الدروع البشرية في غزة من منظور قانوني وأخلاقي
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أوضحت -في مقال الأسبوع الماضي– كيف أن السياسيين والعسكريين الإسرائيليين والغربيين استثمروا -جميعًا- حُجة "استخدام الدروع البشرية" بوصفها جزءًا من الحرب السياسيّة والعسكريّة على غزة. وفي هذا المقال أوضح كيف أن ذلك الاستثمار السياسي لمصطلح قانوني وعسكري هو: "الدروع البشري" (human shields) لا يُسوّغ -من الناحيتَين القانونية والأخلاقية- وقوع هذا العدد الهائل من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.
ثمة -في هذا السياق- تعبيران يحملان المعنى نفسه من حيث اللغة، ولكنهما يحيلان -من منظور تاريخي ومفهومي- إلى أمرَين مختلفين. التعبير الأول: هو "الدروع البشرية"، والتعبير الثاني: هو "التترس" (اتخاذ تُرْس). فالأول عسكري وقانوني حديث يعبّر عن جريمة حرب، بينما الثاني فقهي وصفي يُطلب فيه الحكم المعياري، وثمة خلاف حول تفاصيله بين المذاهب الفقهية تاريخيًّا، وقد استخدمته جماعات العنف -في الزمن الحاضر- لتسويغ إصابة المدنيين المسلمين في معاركها مع الأنظمة السياسيّة الداخلية.
لا ينبغي للنقاش حول "الدروع البشرية" أن يتحول إلى نقاش تقني أو قانوني الطابع فقط؛ إذ إن القيمة المركزية هنا هي صيانة أرواح المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب
أمّا اتخاذ دروع بشرية، فهو أمر مجرّم في القانون الدولي، ويتضمن أمرين:
الأول: استخدام المدنيين بشكل مباشر في الحرب، والثاني: الاستفادة من وجود المدنيين؛ لحماية هدف عسكري من الهجوم عليه، أو لإعاقة العمليات العسكرية للعدو.أما التترس، فمعناه أن يحتمي العدو غيرُ المسلم بمن يَحرم قتله (من المسلمين أو أهل الذمة وَفق الاصطلاح التاريخي)، يريد بالتُرْس صدَّ المسلمين عنه لتحقيق غرض عسكري.
ونلحظ فوارق عدة بين مفهومي الدروع البشرية والتترس وهي:
الأول: أن التترس يتمحور -أساسًا- حول اتخاذ العدو غير المسلم ترسًا ممن يَحْرم قتله، ومن ثم انصرف النقاش الفقهي التاريخي إلى حكم المضي قدمًا في العمل العسكري؛ إذا كان سيؤدي إلى قتل الترس البشري (من المسلمين أو أهل الذمة أو نساء العدو نفسه وصبيانه الذين يَحرم قتلهم في الحرب).ومن اللافت أن النقاش الفقهي حول التترس يستبعد -فيما أعلم- فكرة استعمال المسلمين أنفسهم الترسَ، ويبدو أنها لم تكن مطروحة ولم يسبق للمسلمين -فيما نعلم- أن استعملوا الترس البشري في الحروب، ولكن استعمله غيرهم قديمًا وحديثًا.
الثاني: أن التترس جزء من منظومة ما قبل الدولة الحديثة التي تصوغ تصورها الخاص حول من يَحرم قتله في الحرب، بينما تتمحور فكرة الدروع البشرية حول مبدأ أو قاعدة مركزية، وهي التمييز بين المدني والعسكري أولًا، وإعطاء حرمة متميزة للمدني وحمايته في الحرب ثانيًا، ومن هنا اعتُبر استخدام الدروع البشرية جريمة قانونية؛ لأنه يلغي هذه الفوارق ويهدر حرمة المدنيين الذين ليسوا جزءًا من الحرب ولا يساهمون فيها. وعلى هذا، فمفهوم "المدني" الحديث أوسعُ من التصورات الفقهية الكلاسيكية لمن يَحرم قتله في الحرب.لننتقل الآن إلى الحرب على غزة لننظر فيما إذا كان يتحقق فيها مفهوم "الدروع البشرية"، كما يدعي الإسرائيليون والأميركيون وغيرهم من الأوروبيين؟
قلنا: إن المعنى القانوني للدروع يتضمن أمرين: الأول: "استخدام" المدنيين في الحرب لتحقيق أغراض عسكرية، والثاني: "الاستفادة" من المدنيين في الحرب.
فـ"الاستخدام" -وهو المعنى الأول- يمكن ضبطه بوضوح، ولم يثبت أن قامت به حماس، ولكن ثبَت أن قامت به إسرائيل عشرات المرات، كما أوضحت في مقال الأسبوع الماضي، وهو عمل مجرم في القانون الدولي.
أما "الاستفادة" من المدنيين -وهي المعنى الثاني- فيصعب ضبطها في حالة غزة؛ لثلاثة اعتبارات:
أولها: أننا أمام حرب شنتها إسرائيل على قطاع مدني شديد الكثافة السكانية، ومن الصعب تطبيق شرط تجنب وضع أهداف عسكرية داخل مناطق مكتظة بالسكان. وثانيها: أن هذه الحرب هي حرب من طرف واحد، تدور بين جيش نظامي محتل وحركة مقاومة وطنية ليس لها صفة "الدولة" ولا صفة "الجيش"، ومن ثم فهي غير قادرة على اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والأهداف المدنية من آثار الهجمات. ثالثها: أن هذه "الاستفادة" من المدنيين في غزة ليست اختيارًا، وإنما هي جزء من طبيعة المكان والسياق، ولهذا فإن طبيعة الاحتلال والجغرافيا والحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع كلها عوامل فرضت إستراتيجية المقاومة وليس العكس.أضف إلى ذلك أن شبكة الأنفاق التي تُستخدم في هذه المقاومة تقع خارج المفهوم القانوني التقليدي لـ "تمركز وحدات عسكرية مقاتلة في مناطق مأهولة بالمدنيين"، ومن ثَم فلا يمكن الحديث عن "وضع أهداف عسكرية داخل أو بالقرب من مناطق مكتظة بالسكان"؛ لأن التصورات التقليدية للحروب بين الدول تختلف عن حالة قطاع غزة، وإستراتيجية المقاومة التي تستعمل الأنفاق، ولا يمكن الحديث فيها عن وضع أهداف عسكرية على الأرض في مناطق مدنية.
ولا بد من إضافة بُعد آخر هنا لمفهوم الاستفادة من المدنيين، وهو تمويه الهدف أو تغيير مظهره من مدني إلى عسكري أو العكس، وقد قامت إسرائيل بذلك عدة مرات حين قامت -بشكل متكرر- بقصف المستشفيات وتدميرها؛ بذريعة كونها أهدافًا عسكرية، وهو ما لم يثبت حتى الآن!
توضح الاعتبارات الثلاثة السابقة تعقيدات تطبيق مفهوم "الدروع البشرية" على حالة غزة من الناحية القانونية، وتوضح -في الوقت نفسه- لماذا ليس لإسرائيل -أيضًا- حق الدفاع عن النفس من الناحيتَين؛ القانونية والأخلاقية، وهو أمر فصّلت فيه في مقال سابق.
فالشروط الموضوعة لتجنيب المدنيين الحربَ وضعت للظروف الطبيعية، وفرضت مسؤوليات على الدول بشكل رئيس، ولكن حالة غزة تنفرد بكونها أرضًا خاضعة للاحتلال والحصار معًا، وليس فيها دولة ولا قتال نظامي، وكونها صغيرةَ الحجم كثيفة السكان، وهذه اعتبارات مهمة في تحقق المتطلبات الواجب اتخاذها لحماية المدنيين من آثار الحرب من جهة، ومهمة أيضًا لإمكان الامتثال لها من جهة أخرى.
ولكن لا ينبغي للنقاش حول "الدروع البشرية" أن يتحول إلى نقاش تقني أو قانوني الطابع فقط؛ إذ إن القيمة المركزية هنا هي صيانة أرواح المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب، في حين أن ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة غالبيتهم من المدنيين، وخاصة من الأطفال والنساء، الأمر الذي لا يمكن تسويغه بذريعة استخدام حماس هؤلاء دروعًا بشرية، وذلك لثلاثة أمور رئيسة، هي:
الأمر الأول: مقصد حماية المدنيين في الحربسعى القانونيون -من وراء الاتفاقيات القانونية الصادرة بهذا الشأن- إلى تحقيق مقصد وحيد هو حماية المدنيين وتحييدهم أثناء الحرب، وفي كل الأوقات ومن قبل كل الأطراف. ويمكن أن نجد هذا المعنى في جميع الاتفاقيات؛ بدءًا من اتفاقية لاهاي لعام 1907 م (المادة 23) التي أُنجز فيها أول قانون عابر للدول فيما يخصّ مسألة الدروع البشرية والمدنيين، مرورًا بقانون إخلاء الأسرى من مناطق النزاع عام 1929م، وصولًا إلى القوانين الدولية الأخرى الصادرة في هذا الشأن، مثل؛ اتفاقية جنيف 1949، والبروتوكول الإضافي لها في 1977، ومعاهدة روما عام 1998.
ولتأكيد كون حماية المدنيين هي المقصد الرئيس، من المهم ملاحظة أمرين: أولهما: أن هذه القوانين جاءت على خلفية الانتهاكات بحق المدنيين التي شهدتها الحروب السابقة، وخاصة الحرب العالمية الثانية. وثانيهما: الحرص على ضبط مفهوم "المدني"؛ لحمايته ودرء أي أعمال عدائية مقصودة عنه من جهة، ولتحديد وصف الجريمة فيما لو وقعت من الناحية القانونية.
فالمدني هو غير المقاتل أو مَن لا يقدم العون العسكري في ميدان المعركة، وهنا يجب توضيح أن المدنيين -بحسب المنظور القانوني- يفقدون حصانتهم من الهجمات؛ إذا شاركوا مباشرة في الأعمال العدائية، وخلال هذه المشاركة فقط، وذلك استنادًا إلى مبدأَي حصانة المدنيين، والتمييز بين المدنيين والعسكريين.
بل إن إرشادات "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، توضح أن قوانين الحرب تميز أيضًا بين أفراد القوات المقاتلة المنظمة المنتمين إلى طرف غير تابع للدولة من جهة، والمقاتلين بدوام جزئي من جهة أخرى. فالفئة الأولى يمكن استهدافها في الحرب؛ ما لم تقع في الأسر أو ما لم تُصَب بالعجز، بينما أفراد الفئة الثانية يعتبرون مدنيين ولا يمكن استهدافهم؛ إلا عندما يشاركون مباشرة في أعمال عدائية وخلال تلك المشاركة فقط وليس بعدها. أما الأفراد الاحتياطيون في الجيوش الوطنية فهم -وفق التعريف القانوني- مدنيون؛ ما لم يلتحقوا بالخدمة، وفي تلك الحالة فقط يصبحون مقاتلين ويمكن استهدافهم.
الأمر الثاني: صيانة مبدأ التمييز بين المدني والعسكريإنما جرى تجريم اتخاذ الدروع البشرية في الحرب؛ لأنه ينطوي على أفعال محرمة من الناحيتين؛ الأخلاقية والقانونية، ويمكن تلخيصها في ثلاثة أمور: أولها: أن اتخاذ الدرع البشري ينطوي على توسل المدنيين؛ أي جعلهم وسيلة من وسائل الحرب، وثانيها: أنه ينطوي على استغلال أحد الطرفين قوانينَ الحرب (عصمة المدنيين)؛ لتحقيق نصر عسكري بوسائل غير عسكرية من خلال استغلال أهداف مدنية. وثالثها: أن توسل المدنيين في الحرب سيجعلهم عرضة للقتل وجزءًا من أدوات المعركة، وهذا سيؤول إلى إلغاء الفارق بين المدني والعسكري، ومن ثم سيُضحى بالمبدأ الأساسي الذي يضبط الحروب من الناحيتين؛ الأخلاقية والقانونية، وهو التمييز بين المدني والعسكري.
ولكن لنفترض أن التدرّع بالمدنيين قد وقع بالفعل من أحد الطرفين، هل يسوغ ذلك قتل الدروع؟ هنا وقع تضليل الإسرائيليين والأميركيين في المسألة، ففضلًا عن أن تنزيل فكرة "الدروع البشرية" على حالة غزة هو محل إشكال من الناحيتين؛ الأخلاقية والقانونية، فإنه -على فرض أننا سلمنا بأنه جرى استخدام الدروع البشرية- ثمة اعتبارات أخرى يلزم تحقيقها في هذه الحالة وتُلزم الطرف الآخر في الحرب، وهي:
الأول: أن مبدأ المعاملة بالمثل لا يتحقق هنا؛ ومن ثم فإن انتهاك أحد الطرفين القانونَ لا يسوغ انتهاكه من الطرف الآخر. فانتهاك المبدأ من طرف واحد لا يُعفي الخصوم والأطراف الأخرى من التزاماتهم القانونية؛ لأن تسويغ ذلك يعني إلغاء مبدأ التمييز بين المدنيين وغيرهم. الثاني: أن استخدام أحد الطرفين الدروعَ البشرية لا يبيح تعمّد استهداف الدروع أولًا. والواقع أن ثمة تعمدًا لقتل المدنيين (أو ما يقع موقع العمد)؛ لأن العمل العسكري يجري في مناطق سكانية كثيفة، ويقع على أهداف ومنشآت مدنية وبأسلحة فتاكة ذات تدمير شامل، ولأجل هذا لا يمكن الحديث هنا عن الضحايا المدنيين في غزة بوصفهم "آثارًا جانبية"، كما أوضحت في مقال سابق خصصته لهذا المفهوم.ثم إن استخدام الدروع البشرية المزعوم لا يُعفي من مراعاة مبدأ "التناسب" بين الهدف العسكري وبين حق الدفاع عن النفس، لو سلمنا أن لإسرائيل هذا الحق، والأمر ليس كذلك، كما أوضحت في مقال سابق عن "حق الدفاع عن النفس". فلا يمكن تسويغ قتل نحو 22 ألفًا، وجرح عشرات الآلاف، كثير منها سبّبت عاهات دائمة، وتدمير مناطق سكانية شاسعة، بل نحن أمام جرائم حرب واضحة.
الأمر الثالث: المسؤولية المشتركةعلى فرض استخدام حماس دروعًا بشرية في هذه الحرب، فإن الاتفاقيات القانونية تتحدث عن مسؤوليات مشتركة في الحرب، فثمة مادتان في البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف وتحديدًا المادتَين: 57-58. تقرر الأولى منهما "احتياطات المهاجم في قرار الاستهداف"، بينما تحدد الثانية "التزامات المدافع بإبعاد المدنيين والأهداف المدنية من جوار الاعتراضات العسكرية"، وكلتا المادتين تحددان معايير الاستهداف أو قرارات العمليات القتالية للامتثال للمبدأ الأساسي هنا، وهو التمييز بين المدنيين والعسكريين، وهو واجب على الأطراف المتحاربة، وفي الأوقات كافةً.
وبناءً على هذا لا يمكن اختزال المسألة في إلقاء اللوم على من اتخذ الدروع البشرية المزعومة من دون مساءلة أفعال الطرف العسكري الذي قتل نحو 22 ألفًا من المدنيين؛ بذريعة كونهم دروعًا بشرية.
صحيح أنه يجب على الجميع أن يتجنب وضع أهداف عسكرية داخل مناطق مكتظة بالسكان أو بالقرب منها، ولكن يجب على الطرف المهاجم -أيضًا- اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين والأهداف المدنية الواقعة تحت سيطرة الطرف الآخر من مخاطر العمليات العسكرية، وهو ما لم تقم به إسرائيل على الإطلاق.
تشمل تلك الاحتياطات -مثلًا- إخلاء المدنيين، وتنسيق خدمات الطوارئ، واتخاذ تدابير الدفاع المدني أو إذاعة تحذيرات أو ما شابه.
وقد اكتفت إسرائيل بالتذرع بإرسال رسائل تحذيرية تطلب تهجير الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه قطعت الإنترنت والكهرباء ومنعت المساعدات الإنسانية والطبية ولم توفر طرقًا آمنة ولا ملاجئ ولا خِدمات طوارئ؛ بالرغم من كون كل ذلك واجبًا عليها بوصفها قوة احتلال أولًا قبل أن توجبه قوانين الحرب!
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المدنیین فی الحرب أحد الطرفین من المدنیین حالة غزة أهداف ا لا یمکن فی مقال دروع ا من جهة ومن ثم
إقرأ أيضاً:
الصحة: أنفقنا 118.3 مليار جنيه على الاستثمار في التنمية البشرية والاجتماعية
أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن الدولة انفقت ما يقرب من 118.3 مليار جنيه على الاستثمار في التنمية البشرية والاجتماعية لعام 2024 - 2025.
جاء ذلك خلال كلمته في الندوة التي نظمها حزب مستقبل وطن بحضور النائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس حزب مستقبل وطن و الأمين العام وعضو مجلس الشيوخ، والنائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، والنائب حسام الخولي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن في مجلس الشيوخ، و عدد من قيادات الوزارة ونواب الوزير، ولفيف من القيادات ونواب الحزب بمجلسي النواب والشيوخ.
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء، خلال كلمته أن نظام الرعاية الصحية في مصر يشهد مراحل تطور سريعة، مشيرا ً إلي نظام التأمين الصحي الشامل، وجهود الدولة المصرية علي مدار عشر سنوات منذ عام 2014- 2024 في تطوير كافة المجالات لاسيما المنظومة الصحية، مؤكدا أن كافة الإنجازات التي تحققت وفقا لرؤية واضحة لقيادة سياسية أصرت ومازالت تطمح في بناء الإنسان المصري.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن ميزانية الصحة تم مضاعفتها خلال الفترات السابقة، مما يدل علي تعزيز حجم إنفاق الدولة في القطاع الصحي، من خلال رفع كفاءة المنظومة الصحية بتطوير البنية التحتية للمستشفيات والوحدات الصحية، مشيرا إلى الانفاق على القطاع الصحي منذ 2014 - 2024 بلغ 1 ترليون جنيه، كما تم أيضا تطوير منظومة الهيئة العامة للتأمين الصحي بإجمالي 240.5 مليار جنيه.
وتطرق وزير الصحة والسكان إلي الطفرة التي تحققت في منظومة التأمين الصحي الشامل في المرحلة الأولي بإجمالي 51.2 مليار جنيه، بالإضافة لآخر المستجدات والتجهيزات الجارية لإطلاق المرحلة الثانية التي تضم ( دمياط، كفر الشيخ، مطروح، شمال سيناء، المنيا) بإجمالي 120 مليار جنيه، مشيرا إلى الجهود المبذولة في منظومة العلاج علي نفقة الدولة خلال الفترة من 2014 وحتي عام 2024 بإجمالي تكلفة 107.6 مليار جنيه.
وأضاف وزير الصحة والسكان، أن المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة العامة قدمت 170 مليون خدمة صحية، لحوالي 94 مليون مواطن من خلال 3، 527 وحدة صحية، مشيرا إلى نسب التغطية بالفحص السمعي وفقا لمواليد كل عام في إطار مبادرة رئيس الجمهورية لاكتشاف المبكر وعلاج ضعف السمع لحديثي الولادة بلغت 6.808.540 حالة، مضيفا أن إجمالي الزيارات لمبادرة صحة المرأة منذ يوليو 2019 بلغ 52، 209، 327 حالة،
وفي إطار تطوير البنية التحتية للمنشآت الصحية أشار وزير الصحة والسكان، إلي المشروعات القومية التي تم الانتهاء منها أو مازالت جارية بإجمالي 1.219 ومنها ( مستشفى طنطا العام، ومجمع السويس الطبي، مستشفى جهينة بسوهاج، مستشفى بيلا بكفر الشيخ، مدينة النيل الطبية، مستشفى القنطرة غرب، سكينة للصحة النفسية، مدينة العاصمة الطبية) مضيفا الانتهاء من 20 مشروع خلال الفترة القليلة القادمة في 11 محافظة، بإجمالي 10.7مليار، بإجمالي عدد أسرة 2، 649.
واستعرض وزير الصحة والسكان، الجهود المبذولة في إطار القضية السكانية من خلال توفير الفرق الطبية ورفع كفاءتها، وتوفير وسائل تنظيم الأسرة، والتوسع في الحملات الإعلامية ونشر الرسالة السكانية، ودعم المباعدة المبنية علي حقوق الطفل في إطار مبادرة الألف يوم ذهبية، والعمل علي تفعيل دور المجلس القومي للسكان بكافة المحافظات، مشيرا إلى استفادة 15 مليون أسرة من خدمات المشورة من خلال 1500 غرفة مشورة علي مستوي محافظات الجمهورية.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزير تطرق إلي ملف التنمية البشرية من خلال المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والذي يستهدف تحسين حياة الأفراد من خلال تعزيز وتعظيم موارد التعليم والصحة والمعيشة، موضحاً أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، مستعرضًا الخدمات التي تقدمها مبادرة المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية " بداية جديدة لبناء الانسان" بإجمالي 55، 803، 609 خدمة والتي تضم ( ندوات توعوية، خدمات شبابية ورياضية، بطاقات تكافل وكرامة، تمويل مشروعات صغيرة، قوافل طبية، خدمات صحية، توزيع مواد غذائية).
وأشار "عبد الغفار" إلي أن الوزير اكد أن مبادرة بداية تخاطب كافة الفئات العمرية حتي عمر 65 عام، من خلال 30 جهة شريكة، و9800 سفير للمبادرة علي مستوي محافظات الجمهورية، مشيرا إلى تقديم جميع الخدمات الحكومية في مجالات الصحة والتعليم والتوظيف بطريقة تكاملية.
وتابع "عبد الغفار"، أن الوزير أشار إلي الفئات المستهدفة ضمن برامج المشروع القومي للتنمية البشرية بداية من الأم والجنين لتقديم المشورة الأسرية، وفحص المقبلين على الزواج، والرعاية الصحية والنفسية، ومن سن صفر إلى 6 سنوات لتنمية مهارات الأطفال، وتشجيع الإبداع من خلال رياض الأطفال وبرامج صحية وتعليمية وتربوية، ومن سن 6 إلى 18 سنة) من خلال برامج تعليمية وتدريبية ورياضية وتثقيفية لتحسين مهارات الشباب وضمان لسوق العمل، ومن من سن 18 إلى 65 سنة برامج تدريبية ورفع القدرات، و فوق 65 سنة من خلال برامج لدعم كبار السن والمشاركة في المجتمع.
واستطرد" عبد الغفار" أن نائب رئيس مجلس الوزراء نوه إلي أن التنمية البشرية ليست في القطاع الصحي فقط بل من خلال الاستثمار في في كافة المجالات والقطاعات التنموية مشيرا إلى الاستثمار الحكومي في كافة المجالات التنموية باستثمارات تجاوزت 10 تريليون، من خلال تطوير البنية التحتية في الإسكان والنقل والمواصلات والكهرباء والطاقة الاتصالات والتحول الرقمي، وأيضا تنمية وبناء الإنسان من خلال الخدمات التعليمية والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية وتوفير فرص العمل والانشطة الثقافية، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية من خلال التنمية الزراعية والصناعية وتوفير السلع الاستراتيجية.
من جانبه رحب النائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس حزب مستقبل وطن و الأمين العام وعضو مجلس الشيوخ بالدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، مشيرا إلي أن هذا اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي تقوم بها الأمانة المركزية لحزب مستقبل وطن، لاستكمال عرض رؤية الحكومة المصرية ومتابعة ما تم تنفيذه منها، ومن خلال دور الحزب في دعم الحكومة المصرية في تنفيذ أجندتها وأيضاً توضيح هذا الدور للشارع المصرىي إيمانًا بضرورة الحوار وفتح قنوات التواصل المختلفة بين مختلف مؤسسات الدولة والمواطن المصري.
وثمن النائب أحمد عبد الجواد، الدور الذي تقوم به وزارة الصحة سواء على مستوى زيادة عدد المنشآت الطبية ورفع كفاءة المستشفيات أو على مستوى تنفيذ المبادرات التي من شأنها القضاء على الأمراض أو حتى الاكتشاف المبكر لها كما حدث في القضاء على فيروس C والمبادرات الرئاسية 100 مليون صحة.
اقرأ أيضاًوزارة الصحة تكشف حقيقة تسبب لقاح الأنفلونزا في الإصابة بالفيروس
سعر مصل الأنفلونزا في مراكز وزارة الصحة.. وأماكن الحصول عليه