إيكونوميست: لا رغبة لإيران وحزب الله في التصعيد.. لكن مقامرة إسرائيل قد تشعل الحرب مع لبنان
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
سلطت مجلة "الإيكونوميست" الضوء على تصاعد احتمالات اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل ولبنان رغم عدم رغبة إيران وحزب الله في حرب واسعة النطاق، مشيرة إلى أن مظليين تابعين لجيش الاحتلال ينتشرون على بعد مسافة قصيرة أعلى سفح الجبل المشجر جنوب السياج الحدودي، في عشرات من المعسكرات المموهة.
وعلى الرغم من هدوء المشهد، إلا أن المخاطر تتصاعد بسرعة لاندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، خاصة منذ اغتيال القيادي بحركة حماس، صالح العاروري، في 2 يناير/كانون الثاني، بضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي للحزب، حسبما أورد تقرير للمجلة البريطانية، ترجمه "الخليج الجديد".
ورد حزب الله بإعلان أن عملية القتل لن تمر دون "عقاب" وإنه "يضع إصبعه على الزناد"، وحتى قبل هذه الضربة، أعرب بعض المسؤولين الأوروبيين عن قلقهم من احتمال اندلاع حرب على الجبهة اللبنانية في غضون أيام أو أسابيع.
ومما زاد من التوتر وعدم اليقين وقوع انفجارين في 3 يناير/كانون الثاني في مدينة كرمان الإيرانية أسفرا عن مقتل ما يقرب من 100 شخص بالقرب من قبر قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وتشير المجلة البريطانية إلى أن مؤشرات ارتفاع مخاطر الحرب على الحدود اللبنانية ظهرت لأول مرة في الساعات التي أعقبت هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ كانت إسرائيل تخشى من أن ينفذ حزب الله ضربة مماثلة.
وإزاء ذلك، أرسل جيش الاحتلال مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في ذلك اليوم إلى الشمال. وبحلول الليل، تم نشر فرق كاملة بالقرب من الحدود، المعروفة باسم الخط الأزرق.
وكان كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك وزير الجيش، يوآف جالانت، يفضلون تنفيذ هجوم وقائي على حزب الله. وظل ذلك على المحك حتى انضم بيني جانتس، الجنرال الأكثر واقعية، إلى الحكومة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، كما لعبت مطالبات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بضبط النفس، دوراً في إقناع الإسرائيليين بالانتظار.
اقرأ أيضاً
إسرائيل تجدد تعهدها بتغيير الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية
وما تلا ذلك كان عبارة عن سلسلة مميتة من الضربات المتبادلة، حيث أطلق حزب الله صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، وشنت إسرائيل هجمات مضادة.
وفي أغلب الأحيان، ضرب الجانبان أهدافًا قريبة من الحدود، وفقًا لقواعد اشتباك ضمنية جرى وضعها على مر السنين، ليفر عشرات الآلاف من المدنيين على الجانبين من القتال. وتحولت مدن مثل: شلومي وكريات شمونة في إسرائيل إلى مدن أشباح.
وهناك سابقة لهذا الوضع، ففي عام 2006، شن حزب الله غارة عبر الحدود، حيث هاجم دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل 5 جنود وخطف جثتين. وسرعان ما تصاعد الصراع إلى حرب استمرت 34 يومًا.
وشن الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة النطاق داخل لبنان، لكن حزب الله قاومها حتى وصلت إلى طريق مسدود، فيما كان لبنان هو الأكثر معاناة، حيث قُتل أكثر من ألف مدني وألحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
ونجح حزب الله في بناء ترسانة هائلة تضم حوالي 150 ألف صاروخ، بينها بضع مئات لديها المدى والدقة اللازمة لضرب أي مكان في إسرائيل.
ويتباهى الحزب بأن لديه ما يصل إلى 100 ألف مقاتل، اكتسب العديد منهم خبرة قتالية حديثة في سوريا، حيث دعم حزب الله نظام بشار الأسد طوال عقد من الحرب الأهلية.
كبح الجماح
وهذه أسباب قوية تدفع إسرائيل إلى تجنب حرب شاملة، ولكن في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، يعتقد بعض كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أن بلادهم لا يمكنها السماح ببقاء مثل هذه التهديدات على حدودها، وأن على إسرائيل أن تأخذ زمام المبادرة، خاصة أن قوة الرضوان، التابعة لحزب الله، تم تدريبها على مهاجمة الأراضي الإسرائيلية بنفس التكتيكات التي استخدمتها حماس في هجومها على المستوطنات الإسرائيلية وقواعد الجيش.
ويلاحظ القادة الإسرائيليون البلدات الفارغة على الحدود ويقولون إن المهمة بالنسبة لهم "لم تكتمل طالما أن مدنيينا لا يستطيعون العودة إلى ديارهم بسلام وحزب الله لا يزال على الحدود".
ويقول مسؤولون غربيون إن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة العسكرية على فتح جبهة ثانية، حتى أثناء استمرار الحرب في غزة، وتطويق مواقع حزب الله بالقرب من الحدود بسرعة في غضون ساعات.
ورغم أن اندلاع حريق أوسع نطاقاً بدا في بعض الأحيان أمراً لا مفر منه، إلا أن الجهود المبذولة لنزع فتيل الوضع لا تزال مستمرة، فقد سحب حزب الله مقاتليه من المواقع الواقعة على السياج مباشرة إلى مواقع تبعد حوالي 2-3 كيلومتر عن الحدود، لكن قد يكون ذلك مجرد تراجع تكتيكي.
وفي الوقت نفسه، خفض الجيش الإسرائيلي مستويات قوته بشكل طفيف، على الرغم من أنها لا تزال أعلى بكثير مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولدى كلا الجانبين أسباب مقنعة لتجنب التصعيد، إذ تخوض إسرائيل حملة دامية على الأرض في غزة وفقدت نحو 1400 مواطن وجندي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما يعلم حزب الله أنه لن يكتسب شعبية من خلال دعوة إسرائيل للانتقام منه، خاصة أن العديد من اللبنانيين يتذكرون الدمار الذي خلفته الحرب في عام 2006 ويشاهدون الدمار الذي لحق بغزة، حيث قتل أكثر من 22 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
اقرأ أيضاً
تقديرات إسرائيلية: رد حماس على اغتيال العاروري سيكون من جهة لبنان
أما إيران، فهي غير راغبة بتبديد استثماراتها في حزب الله، الذي يشكل رادعاً لأي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، ومع ذلك فهي تستخدم وكلائها بحرية في أماكن أخرى من المنطقة لإبقاء إسرائيل في حالة توتر.
وأطلقت الميليشيات، المدعومة من إيران، صواريخ على إسرائيل من سوريا واليمن، بينما تهاجم في العراق القوات الأمريكية. كما شن الحوثيون، الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، هجمات على سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.
وتحاول قوة عمل بحرية دولية، بقيادة أمريكا، حراسة السفن المبحرة عبر مضيق باب المندب، لكن خطوط الشحن الرئيسية تغير مسارها حول جنوب أفريقيا، ما يؤدي إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة. وأسقطت السفن الحربية الغربية عددًا من صواريخ الحوثيين وأغرقت عددا من زوارقهم الصغيرة، ومع ذلك تجد أمريكا صعوبة في الحفاظ على انتشارها الضخم في المنطقة، والذي ساعد في إخماد الأعمال العدائية.
وفي الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الولايات المتحدة سحب حاملة طائرات من المنطقة، وتخشى إسرائيل من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف ردع إيران أو حزب الله عن مهاجمتها.
وإزاء ذلك، وجهت إسرائيل ضربات إلى دمشق، في 25 ديسمبر/كانون الأول، وأدت غارة جوية إلى مقتل راضي موسوي، وهو عميد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وعمل لسنوات عديدة كحلقة وصل بين الحرس الثوري وحزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة.
قرار 1701
ومع تزايد التوتر على الحدود اللبنانية، قام مستشار مقرب من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بزيارة إسرائيل ولبنان بشكل متكرر في محاولة للتوسط باتفاق من شأنه نزع فتيل الوضع على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر في نهاية حرب عام 2006.
ويبقي هذا القرار قوات حزب الله شمال نهر الليطاني، الذي يمتد تقريباً بموازاة الحدود، على بعد حوالي 29 كيلومتراً إلى الشمال، لكن الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، والمكلفة بتنفيذ القرار، فشلا في القيام بذلك.
وتدعي إسرائيل أنه منذ عام 2006 قام حزب الله بوضع مئات من منصات إطلاق الصواريخ في المباني المدنية في جميع أنحاء جنوب لبنان في تحد لقرار الأمم المتحدة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، كشف الجيش الإسرائيلي عن 6 أنفاق عابرة للحدود حفرها حزب الله استعدادًا لهجمات مستقبلية.
كما أنشأ الحزب اللبناني نقاط مراقبة على طول الحدود تحت ستار منظمة بيئية تسمى "خضراء بلا حدود"، وتعرضت العديد من هذه المناطق للقصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولا تساعد السياسة المختلة في لبنان على المحادثات، إذ أن البلد بلا رئيس منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، ويديره منذ ذلك الحين حكومة تصريف أعمال.
ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق من نوع ما ليس مستحيلا، بحسب المجلة البريطانية، التي أشارت إلى أن إسرائيل ولبنان اتفقا، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، على ترسيم حدودهما البحرية للسماح باستكشاف واستغلال حقول الغاز البحرية في منطقة ادعى كل منهما أنها تنتمي إلى منطقته الاقتصادية الخالصة.
ورغم أن القادة على كلا الجانبين يطلقون تصريحات طنانة، إلا أنهم أثبتوا في الواقع أنهم حذرون، فقد مارس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضبط النفس منذ فترة طويلة ردا على الهجمات عبر الحدود، كما بدا أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، متردداً في إثارة حرب أخرى بعد أن أخطأ في تقديره بأن إسرائيل لن ترد بقوة على غارة حزب الله في عام 2006.
وتتلخص المقامرة التي تقوم بها إسرائيل حاليا في المراهنة على أن نصر الله سيظل حذراً، حتى في ظل استهدافها لقادة حماس في لبنان، وأنه يفضل سحب قواته لما بعد نهر الليطاني بدلاً من المجازفة بخسارة هذه القوات في هجوم إسرائيلي، وهو ما عبر عنه مسؤول عسكري إسرائيلي بقوله: "يستطيع نصر الله احتواء ذلك. لا يزال ذلك خياره".
((4))
المصدر | إيكونوميست/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل لبنان حزب الله غزة قاسم سليماني إيران أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی حزب الله فی على الحدود وحزب الله عام 2006
إقرأ أيضاً:
اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد
يستمر العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية بوسائل وأساليب متنوّعة.وتشمل هذه الاعتداءات غارات جوية واستهدافات بالقذائف المدفعية، إلى جانب إطلاق الرصاص على المدنيين الذين يقتربون من مواقع العدو أو المناطق العازلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن مواصلة التجريف والحفر وبناء التحصينات العسكرية، سواء من خلال الإنشاءات أو عبر زراعة الألغام وتمديد الأسلاك الشائكة.
وفي سياق المعالجات الديبلوماسية للوضع التصعيدي على الحدود الجنوبية بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن 1701.
وأفادت المعلومات أنه "تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701".
ميدانيا، وفي تصعيد جديد ولافت، أقدم العدو في منطقة سهل الخيام وسردا في القطاع الشرقي على حفر خنادق داخل الأراضي اللبنانية، بعضها يبعد كيلومتراً عن السياج الحدودي، فيما لا يتجاوز البعض الآخر مئات الأمتار، ويمتدّ طول هذه الخنادق إلى نحو سبعة كيلومترات، وفق ما اوردت صحيفة"الاخبار".
اضافت"ويبدو واضحاً أن العدو، مستفيداً من المتغيّرات الكبرى التي تلت انتهاء الحرب وإعلان وقف إطلاق النار، ولا سيما سقوط النظام الحاكم في سوريا وتسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البيت الأبيض، وجدَ فرصة سانحة لإحداث تغييرات جوهرية في اتفاق وقف إطلاق النار بشكل أحادي، مستفيداً من دعم وتواطؤ الإدارة الأميركية.
وقد ظهر خلال المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار أن الأميركيين كانوا حريصين على منح إسرائيل «حرية العمل» في لبنان، بهدف عرقلة تعافي المقاومة ومنعها من إعادة بناء قدراتها، وهو ما حُكي عنه تحت عنوان «ورقة ضمانات» جانبية أميركية لإسرائيل.
إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ عمد العدو، بعد إعلان الاتفاق، إلى احتلال مواقع جديدة وإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية، متّكئاً على الواقع السياسي والعسكري المستجدّ الذي صبّ في مصلحته، ولا سيما بعد انهيار الحكم في دمشق. ولم يقتصر هذا التوجه الإسرائيلي على لبنان فحسب، بل انسحب أيضاً على ساحتي سوريا وقطاع غزة.
أقامت إسرائيل خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أربع مناطق عازلة، وليس اثنتين كما ادّعت في الخرائط التي زوّدت بها القوات الدولية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أطلقت تسمية «درع» على مواقعها داخل لبنان، بحيث يكون الموقع درعاً مزعوماً للمستوطنة التي يطلّ عليها، فحملت المواقع تسمية دروع شلومي وشوميرا وأفيفيم والمنارة والمطلّة. وقد بلغت مساحة الأراضي اللبنانية المحتلة نحو 13.25 كيلومتراً مربعاً (13250 دونماً)، وهو ما يمثّل أقل بقليل من 1% من إجمالي مساحة جنوب لبنان.
اللافت أن هذه الاعتداءات المتواصلة والمتصاعدة في المواقع المحتلة والمناطق العازلة المذكورة، لا تُدرَج ضمن الخروقات المسجّلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بات يُتعامل معها على أنها تقع ضمن «التوافق غير المعلن». وليس ذلك فقط، بل يقوم العدو بتثبيت براميل مطليّة باللون الأبيض، في نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتحديداً في المناطق التي حدّدها العدو عازلة وممنوعة على اللبنانيين. وبذلك، أصبح في جنوب لبنان خطّان، الخطّ الأزرق الذي يمثّل خط انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، والخطّ الأبيض الذي يحدّد المناطق اللبنانية الجديدة التي احتلّها العدو خلال الأشهر الماضية.
وكتبت" اللواء": لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس ، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار الجاهزية لعمليات التسلل في القواعد والمواقع في الشمال".
وسجل ظهر أمس تحليق لمسيّرة اسرائيليّة في اجواء مدينة الهرمل على علو منخفض. وأفيد بعد الظهر عن استهداف الجيش الإسرائيلي أحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن "أن إطلاق العدو الإسرائيلي النار على مواطن في بلدة كفركلا أدى إلى إصابته بجروح وحالته حرجة". وكانت بلدة كفركلا شيعت أمس 24 شهيداً في موكب جماعي. ولاحقاً، أفيد بأن جندياً في الجيش اللبناني قد توفي جراء أزمة قلبية بعد أن اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم بمراسم تشييع 24 شهيداً في بلدة كفركلا، وهو من بلدة زوطر.
وأمس، كانت للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "المنار" سلسلة مواقف ، ومما قاله: "للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم"
ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ "إسرائيل" وليس نحن.
وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق "حروب الآخرين" فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن "المقاومة شأن آخر".