لبنان ٢٤:
2024-10-06@09:03:22 GMT

التصعيد حتمي جنوباً.. الردّ على مرحلتين؟

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

التصعيد حتمي جنوباً.. الردّ على مرحلتين؟



من الواضح أن كلام الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يحمل في طياته بذور "الوقت والزمان المناسبين" بل ان التهديدات التي أطلقها توحي بالرد السريع (نسبيا) على استهداف الضاحية الجنوبية وإغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" صالح العاروري وعدد من كوادر الحركة، وهذا يعني أن المعركة الحاصلة في الجنوب مقبلة على تصعيد غير مسبوق في ظل إصرار الحزب على تثبيت قواعد الردع التي حمته وحمت قياداته منذ العام 2006.



لقد أوحى نصرالله في خطابه أن ما قامت به إسرائيل يقرأه الحزب وفق معادلتين، الأولى استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الاولي بعملية عسكرية مباشرة، عبر غارة جوية، والثانية اغتيال القيادي الابرز في حماس صالح العاروري الذي كان نصرالله نفسه قد هدد بالرد في حال استهدافه. واذا كان استهداف الضاحية الجنوبية تطورا خطير اخلال الحرب تحديداً ويفتح الباب امام توسيع غير مسبوق لدائرة النار الاسرائيلية التي تستهدف الحزب فإن اغتيال العاروري يمكن ان يفتح مساراً أكثر خطورة.

لا يتقبّل "حزب الله" في الأصل استهداف الضاحية، لكن القيام بهذه الخطوة خلال الحرب يضاعف من خطورتها، وقد يؤدي السكوت عنها إلى تكرار اسرائيل للعملية والقيام بإغتيالات تطال قياديين في الحزب نفسه، وهذا الامر لا يمكن احتواء اضراره، ومن هنا بات الرد السريع هو الحلّ الامثل لمنع حصول اي حدث امني لا يمكن للحزب تحمله، خصوصا وأن اسرائيل توحي بأنها أكثر جرأة لان قابليتها بالذهاب نحو حرب واسعة مع لبنان اكبر من قابلية الحزب بتوسيع المعركة.

أما في حال عدم الردّ على إغتيال العاروري فإن الامر سيسلُب من الضاحية ومن "حزب الله" ميّزة قدرته على إحتضان قادة حركات المقاومة الفلسطينية، وهذا الامر يعني أن التهديدات التي تواجه بعض قادة المحور في سوريا ستواجههم في لبنان ولن يتمكن الحزب من العمل مثلاً على دعم النشاط العسكري في الضفة عبر "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وفي حال تطور الامور قد يستهدف قادة عراقيون او يمنيون وغيرهم من زوار "الضاحية"...

كل هذا المشهد يوحي بأن الردّ سيكون قريباً وتحديداً الذي يرتبط بموضوع استهداف الضاحية الجنوبية، في حين ان الردّ على عملية الاغتيال قد يخضع للاعتبارات التي خضعت لها عمليات الرد على اغتيال عماد مغنية وقاسم سليماني، مع الاشارة الى ان الرد على اغتيال العاروري سينفذه "حزب الله" وحركة "حماس" بشكل مشترك او بشكل منفرد، وهذا الامر تحدده طبيعة اللحظة السياسية والظروف الحاكمة في حال اتخذ قرار الرد.

سيحاول "حزب الله" الاستفادة من اشتعال جبهة الجنوب ليكون الردّ جزءاً من المعركة، مع التأكيد على ان يكون رداً رادعاً يمنع تل ابيب من تجاوز الخطوط الحمراء مجدداً، لذلك فإن الميدان جنوباً سيشهد  تصعيداً غير مسبوق، اذ يتوقع الكثير من المراقبين ان يوسع الحزب بشكل كبير دائرة استهدافاته العسكرية لتصل الى العمق الاسرائيلي كرد واضح ومؤلم على قصف شقة في الضاحية الجنوبية....
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: استهداف الضاحیة الجنوبیة حزب الله فی حال

إقرأ أيضاً:

لماذا استهدفت إسرائيل هاشم صفي الدين؟

اتفق محللان سياسيان على أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هاشم صفي الدين تعكس تغير سياسة الاغتيال لديه، حيث تهدف لاغتيال الحزب بشكل كامل دون الاكتفاء باغتيال قياداته.

وأكد مصدر أمني لبناني للجزيرة اليوم السبت أن حزب الله فقد الاتصال مع صفي الدين بعد الضربات المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت في الساعات الأولى من فجر الجمعة.

وقال إيهاب جبارين -الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي- إن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية تتطلب نظرة أشمل وأعمق في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن المعايير التي اتخذتها إسرائيل هذه المرة تختلف عن سابقاتها، خاصة في سياق استهداف حزب الله.

وأضاف جبارين أن إسرائيل، التي اعتادت استهداف القيادات الوسطى، تسعى الآن إلى ما وصفه بـ"اغتيال الحزب ككل"، وليس مجرد اغتيال قيادة بعينها، وأوضح أن هذا النهج يتجلى في الاستهداف الممنهج والدوري للقيادات.

ولفت الكاتب المختص إلى تطور الأساليب الإسرائيلية في تنفيذ عمليات الاغتيال، وأشار إلى ظهور إستراتيجيات جديدة، منها سياسة العقاب الجماعي التي تستهدف الحاضنة الشعبية للقيادات المستهدفة.

وأكد الكاتب أن إسرائيل باتت تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد، خاصة بعد وصول "الخط الأحمر" إلى حسن نصر الله، مشيرا إلى أن الثقة الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية والأميركية بعدم تصاعد الموقف إقليميا قد تزعزعت.

ونوه جبارين إلى وجود "تأتأة" إسرائيلية في تسمية الأهداف، مشيرا إلى محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لخلط الأوراق".

وأضاف أنه تم التخطيط مسبقا لعمليات الاغتيال، وأن التوغل الإسرائيلي الحالي قد يكون ذريعة لتنفيذ أهداف أخرى، لافتا إلى أن إسرائيل قد تؤجل اتخاذ قرارات مصيرية بشأن العملية البرية إلى ما بعد ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

صدمة شاملة

بدوره، اتفق الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر، مع جبارين في أن إسرائيل تسعى الآن لما يمكن وصفه بـ"اغتيال الحزب"، وهو نهج يتجاوز استهداف أفراد بعينهم إلى إحداث صدمة شاملة، حسب تعبيره

وأضاف أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى بث الرعب وإظهار القدرة على القضاء على أهداف متعددة بضربة واحدة، لافتا إلى أن استهداف قيادة حزب الله، وعلى رأسها الأمين العام حسن نصر الله، يمثل محاولة لضرب الهيكل الأساسي للحزب.

وأشار إلى الثقل النوعي والإستراتيجي الذي يمثله نصر الله، الذي وصفه بأنه شكّل "كاريزما مختلفة جدا" لدى الجمهور العربي والإسلامي المؤمن بفكرة المقاومة.

وعن إستراتيجية حزب الله الحالية، أكد عبد الساتر أن الحزب "مبدع ومفاجئ" في تعاطيه مع الأحداث، مشيرا إلى تصاعد الزخم العسكري بشكل كبير، حيث تم إطلاق أكثر من 750 صاروخا خلال أسبوع واحد، مع توسيع نطاق الاستهداف ليصل إلى مدينة طبرية.

ويرى عبد الساتر أن حزب الله يتقدم بوتيرة متسارعة، ويمنع أي توغل بري إسرائيلي، وأرسل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن قدراته الصاروخية تفوق تقديراتها.

وتردد اسم هاشم صفي الدين المولود عام 1964 مؤخرا كخليفة محتمل لأمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي تشن إسرائيل غارات دموية على لبنان أسفرت عن سقوط نحو ألفي قتيل وآلاف الجرحى ونزوح مئات الآلاف.

ولاحقا، توغلت إسرائيل بريا في جنوب لبنان، حيث تواجه مقاومة شرسة من مقاتلي حزب الله.

وإلى جانب التصدي للتوغل البري، يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ بوتيرة متصاعدة على المستوطنات في شمال إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • أعلنت استهداف مخازن أسلحة لحزب الله..إسرائيل تشن أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • عن قصف الضاحية.. ماذا أعلن الجيش الإسرائيليّ؟
  • غموض المواجهات البرية جنوبا يعزز المخاطر ومصر تخشى استهداف مناطق أبعد من الضاحية
  • لماذا استهدفت إسرائيل هاشم صفي الدين؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يمنع الطواقم الطبية من دخول الضاحية الجنوبية بلبنان
  • محلل عسكري يستغرب مواصلة قيادات حزب الله الاجتماع في الضاحية الجنوبية
  • بالفيديو.. غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف الضاحية الجنوبية وإسرائيل تزعم استهداف «هاشم صفي الدين»
  • غارات هي الأعنف على الضاحية الجنوبية.. والاحتلال يزعم استهداف هاشم صفي الدين
  • غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية.. والاحتلال يزعم استهداف هاشم صفي الدين
  • غارات عنيفة الضاحية الجنوبية.. والاحتلال يزعم استهداف هاشم صفي الدين