شاهد.. أرصفة شوارع مدينة رفح تعج بالنازحين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
رفح- يقف على حافة الطريق متأملا الشارع لا يعلم أين يتجه يمينا أو يسارا وهو في خيارات أحلاها مُر، التقينا بالشاب سعيد، لم ينتبه إلينا حينما سألناه: لماذا يقف هنا؟ ورددنا عليه السؤال مرة أخرى فأجاب بابتسامة ساخرة وبلغته الفلسطينية الغزاوية "ليش هو في مكان تاني أروح عليه، ليش هما خلونا نرتاح في مكان".
وأضاف سعيد "تعذبنا والله، أجينا على رفح وما في أي مكان فاضي، حتى الشوارع مليانة ناس، وقفت على الرصيف بحاول ألاقي مكان أقعد فيه ما في".
حياة في خطر
وتابع سعيد حديثه بنظراته البعيدة "إلنا شهرين في النصيرات نازحين، وقبل 3 أيام حكالنا الاحتلال الإسرائيلي روحوا على رفح أنتم في خطر، إحنا حياتنا بالشارع يا عالم، كل حياتنا صارت في خطر".
أما الحاجة غادة البنا فترتكز على سيارة ابنها النازح معها على جانب الطريق، وبدموعها الجارية تحدثت لنا عن مأساتها "من أكثر من شهرين واقفين بالشارع والبرد والجوع، ما حدا شايفنا بالعين، اتعبنا ومتنا من البرد ومش عارفين وين نروح".
وتكمل "بدنا العالم يقف معنا ولو يوم ولو ساعة، كنا بالبريج في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على الأقل كان لنا مكان يؤوينا، أما اليوم إحنا متعذبين بالشارع مش عارفين وين وكيف نقعد أصلا".
ويقول رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي -في لقاء مع الجزيرة نت- إن عددا كبيرا من السكان توجهوا إلى مدينة رفح التي تعاني أساسا من كثافة سكانية كبيرة جدا، مشيرا إلى أن أعداد النازحين المرتفعة والمهولة شكلت عبئا كبيرا على المدينة والخدمات التي تتلقاها، حيث لا تستطيع أي وسيلة مواصلات السير بسهولة في شوارعها نتيجة الازدحام الشديد ووجود خيام النازحين على الطرقات.
تعداد سكان مدينة رفح يبلغ 300 ألف نسمة واستقبلت 300 ألف آخرين نزحوا من مختلف مناطق قطاع غزة (الجزيرة) تحذيراتوأكد الصوفي أن الكثير من النازحين لا يملكون مأوى سوى الشارع، على الأرصفة وبجانب الطرقات، مما ينذر بكوارث كبيرة بسبب البرد الشديد في فصل الشتاء.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2022، يبلغ عدد سكان مدينة رفح 300 ألف نسمة، وبفعل النزوح الكبير الذي شهدته لجأ إليها أكثر من 300 ألف نازح يقيمون داخل 44 مدرسة تابعة للأونروا و27 مدرسة حكومية وفي مقار الأندية الرياضية ومنشآت ومرافق عامة وخاصة، إضافة إلى لجوء آلاف إلى منازل الأقارب والأصدقاء.
وتعاني مدينة رفح من فقر في البنى التحتية والمرافق الخدماتية، الأمر الذي زاد عجزها عن استقبال مئات آلاف النازحين الذين يعيشون واقعا إنسانيا مترديا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدینة رفح
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: لا مكان لروسيا وإيران في مستقبل سوريا
شددت مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الاثنين، على ضرورة ألا يكون هناك أي مكان في سوريا لكل من إيران وروسيا بعد سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد إلى موسكو.
وقالت كالاس في تصريحات صحفية عقب اجتماعها مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن "التطرف وروسيا وإيران يجب ألا يكون لهم مكان في مستقبل سوريا"، حسب وكالة رويترز.
وأضافت أن "كثيرا من وزراء الخارجية شددوا على أن القضاء على النفوذ الروسي (في سوريا) يجب أن يكون شرطا على الإدارة الجديدة"، مشيرة إلى أن التكتل الأوروبي "سيثير مسألة" القاعدتين العسكريتين الروسيتين مع القيادة السورية الجديدة.
وتعد إيران وروسيا أبرز حليفين لنظام الأسد قبل سقوطه إثر دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة السورية دمشق بعد معركة خاطفة قادتها "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها أحمد الشرع المعروف بلقب "الجولاني".
ولدى روسيا قاعدتان عسكريتان بارزتان غربي الأراضي السورية، أولهما قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية، والثانية قاعدة طرطوس البحرية.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن أربعة مسؤولين سوريين، قولهم إن موسكو لن تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد بعد سقوط الأسد على الرغم من سحب روسيا جيشها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع على الساحل السوري.
والأسبوع الماضي، تحدثت تقارير عن بدء روسيا بتفكيك معدات عسكرية في سوريا بعد سقوط النظام، بما في ذلك مروحيات وأنظمة دفاع جوي من طراز "إس-400"، وذلك تجهيزا لنقلها إلى الأراضي الروسية.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص، وأخيرا دمشق.
وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.