سياسيون إسرائيليون.. حلفاء دون قصد لقضية الإبادة الجماعية أمام العدل الدولية
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
سلّط دبلوماسي إسرائيلي سابق الضوء على تصريحات عدد من الوزراء الإسرائيليين أثناء الحرب على حركة حماس، معتبرا أنه يمكن استخدامها لإدانة إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وبحسب تحليل نشره الدبلوماسي السابق، ألون بينكاس، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن تصريحات بعض الوزراء التي وصفها بـ"الغبية والمتهورة"، "على وشك أن تستخدم ضد إسرائيل في لاهاي كجزء من طلب جنوب أفريقيا".
وقال بينكاس في تحليله: "إن الحجة القائلة إن (هؤلاء حمقى يتحدثون فقط) ليست نهجا قانونيا فعالا" في القضية التي ترفعها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
ومن المقرر أن تستمع أعلى محكمة في الأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، إلى مذكرات مقدمة من جنوب أفريقيا وإسرائيل، بعد أن رفعت بريتوريا قضية بشأن ما وصفته بأعمال "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية في غزة.
وتعرف الإبادة الجماعية بأنها محاولة القضاء على مجموعة معينة بناء على الجنسية أو العرق أو الإثنية أو الدين.
وعلى الرغم من أنها ليست طرفا في محكمة العدل الدولية، وقعت إسرائيل على اتفاقية الإبادة الجماعية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 1948، في أعقاب المحرقة ونتيجة لها.
وتريد جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل على نحو عاجل بتجميد عملياتها العسكرية في غزة، وهو ما رفضته إسرائيل "باشمئزاز".
وقالت المحكمة في بيان، إنها "ستعقد جلسات استماع علنية في قصر السلام في لاهاي.. في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل" يومي الخميس 11 والجمعة 12 يناير.
بعد خطوة جنوب أفريقيا.. "استعدادات" بإسرائيل لإجراءات محتملة بـ"العدل الدولية" أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، الإثنين، أن الجيش والنيابة في إسرائيل يتحضران لإمكانية مناقشة محكمة العدل الدولية مزاعم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.بينكاس الذي شغل منصب القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك، وعمل مستشارا لعدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين، كتب متسائلا: "هل يمكنك أن تتخيل متهما يقدم صديق المحكمة لمساعدتها، و(مساعدة) الادعاء (في نفس الوقت) في قضية مرفوعة ضده؟".
و"صديق المحكمة" هو الشخص الذي ليس طرفا في قضية لكنه يساعد المحكمة من خلال تقديم معلومات أو خبرة أو استشارات، لها تأثير على القضايا المطروحة.
وقال بينكاس إن "هذا ما تفعله الحكومة الإسرائيلية عن غير قصد"، مستشهدا بشكل ساخر بتصريحات عدد من الوزراء الإسرائيليين في الائتلاف الحاكم بشأن حرب غزة.
وأضاف: "لدى إسرائيل معرض مثير للإعجاب من السياسيين غير المثيرين للإعجاب على الإطلاق"، منتقدا الوزراء الذين "لا يستطيعون إبقاء أفواههم مغلقة ويفتخرون بالإسهاب في ثرثرتهم".
وتابع التحليل مقتبسا بعض التصريحات بسخرية: "قال عالم الصواريخ الذي يتظاهر بأنه (وزير) في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أميهاي إلياهو، إن إسقاط قنبلة نووية على غزة هو (خيار). وبغض النظر عن كونها فكرة غبية للغاية، فإنها تكسر أيضا التعتيم النووي الإسرائيلي - ولا يعني ذلك أن إلياهو يعرف أي شيء عن ذلك".
وكتب بينكاس: "اقترح البعض من ذوي المعرفة المتقدمة بالذخائر والمتفجرات والقانون الدولي ببساطة (تسوية غزة بالأرض)، بينما رأى آخرون أنه (يجب إبادتهم جميعا)"، في إشارة إلى سكان غزة.
كما تطرق إلى تصريحات "العديد من الوزراء، وأبرزهم المتعصبين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير" بشأن تهجير 2.2 مليون فلسطيني من غزة، بالإضافة إلى تصريحات وزير الدفاع، يوآف غالانت، بأن غزة "لن تتلقى أي طعام أو كهرباء أو وقود"، فيما قال جنرال سابق إن "المجاعة هي الطريقة الوحيدة للقضاء على حكم حماس".
واستطرد قائلا: "كان بإمكان نتانياهو أن يطلب من وزرائه ونوابه أن يصمتوا. وبدلا من ذلك، تجاهلهم، وتغاضى عنهم، بل وشجعهم".
وأشار بينكاس إلى أن "حجم التحديات التي تواجهها إسرائيل تتطلب مستوى مناسبا من السياسيين ذوي الكفاءة الجيدة".
يذكر أن إسرائيل رفضت التهمة الموجهة لها، وقال نتانياهو في 31 ديسمبر: "سنواصل حربنا الدفاعية التي لا مثيل لعدلها وأخلاقيتها"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يتصرف "بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات" في قطاع غزة.
واعتبر أن الجيش "يبذل كل ما بوسعه لتفادي إصابة مدنيين، فيما تفعل حماس كل ما أمكنها لإلحاق الأذى بهم وتستخدمهم دروعا بشرية".
كما كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور حيات، على منصة "إكس": "ترفض إسرائيل باشمئزاز الافتراء الكاذب الذي نشرته جنوب أفريقيا ودعواها" أمام محكمة العدل الدولية.
وأنشئت محكمة العدل الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتفصل بشأن النزاعات بين الدول.
وقال بينكاس: "لقد تعرضت إسرائيل، ولا تزال، للانتقاد لاستخدامها القوة المفرطة وغير المتناسبة، والتسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين، لكن هذه حجة سياسية، وليست نية لارتكاب إبادة جماعية".
وأردف: "إذا خرجت محكمة العدل الدولية - على عكس المحكمة الجنائية الدولية، التي تقاضي جرائم الحرب ضد الأفراد - ببيان مفاده أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة قد تشكل (إبادة جماعية)، حتى دون حكم نهائي، فإن ذلك من شأنه أن يفتح الباب لمزيد من العزلة والانتهاكات".
واعتبر أن ذلك يشكل "إدانة حتى الأميركيين لن يكونوا حريصين على تخفيفها"، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته الأخيرة على بلدات غلاف غزة.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، فيما أدى الرد الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر، والمتمثل بغارات تبعها توغل بري في القطاع منذ 27 أكتوبر، عن مقتل أكثر من 22 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
42 يومًا من الإبادة الجماعية والتجويع شمالي القطاع
غزة - متابعة صفا لليوم الـ42 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة والتجويع والحصار المطبق على شمالي قطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والدواء لآلاف المواطنين المحاصرين في محافظة الشمال. ويعاني المواطنون أوضاعًا إنسانية مأساوية، وظروفًا صحية صعبة، في ظل استمرار العملية العسكرية، وتشديد الحصار الإسرائيلي، ومنع إدخال المساعدات والطعام لشمالي القطاع. ولم يتوقف القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا، ناهيك عن عمليات النسف للمباني السكنية. وصباح الجمعة، أصيب مواطن برصاص طائرة مُسيّرة إسرائيلية "كواد كوبتر" في محيط صيدلية المنشية في بيت لاهيا شمالي القطاع. وشنت طائرات الاحتلال غارة جوية في محيط أبراج الرزان قرب مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا. وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال نفذا مجددًا عمليات نسف في الأنحاء الغربية لمخيم جباليا. ومساء الخميس، نفذت قوات الاحتلال أعمال نسف في محيط حي الصفطاوي شمالي مدينة غزة. مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة قال في تصريحات صحفية، إن جيش الاحتلال يواصل ارتكاب الجرائم والمذابح ضد المدنيين. وأوضح أن المستشفيات لا تستطيع استقبال الأعداد الكبيرة من الجرحى. ووصف الوضع في شمال غزة كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وطالب الثوابتة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال بكل الوسائل. وأشار إلى أن الاحتلال يمنع لليوم 200 على التوالي إدخال البضائع والسلع لشمالي القطاع. وذكر أن أكثر من 100 ألف عملية جراحية يجب إجراؤها في شمالي القطاع. بدورها، قالت مسؤولة الطوارئ في "أونروا": "لم يدخل أي طعام إلى شمال غزة لمدة شهر كامل". وأضافت أن "إسرائيل" رفضت جميع طلباتنا بشأن إدخال المساعدات، مشيرة إلى أن المستشفيات دُمرت، ولم يبق سوى جراح واحد شمالي غزة. ومنذ بدء العملية العسكرية في مخيم جباليا، بالخامس من تشرين الاول/أكتوبر الماضي استشهد 2000 مواطن، وأصيب 6000 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 1000،فضلًا عن عشرات المفقودين ما زالوا تحت الأنقاض. ل ويمنع الاحتلال إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى شمالي القطاع، ويحرم السكان من أدنى مقومات الحياة، مما يعمق المجاعة لدى المواطنين. ولليوم الـ24 على التوالي، ما زال الدفاع المدني معطل قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية. وبتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هاجم جيش الاحتلال طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.