يتم تكليف كل فرد من أفراد الأسرة الفلسطينية بمهام يومية، بدءًا من جمع الأغصان وإشعال النار للطهي، وحتى البحث في أسواق المدينة عن الخضار.

اعلان

يعاني سكان قطاع غزة يوميًا للحصول على الغذاء، في منطقة باتت مهددة بالمجاعة وفق تقارير صادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة.

وتقطعت السبل بعائلة أبو جراد في إحدى مناطق جنوب قطاع غزة، وباتت تتشبث بنظام صعب للبقاء على قيد الحياة.

وفرّت العائلة من منزلها "المريح المكون من 3 غرف نوم" شمالي القطاع بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

"نعيش كالكلاب"

باتت العائلة المكونة من 10 أفراد تعيش اليوم في خيمة مساحتها 16 مترًا مربعًا، وعلى أرض رملية تتناثر فيها القمامة، وهي جزء من مخيم مترامي الأطراف للفلسطينيين النازحين.

ويتم تكليف كل فرد من أفراد الأسرة بمهام يومية، بدءًا من جمع الأغصان وإشعال النار للطهي، وحتى البحث في أسواق المدينة عن الخضار.

وقالت عواطف أبو جراد، وهي من كبار السن في العائلة: "في الليل، تحوم الكلاب حول الخيام. في الأساس نحن نعيش مثل الكلاب اليوم".

ويقول الفلسطينيون الذين لجأوا إلى جنوب غزة إن كل يوم أصبح بمثابة كفاح للعثور على الغذاء والماء والدواء والحمامات الصالحة للاستخدام. وطوال الوقت، يعيشون في خوف من الغارات الجوية الإسرائيلية والتهديد المتزايد للأمراض.

طوابير للحصول على المياه في غزةFatima Shbair/Copyright 2023, The AP

وكان القصف الإسرائيلي والغزو البري لغزة، الذي دخل الآن أسبوعه الثالث عشر، سبباً في دفع جميع الفلسطينيين تقريباً نحو مدينة رفح الجنوبية على طول الحدود المصرية.

وكان عدد سكان المنطقة قبل الحرب يبلغ نحو 280 ألف نسمة، وهو رقم ارتفع إلى أكثر من مليون في الأيام الأخيرة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين أونروا.

وتكتظ المباني السكنية في رفح بالناس، وهم في الغالب عائلات فتحت أبوابها لأقاربها النازحين. وفي غرب المدينة، نصبت آلاف الخيام المصنوعة من النايلون. وينام آلاف الأشخاص في العراء، على الرغم من طقس الشتاء البارد والممطر في كثير من الأحيان.

نزوح مستمر في أنحاء القطاع

وفقًا لنعمان، شقيق عواطف، فإن الحرب قادت الأسرة إلى جميع أنحاء قطاع غزة. لقد فروا من منزلهم في بلدة بيت حانون الحدودية الشمالية في اليوم الأول من الحرب وأقاموا مع أحد أقاربهم في بلدة بيت لاهيا القريبة.

وبعد ستة أيام، أدت شدة الضربات الإسرائيلية على المنطقة الحدودية إلى إرسالهم جنوبًا إلى مستشفى القدس في مدينة غزة. وعندما بدأ الناس بإخلاء المستشفى بعد يومين، سافرت الأسرة إلى مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، في رحلة طولها 10 كيلومترات سيرًا على الأقدام.

شاهد: في غزة... الأهالي يبكون أطفالهم الذين قتلتهم غارة إسرائيليةشاهد: بعد ثلاثة أشهر من القتال والقصف... دمار رهيب حل بأحياء وشوراع مدينة غزة

ومكثت الأسرة في مبنى مدرسة مكتظ تابع للأمم المتحدة في النصيرات لأكثر من شهرين، لكنها غادرته في 23 كانون الأول/ ديسمبر، عندما حوّل الجيش الإسرائيلي تركيزه على مخيمات اللاجئين وسط غزة، بذريعة ملاحقة مقاتلي حماس.

ثم فرت الأسرة إلى مخيم المواسي في 23 كانون الأول، معتقدة أنه الخيار الأكثر أمانًا. وفي الليلة الأولى، نام أفراد العائلة في العراء، ثم اشتروا النايلون والخشب من سوق رفح لبناء خيمة.

غلاء أسعار

نعمان، محاسب، ينام على الأرض المغطاة بالنايلون مع زوجته وشقيقته وبناته الست وحفيده. ينامون على جانبهم لتوفير المساحة.

وقال إن تكلفة الخيمة تبلغ 1000 شيكل، أي حوالي 276 دولارًا. وقال: "إنه أمر جنوني تمامًا". وفي ظل اقتصاد الحرب القائم على الطلب في رفح، تتراوح أسعار الخيام العائلية الأكبر حجماً المبنية مسبقاً بين 800 دولار و1400 دولار.

وتبدأ معاناة الأسرة في الخامسة صباحًا. أوضح نعمان أن وظيفته الأولى هي إشعال نار صغيرة لطهي وجبة الإفطار، بينما تقوم زوجته وبناته بعجن العجين لصنع الخبز ثم غسل أوانيهم وصينية الطبخ المعدنية.

وبعد تناول الطعام، يتحول اهتمامهم إلى جلب الماء والطعام، وهي المهام التي تستغرق معظم ساعات النهار.

اعلانقطعت العائلة عشرات الكيلومترات أثناء النزوحFatima Shbair/Copyright 2023, The AP

قال نعمان إنه والعديد من أقاربه الصغار يجمعون أباريق الماء من أحد الأنابيب العامة القريبة، وهي مياه تستخدم للغسيل فقط وغير صالحة للشرب. بعد ذلك، يتوجهون إلى واحدة من عشرات صهاريج مياه الشرب المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حيث ينتظرون في الطابور لساعات.

ويبلغ سعر غالون مياه الشرب شيكلاً واحداً، أو 28 سنتاً. وينتظر البعض، الذين هم في أمس الحاجة إلى المال، في الطابور فقط لبيع مكانهم في الطابور.

وبعد جلب المياه، يتنقل أفراد الأسرة بين عدة أسواق مفتوحة للبحث عن الخضروات والدقيق والأغذية المعلبة لتناولها في وجبة ذلك المساء. في هذه الأثناء، ينشغل نعمان بالبحث عن الأغصان وقطع الخشب لإشعال النار.

انتشار الأمراض

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في القطاع. وتواجه غزة نقصًا حادًا في الغذاء والدواء وتعتمد إلى حد كبير على المساعدات والإمدادات التي تتدفق عبر معبرين، أحدهما مصري والآخر إسرائيلي، وعلى ما تمت زراعته في الحصاد الأخير. وقالت الأمم المتحدة في أواخر كانون الأول الماضي إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة – أي ما يقرب من ربع السكان – يعانون من الجوع.

وقالت داليا أبو سمهدانة، وهي أم شابة تعيش مع عائلة عمها في منزل مزدحم يضم 20 شخصاً في رفح، إن المواد الغذائية الأساسية الوحيدة في سوقها المحلية هي الطماطم والبصل والباذنجان والبرتقال والدقيق.

اعلان

وبلغ ثمن كيس الدقيق الذي يبلغ وزنه 25 كيلوغرامًا قبل 7 تشرين الأول حوالي 10 دولارات. ومنذ ذلك الحين تقلبت الأسعار بين 40 و100 دولار.

وقالت أبو سمهدانة، وهي غير متأكدة من كيفية إطعام ابنتها: "لقد نفدت أموالي تقريباً".

يحق للفلسطينيين النازحين في رفح الحصول على مساعدات مجانية إذا قاموا بالتسجيل لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، التي توزع الدقيق والبطانيات والإمدادات الطبية في 14 موقعًا في جنوب غزة. وغالباً ما يقضون ساعات في الطابور في انتظار توزيع المساعدات.

مخيم المواسي جنوب قطاع غزةFatima Shbair/Copyright 2023, The AP

وقالت أبو سمهدانة، وهي في الأصل من بلدة خان يونس الجنوبية القريبة، إنها حاولت التسجيل للحصول على مساعدات مجانية عدة مرات ولكن تم رفضها بسبب نقص الإمدادات المتاحة.

ومع قلة الخيارات المتبقية، لجأ بعض الفلسطينيين الجياع في رفح إلى انتزاع الطرود من شاحنات المساعدات أثناء مرورها. وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن بعض إمدادات المساعدات اختطفت من الشاحنات المتحركة لكنها لم تقدم أي تفاصيل.

اعلان

في غضون ذلك، حذر مسؤولو الصحة من تزايد انتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال.

وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن عشرات الآلاف من حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي والإسهال والقمل والجرب وجدري الماء والطفح الجلدي والتهاب السحايا في ملاجئ الأمم المتحدة.

ويعود الانتشار السريع للمرض أساساً إلى الاكتظاظ وانعدام النظافة بسبب نقص المراحيض والمياه اللازمة للاغتسال.

وقامت عائلة أبو جراد بحفر مرحاض مؤقت ملحق بالخيمة لتجنب الحمامات المشتركة. ومع ذلك، فإن الأسرة معرضة للإصابة بالأمراض.

وقالت ماجدة، زوجة نعمان: "حفيدتي تبلغ من العمر 10 أشهر، ومنذ يوم مجيئنا إلى هذا المكان، وهي تعاني من فقدان الوزن والإسهال".

اعلان

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: في بيروت.. جموع غفيرة تشيع جثمان صالح العاروري مطالبين بوقف "الإبادة الجماعية في غزة".. متظاهرون يقطعون جلسة لمجلس ولاية كاليفورنيا الأميركية مقتل فلسطيني وإصابة 4 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يشكل فريق تحقيق لبحث فشل 7 أكتوبر وغالانت في خطة جديدة عمن يحكم غزة بعد الحرب مقتل إمام مسجد في ولاية نيوجيرسي الأمريكية إثر تعرضه لإطلاق نار من بينهم ترامب وكلينتون وجاكسون.. الكشف عن شخصيات بارزة مرتبطة بوثائق إبستين الجنسية ثورة في علاج مرض السكري؟ فريق علمي يطور "الإنسولين الذكي" واشنطن تخرج عائلة جندي أمريكي من غزة سرا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next ستراتفور: مخطط إسرائيل لتهجير أهالي غزة فاشل.. وهذه هي الأسباب يعرض الآن Next وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت قدم اقتراحه "لليوم التالي" في غزة.. وهذا أبرز ما جاء فيه يعرض الآن Next شاهد: "تنظيم الدولة" يتبنى تفجيري كرمان الأشد دموية في تاريخ إيران منذ 45 عاماً يعرض الآن Next شاهد: في بيروت.. جموع غفيرة تشيع جثمان صالح العاروري يعرض الآن Next في حملة ضد الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.. تركيا توقف 56 مطلوباً لـ18 دولة بينها عربية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا قتل روسيا إسرائيل قطاع غزة أزمة كوريا Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا قتل روسيا إسرائيل قطاع غزة أزمة كوريا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى محكمة ضحايا الأمم المتحدة یعرض الآن Next فی الطابور قطاع غزة فی غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

مؤسسات حقوقية فلسطينية: الاحتلال ارتكب 4650 مجزرة في غزة

وثّقت مؤسسات حقوقية فلسطينية ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4650 مجزرة في قطاع غزة، مع مرور 300 يوم على العدوان الإسرائيلي، ما أدى لاستشهاد وفقدان 50 ألف فلسطيني وإصابة 91 ألفًا بجروح ، 70 في المئة منهم أطفال ونساء.
وأشارت المؤسسات الحقوقية إلى استشهاد 140 من المحامين والعاملين في مجال حقوق الإنسان، و500 من الكوادر الطبية، لافتة النظر إلى أن 165 صحفياً استشهدوا في القصف بينهم 70 استشهدوا مع عائلاتهم.
أخبار متعلقة الخطوط الجوية اللبنانية: تعديل مواعيد عدة رحلات خلال الأيام المقبلةوفاة أسير فلسطيني من قطاع غزة داخل معتقلات الاحتلال اليوم .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة - وفا .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة - وفاكارثة صحية وبيئيةوكشفت المؤسسات الحقوقية عن تدمير الاحتلال 85 من المنازل والبنية التحتية في القطاع، بهدف تحويله لمنطقة منكوبة غير صالح للحياة، وأن القطاع يعيش كارثة صحية وبيئية، خاصة مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه، لافتة النظر إلى أن 400 ألف نازح فلسطيني مصابون بالأمراض المعدية، بسبب حالة الاكتظاظ داخل مراكز الإيواء وتكدس القمامة بجوار خيام النازحين.
وأكدت المؤسسات الحقوقية اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 13 ألف فلسطيني خلال الاجتياح لعدة مناطق في قطاع غزة، من بينهم ستة آلاف لازال مكان احتجازهم مجهولاً، تعرضوا لعمليات تعذيب أدت لوفاة العشرات منهم.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية فوراً
  • وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان وعدد من الجرحى جرّاء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • وكالة أممية :تضرر 63 % من المباني في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي
  • نتنياهو غير معني بصفقة التبادل.. تسريبات ترعب عائلات أسرى الاحتلال في غزة
  • شهداء وجرحى في قصف جديد للاحتلال على تل الهوا بغزة
  • مؤسسات حقوقية فلسطينية: الاحتلال ارتكب 4650 مجزرة في غزة
  • انخفاض كبير في عدد شاحنات المساعدات لغزة
  • آخرهم إسماعيل هنية: شخصيات فلسطينية بارزة اغتالها الكيان الصهيوني
  • عبدالله بن زايد وبلينكن يبحثان التطورات في المنطقة
  • ليندا صرصور.. أميركية فلسطينية على خطى مالكوم إكس