رفح- يقف على حافة الطريق متأملا الشارع لا يعلم أين يتجه يمينا أو يسارا وهو في خيارات أحلاها مُر، التقينا بالشاب سعيد، لم ينتبه إلينا حينما سألناه: لماذا يقف هنا؟ ورددنا عليه السؤال مرة أخرى فأجاب بابتسامة ساخرة وبلغته الفلسطينية الغزاوية "ليش هو في مكان تاني أروح عليه، ليش هما خلونا نرتاح في مكان".

وأضاف سعيد "تعذبنا والله، أجينا على رفح وما في أي مكان فاضي، حتى الشوارع مليانة ناس، وقفت على الرصيف بحاول ألاقي مكان أقعد فيه ما في".

حياة في خطر

وتابع سعيد حديثه بنظراته البعيدة "إلنا شهرين في النصيرات نازحين، وقبل 3 أيام حكالنا الاحتلال الإسرائيلي روحوا على رفح أنتم في خطر، إحنا حياتنا بالشارع يا عالم، كل حياتنا صارت في خطر".

أما الحاجة غادة البنا فترتكز على سيارة ابنها النازح معها على جانب الطريق، وبدموعها الجارية تحدثت لنا عن مأساتها "من أكثر من شهرين واقفين بالشارع والبرد والجوع، ما حدا شايفنا بالعين، اتعبنا ومتنا من البرد ومش عارفين وين نروح".

وتكمل "بدنا العالم يقف معنا ولو يوم ولو ساعة، كنا بالبريج في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على الأقل كان لنا مكان يؤوينا، أما اليوم إحنا متعذبين بالشارع مش عارفين وين وكيف نقعد أصلا".

ويقول رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي -في لقاء مع الجزيرة نت- إن عددا كبيرا من السكان توجهوا إلى مدينة رفح التي تعاني أساسا من كثافة سكانية كبيرة جدا، مشيرا إلى أن أعداد النازحين المرتفعة والمهولة شكلت عبئا كبيرا على المدينة والخدمات التي تتلقاها، حيث لا تستطيع أي وسيلة مواصلات السير بسهولة في شوارعها نتيجة الازدحام الشديد ووجود خيام النازحين على الطرقات.

تعداد سكان مدينة رفح يبلغ 300 ألف نسمة واستقبلت 300 ألف آخرين نزحوا من مختلف مناطق قطاع غزة (الجزيرة) تحذيرات

وأكد الصوفي أن الكثير من النازحين لا يملكون مأوى سوى الشارع، على الأرصفة وبجانب الطرقات، مما ينذر بكوارث كبيرة بسبب البرد الشديد في فصل الشتاء.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2022، يبلغ عدد سكان مدينة رفح 300 ألف نسمة، وبفعل النزوح الكبير الذي شهدته لجأ إليها أكثر من 300 ألف نازح يقيمون داخل 44 مدرسة تابعة للأونروا و27 مدرسة حكومية وفي مقار الأندية الرياضية ومنشآت ومرافق عامة وخاصة، إضافة إلى لجوء آلاف إلى منازل الأقارب والأصدقاء.

وتعاني مدينة رفح من فقر في البنى التحتية والمرافق الخدماتية، الأمر الذي زاد عجزها عن استقبال مئات آلاف النازحين الذين يعيشون واقعا إنسانيا مترديا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

إعلان مدينة رفح منطقة منكوبة.. الاحتلال يترك دمارا واسعا (شاهد)

أعلن رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، الأحد، أن المدينة أصبحت منطقة منكوبة بالكامل، مؤكدا أن نحو 90 في المئة من المدينة جرى تمديره بالكامل.

وأكد الصوفي في مؤتمر صحفي، أن ما شهدته رفح لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج، استهدف محو كل مظاهر الحياة عبر تدمير كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

وكشف رئيس البلدية عن خروج 9 مراكز طبية عن الخدمة، بينها 4 مستشفيات رئيسية، مما أدى إلى أزمة صحية كارثية وسط استمرار الحاجة الملحة للعلاج والرعاية الطبية.

وأضاف أن 31 مسجدا في رفح تم تدميرها بالكامل، إضافة إلى تدمير 30 مقرا للبلدية من أصل 36، ما أدى إلى شلل تام في الخدمات البلدية، فيما تم تسوية 60% من منازل المدينة بالأرض.

ودعا رئيس بلدية رفح إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ المدينة المنكوبة وإعادة بناء بنيتها التحتية المدمرة، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات الأساسية.
رئيس بلدية #رفح: المدينة في مشهد مأساوي من الدمار والخراب وتحولت إلى ركام وأطلال بفعل العدوان الإسرائيلي، والتقديرات الأولية تشير إلى أن 30 مقرا للبلدية تم تدميرها بالكامل pic.twitter.com/iXCMitnZ20 — hamla kaddour (@HamlaKaddour) January 19, 2025

مقالات مشابهة

  • سكان غزة يزورون مكان استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار (شاهد)
  • مشهد تحدّ من قلب مدينة غزة: القسام تسلّم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث وسط هتاف المئات من الفلسطينيين
  • كتائب القسام تسلم الصليب الأحمر الأسيرات الإسرائيليات من وسط مدينة غزة (شاهد)
  • تسليم الأسيرات الإسرائيليات بساحة السرايا وسط مدينة غزة / شاهد
  • تسليم الأسيرات الإسرائيليا بساحة السرايا وسط مدينة غزة / شاهد
  • غزة .. آلاف النازحين الفلسطينيين يعودون لمنازلهم
  • شاهد: عناصر القسام في شوارع دير البلح.. مسلحون فلسطينيون يحتفلون بوقف إطلاق النار في غزة
  • إعلان مدينة رفح منطقة منكوبة.. الاحتلال يترك دمارا واسعا (شاهد)
  • عودة النازحين إلى مخيم جباليا تكشف عن دمار هائل (شاهد)
  • تحديد خريطة شوارع رئيسية سيبدأ العمل على فتحها بعد وقف العدوان في غزة - صورة