تخفيض دعم الأغذية العالمية.. مليون نازح شمال سوريا في قبضة شتاء بارد
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
شمال سوريا- خفّض برنامج الغذاء العالمي (WFP) خلال 2023 المساعدات التي يقدمها للمواطنين المحتاجين في شمال غرب سوريا، الذين نزحوا من قراهم وبلداتهم، بمقدار 70%، وستُخفض بنسبة 50% مطلع 2024، ما سيؤدي لحرمان ما يقارب مليون شخص من أمنهم الغذائي في إدلب، بينما يُعاني مئات الآلاف من سكان المخيمات مع بداية كل فصل شتاء من أزمة في تأمين التدفئة، وتبديل الخيام القماشية الممزقة بعد فصل صيفي حار.
تقول آمنة شلاش وهي نازحة من ريف حماة وتقطن في إحدى مخيمات النزوح شمال إدلب، إن "الوضع سيئ جدا مع تخفيض السلال الغذائية المقدمة لنا، خاصة مع قدوم فصل الشتاء، وغلاء أسعار مواد التدفئة التي نعجز عن شرائها".
وذكرت أن حجم السلة التي كانت تُقدم لهم قبل عامين، كان وزنها ما يقارب 40 كغ، وخُفضت هذا العام لما يقارب 20 كغ، "وهي لا تكفي لأيام عدة لعائلتي التي تبلغ 30 نسمة" حسب قولها.
وأضافت أم موسى، وهي نازحة في المخيم نفسه "لديّ ولد معاق، وأذهب أنا وطفلتي الصغيرة للبحث في حاوية القمامة لإخراج أكياس النايلون من أجل التدفئة، رغم أنها تسبب لنا الأمراض بسبب رائحتها، لعدم قدرتي على شراء مواد التدفئة، ولا حتى اللباس الضروري لفصل الشتاء".
قال مدير منصات الارتباط بمكتب تنسيق العمل الإنساني عامر العلو في حديث للجزيرة نت، إن "الواقع متردّ في مناطق شمال سوريا، في ظل الحرب الطويلة الأمد التي شُنت على الشعب السوري، وأن الاحتياجات كبيرة وضخمة، ولا سيما للقاطنين بالمخيمات؛ مثل: الاحتياجات الصحية والتعليمية والسكنية".
وأضاف عامر أن "أهم ما في هذه الاحتياجات هو الأمن الغذائي، وتحقيق الحد الأدنى منه للسكان النازحين في المخيمات والقرى"، وذكر أن عدد السكان الذين كانت تشملهم المساعدات قبل التخفيض أكثر من 214 ألف عائلة، موزعون على 169 ألف عائلة في المخيمات، و44 ألف عائلة بالقرى والبلدات، وبعد التخفيض سيتم إيقاف المساعدات عن 154 ألف عائلة من المحتاجين".
وأشار في التصريح ذاته أنه "قبل التخفيض كان هناك أصلا 197 ألف عائلة بحاجة ماسة للمساعدات، ولم تكن مدعومة، ومع زيادة 154 ألف عائلة بعد التخفيض، سيزيد العدد إلى 351 ألف عائلة محتاجة، أي ما يقارب مليون نسمة ستتأثر بتخفيض هذه المساعدات".
ونبّه إلى أنهم كمكتب تنسيق عمل إنساني أجروا اجتماعات دورية مع ممثلي ومنسقي الأمم المتحدة، وقدموا لهم الإحصاءات حول أثر تخفيض المساعدات في السكان، ووعدوهم بالعمل على تخفيض حجم المشكلة القادمة.
ذكر منسقو الاستجابة العاملة في مناطق شمال غرب سوريا في تقرير لهم، "منذ بداية 2023، ونسب الاستجابة الإنسانية في سوريا في تناقص مستمر، بنسب عجز تجاوزت 70%، ولذا فإن العام القادم سيشهد نسب عجز مرتفعة للغاية، مما يفتح المجال أمام مستويات عالية من الفقر والجوع في المنطقة، بالتزامن مع ارتفاع متزايد في نسب البطالة، لعدم وجود فرص عمل حقيقية أمام المدنيين".
ويدعو هذا الأمر إلى إطلاق تحذير لجميع الجهات الإنسانية والمنظمات الأممية الداعمة، من خطر استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية، وهو ما سيؤدي إلى مجاعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها، في ظل البطالة والوضع الاقتصادي المتردي في شمال غرب سوريا، وعدم قدرة الآلاف من المدنيين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الأمن الغذائي.
ومما يزيد من تفاقم المشكلة قرب انتهاء حركة دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهو الشريان الأكبر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، على الرغم من زيارة أكثر من 250 بعثة أممية إلى شمال سوريا خلال العام الحالي، منذ فبراير/شباط الماضي وحتى الآن.
ويبلغ عدد السكان في مناطق شمال غربي سوريا أكثر من 6 ملايين نسمة، ويشكل النازحون في المخيمات وخارجها نسبة 49% من العدد الكلي للسكان، ويصل عدد المخيمات إلى 1873 مخيما ومركز إيواء ومخيما عشوائيا، ويسكنها ما يزيد عن مليوني نازح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المخیمات شمال سوریا ألف عائلة ما یقارب
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: خفض تمويل المساعدات العالمية يعطل جهود تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة
قالت الأمم المتحدة، إن خفض تمويل المساعدات العالمية من قبل الولايات المتحدة يعطل بشكل كبير جهود تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة، وهو الأمر الذي يشبه ما حدث خلال جائحة كورونا.
وأشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) إلى أن حالات تفشي الأمراض المعدية، مثل الحصبة والتهاب السحايا والحمى الصفراء، قد تزايدت على مستوى العالم، في الوقت الذي تأثرت فيه عمليات التطعيم الطارئة والروتينية في العديد من البلدان.
تزايد تفشي الأمراض
ووفقًا للتقارير الواردة من مكتب منظمة الصحة العالمية في 108 دول، معظمها من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فإن نصف البلدان تقريبًا شهدت تراجعًا في عمليات التطعيم بداية من أبريل 2025 نتيجة تخفيضات التمويل.
في بيان مشترك، قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، إن هذا الوضع يشبه النكسات التي حدثت خلال جائحة كورونا، موضحة أن هذه الأمراض قابلة للوقاية عن طريق اللقاحات.
تأثير خفض التمويل الأمريكيوقال البيان إن جائحة كورونا تسببت في أكبر تراجع في تطعيم الأطفال منذ جيل كامل، حيث أدى خفض التمويل الأمريكي، الذي كانت تساهم فيه الولايات المتحدة سابقًا بشكل كبير، إلى تهديد جهود مكافحة هذه الأمراض.
فيما أعلنت سانيا نيشتار، الرئيسة التنفيذية لمنظمة جافي، أن مواجهة تفشي الأمراض المعدية أمر ممكن، ولكن فقط إذا تم تمويل المنظمة بشكل كامل.
نداء للحفاظ على التمويلودعت الوكالات الصحية العالمية إلى الحفاظ على تمويل تطعيم الأطفال قبل جولة التمويل المقبلة لـ جافي المقررة في يونيو 2025.
تسعي المجموعة لجمع 9 مليارات دولار لتمويل أنشطتها خلال الفترة من 2026 إلى 2030.
ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراضوأشارت البيانات إلى أن حالات الإصابة بـ الحصبة قد شهدت زيادة سنوية منذ 2021، بينما ارتفعت حالات الإصابة بـ التهاب السحايا في إفريقيا العام الماضي، وتزايدت حالات الإصابة بـ الحمى الصفراء بعد انخفاضها في العقد الماضي.
في سياق آخر، كشفت وثيقة داخلية للحكومة الأمريكية في الشهر الماضي عن خطط لتقليص مساهمتها في اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، في إطار سياسة "أمريكا أولًا"، مع إلغاء المساهمة السنوية التي تبلغ نحو 300 مليون دولار في جافي.
توترات حول الدور الأمريكي في جافيوفي الأسبوع الماضي، رشحت وزارة الخارجية الأمريكية مارك لويد، مساعد المدير العام للصحة العالمية، لعضوية مجلس إدارة جافي، وهو المقعد الذي كان شاغرًا سابقًا.
بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية وجافي التعليق على التأثير المحتمل لهذا الترشيح على التمويل الأمريكي.