جوع وعطش وأمراض.. عائلات فلسطينية في قطاع غزة تروي معاناتها الإنسانية
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
يتم تكليف كل فرد من أفراد الأسرة الفلسطينية بمهام يومية، بدءًا من جمع الأغصان وإشعال النار للطهي، وحتى البحث في أسواق المدينة عن الخضار.
اعلانيعاني سكان قطاع غزة يوميًا للحصول على الغذاء، في منطقة باتت مهددة بالمجاعة وفق تقارير صادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة.
وتقطعت السبل بعائلة أبو جراد في إحدى مناطق جنوب قطاع غزة، وباتت تتشبث بنظام صعب للبقاء على قيد الحياة.
وفرّت العائلة من منزلها "المريح المكون من 3 غرف نوم" شمالي القطاع بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
"نعيش كالكلاب"باتت العائلة المكونة من 10 أفراد تعيش اليوم في خيمة مساحتها 16 مترًا مربعًا، وعلى أرض رملية تتناثر فيها القمامة، وهي جزء من مخيم مترامي الأطراف للفلسطينيين النازحين.
ويتم تكليف كل فرد من أفراد الأسرة بمهام يومية، بدءًا من جمع الأغصان وإشعال النار للطهي، وحتى البحث في أسواق المدينة عن الخضار.
وقالت عواطف أبو جراد، وهي من كبار السن في العائلة: "في الليل، تحوم الكلاب حول الخيام. في الأساس نحن نعيش مثل الكلاب اليوم".
ويقول الفلسطينيون الذين لجأوا إلى جنوب غزة إن كل يوم أصبح بمثابة كفاح للعثور على الغذاء والماء والدواء والحمامات الصالحة للاستخدام. وطوال الوقت، يعيشون في خوف من الغارات الجوية الإسرائيلية والتهديد المتزايد للأمراض.
طوابير للحصول على المياه في غزةFatima Shbair/Copyright 2023, The APوكان القصف الإسرائيلي والغزو البري لغزة، الذي دخل الآن أسبوعه الثالث عشر، سبباً في دفع جميع الفلسطينيين تقريباً نحو مدينة رفح الجنوبية على طول الحدود المصرية.
وكان عدد سكان المنطقة قبل الحرب يبلغ نحو 280 ألف نسمة، وهو رقم ارتفع إلى أكثر من مليون في الأيام الأخيرة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين أونروا.
وتكتظ المباني السكنية في رفح بالناس، وهم في الغالب عائلات فتحت أبوابها لأقاربها النازحين. وفي غرب المدينة، نصبت آلاف الخيام المصنوعة من النايلون. وينام آلاف الأشخاص في العراء، على الرغم من طقس الشتاء البارد والممطر في كثير من الأحيان.
نزوح مستمر في أنحاء القطاعوفقًا لنعمان، شقيق عواطف، فإن الحرب قادت الأسرة إلى جميع أنحاء قطاع غزة. لقد فروا من منزلهم في بلدة بيت حانون الحدودية الشمالية في اليوم الأول من الحرب وأقاموا مع أحد أقاربهم في بلدة بيت لاهيا القريبة.
وبعد ستة أيام، أدت شدة الضربات الإسرائيلية على المنطقة الحدودية إلى إرسالهم جنوبًا إلى مستشفى القدس في مدينة غزة. وعندما بدأ الناس بإخلاء المستشفى بعد يومين، سافرت الأسرة إلى مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، في رحلة طولها 10 كيلومترات سيرًا على الأقدام.
شاهد: في غزة... الأهالي يبكون أطفالهم الذين قتلتهم غارة إسرائيليةشاهد: بعد ثلاثة أشهر من القتال والقصف... دمار رهيب حل بأحياء وشوراع مدينة غزةومكثت الأسرة في مبنى مدرسة مكتظ تابع للأمم المتحدة في النصيرات لأكثر من شهرين، لكنها غادرته في 23 كانون الأول/ ديسمبر، عندما حوّل الجيش الإسرائيلي تركيزه على مخيمات اللاجئين وسط غزة، بذريعة ملاحقة مقاتلي حماس.
ثم فرت الأسرة إلى مخيم المواسي في 23 كانون الأول، معتقدة أنه الخيار الأكثر أمانًا. وفي الليلة الأولى، نام أفراد العائلة في العراء، ثم اشتروا النايلون والخشب من سوق رفح لبناء خيمة.
غلاء أسعارنعمان، محاسب، ينام على الأرض المغطاة بالنايلون مع زوجته وشقيقته وبناته الست وحفيده. ينامون على جانبهم لتوفير المساحة.
وقال إن تكلفة الخيمة تبلغ 1000 شيكل، أي حوالي 276 دولارًا. وقال: "إنه أمر جنوني تمامًا". وفي ظل اقتصاد الحرب القائم على الطلب في رفح، تتراوح أسعار الخيام العائلية الأكبر حجماً المبنية مسبقاً بين 800 دولار و1400 دولار.
وتبدأ معاناة الأسرة في الخامسة صباحًا. أوضح نعمان أن وظيفته الأولى هي إشعال نار صغيرة لطهي وجبة الإفطار، بينما تقوم زوجته وبناته بعجن العجين لصنع الخبز ثم غسل أوانيهم وصينية الطبخ المعدنية.
وبعد تناول الطعام، يتحول اهتمامهم إلى جلب الماء والطعام، وهي المهام التي تستغرق معظم ساعات النهار.
اعلانقطعت العائلة عشرات الكيلومترات أثناء النزوحFatima Shbair/Copyright 2023, The APقال نعمان إنه والعديد من أقاربه الصغار يجمعون أباريق الماء من أحد الأنابيب العامة القريبة، وهي مياه تستخدم للغسيل فقط وغير صالحة للشرب. بعد ذلك، يتوجهون إلى واحدة من عشرات صهاريج مياه الشرب المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حيث ينتظرون في الطابور لساعات.
ويبلغ سعر غالون مياه الشرب شيكلاً واحداً، أو 28 سنتاً. وينتظر البعض، الذين هم في أمس الحاجة إلى المال، في الطابور فقط لبيع مكانهم في الطابور.
وبعد جلب المياه، يتنقل أفراد الأسرة بين عدة أسواق مفتوحة للبحث عن الخضروات والدقيق والأغذية المعلبة لتناولها في وجبة ذلك المساء. في هذه الأثناء، ينشغل نعمان بالبحث عن الأغصان وقطع الخشب لإشعال النار.
انتشار الأمراضارتفعت أسعار المواد الغذائية في القطاع. وتواجه غزة نقصًا حادًا في الغذاء والدواء وتعتمد إلى حد كبير على المساعدات والإمدادات التي تتدفق عبر معبرين، أحدهما مصري والآخر إسرائيلي، وعلى ما تمت زراعته في الحصاد الأخير. وقالت الأمم المتحدة في أواخر كانون الأول الماضي إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة – أي ما يقرب من ربع السكان – يعانون من الجوع.
وقالت داليا أبو سمهدانة، وهي أم شابة تعيش مع عائلة عمها في منزل مزدحم يضم 20 شخصاً في رفح، إن المواد الغذائية الأساسية الوحيدة في سوقها المحلية هي الطماطم والبصل والباذنجان والبرتقال والدقيق.
اعلانوبلغ ثمن كيس الدقيق الذي يبلغ وزنه 25 كيلوغرامًا قبل 7 تشرين الأول حوالي 10 دولارات. ومنذ ذلك الحين تقلبت الأسعار بين 40 و100 دولار.
وقالت أبو سمهدانة، وهي غير متأكدة من كيفية إطعام ابنتها: "لقد نفدت أموالي تقريباً".
يحق للفلسطينيين النازحين في رفح الحصول على مساعدات مجانية إذا قاموا بالتسجيل لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، التي توزع الدقيق والبطانيات والإمدادات الطبية في 14 موقعًا في جنوب غزة. وغالباً ما يقضون ساعات في الطابور في انتظار توزيع المساعدات.
مخيم المواسي جنوب قطاع غزةFatima Shbair/Copyright 2023, The APوقالت أبو سمهدانة، وهي في الأصل من بلدة خان يونس الجنوبية القريبة، إنها حاولت التسجيل للحصول على مساعدات مجانية عدة مرات ولكن تم رفضها بسبب نقص الإمدادات المتاحة.
ومع قلة الخيارات المتبقية، لجأ بعض الفلسطينيين الجياع في رفح إلى انتزاع الطرود من شاحنات المساعدات أثناء مرورها. وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن بعض إمدادات المساعدات اختطفت من الشاحنات المتحركة لكنها لم تقدم أي تفاصيل.
اعلانفي غضون ذلك، حذر مسؤولو الصحة من تزايد انتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال.
وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن عشرات الآلاف من حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي والإسهال والقمل والجرب وجدري الماء والطفح الجلدي والتهاب السحايا في ملاجئ الأمم المتحدة.
ويعود الانتشار السريع للمرض أساساً إلى الاكتظاظ وانعدام النظافة بسبب نقص المراحيض والمياه اللازمة للاغتسال.
وقامت عائلة أبو جراد بحفر مرحاض مؤقت ملحق بالخيمة لتجنب الحمامات المشتركة. ومع ذلك، فإن الأسرة معرضة للإصابة بالأمراض.
وقالت ماجدة، زوجة نعمان: "حفيدتي تبلغ من العمر 10 أشهر، ومنذ يوم مجيئنا إلى هذا المكان، وهي تعاني من فقدان الوزن والإسهال".
اعلانالمصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: في بيروت.. جموع غفيرة تشيع جثمان صالح العاروري مطالبين بوقف "الإبادة الجماعية في غزة".. متظاهرون يقطعون جلسة لمجلس ولاية كاليفورنيا الأميركية مقتل فلسطيني وإصابة 4 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يشكل فريق تحقيق لبحث فشل 7 أكتوبر وغالانت في خطة جديدة عمن يحكم غزة بعد الحرب مقتل إمام مسجد في ولاية نيوجيرسي الأمريكية إثر تعرضه لإطلاق نار من بينهم ترامب وكلينتون وجاكسون.. الكشف عن شخصيات بارزة مرتبطة بوثائق إبستين الجنسية ثورة في علاج مرض السكري؟ فريق علمي يطور "الإنسولين الذكي" واشنطن تخرج عائلة جندي أمريكي من غزة سرا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next ستراتفور: مخطط إسرائيل لتهجير أهالي غزة فاشل.. وهذه هي الأسباب يعرض الآن Next وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت قدم اقتراحه "لليوم التالي" في غزة.. وهذا أبرز ما جاء فيه يعرض الآن Next شاهد: "تنظيم الدولة" يتبنى تفجيري كرمان الأشد دموية في تاريخ إيران منذ 45 عاماً يعرض الآن Next شاهد: في بيروت.. جموع غفيرة تشيع جثمان صالح العاروري يعرض الآن Next في حملة ضد الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.. تركيا توقف 56 مطلوباً لـ18 دولة بينها عربية LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا قتل روسيا إسرائيل قطاع غزة أزمة كوريا Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا قتل روسيا إسرائيل قطاع غزة أزمة كوريا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا الأمم المتحدة یعرض الآن Next فی الطابور قطاع غزة فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
إستشهاد العشرات في قطاع غزة خلال 24 ساعة .. وتحذيرات فلسطينية من المساس بالأقصى
عواصم "وكالات": أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة اليوم أن 38 شخصا قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع إلى 45399 حصيلة قتلى الحرب المتواصلة بين إسرائيل والحركة.
وقالت الوزارة في بيان إن ما لا يقل عن 107940 شخصا أصيبوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا، والتي اندلعت إثر هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
مقتل 5 صحفيين
قال مسؤولون في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت خمسة صحفيين فلسطينيين أمام مستشفى اليوم لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه هاجم مركبة تقل مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي كانوا ينتحلون صفة عاملين في الإعلام.
وقال مسعفون إن الصحفيين الخمسة كانوا ضمن 26 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في أنحاء القطاع قبل الفجر.
ويأتي ذلك في حين تتبادل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل الاتهامات بالتسبب في تأخير التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إنها تدين "بأشد العبارات المجزرة الفظيعة والبشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم وراح ضحيتها خمسة صحفيين باستهداف سيارة البث التابعة لقناة ’القدس اليوم’ أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".
وذكرت النقابة أن "أكثر من 190 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام قد ارتقوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة" في أكتوبر 2023.
ووصفت قناة (القدس اليوم) التي تبث من غزة الغارة بالمجزرة، وقالت في بيان على تيليجرام إن الخمسة قتلوا "أثناء تأديتهم واجبهم الصحفي والإنساني وهذه الرسالة السامية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "نفذ ضربة دقيقة على مركبة تقل خلية إرهابية من حركة الجهاد الإسلامي في منطقة النصيرات".
وفي وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا ذكر فيه أسماء أفراد طاقم القناة الخمسة وقال "أكدت معلومات مخابراتية من مصادر متعددة أن هؤلاء الأفراد كانوا من عناصر الجهاد الإسلامي ينتحلون صفة صحفيين".
وتنفي إسرائيل عادة استهداف الصحفيين وتقول إنها تتخذ إجراءات لتجنب إيذاء المدنيين.
وخاضت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والحليفة لحماس عدة جولات ضد إسرائيل على مدى العقدين المنصرمين، وانضم مقاتلو الحركة إلى القتال في مواجهة إسرائيل منذ أكتوبر 2023. وذكرت الحركة أنها تحتجز رهائن أيضا.
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن حملة إسرائيل على حماس في القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 45399 فلسطينيا ونزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير جزء كبير من القطاع.
واندلعت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
جنازات
أظهر مقطع فيديو لموقع هجوم اليوم حطام مركبة فان بيضاء اللون مع ما يبدو أنه بقايا كلمة (برس) "صحافة" باللون الأحمر على الأبواب الخلفية.
وشارك العشرات من الأقارب والصحفيين في وقت لاحق اليوم في جنازات الصحفيين الخمسة الذين لُفت جثامينهم في أكفان بيضاء. ووُضعت سترات زرقاء مضادة للرصاص مكتوب عليها كلمة (برس) "صحافة" فوق الجثامين المكفنة.
وقال عبد الله المقداد مراسل التلفزيون العربي خلال الجنازات "يدعي الجيش الإسرائيلي أو يبرر هذا الاستهداف بأنه في إطار استهدافه لعناصر يعملون في تنظيمات وخلايا فلسطينية، لكن على الأرض هؤلاء كانوا في مهمة عمل صحفية، كانوا يقيمون في مركبة صحفية، وكانوا يعملون أيضا على تغطية الحدث".
وبكت نساء جانب الجثامين خلال أداء الرجال صلاة الجنازة قبل الدفن.
وقالت والدة الصحفي فادي حسونة الذي كان بين القتلى الخمسة "حسبي الله ونعم الوكيل، الله ينتجم (ينتقم) منهم، هو اللي بيعمل الخبر وبيجول (يقول) للناس الجرايم هيك تسووا فيه؟"
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في التقرير الختامي للعام إن غزة هي المنطقة الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين بسبب عمليات القتل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.
وقال مسعفون في القطاع إن 13 آخرين قتلوا وأصيب 25 في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الزيتون بمدينة غزة. وأضافوا أن عدد القتلى قد يرتفع نظرا لوجود كثيرين محاصرين تحت الأنقاض.
وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة قتلت ثمانية أشخاص آخرين، ليرتفع عدد القتلى اليوم الخميس إلى 26.
وتبادلت حركة حماس وإسرائيل أمس الأربعاء الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رغم حديث الجانبين خلال الأيام الماضية عن إحراز تقدم.
وقالت حماس إن إسرائيل وضعت شروطا أخرى، بينما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحركة بالتراجع عن تفاهمات تسنى التوصل إليها بالفعل.
وقالت حماس في بيان "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
ورد نتنياهو في بيان قائلا "منظمة حماس الإرهابية تواصل الكذب، وتتنصل من تفاهمات تسنى التوصل إليها بالفعل، وتستمر في خلق الصعوبات في المفاوضات".
تحذر بشأن الأقصى
حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من خطورة المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، وآخرها اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي "المتطرف" إيتمار بن غفير، صباح اليوم للمسجد الأقصى المبارك.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن أبو ردينة قوله إن "مثل هذه الممارسات العدوانية بحق المسجد الأقصى المبارك مدانة ومرفوضة، وتشكل خرقا واضحا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي الذي يؤكد حرمة الأماكن الدينية وعدم المساس بها، وهي محاولة إسرائيلية فاشلة لفرض سياسة الأمر الواقع، مترافقة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأضاف :"نطالب الإدارة الأمريكية بالعمل الفوري على وقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية المرفوضة فورا، وتجنيب المنطقة المزيد من دوامة العنف وعدم الاستقرار، وإجبار الاحتلال على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وعدم المساس بالوضع التاريخي للمقدسات".
إقتحام الأقصى
أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قاد ، صباح اليوم "اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، في أول أيام عيد الأنوار (الحانوكاة) العبري".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن المصادر قولها إن "عشرات المستعمرين بقيادة المتطرف بن غفير اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، وذلك من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا تلمودية عنصرية في باحاته".
وأوضحت المصادر أن "الاحتلال نشر وحدة خاصة في باحات الأقصى لتأمين الاقتحام، ومنع المصلين من الدخول تزامنا مع اقتحام بن غفير".
وأشارت إلى أن "شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة القديمة من القدس، وعند أبواب المسجد الأقصى، وأعاقت دخول المواطنين لساحات الحرم".
ووفق الوكالة ، "دعت جماعات الهيكل المتطرفة لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد "الحانوكاة" اليهودي في 25 من الشهر الجاري".
وأشارت إلى أنه "منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة".
تأثير مدمر
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات شمال غزة في الأيام الأخيرة لها تأثير مدمر على المدنيين الذين ما يزالون في المناطق المحاصرة. وأعرب المكتب في بيان، عن القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، وأجبر من فيه على الإخلاء، مضيفًا أنه في الأيام الأخيرة، وردت تقارير عن هجمات في مستشفيي العودة وكمال عدوان، وهما المرفقان الصحيان الآخران اللذان لا يزالان يعملان بشكل محدود في شمال غزة. وأوضح البيان أن هذا يأتي في وقت يستمر الحصار الإسرائيلي على بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من جباليا في محافظة شمال غزة لليوم التاسع والسبعين على التوالي. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت 48 من أصل 52 محاولة من الأمم المتحدة لتنسيق الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة في الشمال، وقال إنه رغم الموافقة في البداية على أربعة تحركات إنسانية، إلا أنها واجهت عوائق، مشيرًا إلى أنه منذ تكثيف العدوان الإسرائيلي على شمال غزة في الـ 6 من أكتوبر 2024، لم يتم تسهيل أي من المحاولات التي تنسقها الأمم المتحدة للوصول إلى المنطقة بشكل كامل. وأفاد المكتب الأممي أوتشا أنه في جميع أنحاء قطاع غزة، تم تسهيل 40% فقط من طلبات التحركات الإنسانية التي تتطلب التنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر ديسمبر الجاري.