بوليتيكو: إدارة بايدن تستعد لتوسع حرب غزة إلى صراع إقليمي
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أفاد 4 مسؤولين مطلعين بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تستعد لتوسع الحرب في غزة إلى صراع إقليمي، وتعكف حاليا على وضع خطط للتعامل مع هكذا سيناريو.
ونقل موقع "بوليتيكو" عن المصادر أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من تصاعد احتمال اتساع الحرب في غزة، وأجرت محادثات داخلية حول السيناريوهات التي يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف أن الجيش الأمريكي يقوم بصياغة خطط للرد على هجمات مسحلي جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيين) على السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، تشمل إمكانية ضرب أهداف الجماعة في اليمن.
وفي الوقت نفسه، يعد مسؤولو المخابرات الأمريكية خططا لتوقع ودرء الهجمات المحتملة على الولايات المتحدة من قبل القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، ويعملون على تحديد المكان الذي قد يوجه فيه الحوثيون ضرباتهم التالية، وفقًا لأحد المسؤولين.
وخلف الكواليس، حثت الولايات المتحدة طهران، منذ أشهر، على إقناع وكلائها بتقليص هجماتهم، لكن المسؤولين يقولون إنهم لم يروا أي علامة على أن الجماعات المدعومة من إيران بدأت في تقليل استهدافها، ويشعرون بالقلق من تصاعد العنف في الأيام المقبلة.
وقد يؤدي هذا التصعيد إلى تورط بايدن بشكل أعمق في الشرق الأوسط مع اشتداد موسم حملات الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وقال مسؤولون إن احتمال نشوب صراع أوسع نطاقا يتزايد في أعقاب سلسلة من المواجهات في العراق ولبنان وإيران خلال الأيام القليلة الماضية، ما أقنع بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية بأن الحرب في غزة قد تصاعدت رسمياً إلى ما هو أبعد من حدود القطاع، وهو السيناريو الذي حاولت الولايات المتحدة تجنبه لعدة أشهر.
وهذه التطورات محفوفة بالمخاطر ليس فقط على الأمن الإقليمي ولكن على فرص إعادة انتخاب بايدن، الذي دخل منصبه حاملاً تعهدات بإنهاء الحروب، وهو ما تحقق مع الانسحاب الفوضوي من أفغانستان الذي أنها 20 عاماً من القتال الأمريكي هناك، بينما ينهي ولايته الأولى منخرطا في حربي أوكرانيا وغزة.
وحتى بدون وجود قوات أمريكية في أي من الصراعين، قد يرى الناخبون أن عام 2024 هو فرصتهم للتعليق على سؤال السياسة الخارجية الرئيسي في هذه الانتخابات: إلى أي مدى يجب أن تشارك أمريكا في الحروب الخارجية؟
ويعزز من الضغوط على بايدن تفاخر منافسه الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب، بأنه يستطيع إنهاء الغزو الروسي في غضون ساعات فقط، وقوله إن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ نهج عدم التدخل في القتال بين إسرائيل وحماس.
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: شكل حرب غزة قد يتغير.. لكن نهايتها لا تلوح في الأفق
وفي السياق، قال جاستن لوغان، مدير دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد كاتو: "هذا هو الجانب السلبي للرئاسة الإمبراطورية. سيقوم ترامب بحملته على أساس رسالة "تذكر أيام المجد"، بحجة أن روسيا لن تكون في أوكرانيا، وإسرائيل لم تكن لتتعرض للهجوم، والصين لن تميل إلى تايوان لو كان مسؤولاً".
وأضاف: "سيتعين على بايدن أن يقول: نعم سيفعلون ذلك، ولم يكن أي من ذلك خطأي. إنه ليس موضوعًا جيدًا بالنسبة لبايدن. ولكن ما لم تتفاقم الأمور كثيرًا، بما في ذلك مقتل جنود أمريكيين، فمن غير المرجح أن تلعب السياسة الخارجية دورًا كبيرًا في هذه الانتخابات. يكاد لا يحدث ذلك أبدًا".
ومع ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة "كوينيبياك" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن 84% من الأمريكيين كانوا إما قلقين للغاية أو إلى حد ما من احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع الشرق الأوسط. ومع مرور كل شهر، يخشى المزيد من الأمريكيين من تقديم إدارة بايدن الكثير من الدعم المادي لأوكرانيا.
وقال مصدر مقرب من حملة بايدن، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة، إن "شاغل المنصب سيواجه دائمًا أحداث السياسة الخارجية"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، كان يدافع عن حرب العراق.
وقال المصدر إن بايدن يركز على قضايا أكثر أهمية للناخبين مثل الاقتصاد ومستقبل الديمقراطية وحقوق الإجهاض، ولكن مع تصاعد موسم الحملات الانتخابية، تضطر الإدارة بشكل متزايد إلى معالجة بؤر التوتر في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، استهدف الحوثيون سفينة شحن تجارية، ما أجبر مروحيات البحرية الأمريكية على استهداف وإغراق 3 من قواربهم. واتهمت حماس يوم الثلاثاء إسرائيل بقتل قائدها الكبير، صالح العاروري، في بيروت، وقُتل عشرات الأشخاص يوم الأربعاء خلال سلسلة من الانفجارات في ضريح قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني الراحل، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة عام 2019، في مدينة كرمان الإيرانية.
وتصاعدت التوترات في المنطقة يوم الخميس بعد أن شن الجيش الأمريكي غارة بطائرة مسيرة في بغداد أسفرت عن مقتل زعيم الميليشيا المدعومة من إيران، مشتاق طالب السعيدي، أو "أبو التقوى"، ومسلح واحد آخر على الأقل، وفقًا لاثنين من مسؤولي البنتاجون.
وقال مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن إن الرئيس اجتمع بفريق الأمن القومي الخاص به صباح يوم رأس السنة الجديدة للحديث عن الوضع في البحر الأحمر، ومناقشة خيارات الرد الأمريكي، مشيرا إلى أن إحدى نتائج هذا الاجتماع كانت بيانًا مشتركًا أصدرته الولايات المتحدة وعشرات من حلفائها في وقت واحد، يحذر من أن الحوثيين سيواجهون "عواقب" إذا استمروا في "تهديد الأرواح" وتعطيل التدفقات التجارية في البحر الأحمر.
ثمة دلائل على أن الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إزاء تزايد تلك التهديدات في أعقاب الهجوم الذي وقع في إيران يوم الأربعاء، ولذا بدأ المسؤولون في البنتاجون ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات في تقييم كيف يمكن لإيران أو قواتها الوكيلة في الشرق الأوسط استهداف الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة بشكل مباشر.
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. المقاومة تواصل تكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة (فيديو)
وفي السياق، قال المسؤولون إن مثل هذا التخطيط للطوارئ أمر طبيعي في حالات التوتر المتزايد بالشرق الأوسط، لكن التدافع لإعداد تقارير حول نقاط الهجمات المحتملة وردود الفعل الأمريكية المحتملة هذا الأسبوع جاء نتيجة لأوامر من أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية بسبب مخاوف من تصاعد العنف في المنطقة واضطرار واشنطن إلى التدخل في نهاية المطاف.
ومما يثير القلق بشكل خاص احتمال التصعيد في البحر الأحمر، إذ دفعت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية هناك الولايات المتحدة الشهر الماضي إلى الإعلان عن بدء تحالف بحري دولي جديد لردع هذه الهجمات.
وقال قائد الأسطول الخامس الأمريكي، براد كوبر، للصحفيين يوم الخميس، إن التحالف، الذي يضم الآن أكثر من 20 دولة، سمح لحوالي 1500 سفينة تجارية بالعبور الآمن لهذه المياه منذ بدء العمليات في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال كوبر إنه حتى يوم الخميس، كان هناك 25 هجوما على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وأضاف أن الحوثيين فجروا صباح الخميس زورقا مسيرا، لأول مرة، في الممرات الملاحية الدولية، مما يشكل تهديدا جديدا.
وأجبرت هجمات الحوثيين شركات الشحن الكبرى التي تمثل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد البحري الدولي على إعادة توجيه سفنها، ما زاد تكاليف الشحن وأطال مدته، ويشعر المسؤولون بالقلق من مزيد من التصعيد.
وهناك خوف مستمر من احتمال انتشار العنف في غزة إلى الضفة الغربية ولبنان، إذ يتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل بالفعل إطلاق النار على الحدود، كما وردت تقارير عن هجمات يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتتزايد هذه المخاوف بعد قيام إسرائيل بقتل العاروري في لبنان يوم الثلاثاء الماضي، ما علق عليه ميك مولروي، الضابط السابق في مشاة البحرية ووكالة المخابرات المركزية والمسؤول في البنتاجون في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، قائلا: "رغم أن الولايات المتحدة كانت تحاول تجنب تحول الحرب في غزة إلى حرب إقليمية، إلا أن هذا القرار في نهاية المطاف ليس متروكًا لنا تمامًا. المؤشرات تومض باللون الأحمر".
اقرأ أيضاً
ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 22 ألفا و438 شهيدا
المصدر | بوليتيكو/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل جو بايدن الولايات المتحدة لبنان العراق حماس البحر الأحمر الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط الحرب فی غزة إدارة بایدن غزة إلى
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الشرق الأوسط
الثورة نت/وكالات أعلنت وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون”، أن واشنطن ستزيد عدد حاملات طائراتها المنتشرة في الشرق الأوسط إلى اثنتين، إذ ستنضمّ إلى تلك الموجودة الآن في مياه الخليج حاملة ثانية موجودة حاليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وقال المتحدث باسم “البنتاغون” شون بارنيل، في بيان: “حاملة الطائرات “كارل فينسون” ستنضم إلى حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” من أجل مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أي عدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة” ،على حد زعمه. وكان البنتاغون، قد أعلن أمس الثلاثاء، أن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، في ظل استمرار العدوان الأمريكي على اليمن، لأكثر من أسبوعين وتصاعد التوتر مع إيران. لكن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أفادوا بأن ما يصل إلى 6 قاذفات من طراز “بي-2″، نُقلت الأسبوع الماضي، إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في جزيرة “دييغو غارسيا” بالمحيط الهندي. ويشير خبراء إلى أن هذه الخطوة تجعل القاذفات الشبحية “بي-2″، التي تتمتع بقدرة على تجنب الرصد الراداري ومجهزة لحمل أثقل القنابل الأمريكية والأسلحة النووية، على مسافة قريبة كافية للعمل في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في البيان: “إذا هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأمريكية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا”. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد يوم الأحد الماضي، بقصف إيران وفرض رسوم جمركية إضافية في حال لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد صرح أول أمس الاثنين، بأن “الولايات المتحدة الأمريكية، ستتلقى ضربة قوية إذا نفذ ترامب تهديداته”. كما أصدر أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، تهديدًا للقوات الأمريكية في المنطقة، قائلًا: “بيتهم من زجاج، وعليهم ألا يقذفوا الناس بالحجارة”، في إشارة إلى القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.