب
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أشار رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "أميركا تدعي أنها لا تريد توسعة الحرب، ولكنها تطلق عدوانها الصهيوأميركي على وحشية لم يسجل التاريخ لها نظيرا، وها هي الأشهر الثلاثة على المجازر والمذابح لشعب طال عذابه عقودا، ولم يحقق العدو الإسرائيلي أي إنجاز غير آلاف شهداء وجرحى ومفقودين، من أطفال ونساء وشيوخ كبار، وتحويل المباني الى ساحات، وفي المقابل غرق جنوده في نار أبطال المقاومة، آلاف من القتلى والمصابين من قوى النخبة وانسحاب ألوية".
وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك أن "اليد العليا هي للمقاومة رغم المجازر والعمل على التهجير من خلال ممارسات لا إنسانية من تضييق السبل ومنع كل مقومات البقاء، ولكن رغم كل ذلك صمود مدهش من شعب جبار كبارا ونساء وأطفالا، يردد الكل لن نتخلى ولن نرحل من أرضنا، وغزة ولدنا فيها ونحيا ونموت فيها، وعيوننا على المقاومة الشجاعة، فهي الأمل بعد التوكل على الله تعالى، وبدمائنا نكتب النصر لأمة وقضية كادت أن تنسى، إيمانا منا بأن النصر لا محالة لأصحاب الحق والأرض، والله لن يتخلى عنا فالنصر آت بإذن الله تعالى".
واعتبر أن "العدو قد أصيب بفشل ذريع في غزة، فهرب إلى مرحلة يتوهم تحقيق نصر يعوض فشله ويقدمه للكيان المهترىء داخليا، فكان الإعتداء على السيادة اللبنانية باستهداف الشيخ صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية، وليعلم أن الرد آت، فإن الجريمة لن تمر من دون حساب وعقاب، وقد تجاوز العدو بذلك الخطوط الحمراء وكسر المعادلة سيواجه، ولن يسمح بكسرها، وإذا تمادى فلن يجني الكيان إلا الندم والذهاب به إلى مذابل التاريخ. وأميركا التي تزعم بعدم توسعة الحرب ظهر كذب مزاعمها بإرهابها واعتداءاتها الصهيوأميركي من دمشق واغتيال الشهيد العميد رضي الموسوي إلى بيروت والشهيد الشيخ صالح العاروري إلى شهداء القوى البحرية في اليمن، إلى التفجيرات في كرمان، إلى بغداد واستهداف الحشد الشعبي وشهادة القيادي أبو تقي ونائبه".
وختم: "ليعلم الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل أن محور المقاومة على امتداده الجغرافي هو بالمرصاد، ولن تثنيه الضغوطات، والعين على غزة والضفة وفلسطين منها يكون الحل. عهدا قطعه المحور إسنادا ومناصرة لشعبنا المظلوم، وإن شاء الله يتحقق حلم المظلومين والمستضعفين بالنصر على قوى الإستكبار والظلم والطغيان ونراه قريبا إن شاء الله".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قمة القاهرة الأخيرة .. مخرجات مخيبة للآمال وصنعاء تحذّر من استئناف عملياتها
يمانيون../
جاءت مخرجات القمة العربية التي عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء الماضي مخيبة لآمال الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع إلى التحرر من قوى الهيمنة العالمية بقيادة “أمريكا وإسرائيل”، خصوصا في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ورغم استمرار العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا في خرق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وسوريا، كان يُفترض بالقادة والزعماء المشاركين في القمة اتخاذ مواقف أكثر حزما تجاه الكيان الصهيوني، الذي أدخل المنطقة في دوامة من الصراعات والعنف وارتكاب الجرائم والمجازر منذ أكثر من ثمانية عقود، راح ضحيتها مئات الآلاف، معظمهم في فلسطين.
صحيح أن القمة، التي أُطلق عليها “قمة فلسطين”، ركزت على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعالم العربي، إلا أن مخرجاتها اتسمت بنفس الخطاب الخجول والتقليدي الذي يؤكد على قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل، في وقت لا يفهم فيه العدو الإسرائيلي ومن يقف وراءه سوى لغة القوة والمواجهة.
لم يستفد القادة العرب من دروس الماضي، حيث استمروا في الرهان على وعود أمريكية جوفاء بشأن حل الدولتين، وهي وعود أثبتت التجربة أنها مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي لا أكثر، وقد جاء بيان القمة ليؤكد مرة أخرى على انتظار المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للقيام بدوره في تنفيذ حل الدولتين، رغم أن المجتمع الدولي لم يُقدم خلال العقود الماضية أي حلول حقيقية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أو لأي أزمة دولية أخرى.
وفي حين يتمسك القادة العرب بما يسمى “مبادرة السلام العربية” المقدمة عام 2002م، والتي لم تعد صالحة في ظل المستجدات الحالية، يُواصل العدو الإسرائيلي وحلفاؤه الأمريكيون والبريطانيون جرائم القتل والتهجير القسري للفلسطينيين ونزع سلاح المقاومة والتوسع الاستيطاني، غير آبهين بكل تلك المبادرات الدبلوماسية.
لم تكتف القمة بتأكيدها على مبادرة السلام العربية، بل جددت رفضها لما وصفته بالعنف والتطرف والإرهاب، وهي عبارات أصبحت تستخدم لتجريم كل أشكال المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض واضح مع مبادئ العدالة الدولية وحقوق الشعوب في الدفاع عن نفسها.
وبالنظر إلى تاريخ القمم العربية، نجد أن البيانات الختامية وخطابات القادة العرب، لا تجرؤ على توجيه انتقادات مباشرة للولايات المتحدة وإسرائيل أو التصدي لمخططاتهما الاستعمارية لكنها غالبا ما تأتي بصياغات دبلوماسية هزيلة لا تخرج عن دائرة التودد للغرب، وكأن هذه المخرجات تضع من قبل جواسيس أمريكا وأدواتها الاستخباراتية.
في مقابل هذا التخاذل، تبرز صنعاء بقيادتها الثورية والسياسية والعسكرية بموقفها الواضح والثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث أثبتت منذ ثورة 21 سبتمبر 2014 قدرتها على فرض معادلات جديدة على الأرض، بدءا من طرد القوات الأمريكية من اليمن، وصولا إلى دعم المقاومة الفلسطينية ميدانيًا.
وفي خطوة عملية، تدخلت صنعاء عسكريا إلى جانب المقاومة الفلسطينية عبر استهداف العدو الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ومنعت مرور السفن المرتبطة بإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، في رسالة واضحة بأن مرحلة الهيمنة الغربية المطلقة على المنطقة قد انتهت.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو الصهيوني انتهاكاته، حيث سجل أكثر من 900 خرقا في قطاع غزة منذ 19 يناير الماضي، بالإضافة إلى استمرار إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ما دفع صنعاء إلى تحذير إسرائيل من استئناف عملياتها العسكرية إذا استمر التصعيد ضد الشعب الفلسطيني.
وبهذا الموقف، تظل صنعاء ترسم الخطوط العريضة لمستقبل المنطقة بإرادة ثابتة لا تعرف المساومة، وبينما تتردد العواصم العربية في اتخاذ قرارات حاسمة، تؤكد صنعاء أن المقاومة الفعلية، وليس الخطابات، هي السبيل الوحيد لفرض معادلات جديدة على الأرض، فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين، والشعوب لا تنسى من خذلها، والمستقبل لن يكون إلا لمن يمتلك قراره ويدافع عن حقوقه بكل قوة.
سبأ